أسعد الله صباحك عزيزتي ، فعلا فاقد الشيء لا يعطيه ، فمن أين له به حتى يمنحه للآخر؟! ، سأبسط لك الفكرة ، غالبا العطايا التي نمنحها للآخر عطايا نفسية وجدانية ، اي مشاعر، أحاسيس عواطف ...إلخ، الإحساس : عبارة عن إستجابة لمثير معين ، فإن تعرضت لموجة برد أحسست بقشعريرة ، أستطيع أن أصف لك إحساس القشعريرة لأني عايشته ، لامسته ، تذوقته ، ليس مجهولا بالنسبة لي و لا لمنظومتي العصبية أو النفسية، هكذا الأمور الأخرى ، فمن لم يعش إحساس الحنان وهو إستجابة لمثير الأمان في طفولته لن يستطيع إيصاله للآخر أو منحه له فهو غريب بالنسبة إليه ، فكيف سيتكون عنده وهو لم يجربه ؟!، أشهر أطباء علم النفس الذي نجحوا في علاج كثير من الأمراض المستعصية هم من الذين أصيبوا بها ففهموها و عايشوها أعطيك مثالا: الدكتور لينغ أشهر طبيب بريطاني في طب الأعصاب و الأمراض نفسية ، إستطاع علاج الفصام لأنه أصيب به و بقي فترة من الزمن يعاني منه ، إذا فأكثر الناس عطاءا من عاشوا العطاء و ليس من حرموا منه ، لذا علينا أن نركز على تنشئة إجتماعية و نفسية سوية للطفل ، لينمو متوازنا غير محروم من شيء.