يلجأ كثير من الآباء الي عقاب أطفالهم حين يسيئون التصرف بالتوبيخ وبأمطارهم بسيل من الكلمات الجارحة اعتقادا منهم أن هذا الأسلوب أفضل من الضرب.. فالتوبيخ الكلامي لايقل ضررا عن الضرب لأنه يحدث نفس الآثار الضارة
يشكل العنف اللفظي أحد جوانب التعدي على حياة الأشخاص الآخرين من أطفال أو نساء أو رجال ، وينقسم عموماً العنف إلى العديد من الأشكال واللفظي أحد أبرز تلك الأشكال .. والعنف اللفظي هي الكلمات والألفاظ المسيئة والتي تحمل عبارات السخرية والاستهزاء والسب والشتم من قبل الوالدين أو من المحيط الخارجي والأفراد المحيطين بالشخص نفسه ..العنف اللفظي مرفوض شرعاً وأخلاقياً ونفسياً ، حيث أن الدين يحثنا على الكلمة الطيبة والابتسامة والتعامل بالرفق واللين ، وهذا أيضاً ما تحثنا عليه الأعراف الاجتماعية والإسلامية ، وأن على الوالدين والمحيط الخارجي مراعاة استخدام الألفاظ الحسنة والايجابية وأنها مسؤوليتهم في أن يكونوا قدوة حسنة حيث يبدأ التغيير من تصرفاتهم وأساليبهم .. وأنها قضية لا بد أن لا يسكت عنها ، وأن السكوت عن ذلك يؤدي إلى انتشارها وتكرارها وأيضاً من قبل المدرسيين والالتزام الشخصي والنصح في المحيط الخارجي .. وهذا يكون من خلال حملات التوعية والمحاضرات بالذات في الأماكن التعليمية والدراسية .. وأن علينا أن نستخدم الألفاظ والأساليب الايجابية التي تحث على الخير والطيب ..
ومن أهم أسباب العنف اللفظي التنشئة الاجتماعية المنزلية المبنية على الذم والتحقير والسب والشتم حيث انها تحفز الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل لتثير فيه العنف والحقد والكراهية التي يترجمها اما بالعدوان اللفظي على الآخرين واما باستخدام القوة ضدهم من أجل رفع القهر الناتج عن الاستهزاء وضروب العنف اللفظي الآخرى الممارسة ضده .
والإسلام له كلمته في هذا الشأن حيث أن ديننا أوصانا بالرفق والرحمة لجميع الناس وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه " .. وقال الله عز وجل : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " 159 آل عمران .. فما أجمل وأروع ديننا الإسلامي فقد أوصى على ذلك حتى نحافظ على المجتمع والأسرة وعلى معاني الرحمة واللطف والرفق ..