الشك و ممارسة النقد امر ضروري جدا . يمكن مثلا ان نطرح التساؤلات التالية :
حسب المنهج العلمي نحن لا نطرح الفرضيات اعتباطا و بل نطرح الفرضيات إذا ما لاحظنا إمكانية وجود علاقة سببية بين شيئين (الشهر و الشخصية مثلا) . . . قبل الخوض في دراسة الفرضيات لابد من تعريف دقيق للمتغيرات . و عناصر الشخصية و أنواعها امر معقد و لا يسع المجال لتعريفها هنا لكن ما هو الشهر ؟؟
ما هو الشهر ؟؟ الشهور هي مجرد فترات افتراضية تعارف عليها البشر لتقسيم أوقات السنة , و الشهور تختلف من تقويم لآخر , لكنها في نهاية الامر فترات متعلقة بموقع الأرض بالنسبة للشمس خلال دورتها حولها و التي تستغرق 12 شهرا (أشهر غير متساوية المدة). فعندما يبدا شهر فيفري مثلا تكون الأرض عند نقطة معينة من مدارها حول الشمس و عندما ينهي تكون عند نقطة اخرى . و هذه اللحظة الإفتراضية لا تحدث دائما في نفس النقطة في كل عام , لان طول السنة يزيد عن 365 يوم و هو ما يدفعنا لزيادة يوم كل أربع سنوات .
ما هي العلاقة السببية التي يمكن ان نفترضها بين موقع الأرض على مدارها في لحظة معينة من جهة و شخصية الإنسان الذي ولد في تلك اللحظة ؟؟؟؟ , , , في القديم كان الناس يعتقدون ان النجوم و الكواكب هي كائنات عاقلة و كانوا يعتقدون ان لها تاثيرا على حياة الناس و هذا أصل التنجيم , لكن اليوم نحن نعلم ان النجوم و الكواكب هي مجرد اجرام لا يمكن أن تكون لها علاقة بقدر الإنسان و لا بشخصيته .
ثم ما الفرق بين شخص ولد في اخر دقيقة من شهر فيفري و شخص أخر ولد في اول دقيقة من شهر مارس ؟؟؟ ما الذي يحدث عند تلك الثانية العجيبة التي بمرورها تتغير شخصيات المواليد ؟؟؟؟ و العديد من الاسئلة التي تجعلنا ببساطة نطرح جانبا هذا الافتراض غير العلمي .
لكن حتى و لو صممنا على التحقق من هذا الافتراض على رغم غرابته فلن نجد اي علاقة ارتباط احصائية تؤكده .
الغريب و المضحك ان الناس عادة يصدقون الكلام الذين يريدون سماعه و هذه النوعيات من المواضيع تقول لهم ما يريدون سماعه لذا فهم يفرحون به و يصدقونه .