طلبت رابط الكاتب حتى أتوثق من وجوده , وحتى لا أنخدع بالقراءة لكاتب هلامي لا وجود له من اختراع صحفي من أيتام القذافي يتمنى لو أن ليبيا صارت أنهارا من الدماء ولم يتحقق له ذلك فاغتاظ ويكاد ينفجر من الغيظ أن ليبيا الثورية تعيش بكب هدوء
مالذي يجعلني أصدق صحة المقال ونحن لم نستفق من فضيحة مقال مكذوب على لسان ضابط صهيوني أوهمنا أننا سنرمي إسرائيل في البحر ؟
الصورة السوداوية التي تريدون رسمها عن ليبيا بعد القذافي هي صورة من تكوين نواياكم تجاه الجار لا أكثر , فبالنظر إلى أن السلاح بكافة أنواعه في ليبيا صار أقل ندرة من علب السجائر , وضع كهذا لو كان مع اقوام آخرين لكنا تابعنا مجازر رواندا وبورندي على حدودنا , لكن الشعب الليبي الذي طالما صورتموه شعبا متخلفا أثبت لكم نضجه التاريخي , فمع انتشار السلاح بكل تلك الكثافة لم تجر مجازر دموية كنتم تنتظرونها بل ضبط الليبيون أعصابهم , ولم يقع من النزاعات إلا كمثل تلك التي عايشها الجزائريون بعد الاستقلال في صائفة 62 أو في الصراع على السلطة بين بومدين و مناوئيه , أو من انشق وكوّن ألوية خاصة به مثل حسين آيت أحمد.
فإن يعيش الليبيون فوضى السلاح فقد عاشها الجزائريون قبلهم , ورغم ذلك تجاوزت الجزائر تلك المرحلة من الصراعات المسلحة بين رفقاء السلاح وقام كيانها وصارت دولة يفتخر بها أبناؤها , وسيكون لليبيا مثل ذلك.
أما الصورة السوداوية التي يرسمها الكاتب الذي لا أعلم عنه شيئا فهي صورة معهودة في ليبيا منذ ايام القذافي وأنا شاهد على ذلك , فقد كانت اللجان الثورية تمارس تلك السلطة الوحشية باسم ثورة الفاتح , وهي صورة تشبه بعض الإنفلات عندنا نتيجة انتشار مرعب للجريمة وما نراه من اختطاف أطفال ومقاولين أو ما يحدث أحيانا من شغب مسلح بالسيوف بين جيران الحي الواحد رغم وجود دولة احتفلنا بقيامها منذ 50 سنة.
ليبيا تستعيد عافيتها بعد غياب كيان الدولة مدة حكم القذافي , فالقذافي قتل روح المؤسساتية في عهده وأحال ليبيا ثكنة عسكرية يحكمها بالحديد والنار , وإن حدثت بعض التجاوزات فلا يعني أن المستقبل قاتم , فدعوا الليبيين لشؤونهم لأن اشتغالكم بهم سيجعلهم يتقدمون وأنتم جامدون في نقطة الصفر , فالليبيون بدأو التأسيس للغة الحوار الديمقراطي فانتخبوا مجالسهم النيابية بكل شفافية , وأما نحن فلا نزال نعاني التهريج السياسي والتبهديل السياسي والإنتخابات التشريعية الأخيرة أكبر فضيحة.
أخيرا يا سي طارق ... ما رأيك في شعار "
اخطونا يا عرب" أليس شعارا جميلا
