"ادهن السير يسير"

[Mohamed845]

السّلامُ عليكم؛




شكراً لك أخي محمّد قاسم أحمد؛ كيف حالك ياصاحب العلم ممزوجاً بحكمته؛ حالت بيننا التّفاحة اللّتي سقطت؛ طواعيّةً أو مُكرهةً؛ تكلّمت فكان لسانها أعجميّ؛ قد تذكّرتَ




إنّ السّيْر أخذ الوسيلة للإصلاح لا للإفساد؛ خلف أخاه فسدّ باب الفُرقة؛ وأخذ صاحب السّيْر؛ وظيفة غيره فكسر باب الفتنة؛ ليدخلها مَن بعده؛




لقد أخطأ التأويل لسببين؛ فالأوّل أنّه لا ينزلُ الحيّ إلى منزلة الجماد؛ بل يعتبر بما يراه من صُنع لله؛ ليرفع من مكانته؛ فلو رأيت نملةً تجرُّ على الرِّزق أضعافها ؛ هل تفعل فِعلها؛ كلاّ بل تستخدم الرّافعات فتحمل أكثر مِمّا حملت لو نزلتَ منزلتها؛ ثمّ اعلموا أنّه كذالك لا ينزلُ صاحبُ الخيَرة إلى من لا إختيار له؛ فهذا كلّه معيبٌ عند أهل النّظر؛ فاللهُ كرّم بني آدم؛ عليه السّلامُ؛





الثّاني؛ أنّ الدِّهان ههنا؛ ينفع الدّاخل لا المدخول عليه؛ أمّا الرّشوة فلا تنفع صاحبها؛ لا دُنيا ولا آخرة؛ وتنفع آخذها اليوم ثمّ تضرّه غداً؛ وهذا ممّا لا تتحدّثُ به أنفُسُ العُقلاء؛ فكيف تنطق به؛ فكيف بنا نتّبع جماداً ينفع نفسه؛ ولا ننفع أنفسَنا.




أخيراً اعلموا أنّ الرِّزق قد كُتب في الرّحم؛ فلو كانت ألفاً فستأتيك قبل الممات؛ ومن أخذ أكثر منها بالحرام فسيأخذ من صحّته وغيرها؛ ثمّ تكون حسرةً عليه؛ فاللهُ كتب لك الرِّزق الطيِّب ولا يقبل إلاّ طيِّباً؛ وترك لك الإختيار فلا تأخذه بالحرام؛ فتذهب البركة فيما رُزقت؛

أفضلُ وسيلةٍ تنفع صاحبها في الدّنيا و الآخرة؛ توحيدُ للهِ؛ فمن أخلص نيّته رأى من عجائب صُنع للهِ؛ اللّذي أتقن كلّ شيئٍ؛ عبرةٌ لأولي الأبصار.





ملاحظة:

1 باب إنزال الكلام منازله : السّببان اللّذين ذكرتُهما آنفاً؛ نزلتا منزلة المعلومة لا التّفنيد؛ لأنَّ أخي أحمد ذكر التّأويل على لسان بعض النّاس؛ لا على لسانه فهو صاحب الحكمة؛



2 كيف جعلت للتّفاحة كلاماً ثمّ صبغته بصبغة الأعجميّ؛ أهذا كلامُ العُقلاء !؛ ياأخي مالا تُدركه العقول لا تُكذِّبه آثاره؛ فقد أخبرنا المولى جلّ وعلا؛ أنّ كلّ شيئٍ يُسبِّحُ بحمده وإن كنّا لا نفقَه تسبيحهم؛ فهذا كلامهم ككلام نملة سليمان؛ عليه السّلامُ؛ ثمّ كلّ لسان عدا العربيّة هو أعجميّ؛ فهذا جوابك؛ وإن كانت التّفاحة اللّتي سقطت لم تتكلّم وإنّما نحن؛ فإنّما جعلتها هي المتكلِّمة من باب ضرب المثل بالغير إذا أردنا به أنفُسَنا؛ هذا بيني وبين أخي أحمد.

3المدخول عليه أم فيه أترك لكم الأمر


اعذروني عن كثرة التّفلسف؛ وأطمئن البعض منكم أنّه ليس به مكروه لمّا سألتُ نفسي السّؤال وأجبتُ عنه.








السّلامُ عليكم.