في أواخر السبعينات حظينا في الصف الثاني من التعليم الابتدائي بمدرسة علي خليل بمعلم حسن المظهر بدا طلق المحيا لين الجانب ، وكان الرجل متأنقاً ببدلته الجميلة ، و قامته الفارعة وكان لمظهره ذاك من الهيبة ما استولى على النفوس فملك الأسماع و الأبصار ، و على تقادم العهد و توالي السنين لم أعد أذكر تلك الملامح على ما كانت عليه و لكن صورة الجلال و الجمال الذين طالعنا بهما معلمنا الجديد تركت ظلالها إلى يوم الناس هذا ،كما أن أسلوبه العذب في التأثير على صغار الصف كان كفيلا بأن يترك في طباعنا شيئا من اللين و الرقة لازمنا عهودا طويلة ، فقد كان معلمنا يبدأحصة الأخلاق و قد جلس على مكتبه كمن يتأهب لتلاوة آيات من الذكر ثم يضع بين يديه كتابا غير سميك أظننه مشتملا على شيئ غير قليل من مواد التربية المقررة ، فكان يشرع كل مرة في قراءة قصة طريفة عن خلق من الأخلاق الكريمة ، ثم يضع الكتاب جانبا لينطلق في استثمار العظات و القيم من تلك القصة بأسلوب رقيق أخاذ تتجاوب معه القلوب قبل العيون و الأسماع كان أستاذي المغفور له " ابراهيم بوحنيك " ذاك الرجل البهي الودود المشرق الذي غذانا بأخلاقه و طبعنا بطباعه الكريمة منذ عهدنا الأول بالمدارس جزاه الله عنا خير ما جزى مربيا عن مريديه و طلابه و تغمده برحمته و ألحقه بالأنبياء و الصالحين . سعد مردف