كييف نقرأ الفكر الأدونيسي؟؟؟؟؟؟؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كييف نقرأ الفكر الأدونيسي؟؟؟؟؟؟؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-30, 18:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
gatboulerbah
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية gatboulerbah
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أثارت زيارة الشاعر السوري أدونيس إلى الجزائر ، وما صدر عنه من تصريحات، الكثير من اللغط في المنابر الثقافية لبعض الصحف العربية. حيث قال أودنيس في أحد لقاءاته الثقافية: "إن الحضارة العربية تنقرض، بسبب فقدانها لآلية الإبداع". وفيما بعد أتت على تصريحاته، الكثير من ردود الفعل الكتابية "الغاضبة" في الصحافة ، ثم قام هو بالرد عليها. ما سوف تتوقف عنده هذه المقالة، هو فهم ظاهرة خلق مثل هذه الأجواء "الثقافية\الحربية" التي تولّدها مثل هذه التصريحات والردود عليها.
في النموذج هذا، ثمة آلية ثلاثية الأبعاد، تخترع معركة من فراغ، تفعل ذلك حينما تقلب الطاولة الثقافية، التي من المفترض أن تكون مبعثا للعقل والتنوير والود، إلى ما يعاكسها بالتمام، أي ما يحولها ـ الطاولة الثقافية ـ إلى ميدان للتنافخ الجماعاتي والتراشق الأيدلوجي والكراهية المبطنة المغلفة بشعور المركزية الثقافية. وما سنسمي في النموذج الذي نحن بصدد تفكيكه، هو شاعر ورمز ثقافي، أدونيس، يطلق تعبيرات، تشبه البيانات العسكرية، من حيث حديتها واستقطابيتها وروحها الأيدلوجية. وعلى الطرف الآخر يرد مثقفون، يمزجون بين الموضوعي والذاتي، بين السياسي والثقافي، وبين دور المثقف ودور نافخ طبول الحرب. وبين الاثنين يقف مثقفون مستلبون إلى الرموز "الأيقونات" الثقافية للجماعات الأكثر حضورا منهم، وفي نموذجنا هم أكثر المثقفين واستلابهم المطلق بشخص أدونيس. وما سنذهب أليه أخيرا، أن هذه الأدوار الثلاثة، والتي تبدو من حيث الظاهر، أدواراً متباينة ومتناقضة، تخدم بعضها البعض، من حيث أنها تجرف الآخرين للآخرين إلى المعارك المتوهمة التي يخلقونها، ويحولون ذواتهم إلى رموز لها.

بيان الشاعر:

ما قاله أودنيس في الجزائر، ومن ثم عاد وكرره في بيانه،من "أن الحضارة العربية تنقرض، بسبب فقدانها لآلية الإبداع". ما قاله، ينم عن إطلاقية حكمية، لا تقبل تردد الباحث في العلوم الإنسانية، وشكه وحيرته، بل العكس، ثمة يقينية المؤمن وحزم العسكري. وهو إطلاق ويقين مفهومان في ظل اعتبار ما قاله الشاعر قولاً في الأيدلوجية والسياسية والأيمان، لا في المعرفة والثقافة. وحين يطالب الشاعر منتقديه بأن يقدموا عكس ما ذهب أليه من انقراض مفترض للحضارة العربية، لا أن ينتقدوا مجرد تصريحه، ومكان تصريحه، فهو بذلك يعزل نفسه عن دور المثقف في التحليل والتفكيك والفهم، ويحيله فقط إلى دور الإطلاق والنعت والتبني.
فأيهما برأي الشاعر يحقق مرامي البحث ويحقق أهداف المثقف: ذاك الذي ينعت ويصنّف بالعبارات الكلية والحازمة والجازمة، أم الذي يبحث ويمحص ويفكك ويبني على كشف. فأيهما أصعب وأجدر بالطرح وألح حضورا في ذات المثقف العربي: قول المثقف، إن العرب يفتقدون المؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني والتعليم الجيد، وهو قول لا يحتاج إلى حذاقة تفكير وقوة منطق، أم التساؤل عن الأسباب التاريخية والمعاصرة لهذه الحالة والوقوف في وجهها بكل أدواته المعرفية.
المثلب الذي كان الشاعر أوقع نفسه فيه بمقالته التي كتبها فيما بعد، حينما توقع أن يطالبه منتقده بقول ما قاله مارون النقاش منذ قرن ونصف القرن "نحن الأصول، وأولئك الفروع، وهم السواقي ونحن الينبوع" وهو قول من لاوعي الشاعر يوشي بعمق فهم الشاعر لدور المثقف، فهو يراه معلقاً بين مكانتي الرجم والمدح، ليس إلا. وهو بالجملة اعتداء معنوي على "مثقف كانط" الواعي، والذي قال عنه بأنه الذي يولّد من دماغه المفاهيم والمصطلحات والأفكار والمعايير... الخ فقط ليفهم غموض العالم، فقط ليفهم، لا أن يرجم ولا أن يمدح. وخصوصا بحق الجماعات ـ العرب في نموذجنا ـ التي تحتاج إلى عمق معرفي كبير جدا لفهم حالتها الثقافية والسياسية والاقتصادية ـ الحضارة على حد تعبير أدونيس ـ المعاصرة والمتباينة جدا، و على كل الصعد، وهو الدور الأبرز المأمول من كل النخب العربية، وهو الغائب إلى الراهن، وهو المبعث الأكبر، إن لم نقل الوحيد، للمشكلة الثقافية العربية، أي لا أحد جاهزاً ليفهم العرب، والكل جاهز لنعتهم، مدحا أو رجما، سيان لا فرق.
بهذا لا يبقى من قول الشاعر غير الرغبة في أثارة الغبار، طمعا في مركزية ثقافية، وتميّزا أيا كان شكله، وخلقا لتباين متوهم مع المعاش، والذي يخفي بالعموم اصطيادا للسلطة والثروة المعنوية بالتحول إلى قطب في أي صراع، وإن كان ذلك على حساب ود المثقف لمجتمعه، أو عضويته الممدوحة، حسب مقياس كان مرغوبا أيام غرامشي. لكن الظاهر أن لكل زمان مقاييسه الخاصة، وطبيعة مثقفيه ؟! فكيف به في زمن النزعات الثقافية اليمينية هذا.


دمت سالما...









رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc