الآباء والأولياء ومطالبتهم بعمل بناتهم ؟؟!!

[بنت الرّحّل]

تحية طيبة وبعد :

الحقيقة أنا مستغربة من أمر !لماذا موضوع (عمل المرأة ) متكرر كثيرا في المنتدى ...
حسنا ليس مهما

أعتقد أن الآباء مخطؤون في هذا التصرف حين يفكرون في جهة مادية أو مظهرية أكثر من الجهة الروحية والأخلاقية والآثار السلبية لخروج المرأة إلى العمل

لكـن يمكنني أن أتحدث عن والدي يرحمه الله نموذجا مختلفا بعض الشيء

كان والدي من أشد الناس محافظة وكان يقول لنا يوميا ونحن ندرس والله (لو لا أنني أخاف أن تصبحن جاهلات ما سمحت لكن بالدراسة)
دائما وأبدا ...
وكانت تقوم معارك بينه وبين أمي كلما بلغنا مستوى معيّنا يقول هذا يكفيهن وأمي ترفض الفكرة لأنها أمية ولا تريد أن يكون مصيرنا كمصيرها...
وكان خروجنا اليومي كابوسا له ولنا أيضا لأنه دائم الحرص على التزامنا بمواقيت الدخول والخروج وعدم المخالطة وما إلى ذلك

لكنه كان يشجع أختي الكبرى على العمل كمدرسة ويقول لنا (أخاف عليكن لا يأتيكن المكتوب وأنا لن أدوم لكنّ )

ولله الحمد كلنا مقتنعات بالمكوث في البيت ومرة سألته عن سبب تشجيعه وتغيير فكرته قال لي أنه لم يغير فكرته وإنما التدريس يعتبر أقل الأماكن خطرا على المرأة

هذه نظرة والدي رحمه الله لأن تصوره للقضية أنه لا أحد يمكن أن يهتم بنا بعده وأن عمل المرأة ضرورة أصبحت تفرض نفسها في حال عدم وجود عائل وللأسف الإخوة يفرطون في حق أخواتهم كثيرا

لكنه أحسن الظن في قضية عمل المرأة ( مدرّسة ) باعتباره عملا ليس فيه مخالطة كبيرة للرجال ...
وحسن ظنه ليس في محله طبعا ... وحتى خوفه علينا بعد موته ليس في محله هو الآخر .. رحمه الله ..
لأن الإنسان مطالب بأداء واجبه في الحياة أمام الله على أكمل وجه أما بعد الموت فلكل مقام مقال وتصرف خاص به أيضا ....

سبق وأن شاركت في موضوع آخر خاص بعمل المرأة وقلت أن المشكلة مرتبطة
بشيئين متلازمين لا يمكن أن ينفكا :

• قوامة الرجل ورجولته وغيرته وإيمانه
• دين المرأة وإيمانها وأخلاقها وكمال عقلها

وقلما تجد حالة من حالات عمل المرأة لا تجد فيها شبهة أو نقصا أو ضعفا أو حتى انعداما كليا لهذه الأمور

الله يصلح الأحوال ..