الجيش السوري يحرر طاقم "الاخبارية" و عائلة المقداد اللبنانية تعلن وقف عمليات اختطاف السوريين..

[أبو هاجر القحطاني]

أتاح الإعلام الرسمي السوري للمذيعة يارا صالح ولزملائها فرصة التعبير عن معاناتهم الشديدة .. وتجربتهم المريرة في الأسر عند مقاتلي الجيش الحر..

حدثوهم مثلاً عن أنَّ سجانيهم القساة الظلمة لم يكونوا يقدمون لهم إلا المعلبات طعاماً .. ياللفظاعة ..

ليت الفرصة أتيحت لمئات الشباب السوريين الذين اعتقلوا في فرع المخابرات الجوية ليحدثوهم كيف أُجبروا على أكل الخبز بعد أن بال عليه أمامهم أحد جلادي الفرع

شكوا في مقابلتهم أيضاً أنهم حُرموا من التواصل مع أهاليهم طيلة فترة اعتقالهم التي دامت أياماً فقط .. ياللهول ..

ليت الفرصة تتاح لأهالي أكثر من مئة ألف معتقل سوري منذ أشهر ومنهم منذ سنوات لا للاتصال بأبنائهم .. بل لمجرد معرفة في أي سجن هم .. وهل هم بين الأحياء أم الأموات ..

أبدى الجميع امعتاضهم من همجية الثوار وإجبارهم الليدي يارا على ارتداء الجلباب والحجاب .. مما أساء إلى أناقتها .. وأخفى مفاتنها .. ما أشنعها من جريمة ..
ليت الفرصة تتاح لمن تريد الحديث من الفتيات اللواتي هُتكت أعراضهن وانتهكت حرمات أجسادهن .. على أيدي جنود الأسد .. بصور لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً ..
تحدثهم يارا بكثير من الغنج المصطنع الذي لا يغير شيئاً من دمامتها شكلا ومضموناً عن بطولة جنود جيشها الباسل .. وكيف استطاعوا القضاء على الإرهابيين .. ناسية أنها يوم كانت بين أيديهم كان من السهولة بمكان عليهم القضاء عليها لولا الوازع الأخلاقي الذي حُرم منه جنود الأسد ..
أعرف أنَّ المقارنات أصبحت أوضح من أن تشرح .. وأجلى من أن يتم الحديث عنها ..
لكنَّ ما يحزُّ في نفسي حقاً أنَّ البعض -حتى ممن يسمون أنفسهم معارضة - لا يزال يتحدث عن فريقين وجماعتين متخاصمتين تتقاتلان .. ثمَّ ينسب إليهما الأخطاء والشرور بالتساوي
بينما الحقيقة أنَّ المعركة اليوم هي بين مقاومين بررة لكنهم في النهاية بشر .. وبين شياطين أُتيح لهم في غفلة من الدهر أن يلتحفوا بزي البشر.
مصفطى علوش