لم يكن العقيد محمد شعباني مجرد مجاهد، يصوب البندقية ويضغط على الزناد فحسب،
وإنما كان متمكنا في أفكاره، مقارعا للاستعمار، كاشفا خداعه الدبلوماسي، ومكره السياسي،
وخبثه الاجتماعي، وإغراءاته الاقتصادية من خلال محاولته فصل الصحراء عن بقية التراب الجزائري،
وغيرها من ادعاءاته التضليلية، يبين نص الوثيقة(1) التالية، موضوعا يعرض سياسة الحرب،
التي خاضها الشعب الجزائرية؛ ورفضه دعوة ديغول بفصل الصحراء عن الجزائر وهذا ما يدحض
الإتهامات التي نسبت لهذا الرجل عام 1964 حيث اتهم بأنه نظم تمردا لفصل الصحراء عن الشمال،
وأعدم بسبب هذه التهمة الباطلة، وفي ما يلي نص المقال الذي نشره العقيد شعباني في الجريدة التي كانت تصدر
عن الولاية السادسة بعنوان "صدى الجبال" وذلك عام 1961:
مهزلة المهازل
بقلم: العقيد محمد شعباني
)مقال حرره العقيد عام 1961)
* لم تستح حكومات باريس من الهزائم المرة، التي تلقتها على يد الثورة العربية بالجزائر، خلال السنوات السبع المنصرمة في المحيطين الداخلي والخارجي، ولم تتعظ بالدروس التي لقنها إياها الشعب الجزائري، بإحباطه مؤامراتها ومناوراتها الرامية إلى فصله عن ثورته أحيانا، وإلى تقسيمه وتشتيته وترضيته بمشاريع مخزية أحيانا أخرى.
...فأين ربع الساعة الأخير، وصاحبه؟ وأين العملاء الذين باعوا ضمائرهم، أمثال مصالي وبلونيس وبلحاج وغيرهم؟ وأين أسطورة "الجزائر الفرنسية"؟ وأين مشروع قسنطينة الذي أزعجوا الناس بتمجيده؟ وأين من أسمتهم حكومات باريس القوة الثالثة؟ وأين محاولة الإدماج وأين لجان السلامة العامة؟ وأين برامج "سلان" و"ماسو" و"شال" وغيره، وخططهم العسكرية، التي توهم الحكام الفرنسيون أنها كفيلة بالقضاء على قوة جيش التحرير الوطني البطل؟ أين أصحاب هذه البرامج؟ وأين نتائج الانتخابات المضحكة، والنواب المزيفين، الذين لا يمثلون حتى أنفسهم؟ وأين نتائج "سلم الشجعان" الذي مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات؟
بقية المقال
الرابط
https://www.echoroukonline.com/ara/articles/30521.html