السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ السوري أبو يوشع : أولا لابد أن أبدا بالدعاء لإخوتنا في سوريا بأن يحقن الله دمائهم، ويردهم إليه ردا جميلا.
ثانيا ربما تطغى السياسة على الإقتصاد عندما يكون موقعك الإقتصادي ووضعك المالي مرتاحا وجيدا، نشاهد ذلك جليا في تعامل أمريكا مع قضايانا وعدم اكتراثها بآرائنا لعلمها بتبعيتنا لها إقتصاديا، لكن عندما تكون في موضع ضغط من طرف شعبك تذلل كل هذه الاعتبارات، كمثال آخر على ذلك العلاقات الجزائرية المغربية، طبعا اختلاف واضح في الرأى السياسية بين المغرب والجزائر تاريخيا بعد استقلال الجزائر مباشرة (أظنك تعلمه) وأيام الإرهاب، ومستمر للآن حول قضية الشعب الصحراوي، أقول المغرب مازال يطالب بفتح الحدود لحاجة اقتصاده لمتنفس ينقذ مستواه الاجتماعي، ويرحب بذلك رغم اختلاف الرأى السياسية.
فالرئيس المصري ربما يدرك أن المطلب الأول للشعب المصري هو خروجه من أزمته الاقتصادية ورفع مستواه المعيشي، وذلك لن يتأتى إلا بحل مشكلاته اليومية بتوفير الشغل أولا وتوفير حاجياته اليومية مثل غاز الأنابيب الذي توفره الجزائر بنسبة كبيرة وأكبر مما كانت عليه قبل الثورة لتحسن العلاقات الجزائرية المصرية.
أما ما تساءلت حوله فسأشرح لك قليلا ما أفهمه من القضية، ما تصدره الجزائر لمصر هو غاز الأسطوانات وأظن أن تسميته عند المصريين هو (البوتاغاز) وما تصدره مصر لإسرائيل هو غاز المدينة أي الذي يصل إلى المنزل عبر الأنابيب، الفرق أن لإسرائيل القدرة المالية على إنشاء شبكات الغاز الطبيعي للمنازل، في حين لا تتوفر مصر على القدرة المالية لإنشاء هذه البنية التحتية من أنابيب نقل الغاز لكل سكان مصر، فتلجأ لتصدير فائض الغاز الطبيعي لديها (غاز الجدران أو الشبكات) وتحوله العملة الصعبة المحققة منه إلى تطوير شبكات نقل الغاز للمنازل، وإلى ذلك الحين تبقى تستورد غاز الأسطوانات .
أما عن قضية الإخوان فالأمر مختلف تماما عندنا، فهم منخرطون في اللعبة السياسية تماما، ومنذ اشهر فقط كان الإخوان مع حلف مع الأحزاب الحاكمة عندنا فلا مجال للمقارنة بيننا.