الثورة ومحنة المثقفين / عزلة العقل وثقافة القطيع

[isyami]

أبو يوشع;11878308

بداية شكرا جزيلا على هذا المجهود و التوضيح.و معذرة على التعب و الكتابة .

أعتقد أن المثقف هو من كان على دراية بأحوال المجتمع والشؤون العامة لبلده ،

هو ذاك و أضيف أنه يؤثرفيه سلبا أو إيجابا

بالإضافة إلى حصوله على شهادة جامعية ومن أهمها العلوم السياسية وعلم الاجتماع والفلسفة ، وهذان الأمران ليس بالضرورة أن يكونا شرطاً ليكون الإنسان مثقفاً فمع تعدد العلوم كما مع تعدد المفاهيم

حول كلمة المثقف أصبح من الصعوبة بمكان تحديد ماهية هذا المثقف

ليس بالضرورة التعريف الأكاديمي حتى لا نتهم بـ........، فيمكن إعطاء تصور عام أو بعض الصفات المطلوبة فيه ليكون مثقفا ،و هذا بما اتفق عليه كأن نقول أن المثقف هو "الذي يقترح تفكيرا، أو طريقا للتفكير و لكنه لا يفرضه أبدا"
..

فأصبح لدينا المثقف الأكاديمي والذي يحمل كماً كبيراً من المعلومات ومن المعارف في مجالات تخصصه وربما يكون مبدعاً في تخصصه هذا سواء اكان أدباً أم اقتصاداً أم رياضيات ....
كما أصبح لدينا مثقف الشأن العام والاجتماعي والشأن السياسي

..

تماما، فالمثقف يجمع بين عدة علوم ، كأن يجمع بين الفلسفة من حيث أنها منهج تحليل و تفكير و مادة تخصصه .

وبالمقابل نجد تصنيفين للمثقفين التصنيف الحقيقي وتصنيف السلطة المستبدة ..
فبعض هذه السلطات المستبدة تستبعد المثقفين كعدو حقيقي لها مهما كانت ميولهم ورؤاهم وتحاول دوماً طمس الثقافة الحقيقية وتشويه المثقفين وتحاول تعميم الجهل والتعصب وثقافة القطيع وتحارب كل ماهو جديد بل وتستعين بوسائل كثيرة للإبقاء على تخلف المجتمع كالجنس والمال والمخدرات وتعميم الثقافة لاستهلاكية وغيرها من وسائل كثيرة تضمن بها استمراريتها

لأن أخطر شيء على السلطة هو الشخص الذي يفكر، و بخاصة" من له الشجاعة لأن يقول لا للظلم"

وبعض هذه السلطات تستثني المثقفين الذين يحملون رؤى تخالف توجهات هذه السلطات وبالمقابل تقوم بتلميع صورة المثقفين الذين يحملون نفس توجهاتها الفكرية مع ضمان عدم تعرضهم لبعض القضايا التي تعتبرها هذه السلطات خط أحمر لا يمكن حتى الحديث عنه

بل كل السلطات العربية دون استثناء فقط بشكل متفاوت

وبعض هذه السلطات تعطي هامشاً ضئيلاً من الحرية للمثقفين الذين يحملون رؤى تخالف التوجهات الفكرية لهذه السلطة وبالمقابل تقوم بتلميع صورة المثقفين الذين يحملون توجهاتها الفكرية

..

هؤلاء أشباه مثقفين، توفر لهم كل الوسائل ليسمع صوتهم عاليا و يكون لهم أتباع يصفقون لهم

ومن هنا كان وضع المثقف العربي وضع يرثى له ، وظل هذا المثقف يعاني من تبعات التخلف والاستبداد مما أثر على مستوى تفكيره وإنتاجه الذي أصبح أحياناً دون المستوى المطلوب وأحياناً يحمل بعض العثرات الناتجة عن تشويه الفكر العام للمجتمع بعامته ومثقفيه

حكمة عربية "لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها من أهلها فتظلموهم" التشويش موجود من المدرسة إلى الجامعة ، حتى نظلم الحكمة و أهلها معا ،فكيف يمكن للمثقف أن يبقى مستقيما في فكره ،

وأخيراً أقول لك اختي الفاضلة المثقفين هم مفتاح نهوض أي أمة ولك مثال على ذلك الألمان فمجتمعهم الغني بالفكر والفلسفة والثقافة استطاع تصدير أهم الفلسفات التي أثرت بالعالم على مدى عقود كما استطاع النهوض بالمجتمع الألماني مرتين إثر حربين عالميتين كان الألمان هم المحور والمحرك له

ا

الألمان هضموا الحضارة العربية جيدا، أظنك سمعت بجامعة فرانكفورد التي تضع تمثال الرازي أظن أو الفارابي في وسط الحرم الجامعي ليعتبر به الألمان و يبدعوا مثله.لقد درسوا و ما زالوا يدرسون كتب العرب المسلمين و يستنبطون منها كل ما يفيدهم اليوم و مستقبلا.أما نحن فقتلنا العلماء ، و عطلنا العقل باسم الدين تارة، و الذي أول ماجاء به "إقرأ"، و بإسم السياسة و لا زلنا و كأن التاريخ يعلمنا أننا لم نتعلم أبدا.

شكرا جزيلا لك ايها الأخ الكريم .متابعة إن شاء الله.