مترددة

[بنت الرّحّل]

تحية طيبّبة وبعد :
أختي الفاضلة شيء لم أفهمه ما هو الذي أنت ضده بالضبط فكرة الزواج أم توقيت الزواج ؟
تعبيرك محيّر جدا ... لم أفهمه ويغلب على ظنّي أنك تقصدين التوقيت
إن كنت تقصدين هذا فأنت مخطئة وعليك بتغيير فكرتك إذا جاء شخص محترم متخلق تشتركان في نفس الأفكار .. خلاص لا توقيت ولا شيء .. خير البر عاجله !

الأمر الثاني :قولك بأنك لم تشعري بميول إليه هو الآخر حيرني - بعض المشاكل تطرح بطريقة مختصرة وكلمات موهمة أنا شخصيا أجد نفسي أستعمل جهدا فكريا كبيرا لمحاولة جمع النقاط من أجل إعطاء نصيحة تكون نافعة لي ولصاحبها-

مبدئيا أحب أن أقول أن قضية الميل مهمة جدا في بناء الأسرة وللمرأة كامل الحق في ذلك
لكـــــــن وحبّذا تركزّي معي في لكن هذه
الميول الآن أصبحت غير واضحة المعالم عند الفتاة بسبب بعض العوامل منها موجة الكلام الكثير عن الحب والغرام
فمثلا كانت لي جارة كانت تدرس معي ترفض من يخطبها بطريقة تقليدية وتأتي تشتكي لي أنها لم تشعر بميول اتجاهه ولما تناقشنا وجدتها تسقط ما تراه عن الحب وتسمعه على نفسها وتريد أن تعيش ا لحب
وهذه مشكلة ولم أعرف كيف أساعدها على نزع الفكرة من رأسها
أنا أؤكد أن الميل في أول الخطبة مهم جدا وهو من أهم أسس نجاح الزواج -أكرر ذلك حتى لا يُفهم كلامي بأني ألغي هذا الأمر -
ناهيك عن أن كون الخاطب هو من الأقارب وفي الغالب تكون هناك فكرة مسبّقة عن القريب أنه كالأخ أو شيء قريب منه

وهذا الذي ذكرته عوامل تؤثر في الميول كثيرا وتجعلها مضطربة أو منعدمة إضافة إلى تخويف الناس لك من مغبّة الزواج بالأقارب...
مع أنه ليس بصحيح هناك زواجات كثيرة معروفة في التاريخ وفي الواقع كانت ناجحة وأولها قدوتنا صلى الله عليه وسلم إذ زوج عليّا ابن عمّه من ابنته رضي الله عنهما
أما قضية الأمراض الوراثية وما شابه ذلك فلا تعتبر مانعا مطلقا لأنها متعلقة بحالات معينة
وكذلك قضية الخلافات والنزاعات والتفرق بسبب الخلاف الزوجي هي الأخرى مشاكل محدودة تعالج بقدرها والسبب فيها نقص الأخلاق وقلة الصبر والشحناء وحب الانتقام إلى غيرها من أمراض القلوب .. وبالتالي فلا علاقة لزواج الأقارب بهذه الأمور
وهناك حالات مشرّفة جدا ومفرحة أن كان زواج الأقارب زيادة في صلة الرحم والتقارب والتعاون .. وهو شيء جميل بشرط عدم التعصب وجعله قانونا يسري في الأسرة !

فالخلاصة أنه يبدو لي أن هناك مؤثّرات خارجية على عدم وجود الميل عندك لهذا الذي يريد خطبتك

لذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك أنصحك بالتالي :
أن تستخيري الله سبحانه ثم تقبلي مبدئيا مقابلته والتحدث معه في حضور محرمك - طبعا-حاولي التعرف على بعض صفاته من الأقارب الآخرين مادمت تقولين أنه أنه لا بأس به

بعد هذا اللقاء فكّري جيدا ولعل نظرتك تتغيّر بإذن الله
لا تنسي دعاء رب العالمين أن يوفّقك ويرشدك للصواب وأن ينزل على قلبك الطمأنينة

ولا تنسي أن تدعينا لزفافك
تمنياتي لك بالتوفيق