السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
و كل شيئ يذكرني به
تضحياته من اجلنا و من أجل البلاد
بناها بدمه صغيرا فدائيا طفلا لكنه بطل
لما كبر رفض تسوية أوراقه كي يقبض الثمن
و قال: أسأل الله تعالى أن يثيبني إن كنت أفدت بلادي فكانت بحاجتي و لم أتوانى في تلبية النداء
و هو الذي سوى أوراق عائلات كي يكفهم ذل السؤال في ذلك الوقت العصيب بعيد الإستقلال
و لما اندلعت ثورة البناء بنى بعون الله و شيد و كان المقاول "المجنون" رحمه الله
نعم مجنون و ما يعرفش صلاحه على رأي أصحابه من ذوي الكروش المنتفخة بالحرام
مجنون لأنه كان يقطع من قوتنا كي يبني جيدا بمواد ممتازة و بطريقة ممتازة
مجنون لأنه كان يشارك العمال العمل و لا يقول أبدا فلان يعمل عندي بل فلان يعمل معي
يساعدني...لم أكن أشعر بفرق كبير بينه و بين العمال البسطاء الذين كانوا يعملون معه في الورشات
حتى أني كنت أعتقد أن بعضهم من عائلتنا لفرط اهتمامه بهم و تفضيل أبنائهم علينا أحيانا و تسبيقهم في كل شيئ
مجنون هو أبي لأنه كان يشغل معه نسبة من الضعفاء من الشيوخ أو حتى الشباب ليشعرهم أنهم فاعلون في المجتمع
لكنه في الحقيقة لم يكن يكلفهم بكثير عمل، كثيرون من كانوا يلومنه على توضيفه لفلان أو فلتان لأنه لا مردود له
فيقول : المؤسسة لي و نعمل فيها واش نحب
يومها كنت أتصوره مجنون فعلا
توفي ابي و هو المسلم السني الذي طالما حاج عن الحق و أهله
و اليوم فهمت معنى أن يقول عنك الناس مجنونا
اليوم فهمت، فهمت لما رأيت و سمعت ما حدث يوم وفاتك يا أبتي
لقد توفي و أخي يعمل باكثر من 800 كليومتر بعيدا عنا لكن الغريب أن روحه ذهبت إليه صافحته و ودعته
لما هاتفنا أخي لنخبره بالوفاة...أخبرنا هو و قال أعلم لقد ودعني هذه اللية بالذات و كثير كثير ما حدث من غريب الإمور
اللهم أرحم موتانا و موتى المسلمين
اللهم أرحم والدة أخي المسلم السني
اللهم ارحم أختنا زينب
اللهم اجعل مثواهم جنة الفردوس الأعلى و ألحقنا بهم في غير فتنة يا رب العالمين