لم الخجل.؟؟؟؟

[بلقاسم 1472]

تبا لمجتمع يراعي المظاهر الخداعة
ويجري وراء الألوان ولا يعلم ماتخفيه تلك الألوان، ونحن لا نصبغ ونلوّن إلا مانريد ستره،
صراحة كانت عندنا موظفة كبيرة فيما مضى تعمل منظفة، وكنت أجلها وكانت تشعر بهذا وتقدره، حتى أنني أحيانا كنت أحمل عنها المكنسة وأنظف القسم أو الرواق، ومرات تراني أجلب لها الماء أو أقربه منها، ولا تتعجبوا مني إن قلت كنت في مرات أنظف قسمي لوحدي بيدي عند غيابها ويتسابق على مساعدتي تلامذتي (خاصة في بداية التسعينيات)، وكنت أجد السعادة والراحة النفسية، كانت تذكرني هذه الفعلة بأفعال كثيرة فعلها الصحابة الكبار كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فكيف نتكبر ونحن لا نساوي شعرة في لحية أحدهما
تقاعدت تلك السيدة المحترمة، وماتزال تزورني في مؤسسة العمل وتطلب مني كل ما تطلبه الأم من ابنها وكنت ومازلت أعتبرها لا تختلف عن أمي كثيرا، ولا تبخل علي بدعواتها وسلامها مع أبنائها وبناتها، صحيح أن فعلتي هذه قلت مع وجود عاملات صغيرات، لكن المهنة ماتزال في خلدي تصنع التواضع وتبيد كبرياء الغرور
فلولا هؤلاء البسطاء المساكين لهلكنا ولانتقم الله منا، فأكثر أصحاب السيارات الفخمة والدور والقصور والبطون المنتفخة وربطة العنق الأنيقة من مصاصي الدماء ومن مختلسي أموال الأمة، ومن السراق ومن اللصوص وربما من برونات مخدرات، أما هؤلاء فطيبات مكرمات
فرحمة بهن أيها الإخوة
إنهم في أكل الحلال خير من الوزير والرئيس وكثير من أصحاب الفخفخة والفخامة
إنهم لا يطلبون صدقة بل رزقا حلالا بعرق الجبين
فلا تشعروهن بالنقص ونحن لو تأملنا واقعنا لوجدنا أنه يجب علينا الخجل
إن الحلاق وعامل النظافة بكل أنواعه والغسال في الحمام..... وغيرهم، كلهم يسهرون على نظافتك فلا تشعرهم بالوضاعة أيها الإنسان ولولاهم لغرقت في أوساخك

وتحياتي للجميع