المتصوفة يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المتصوفة يفسدون الأعمال ويهدمون قوانين الأديان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-14, 01:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

[وأول من حمل اسم ((صوفي)) هو أبو هاشم الكوفي، الذي ولد في الكوفة، وأمضى معظم حياته في الشام، وتوفى عام(160)هجرية وأول من حدد نظريات التصوف وشرحها هو ((ذو النون المصري)) تلميذ الإمام ((مالك))، وأول من بوبها ونشرها هو((الجنيد)) البغدادي ] انتهى .

فائدة: ابوهاشم الكوفي كان معاصراً للامام المجتهد سفيان الثوري الذي توفي عام 155هـ
قال عنه سفيان الثوري : (( لولا أبو هاشم ماعُرِفت دقائق الرياء )) .

قال ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) (11/6) :
[أول ما ظهرت الصوفية من البصرة وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد وعبد الواحد من أصحاب الحسن البصري وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار ولهذا كان يقال فقه كوفي وعبادة بصرية ] .

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11/282)

[وعبد الواحد بن زيد وأن كان مستضعفاً في الرواية إلا أن العلماء لا يشكون في ولايته وصلاحه ولا يلتفتون إلى قول الجوزجاني فأنه متعنت كما هو مشهور عنه ]








 


قديم 2012-08-14, 01:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تعريف الصوفي عند إبن تيمية في ( مجموع الفـتاوى ) (11/16) :
[
هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه ]


قال ابن تيبمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )


(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه ) .


وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ).اهـ

يقول ابن تيمية في هذا الباب الفتاوى (11/28 - 29)
( لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيه أمور يحبها الله ورسوله فتلك يؤمر بها ، وإن سميت فقرا وتصوفا ؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها لم يخرج ذلك بأن تُسمى باسم أخر . كما يدخل في ذلك أعمال القلوب كالتوبة والصبر والشكر والرضا والخوف والرجاء والمحبة والأخلاق المحمودة .) "اهـ .

مجموع فتاوي ابن تيمية - كتاب التصوف (ج5 ص3)
(و «أولياء الله» هم المؤمنون المتقون، سواء سمي أحدهم فقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو جندياً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك." اهـ)


قال ابن تيمية مجموع الفتاوى (جزء 20 - صفحة 63)
(ثم هم إما قائمون بظاهر الشرع فقط كعموم أهل الحديث والمؤمنين الذين فى العلم بمنزلة العباد الظاهرين فى العبادة وإما عالمون بمعاني ذلك وعارفون به فهم فى العلوم كالعارفين من الصوفية الشرعية فهؤلاء هم علماء أمة محمد المحضة وهم أفضل الخلق وأكملهم وأقومهم طريقة والله أعلم) اه


قال في ( مجموع الفتاوى ) (11/16) :
[ وهم يشيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ] .



مجموع الفتاوى [ جزء 7 – صفحة 190 ]
) فإن أعمال القلوب التى يسميها بعض الصوفية أحوالا ومقامات أو منازل السائرين الى الله أو مقامات العارفين أو غير ذلك كل ما فيها مما فرضه الله ورسوله فهو من الإيمان الواجب وفيها ما أحبه ولم يفرضه فهو من الإيمان المستحب .فالأول لابد لكل مؤمن منه ومن اقتصر عليه فهو من الابرار اصحاب اليمين ومن فعله وفعل الثانى كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب الله ورسوله بل أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما بل أن يكون الله ورسوله والجهاد فى سبيله أحب إليه من أهله وماله ومثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين ورجاء الله وحده دون رجاء المخلوقين والتوكل على الله وحده دون المخلوقين والإنابة إليه مع خشيته كما قال تعالى هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ومثل الحب فى الله والبغض فى الله والموالاة لله والمعاداة لله) اه .









قديم 2012-08-15, 02:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شيخ الإسلام ابن تيمية يحاور دجاجلة الصوفية البطائحية

ظهرت في عهد شيخ الإسلام ابن تيمية جماعة تسمى بالبطائحية، وقد كانوا يزعمون الإسلام، وينتسبون إلى الزهد والتصوف، ويدعون التأله والتعبد، ولكنهم يقومون بأعمال شركية، ويظهرون بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، ويحتالون لنيل أغراضهم بالكذب والتلبيس على الناس، ويظهرون أعمالاً وخوارق يدللون بها على أن طريقهم حق وصدق، كالدخول في النار، وملامسة الحيات، وإظهار الدم واللاذن والزعفران وماء الورد والعسل والسكر وغير ذلك.

وقد وقف شيخ الإسلام ابن تيمية في وجه باطلهم، وأنكر عليهم ما خالفوا فيه أحكام الإسلام، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجرت بينه وبين رجالهم وزعمائهم مراجعات ومحاورات، فأقام عليهم الحجة، وكشف باطلهم، ثم ناقشهم في محفل عام حضر فيه الأمراء والقواد والعلماء وكثير من أهل دمشق وغيرهم، وسنذكر طرفا مما جرى بينه وبينهم مما ذكره شيخ الإسلام نفسه (1) .

* هذه المقدمة وهذا الانتقاء للشيخ الفاضل الأردني أ.د عمر الأشقر حفظه الله .
1-مجموع فتاوى شيخ الإسلام (11/445-475)

فمن ذلك أن شيخا منهم استدل على باطله بأنه كان عند بعض أمراء التتر بالمشرق، وكان له صنم يعبده، فقال له الأمير التتري هذا الصنم يأكل من هذا الطعام كل يوم، ويبقى أثر الأكل في الطعام بينا يرى فيه. فأنكر ذلك الشيخ ذلك، فقال له الأمير التتري إن كان يأكل فأنت تموت. فقال الشيخ: نعم. قال: فأقمت عنده إلى نصف النهار، ولم يظهر في الطعام أثر، فاستعظم ذلك التتري، وأقسم بأيمان مغلظة أنه كل يوم يرى فيه أثر الأكل، لكن اليوم بحضورك لم يظهر ذلك.

شيخ الإسلام يكشف سرّ هذه المسألة:
فقال شيخ الإسلام: أنا أبين لك سبب ذلك: ذلك التتري كافر مشرك.
ولصنمه شيطان يغويه بما يظهره من الأثر في الطعام، وأنت كان معك من نور الإسلام وتأييد الله تعالى ما أوجب انصراف الشيطان عن أن يفعل ذلك بحضورك، وأنت وأمثالك بالنسبة إلى أهل الإسلام الخالص كالتتري بالنسبة إلى أمثالك، فالتتري وأمثالهُ سود، وأهل الإسلام المحض بيض ، وأنتم بلق فيكم سوادٌ وبياض.فأعجب هذا المثل من كان حاضراً!!!

نهي الشيخ لهم عن التعبد بما لم يشرعه الله:
قال شيخ الإسلام: جاءني جماعة منهم مع شيخ لهم من شيوخ البر ، مطوقين بأغلال الحديد في أعناقهم ، وهو وأتباعه معروفون بأمور ، وكان يحضر عندي مرات فأخاطبهُ بالتي هي أحسن ؛ فلما ذكر الناس ما يظهرونه من الشعار المبتدع الذي يتميزون به عن المسلمين ، ويتخذونه عبادةً وديناً يوهمون به الناس أن هذا سر من أسرارهم ، وإنه سيماء أهل الموهبة الإلهية السالكين طريقهم –أعني طريق ذلك الشيخ وأتباعه- خاطبتهُ في ذلك في المسجد الجامع.

وكان مما قالهُ لهُ: هذا بدعة لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله ، ولا فعل ذلك أحد من سلف هذه الأمة ، ولا من المشايخ الذين يقتدى بهم ، ولا يجوز التعبد بذلك ، ولا التقرب به إلى الله تعالى لأنَّ عبادة الله بما لم يشرعهُ ضلاله ، ولباس الحديد على غير وجه التعبد قد كرهه من كرهه من العلماء للحديث المروي في ذلك وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على رجل خاتما من حديد فقال: (ما لي أرى عليك حلية أهل النار؟). وقد وصف الله تعالى أهل النار بأن في أعناقهم الأغلال، فالتشبه بأهل النار من المنكرات.

وقال بعض الناس قد ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا قال في آخره (أحب القيد وأكره الغل. القيد ثبات في الدين)، فإذا كان مكروها في المنام فكيف في اليقظة؟!...

فقلت له في ذلك المجلس ما تقدم من الكلام أو نحوا منه مع زيادة. وخوفته من عاقبة الإصرار على البدعة. وأن ذلك يوجب عقوبة فاعله، ونحو ذلك من الكلام الذي نسيت أكثره لبعد عهدي به. وذلك أن الأمور التي ليست مستحبة في الشرع لا يجوز التعبد بها باتفاق المسلمين، ولا التقرب بها إلى الله ولا اتخاذها طريقا إلى الله وسببا لأن يكون الرجل من أولياء الله وأحبائه، ولا اعتقاد أن الله يحبها أو يحب أصحابها كذلك، أو أن اتخاذها يزداد به الرجل خيرا عند الله وقربة إليه، ولا أن يجعل شعارا للتائبين المريدين وجه الله، الذين هم أفضل ممن ليس مثلهم.
التقرب إلى الله بفعل المباح والمكروه والحرام لا يجوز:
فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به، وهو أنَّ المباحات إنَّما تكون مباحة إذا جعلت مباحات، فأما إذا اتخذت واجبات أو مستحبات كان ذلك ديناً لم يشرعه الله، وجعل ما ليس من الواجبات والمستحبات منها بمنزلة جعل ما ليس من المحرمات منها، فلا حرام إلا ما حرمه الله؛ ولا دين إلا ما شرعه الله؛ ولهذا عظم ذم الله في القرآن لمن شرع دينا لم يأذن الله به، ولمن حرم ما لم يأذن الله بتحريمه فإذا كان هذا في المباحات فكيف بالمكروهات والمحرمات!؟ ولهذا كانت هذه الأمور لا تلزم بالنذر، فلو نذر الرجل فعل مباح أو مكروه أو محرم لم يجب عليه فعله كما يجب عليه إذا نذر طاعة الله أن يطيعه؛ بل عليه كفارة يمين إذا لم يفعل عند أحمد وغيره، وعند آخرين لا شيء عليه، فلا يصير بالنذر ما ليس بطاعة ولا عبادة طاعة وعبادة.
العهود التي تؤخذ على الناس مخالفة للكتاب والسنة:
ونحو ذلك العهود التي تتخذ على الناس لالتزام طريقة شيخ معين كعهود أهل (الفتوة)، و(رماة البندق)، ونحو ذلك، ليس على الرجل أن يلتزم من ذلك على وجه الدين والطاعة لله إلا ما كان دينا وطاعة لله ورسوله في شرع الله؛ لكن قد يكون عليه كفارة عند الحنث في ذلك؛ ولهذا أمرت غير واحد أن يعدل عما أخذ عليه من العهد بالتزام طريقة مرجوحة أو مشتملة على أنواع من البدع إلى ما هو خير منها من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واتباع الكتاب والسنة؛ إذ كان المسلمون متفقين على أنه لا يجوز لأحد أن يعتقد أو يقول عن عمل: إنه قربة وطاعة وبر وطريق إلى الله واجب أو مستحب إلا أن يكون مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك يعلم بالأدلة المنصوبة على ذلك، وما علم باتفاق الأمة أنه ليس بواجب ولا مستحب ولا قربة لم يجز أن يعتقد أو يقال إنه قربة وطاعة.

فكذلك هم متفقون على أنه لا يجوز قصد التقرب به إلى الله، ولا التعبد به، ولا اتخاذه دينا ولا عمله من الحسنات، فلا يجوز جعله من الدين لا باعتقاد وقول، ولا بإرادة وعمل.

وبإهمال هذا الأصل غلط خلق كثير من العلماء يرون الشيء إذا لم يكن محرماً لا ينهى عنه؛ بل يقال إنه جائز، ولا يفرقون بين اتخاذه دينا وطاعة وبرا، وبين استعماله كما تستعمل المباحات المحضة، ومعلوم أن اتخاذه دينا بالاعتقاد أو الاقتصاد أو بهما أو بالقول أو العمل أو بهما من أعظم المحرمات وأكبر السيئات، وهذا من البدع المنكرات التي هي أعظم من المعاصي التي يعلم أنها معاصي وسيئات.

نفاق ومداهنة:
فلما نهيتهم عن ذلك أظهروا الموافقة والطاعة ومضت على ذلك مدة والناس يذكرون عنهم الإصرار على الابتداع في الدين، وإظهار ما يخالف شرعة المسلمين، ويطلبون الإيقاع بهم، وأنا أسلك مسلك الرفق والأناة، وأنتظر الرجوع والفيئة، وأؤخر الخطاب إلى أن يحضر (ذلك الشيخ) لمسجد الجامع.

وكان قد كتب إلي كتابا بعد كتاب فيه احتجاج واعتذار، وعتب وآثار، وهو كلام باطل لا تقوم به حجة، بل إما أحاديث موضوعة، أو إسرائيليات غير مشروعة، وحقيقة الأمر الصد عن سبيل الله وأكل أموال الناس بالباطل.
شيخ الإسلام يطلب شيخهم للمناظرة:
فقلت لهم: الجواب يكون بالخطاب. فإن جواب مثل هذا الكتاب لا يتم إلا بذلك وحضر عندنا منهم شخص فنزعنا الغل من عنقه، وهؤلاء هم من أهل الأهواء الذين يتعبدون في كثير من الأمور بأهوائهم لا بما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} ؛ ولهذا غالب وجدهم هوى مطلق لا يدرون من يعبدون ، وفيهم شبه قوي من النصــارى الذين قال الله تعالى فيهم: { قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبلُ وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل} ؛ ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع أهل الأهواء.

رفضهم للحجاج وإظهارهم الدجل والتهريج:
فحملهم هواهم على أن تجمعوا تجمع الأحزاب، ودخلوا إلى المسجد الجامع مستعدين للحراب، بالأحوال التي يعدونها للغلاب‏.‏ فلما قضيت صلاة الجمعة أرسلت إلى شيخهم لنخاطبه بأمر الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ونتفق على اتباع سبيله‏.‏ فخرجوا من المسجد الجامع في جموعهم إلى قصر الإمارة، وكأنهم اتفقوا مع بعض الأكابر على مطلوبهم، ثم رجعوا إلى مسجد الشاغو ـ على ما ذكر لي ـ وهم من الصياح والاضطراب، على أمر من أعجب العجاب، فأرسلت إليهم مرة ثانية لإقامة الحجة والمعذرة، وطلبًا للبيان والتبصرة، ورجاء المنفعة والتذكرة، فعمدوا إلى القصر مرة ثانية، وذكر لي أنهم قدموا من الناحية الغربية مظهرين الضجيج والعجيج والإزباد والإرعاد، واضطراب الرؤوس والأعضاء، والتقلب في نهر بردي، وإظهار التوله الذي يخيلوا به على الردى، وإبراز ما يدعونه من الحال والمحال، الذي يسلمه إليهم من أضلوا من الجهال ‏.‏
بين البطائحية والأمير:
فلما رأى الأمير ذلك هاله ذلك المنظر. وسأل عنهم فقيل له: هم مشتكون، فقال: ليدخل شيخهم، وأظهر من الشكوى علي ودعوى الاعتداء مني عليهم كلاما كثيراً لم يبلغني جميعه؛ لكن حدثني من كان حاضرا أن الأمير قال لهم: فهذا الذي يقوله من عنده أومن عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: بل يقول عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال فأي شيء يقال له؟ قالوا نحن لنا أحوال وطريق يسلم إلينا، قال: فنسمع كلامه فمن كان الحق معه نصرناه، قالوا: نريد أن تشدَّ منا، قال: لا، ولكن أشدُّ من الحق سواء كان معكم أو معه، قالوا: ولابدَّ من حضوره؟ قال: نعم، فكرروا ذلك، فأمر بإخراجهم، فأرسل إليَّ بعض خواصّه من أهل الصدق والدين ممن يعرف ضلالهم، وعرفني بصورة الحال، وأنه يريد كشف أمر هؤلاء.

نصح شيخ الإسلام لهم:
فلما علمت ذلك ألقي في قلبي أن ذلك لأمر يريده الله من إظهار الدين، وكشف حال أهل النفاق المبتدعين، لانتشارهم في أقطار الأرضين، وما أحببت البغي عليهم والعدوان، ولا أن أسلك معهم إلا أبلغ ما يمكن من الإحسان، فأرسلت إليهم من عرفهم بصورة الحال، وأني إذا حضرت كان ذلك عليكم من الوبال، وكثير فيكم القيل والقال، وإن من قعد أو قام قدام رماح أهل الإيمان، فهو الذي أوقع نفسه في الهوان.

فاجتمعوا وأشار عليهم شيخهم بإظهار موافقة الشريعة، والخروج عما ينكر عليهم من البدع، وقال لهم شيخهم: أحوالنا تظهر عند التتار لا عند شرع محمد بن عبد الله، ونزعوا الأغلال من الأعناق وأجابوا إلى الوفاق.

الأمير يصر على كشف باطلهم:
ولكن الأمير أصر على عقد المناظرة لكشف باطلهم، وألزمهم بالحضور.

شيخ الإسلام يستنصر ربّه:
قال رحمه الله: فاستخرت الله تعالى تلك الليلة واستعنته واستنصرته واستهديته، وسلكت سبيل عباد الله في مثل هذه المسالك، حتى ألقي في قلبي أن أدخل النار عند الحاجة إلى ذلك (1) ، وأنها تكون بردا وسلاما على من اتبع ملة الخليل، وأنها تحرق أشباه الصابئة أهل الخروج عن هذه السبيل. وقد كان بقايا الصابئة أعداء إبراهيم إمام الحنفاء بنواحي البطائح منضمين إلى من يضاهيهم من نصارى الدهماء.

وبين الصابئة ومن ضلَّ من العباد المنتسبين إلى هذا الدين نسب، يعرفه من عرف الحق المبين، فالغالية من القرامطة والباطنية كالنصيرية والإسماعيلية. يخرجون إلى مشابهة الصابئة الفلاسفة، ثم إلى الإشراك، ثم إلى جحود الحق تعالى. ومن شركهم الغلو في البشر، والابتداع في العبادات ، والخروج عن الشريعة لهُ نصيب من ذلك بحسب ما هو لائق ، كالملحدين من أهل الاتحــاد ، والغالية من أصناف العباد.

1-يعلق أ.د-عمر الأشقر قائلاً: رحمه الله ما كان أسخاهُ بنفسهِ في سبيل إظهار دين الله وإعلاء كلمته.

استثارتهم للناس وجمعهم الأعــوان والأنصــار:
فلما أصبحنا ذهبت للميعاد ، وما أحببت أن أستصحب أحداً للإسعاد ، لكن ذهب أيضاً بعض من كان حاضراً من الأصحــاب ، والله هو المسبب لجميع الأسبــاب.وبلغني بعد ذلك أنهم طافوا على عدد من أكابر الأمراء ، وقالوا أنواعاً مما جرت به عاداتهم من التلبيس والافتراء ، الذي استحوذوا به على أكثر أهل الأرض من الأكابر والرؤساء ، مثل زعمهم أن لهم أحوالاً لا يقاومهم فيها أحد من الأولياء ، وأن لهم طريقاً لا يعرفها أحد من العلمــاء.وأن شيخهم هو في المشايخ كالخليفة ، وأنهم يتقدمون على الخلق بهذه الأخبـار المنفية ، وأن المنكر عليهم هو آخذ بالشرع الظاهر ، غير واصل إلى الحقائق والسرائر. وأن لهم طريقاً ولهً طريق. وهم الواصلون إلى كنه التحقيق ، وأشبـاه هذه الدعاوى ذات الزخرف والتزويق.

سبب انتشارهم في ديار الإسـلام:
وكانوا لفرط انتشارهم في البلاد ، واستحواذهم على الملوك والأمراء والأجنـاد ، لخفـاء نور الإسلام ، واستبدال أكثر الناس بالنور والظلام ، وطموس آثار الرسول في أكثر الأمصـار ، ودروس حقيقة الإسلام في دولة التتار ، لهم في القلوب موقع هائل ، ولهم فيهم من الاعتقاد ما لا يزول بقول قائل.

انصــار الباطل:
قال المخبر: فغدا أولئك الأمراء الأكابر ، وخاطبوا فيهم نائب السلطان بتعظيم أمرهم الباهر ، وذكر لي أنواعاً من الخطـاب ، والله تعالى أعلم بحقيقة الصواب ، والأمير مستشعر ظهور الحق عند التحقيق ، فأعاد الرسول إليَّ مرة ثانية فبلغه أنَّا في الطريق، وكان كثير من أهل البدع الأضداد، كطوائف من المتفقهة والمتفقرة وأتباع أهل الاتحاد. مجدين في نصرهم بحسب مقدورهم، مجهزين لمن يعينهم في حضورهم. فلما حضرت وجدت النفوس في غاية الشوق إلى هذا الاجتماع، متطلعين إلى ما سيكون طالبين للاطلاع.

كذبهم على الشيخ وفضح الشيخ لهم وكشف لباطلهم:
فلما وصل الشيخ ذكر لهُ نائب السلطان وغيره أنهم قالوا: أن الشيخ طلبهم للامتحان ، وأن يحموا الأطواق ناراً ويلبسونها ، فأكذب ذلك وقال للأمير: نحن لا نستحل أن نأمر أحداً بأن يدخل ناراً ، ولا تجوز طاعة من يأمر بدخول النَّار.

وفي ذلك الحديث الصحيح. وهؤلاء يكذبون في ذلك، وهم كذابون مبتدعون قد أفسدوا من أمر دين المسلمين ودنياهم ما الله به عليم.

وذكرت تلبيسهم على طوائف من الأمراء، وأنّهم لبسوا على الأمير المعروف بالأيدمري. وعلى قفجق نائب السلطنة وعلى غيرهما، وقد لبسوا أيضا على الملك العادل كَتْبُغَا في ملكه، وفي حالة ولاية حماه، وعلى أمير السلاح أجل أمير بديار مصر.

وضاق المجلس عن حكاية جميع تلبيسهم. فذكرت تلبيسهم على الأيدمري، وأنهم كانوا يرسلون من النساء من يستخبر عن أحوال بيته الباطنة، ثم يخبرونه بها عن طريق المكاشفة، ووعدوه بالملك، وأنهم وعدوه أن يروه رجال الغيب، فصنعوا خشبا طوالا وجعلوا عليها من يمشي كهيئة الذي يلعب باكر الزجاج، فجعلوا يمشون على جبل المزة، وذاك يرى من بعيد قوماً يطوفون على الجبل، وهم يرتفعون عن الأرض، وأخذوا منه مالا كثيرا، ثم انكشف له أمرهم.

قلت للأمير: وولده هو الذي في حلقة الجيش يعلم ذلك، وهو ممن حدثني بهذه القصة. وأما قفجق فإنهم أدخلوا رجلا في القبر يتكلم وأوهموه أن الموتى تتكلم، وأتوا به في مقابر باب الصغير إلى رجل زعموا أنه الرجل الشعراني الذي بجبل لبنان، ولم يقربوه منه، بل من بعيد لتعود عليه بركته، فقالوا: إنه طلب منه جملة من المال؛ فقال قفجق الشيخ يكاشف وهو يعلم أن خزائني ليس فيها هذا كله، وتقرب قفجق منه وجذب الشعر فانقلع الجلد الذي ألصقوه على جلده من جلد الماعز، فذكرت للأمير هذا؛ ولهذا قيل لي: إنه لما انقضى المجلس وانكشف حالهم للناس كتب أصحاب قفجق إليه كتابا وهو نائب السلطنة بحماه يخبره بصورة ماجرى.

وذكرت للأمير أنهم مبتدعون بأنواع من البدع مثل الأغلال ونحوها وأنا نهيتهم عن البدع الخارجة عن الشريعة، فذكر الأمير حديث البدعة وسألني عنه، فذكرت حديث العرباض بن سارية، وحديث جابر بن عبد الله، وقد ذكرتهما بعد ذلك بالمجلس العام كما سأذكره.
الشيخ مستعد لدخول النار لكشف باطلهم:
قلت للأمير: أنا ما امتحنت هؤلاء، لكن هم يزعمون أن لهم أحوالا يدخلون بها النار، وأن أهل الشريعة لا يقدرون على ذلك، ويقولون لنا هذه الأحوال التي يعجز عنها أهل الشرع ليس لهم أن يعترضوا علينا، بل يسلم إلينا ما نحن عليه –سواء وافق الشرع أو خالفه- وأنا قد استخرت الله سبحانه أنهم إن دخلوا النار أدخل أنا وهم ومن احترق منا ومنه فعليه لعنة الله، وكان مغلوبا، وذلك بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار.

حيلة دخول النار:
فقال الأمير ولم ذاك؟ قلت: لأنهم يطلون جسومهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع، وباطن قشر النارنج، وحجر الطلق وغير ذلك من الحيل المعروفة لهم، وأنا لا أطلي جلدي بشيء، فإذا اغتسلت أنا وهم بالخل والماء الحار بطلت الحيلة وظهر الحق.

فاستعظم الأمير هجومي على النار، وقال أتفعل ذلك؟ فقلت له: نعم! قد استخرت الله في ذلك وألقي في قلبي أن أفعله، ونحن لا نرى هذا وأمثاله ابتداء؛ فإن خوارق العادات إنما تكون لأمة محمد صلى الله عليه وسلم المتبعين له باطنا وظاهرا لحجة أو حاجة، فالحجة لإقامة دين الله، والحاجة لما لا بد منه من النصر والرزق الذي به يقوم دين الله، هؤلاء إذا أظهروا ما يسمونه إشاراتهم وبراهينهم التي يزعمون أنها تبطل دين الله وشرعه وجب علينا أن ننصر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونقوم في نصر دين الله وشريعته بما نقدر عليه من أرواحنا وجسومنا وأموالنا، فلنا حينئذ أن نعارض ما يظهرونه من هذه المخاريق بما يؤيدنا الله به من الآيات.

وليعلم أن هذا مثل معارضة موسى للسحرة لما أظهروا سحرهم أيد الله موسى بالعصا التي ابتلعت سحرهم. فجعل الأمير يخاطب من حضره من الأمراء على السماط بذلك، وفرح بذلك، وكأنهم كانوا قد أوهموه أن هؤلاء لهم حال لا يقدر أحد على رده، وسمعته يخاطب الأمير الكبير الذي قدم من مصر الحاج بهادر وأنا جالس بينهما على رأس السماط بالتركي ما فهمته منه إلا أنه قال اليوم ترى حرباً عظيماً ، ولعل ذاك جواباً لمن كان خاطبه فيهم على ما قيل.

الأمير يصر على البيان:
وحضر شيوخهم الأكابر فجعلوا يطلبون من الأمير الإصلاح وإطفاء هذه القضية ويترفقون، فقال الأمير: إنما يكون الصلح بعد ظهور الحق، وقمنا إلى مقعد الأمير بزاوية القصر أنا وهو وبهادر فسمعته يذكر له أيوب الحمال بمصر والمولهين ونحو ذلك، فدل ذلك على أنه كان عند هذا الأمير صورة معظمة، وأن لهم فيه ظنا حسنا والله أعلم بحقيقة الحال؛ فإنه ذكر لي.

وكان الأمير أحب أن يشهد بهادر هذه الواقعة ليتبين له الحق فإنه من أكابر الأمراء وأقدمهم وأعظمهم حرمة عنده، وقد قدم الآن وهو يحب تأليفه وإكرامه، فأمر ببساط يبسط في الميدان. وقد قدم البطائحية وهم جماعة كثيرون، وقد أظهروا أحوالهم الشيطانية من الإزباد والإرغاء وحركة الرؤوس والأعضاء، والطفو والحبو والتقلب، ونحو ذلك من الأصوات المنكرات، والحركات الخارجة عن العادات، المخالفة لما أمر به لقمان ابنه في قوله { واقصد في مشيك واغضض من صوتك} .

فلما جلسنا وقد حضر خلق عظيم من الأمراء والكتاب والعلماء والفقراء والعامة وغيرهم، وحضر شيخهم الأول المشتكي، وشيخ آخر يسمي نفسه خليفة سيده أحمد، ويركب بعلمين، وهم يسمونه: عبد الله الكذاب، ولم أكن أعرف ذلك. وكان من مدة قد قدم علي منهم شيخ بصورة لطيفة، وأظهر ما جرت به عادتهم من المسألة فأعطيته طلبته ولم أتفطن لكذبه، حتى فارقني، فبقي في نفسي أن هذا خفي علي تلبيسه إلى أن غاب، وما يكاد يخفى علي تلبيس أحد، بل أدركه في أول الأمر فبقي ذلك في نفسي، ولم أره قط إلى حين ناظرته ذكر لي أنه ذاك الذي كان يجمع بي قديما، فتعجبت من حسن صنع الله أنه هتكه في أعظم مشهد يكون حيث كتم تلبيسه بيني وبينه.

فلما حضروا تكلم منهم شيخ يقال له حاتم بكلام مضمونه طلب الصلح والعفو عن الماضي والتوبة، وأنا مجيبون إلى ما طلب من ترك هذه الأغلال وغيرها من البدع، ومتبعون للشريعة فقلت: أما التوبة فمقبولة. قال الله تعالى: { غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب} هذه إلى جنب هذه. وقال تعالى: { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم* وأن عذابي هو العذاب الأليم} .

رد الشيخ عليهم في بدعة لبس أطواق الحديد:
فأخذ شيخهم المشتكي ينتصر للبسهم الأطواق وذكر أن وهب بن منبه روى أنه كان في بني إسرائيل عابد وأنه جعل في عنقه طوقا في حكاية من حكايات بني إسرائيل لا تثبت.

فقلت لهم: ليس لنا أن نتعبد في ديننا بشيء من الإسرائيليات المخالفة لشرعنا، قد روى الإمام احمد في مسنده عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بيد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة فقال: ((أمتهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيه، لو كان موسى حيا، ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم)) وفي مراسيل أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مع بعض أصحابه شيئاً من كتب أهل الكتاب فقال : ((كفى بقوم ضلالة أن يتبعوا كتاباً غير كتابهم أنزل إلى نبي غير نبيهم )) وأنزل الله تعالى: { أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } .

فنحن لا يجوز لنا اتباع موسى ولا عيسى فيما علمنا أنه أنزل عليهما من عند الله إذا خالف شرعنا ، وإنما علينا أن نتبع ما أنزل علينا من ربنا ، ونتبع الشرعة و المنهاج الذي بعث الله به إلينا رسولنا . كما قال تعالى : {فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} . فكيف يجوز لنا أن نتبع عباد بني إسرائيل في حكاية لا تعلم صحتها؟! وما علينا من عباد بني إسرائيل؟! {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} هات ما في القرآن وما في الأحاديث الصحاح كالبخاري و مسلم وذكرت هذا وشبهه بكيفية قوية .

لا يجوز الخروج عن الشريعة بحال:
فقال هذا الشيخ منهم يخاطب الأمير: نحن نريد أن تجمع لنا القضاة الأربعة والفقهاء ونحن قوم شافعية.

فقلت له: هذا غير مستحب ولا مشروع عند أحد من علماء المسلمين؛ بل كلهم ينهى عن التعبد به ويعده بدعة، وهذا الشيخ كمال الدين بن الزملكاني مفتي الشافعية ، ودعوته، وقلت: يا كمال الدين !ما تقول في هذا؟ فقال: هذا بدعة غير مستحبة، بل مكروهة، أو كما قال. وكان مع بعض الجماعة فتوى فيها خطوط طائفة من العلماء بذلك.

وقلت ليس لأحد الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأشك هل تكلمت هنا في قصة موسى والخضر فإني تكلمت بكلام بعد عهدي به.

الباطن والظاهر محكوم بالكتاب والسنة:
فانتدب ذلك الشيخ (عبد الله) ورفع صوته. وقال: نحن لنا أحوال وأمور باطنة لا يوقف عليها،وذكر كلاماً لم أضبط لفظه: مثل المجالس والمدارس والباطن والظاهر؛ ومضمونه أن لنا الباطن ولغيرنا الظاهر، وأن لنا أمراً لا يقف عليه أهل الظاهر فلا ينكرونه علينا.

فقلت له-ورفعت صوتي وغضبت-: الباطن والظاهر والمجالس والمدارس، والشريعة والحقائق، كل هذا مردود إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ليس لأحد الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا من المشايخ والفقراء،ولا من الملوك والأمراء، ولا من العلماء والقضاة وغيرهم؛ بل جميع الخلق عليهم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وذكرت هذا ونحوه.
ادعاء الخوارق:
فقال –وضع صوته- : نحن لنا الأحوال وكذا و كذا. وادعى الأحوال الخارقة كالنار وغيرها، واختصاصها بها، وأنهم يستحقون تسليم الحال إليهم لأجلها.

فقلت –ورفعت صوتي وغضبت- : أنا أخاطب كل أحمدي من مشرق الأرض إلى مغربها أي شيء فعلوه في النار فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، وربما قلت فعليه لعنة الله؛ ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الأمراء والناس عن ذلك؟ فقلت: لأن لهم حيلا في الاتصال بالنار يصنعونها من أشياء: من دهن الضفادع. وقشر النارنج، وحجر الطلق. فضج الناس بذلك.

فأخذ يظهر القدرة على ذلك ويقول: أنا وأنت نلف في بارية بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت. (فقلت: فقم؛ وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك، فمد يده يظهر خلع القميص فقلت: لا! حتى تغتسل في الماء الحار والخل، فأظهر الوهم على عادتهم فقال: من كان يحب الأمير فليحضر خشبا أو قال حزمة حطب.

فقلت: هذا تطويل وتفريق للجمع؛ ولا يحصل به مقصود بل قنديل يوقد وأدخل إصبعي وإصبعك فبه بعد الغسل؛ ومن احترقت إصبعه فعليه لعنة الله؛ أو قلت: فهو مغلوب. فلما قلت ذلك تغير وذل. وذكر لي أن وجهه اصفر.

الخوارق ليست دليل الصلاح والتقى:
ثم قلت لهم: ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منها سالمين حقيقة، ولو طرتم في الهواء؛ ومشيتم على الماء؛ ولو فعلتم ما فعلتم لم يكن في ذلك ما يدل على صحة ما تدعونه من مخالفة الشرع. ولا على إبطال الشرع؛ فإن الدجال الأكبر يقول للسماء: أمطري فتمطر؛ وللأرض أنبتي فتنبت، وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه؛ ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه، ثم يقول له قم فيقوم، ومع هذا فهو دجال كذاب ملعون، لعنه الله، ورفعت صوتي بذلك فكان لذلك وقع عظيم في القلوب.

وذكرت قول أبي يزيد البسطامي: لو رأيتم الرجل يطير في الهواء، ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي، وذكرت عن يونس بن عبد الأعلى أنه قال للشافعي: أتدري ما قال صاحبنا يعني الليث بن سعد؟ قال لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء فلا تغتر به. فقال الشافعي: لقد قصر الليث لو رأيت صاحب هوى يطير في الهواء فلا تغتر به؛ وتكلمت في هذا ونحوه بكلام بعد عهدي به. ومشايخهم الكبار يتضرعون عند الأمير في طلب الصلح، وجعلت ألح عليه في إظهار ما ادعوه من النار مرة بعد مرة، وهم لا يجيبون، وقد اجتمع عامة مشايخهم الذين في البلد والفقراء المولهون منهم، وهم عدد كثير، والناس يضجون في الميدان، ويتكلمون بأشياء لا أضبطها.

وقع الحق وبطل ما كنوا يعملون:
فذكر بعض الحاضرين أن الناس قالوا ما مضمونه: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} وذكروا أيضا أنَّ هذا الشيخ يسمى عبد الله الكذاب. وأنه الذي قصدك مرة فأعطيته ثلاثين درهما، فقلت: ظهر لي حين أخذ الدراهم وذهب أنه ملبس، ولما فارقني وقع في قلبي أن لحيته مدهونة. وأنَّه دخل إلى الروم واستحوذ عليهم.

فلما ظهر للحاضرين عجزهم وكذبهم وتلبيسهم، وتبين للأمراء الذين كانوا يشدون منهم أنهم مبطلون رجعوا، وتخاطب الحاج بهادر ونائب السلطان وغيرهما بصورة الحال، وعفوا حقيقة المحال؛ وقمنا إلى داخل ودخلنا، وقد طلبوا التوبة عما مضى.

المطلوب من أمثال هؤلاء:
وسألني الأمير عما تطلب منهم فقلت: متابعة الكتاب والسنة مثل أن لا يعتقد أنه لا يجب عليه اتباعهما، أو أنه يسوغ لأحد الخروج من حكمهما ونحو ذلك، أو أنه يجوز إتباع طريقة تخالف بعض حكمهما، ونحو ذلك من وجوه الخروج عن الكتاب والسنة التي توجب الكفر. وقد توجب القتل دون الكفر. وقد توجب قتال الطائفة الممتنعة دون قتل الواحد المقدور عليه.

فقالوا: نحن ملتزمون الكتاب والسنة أتنكر علينا غير الأطواق؟ نحن نخلعها. فقلت: الأطواق وغير الأطواق، ليس المقصود شيئا معينا؛ وإنما المقصود أن يكون جميع المسلمين تحت طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فقلت: حكم الكتاب والسنة كثير لا يمكن ذكره في هذا المجلس، لكن المقصود أن يلتزموا هذا التزاما عاما، ومن خرج عنه ضربت عنقه –وكرر ذلك وأشار بيده إلى ناحية الميدان- وكان المقصود أن يكون هذا حكما عاما في حق جميع الناس؛ فإن هذا مشهد عام مشهور قد توفرت الهمم عليه، فيتقرر عند المقاتلة، وأهل الديوان، والعلماء والعباد وهؤلاء وولاة الأمور –أنه من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه.

قلت: ومن ذلك الصلوات الخمس في مواقيتها كما أمر الله ورسوله؛ فإن من هؤلاء من لا يصلي، ومنهم من يتكلم في صلاته، حتى إنهم بالأمس بعد أن اشتكوا علي في عصر الجمعة جعل أحدهم يقول في صلب الصلاة يا سيدي أحمد شيء لله. وهذا مع أنه مبطل للصلاة فهو شرك بالله ودعاء لغيره في حال مناجاته التي أمرنا أن نقول فيها: (إياك نعبد وإياك نستعين)، وهذا قد فعل بالأمس بحضرة شيخهم، فأمر قائل ذلك لما أنكر عليه المسلمون بالاستغفار على عادتهم في صغير الذنوب. ولم يأمره بإعادة الصلاة، وكذلك يصيحون في الصلاة صياحاً عظيماً وهذا منكر يبطل الصلاة.

الفرق بين الصياح والعطاس في الصلاة:
فقال: هذا يغلبعلى أحدهم كما يغلب العطاس.
فقلت: العطاس من الله، والله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، ولا يملك أحدهم دفعه، وأما هذا الصياح فهو من الشيطان، وهو باختيارهم وتكلفهم، ويقدرون على دفعه، ولقد حدثني بعض الخبرين بهم بعد المجلس أنهم يفعلون في الصلاة مالا تفعله اليهود والنصارى: مثل قول أحدهم: أنا على بطن امرأة الإمام، وقول الآخر كذا وكذا من الإمام، ونحو ذلك من الأقوال الخبيثة، وأنهم إذا أنكر عليهم المنكر ترك الصلاة يصلون بالنوبة، وأنا أعلم أنهم متولون للشياطين في الصلاة أو غيرها.

احتجاجهم بالقدر:
فلما أظهروا التزام الكتاب والسنة وجموعهم بالميدان بأصواتهم وحركاتهم الشيطانية يظهرون أحوالهم قلت له: أهذا موافق للكتاب والسنة؟ فقال: هذا من الله حال يرد عليهم، فقلت: هذا من الشيطان الرجيم لم يأمر الله به، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أحبه ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما في السموات والأرض حركة ولا كذا ولا كذا إلا بمشيئته وإرادته، فقلت له: هذا من باب القضاء والقدر، وهكذا كل ما في العالم من كفر وفسوق وعصيان هو بمشيئته وإرادته، وليس ذلك بحجة لأحد في فعله ؛ بل ذلك مما زينه الشيطان وسخطه الرحمن.

استخدام القوة إن لم تنفع الحجة:
فقال: فبأي شيء تبطل هذه الأحوال. فقلت: بهذه السياط الشرعية. فأعجب الأمير وضحك، وقال: أي والله! بالسياط الشرعية، تبطل هذه الأحوال الشيطانية، كما قد جرى مثل ذلك لغير واحد، ومن لم يجب إلى الدين بالسياط الشرعية فبالسيوف المحمدية. وأمسكت سيف الأمير وقلت: هذا نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلامه، وهذا السيف سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن خرج عن كتاب الله وسنة رسوله ضربناه بسيف الله، وأعاد الأمير هذا الكلام.

لا يقر أحد على إظهار المنكر في ديار الإسلام:
وأخذ بعضهم يقول: فاليهود والنصارى يقرون ولا نقر نحن؟. فقلت: اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم، والمبتدع لا يقر على بدعته. فأفحموا بذلك.
و (حقيقة الأمر) أن من أظهر منكرا في دار الإسلام لم يقر على ذلك، فمن دعا إلى بدعة وأظهرها لم يقر، ولا يقر من أظهر الفجور، وكذلك أهل الذمة لا يقرون على إظهار منكرات دينهم، ومن سواهم فإن كان مسلما أخذ بواجبات الإسلام وترك محرماته، وإن لم يكن مسلما ولا ذميا فهو إما مرتد وإما مشرك وإما زنديق ظاهر الزندقة.

ذم المبتدعة:
وذكرت ذم (المبتدعة) فقلت: روى مسلم في صحيحه عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه أبي جعفر الباقر، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته (إن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). وفي السنن عن العرباض بن ساريه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبه فذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: ((أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعه وكل بدعة ضلالة)) وفي رواية ((وكل ضلالة في النار)).

البدعة شر من الزنا والمعاصي:
فقال لي: البدعة مثل الزنا، وروى حديثا في ذم الزنا، فقلت هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزنا معصية، والبدعة شر من المعصية، كما قال سفيان الثوري: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية: فإن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها. وكان قد قال بعضكم: نحن نتوب الناس، فقلت: من ماذا تتوبونهم؟ قال: من قطع الطريق، والسرقة، ونحو ذلك.

فقلت: حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم؛ فإنهم كانوا فساقا يعتقدون تحريم ما هو عليه، ويرجون رحمة الله، ويتوبون إليه، أو ينوون التوبة فجعلتموهم بتتويبكم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الإسلام، يحبون ما يبغضه الله ويبغضون ما يحبه الله، وبينت أن هذه البدع التي هم وغيرهم عليها شر من المعاصي.

قلت مخاطبا للأمير والحاضرين: أما المعاصي فمثل ما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب أن رجلا كان يدعى حمارا، وكان يشرب الخمر، وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كلما أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم جلده الحد فلعنه رجل مرة. وقال: لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله)) . قلت: فهذا رجل كثير الشرب للخمر، ومع هذا فلما كان صحيح الاعتقاد يحب الله ورسوله شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ونهى عن لعنه.

وأما المبتدع فمثل ما أخرجا في الصحيحين عن علي بن أبي طالب وعن أبي سعيد الخدري وغيرهما –دخل حديث بعضهم في بعض- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم، فجاء رجل ناتئ الجبين كث اللحية، محلوق الرأس، بين عينيه أثر السجود، وقال ما قال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج من ضئضىء هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القران لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية؛ لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)) وفي رواية: ((لو يعلم الذين يقاتلونهم ماذا لهم على لسان محمد لنكلوا عن العمل)) ، وفي رواية: ((شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه)) .

قلت: فهؤلاء مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم وما هم عليه من العبادة والزهادة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم، وقتلهم علي بن أبي طالب ومن معه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لخروجهم عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وشريعته.

أظن أني ذكرت قول الشافعي: لأن يبتلى العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير من أن يبتلى بشيء من هذه الأهواء.

فلما ظهر قبح البدع في الإسلام، وأنها أظلم من الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنهم مبتدعون بدعا منكرة فيكون حالهم أسوأ من حال الزاني والسارق وشارب الخمر أخذ شيخهم عبد الله يقول: يا مولانا لا تتعرض لهذا الجناب العزيز –يعني أتباع أحمد بن الرفاعي- فقلت منكرا بكلام غليظ: ويحك؛ أي شي هو الجناب العزيز، وجناب من خالفه أولى بالعز يا ذو الزرجنة تريدون أن تبطلوا دين الله ورسوله.

فقال: يا مولانا يحرقك الفقراء بقلوبهم، فقلت: مثل ما أحرقني الرافضة لما قصدت الصعود إليهم وصار جميع الناس يخوفوني منهم ومن شرهم، ويقول أصحابهم: إن لهم سرا مع الله فنصر الله وأعان عليهم. وكان الأمراء الحاضرون قد عرفوا بركة ما يسره الله في أمر غزو الرافضة بالجبل، أكذب الطوائف حتى قيل فيهم: لا تقولوا أكذب من اليهود على الله، ولكن قولوا أكذب من الأحمدية على شيوخهم، وقلت لهم: أنا كافر بكم وبأحوالكم {فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون} .

ولما رددت عليهم الأحاديث المكذوبة أخذوا يبطلون مني كتبا صحيحه ليهتدوا بها فبذلت له ذلك، وأعيد الكلام أنه من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه، وأعاد الأمير هذا الكلام على ذلك. والحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.

وقلت لهم: يا شبه الرافضة يا بيت الكذب، فإن فيهم من الغلو والشرك والمروق عن الشريعة ما شاركوا به الرافضة في بعض صفاتهم، وفيهم من الكذب ما قد يقاربون به الرافضة في ذلك، أو يساوونهم، أو يزيدون عليهم.










قديم 2012-08-15, 02:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Jugurtha* مشاهدة المشاركة
تعريف الصوفي عند إبن تيمية في ( مجموع الفـتاوى ) (11/16) :
[
هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه ]


قال ابن تيبمية في مجموع الفتاوى (جزء 12 – صفحة 36 )


(وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه ) .


وقال في مجموع الفتاوى (11/17).
(طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ).اهـ

يقول ابن تيمية في هذا الباب الفتاوى (11/28 - 29)
( لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيه أمور يحبها الله ورسوله فتلك يؤمر بها ، وإن سميت فقرا وتصوفا ؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها لم يخرج ذلك بأن تُسمى باسم أخر . كما يدخل في ذلك أعمال القلوب كالتوبة والصبر والشكر والرضا والخوف والرجاء والمحبة والأخلاق المحمودة .) "اهـ .

مجموع فتاوي ابن تيمية - كتاب التصوف (ج5 ص3)
(و «أولياء الله» هم المؤمنون المتقون، سواء سمي أحدهم فقيراً أو صوفياً أو فقيهاً أو عالماً أو تاجراً أو جندياً أو صانعاً أو أميراً أو حاكماً أو غير ذلك." اهـ)


قال ابن تيمية مجموع الفتاوى (جزء 20 - صفحة 63)
(ثم هم إما قائمون بظاهر الشرع فقط كعموم أهل الحديث والمؤمنين الذين فى العلم بمنزلة العباد الظاهرين فى العبادة وإما عالمون بمعاني ذلك وعارفون به فهم فى العلوم كالعارفين من الصوفية الشرعية فهؤلاء هم علماء أمة محمد المحضة وهم أفضل الخلق وأكملهم وأقومهم طريقة والله أعلم) اه


قال في ( مجموع الفتاوى ) (11/16) :
[ وهم يشيرون بالصوفي إلى معنى الصديق وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ] .



مجموع الفتاوى [ جزء 7 – صفحة 190 ]
) فإن أعمال القلوب التى يسميها بعض الصوفية أحوالا ومقامات أو منازل السائرين الى الله أو مقامات العارفين أو غير ذلك كل ما فيها مما فرضه الله ورسوله فهو من الإيمان الواجب وفيها ما أحبه ولم يفرضه فهو من الإيمان المستحب .فالأول لابد لكل مؤمن منه ومن اقتصر عليه فهو من الابرار اصحاب اليمين ومن فعله وفعل الثانى كان من المقربين السابقين وذلك مثل حب الله ورسوله بل أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما بل أن يكون الله ورسوله والجهاد فى سبيله أحب إليه من أهله وماله ومثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين ورجاء الله وحده دون رجاء المخلوقين والتوكل على الله وحده دون المخلوقين والإنابة إليه مع خشيته كما قال تعالى هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ومثل الحب فى الله والبغض فى الله والموالاة لله والمعاداة لله) اه .


يا اخي الكريم هذه مشكلات موجودة فيما نقلته عن من تحسن الظن بهم لدرجة أنك أصبحت تقول مالايمكن تصديقه من طفل صغير عن ابن تيمية وابن القيم والألبانى ! فى الحقيقة شئ مضحك أن تزعم كما زعم من تنقل عنهم أنهم يقرون الصوفية على ماهم عليه من فلسفات وخرافات وكفريات وشركيات ! شئ مضحك فعلاً .
ربنا يهدى كل ضال


لم يسق المخالف سبب إيراده هذا الكلام، وما وجه إنكاره على السلفيين، ثم هذا الكلام قاله ابن تيمية في سياق كلام طويل لنقاش مسألة مشهورة بين الناس فى التفضيل بين الملائكة والناس ولا شأن للتصوف به، وهو قول صحيح لا شبهة فيه في الأولياء الصالحين الأحياء وليس الأموات ، كما تعتقد الصوفية في نفع الأولياء الأموات . قلت : واعتقادهم هذا مبنى على أوهام وخيالات وليس على أدلة صحيحة صريحة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كما لم يتعرض المخالف الصوفى لصفات هؤلاء الذي رزقهم الله هذه الصفات من نفع الخلق وتدبير العالم ؟
وما قاله ابن تيمية رحمه الله له لم يكن من عند نفسهِ أو لكونه صوفيا ذائقا، بل هو من الدين وصريح صحيح نصوص السنة، وفي ذلك أمور منها :
·
مكانة الولي العظيمة عند ربه
كما في الحديث القدسي: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).[1]
فإذا كان هذا حال الولي مع ربه سبحانه، أفيبخل عليه سبحانه بإستنزال النصر والغيث ، وإبرار قسمه واستجابة دعائه في الحال وتحقيق شفاعته ، وجعل حرمته أعظم من بيته الحرام ، وأن يُتَوسل به إلى الله وهو حي وأن يخرق له العادات .
أمور أثبتها الشرع الحنيف للولي الحيّ الصادق ، وخالف الصوفية فأثبتت ما سبق للولي الميت ؟؟.
ومما أثبته الشرع الحنيف للولي الحيّ من تصريفٍ في الكون ونحوه بقوةِ اللهِ ومشيئتهِ أمور :
أولا : تنزل النصر والرزق بسببه وبقوة الله ومشيئته :
t أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ r هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلا بِضُعَفَائِكُمْ).[2]
ثانيا : إبرار قسمه :
عن أنس قال: (أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الْأَرْشَ وَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا فَأَتَوُا النَّبِيَّ r فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ r إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ).[3]
وفي رواية من حديثِ أبي هريرة ولفظهِ :
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ).[4]
وممن أبر الله قسمه البراء بن مالك رضي الله عنه .
ثالثا : حرمة الولي أعظم من الكعبة :
عن ابن عمر قال: (صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ r الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فإنه مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ).[5]
فهذا هو الإسلام وليس تصوفاً ، والأحاديث في هذا كثيرة تدل على القوة الخارقة التي وهبها الله عزوجل للولي المؤمن ، بل وتدل على قدرتهِ الخارقة المخالفة لأمور الطبيعة ، ومن هذه القوى ما حصل من كرامات لبعض الخُلّص من المؤمنين من عهد الصحابة فمن بعدهم :
كما حصل مع العلاء بن الحضرمي ومَشْيهِ على الماء هو من معه ، واستجابة دعاء العباس لاستنزال المطر وقبول توسل عمر به ، ومثله حصل مع معاوية ، وفضل أويس القرني ، ومثله كثير في حياة الأولياء الأحياء رضى الله عنهم جميعا .
أما عقيدة الصوفية التي ينافح عنها المخالف ، فتجاوزت الأحياء إلى الأموات ، وجعلت لهم من القدرات والخوارق في تدبير شؤون هذا الكون ما يرفضه الشرع المطهر ، وهذا من البدع المحدثة في الأمة الإسلامية التي أورثت الناس التبرك بالأولياء الأموات والإعتقاد في تصريفهم الكون ونحوه مما هو مبسوط في كتبهم.
قال ابنُ تيمية رحمه الله : " بلغنى عن بعض السلف أنه قال ما ابتدع قوم بدعة إلا فى القرآن ما يردها ولكن لا يعلمون " . [6]
وقال أيضا : " حقيقة الملك والطبيعة الملكية أفضل ، أم حقيقة البشر والطبيعة البشرية ، وهذا كما أنا نعلم أن حقيقة الحىّ اذ هو حىّ أفضل من الميت ، وحقيقة القوة والعلم من حيث هو كذلك أفضل من حقيقة الضعف والجهل ، وحقيقة الذكر أفضل من حيث الأنثى " . [7]
فانظر بارك الله فيك إلى إعتقاد القوم في أمواتهم ، كالحلاج والسهروردي المقتول وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض، وغيرهم من أرباب القول بوحدة الوجود والحلول والإتحاد .
أما قول المخالف ما نصه :
(هل يجوز الآن أن نقول أن للأولياء القّدرة على تدبير العالم ؟! هل من الممكن الآن أن نغيّر فتوى التحريم لفتوى تحليل تتوافق مع ابن تيمية ؟! هل آن لنا أن نعلم أن ابن تيمية صوفي ذائق ؟!!).
فأقول: ومن منع ما وهبه الشرع المطهر للوليّ الحي، كما أنه لم يذكر فتوى التحريم التي زعم وما هي؟
وأما قوله أن ابن تيمية صوفي ذائق ؟ فهذا ضرب من الخبال ، فابن تيمية عالم رباني سائر على منهج سلف الأمة، زاهد عرف معنى الزهد فعاشه واقعا، فذاق من خلاله طعم العبودية لله، فسلك به طريق الجنة للحوق بركب الأنبياء والصديقين والأولياء، فضحى بكل شيء في سبيل ذلك وجاهد في سبيل الله ودينه باليراع واللسان والسنان، فلم يخشى في الله لومة لائم حتى مات في سبيل ذلك مسجونا رحمه الله؟
ابن تيمية يبرئ الصوفية عن عقيدة الحلول وينسبها لمن تشبه بهم وليس هو منهم


قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (جزء 15 – صفحة427 )
(ثم الصوفية المشهورون عند الأمة الذين لهم لسان صدق فى الأمةلم يكونوا يستحسنون مثل هذا بل ينهون عنه ولهم فى الكلام فى ذم صحبة الأحداث وفى الرد على أهل الحلول وبيان مباينة الخالق مالا يتسع هذا الموضع لذكره وإنما يستحسنه من تشبه بهم ممن هو عاص أو فاسق أو كافر فيتظاهر بدعوى الولاية لله وتحقيق الإيمان والعرفان وهو من شرّ أهل العداوة لله وأهل النفاق والبهتان والله تعالى يجمع لأوليائه المتقين خير الدنيا والآخرة ويجعل لأعدائه الصفقة الخاسرة والله سبحانه وتعالى أعلم) ا


معنى كلامك أن ابن عربى وابن الفارض والحلاج وهم أصحاب عقائد الحلول والوحدة ليسوا من الصوفية وإنما الواحد منهم كما وصفه ابن تيمية مع الذين يصحبون الأحداث فى كلامه (
عاص أو فاسق أو كافر ! فيتظاهر بدعوى الولاية لله وتحقيق الإيمان والعرفان وهو من شرّ أهل العداوة لله وأهل النفاق والبهتان )
شبهة مقام الصديقية الخاص بالصوفية
قال المخالف: ( مقام الصديقية الخاص بالصوفية ، " الصوفية من أكمل صديقي زمانهم " ) .
ثم نقل من كلام ابن تيمية ما نصّه : " ثم التصوف عندهم له حقائق وأحوال معروفة ، قد تكلموا فى حدوده وسيرته وأخلاقه كقول بعضهم : الصوفى من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر، واستوى عنده الذهب والحجر، التصوف كتمان المعانى وترك الدعاوى واشباه ذلك، وهم يسيرون بالصوفى معنى الصديق، وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون، كما قال الله تعالى: {أولئك الذين انعم الله عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}، ولهذا ليس عندهم بعد الأنبياء أفضل من الصوفى، لكن هو فى الحقيقة نوع من الصديقين، فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذى اجتهدوا فيه، فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال: صديقو العلماء وصديقو الأمراء، فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم، فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون، فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضا، كل بحسب الطريق الذى سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده، وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم، فهم من أكمل صديقى زمانهم والصديق فى العصر الأول أكمل منهم، والصديقون درجات وانواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه واحكمه وغلب عليه".[1]
رد الشبهة :
كلام المخالف سفسطة من القول ، إذ ابن تيمية رحمه الله كان يتكلم على بدايات التصوف وأهله ! وانصفهم على طريقتهِ الوسط في نقد المخالف، من ذكر محاسنهم ومثالبهم وموافقاتهم للشرع ومخالفاتهم، فظن المخالف - وبعض الظن إثم - من بعض عبارات الثناء، أن ابن تيمية صوفي متذوق.
والمخالف نقل كلامه مبتورا، إذ بقيته تبين مقصوده وليس كما ظن المخالف، فلا يفرح لأن الله لا يحب الفرحين.
وهناك عبارتان من كلام ابن تيمية ركز عليها المخالف وغرته:
العبارة الأولى: قوله: "هو فى الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة".
قال مقيده عفا الله عنه: كلام ابن تيمية بعده يبين مقصوده، وهو أن الصديقية عند الصوفية القدامى لا عموم الصديقية فقال: "فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال صديقو العلماء .......الخ".
العبارة الثانية: قوله: " فهم من أكمل صديقى زمانهم والصديق".
قلت: وهو ظاهر في أنه الصوفية القدامى، والقيد بصديقي ذاك الزمان فقط وليس في كل الأزمنة.
تكلم ابن تيمية عن التصوف في القرون الثلاثة الأوَل، وإنه اشتهر التكلم به بعد ذلك، ثم ذكر التنازع في معنى الصوفي، وتكلم على أول ظهور التصوف في البصرة وحال من ظهر فيها منهم، وتنازع العلماء في ما ينتابهم من الأحوال، ثم خلص إلى أن هذه الأمور التي فيها زيادة عبادة خرجت منها، ثم ذكر تنازع العلماء في هذه العبادة الزائدة بين القدح والمدح وذكر الصواب فيه، حتى وصل إلى الكلام الذي نقله المخالف آنفا.
وأنقل تتمة كلام ابن تيمية ليفهم المقصود ويتضح خلاف ما أراده المخالف:
قال رحمه الله: "ولأجل ما وقع فى كثير منهم من الاجتهاد والتنازع فيه، تنازع الناس فى طريقهم، فطائفة ذمت الصوفية والتصوف، وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة، ونقل عن طائفة من الأئمة فى ذلك من الكلام ما هو معروف، وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام، وطائفة غلت فيهم وادعوا انهم افضل الخلق واكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم.
والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله، كما اجتهد غيرهم ....إلى أن قال:
وقد انتسب اليهم طوائف من أهل البدع والزندقة، ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا، فان أكثر مشائخ الطريق أنكروه وأخرجوه عن الطريق مثل: الجنيد بن محمد سيد الطائفة وغيره، كما ذكر ذلك الشيخ أبو عبد الرحمن السلمى فى طبقات الصوفية، وذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فى تاريخ بغداد.
فهذا أصل التصوف ثم انه بعد ذلك تشعب وتنوع وصارت الصوفية ثلاثة أصناف:
صوفية الحقائق وصوفية الأرزاق وصوفية الرسم.
فأما صوفية الحقائق: فهم الذين وصفناهم.
وأما صوفية الأرزاق: فهم الذين وقِّفَت عليهم الوقوف كالخوانك فلا يشترط فى هؤلاء أن يكونوا من أهل الحقائق فان هذا عزيز وأكثر أهل الحقائق لا يتصفون بلزوم الخوانك ولكن يشترط فيم ثلاثة شروط:
أحدها: العدالة الشرعية بحيث يؤدون الفرائض ويجتنبون المحارم.
والثانى: التأدب بآداب أهل الطريق وهى الآداب الشرعية فى غالب الأوقات وأما الآداب البدعية الوضعية فلا يلتفت إليها.
والثالث: ان لا يكون احدهم متمسكا بفضول الدنيا فاما من كان جمّاعا للمال أو كان غير متخلق بالأخلاق المحمودة ولا يتأدب بالآداب الشرعية أو كان فاسقا فإنه لا يستحق ذلك.
وأما صوفية الرسم: فهم المقتصرون على النسبة فهمهم فى اللباس والآداب الوضعية ونحو ذلك فهؤلاء فى الصوفية بمنزلة الذى يقتصر على زى أهل العلم وأهل الجهاد ونوع ما من أقوالهم وأعمالهم بحيث يظن الجاهل حقيقة امره أنه منهم وليس منهم".


[1]) المصدر السابق (11/17).

ولعلّ فى هذا مايبين منهجية شيخ الإسلام رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله والتى لايستطيع أن يفهمها هؤلاء المتصوفة على حقيقتها لحاجة فى نفوسهم أو لهوى فى قلوبهم
نسأل الله الهداية لنا ولهم



[1] ) أخرجه البخاري في (الرقاق ح 6502) من حديث أبي هريرة.

[2] ) أخرجه البخاري (الجهاد والسير ح 2896) من حديث سعد بن أبي وقاص

[3] ) أخرجه البخاري في (الصلح ح 2703).

[4] ) أخرجه مسلم في (البر والصلة ح 2622).

[5] ) أخرجه الترمذي في (البر والصلة ح 2032).

[6] ) مجموع الفتاوى (4/363).

[7] ) المصدر السابق (4/353).

********************************
أما يا اخي الكريم الصوفية الي انت تقصدها ونحن نتكلم عنها ابن تيمية بيمدحها القبوريين انت ترفض التعميم بسبب هؤلاء
لانهم هم الشر بعينه وهم مقصودنا مستحيل ابن تيمية بيمدحهم
..
أن ابن تيمية رحمه الله كان يتكلم على بدايات التصوف وأهله ! وانصفهم على طريقتهِ الوسط في نقد المخالف ، من ذكر محاسنهم ومثالبهم !
وموافقاتهم للشرع ومخالفاتهم !
( يعنى لهم مثالب ومخالفات وشطحات
فظن المخالف- وبعض الظنّ إثم - من بعض عبارات الثناء، أن ابن تيمية صوفي متذوّق .
والمخالف نقل كلامه مبتوراً
ذ بقيته تبين مقصوده وليس كما ظن المخالف ، فلا يفرح لأن الله لا يحب الفرحين .
وهناك عبارتان من كلام ابن تيمية ركّز عليها المخالف وغرته :
العبارة الأولى: قوله: "هو فى الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذى اختص بالزهد والعبادة".
قال مقيده عفا الله عنه : كلام ابن تيمية بعده يبيّن مقصوده ، وهو أن الصديقية عند الصوفية القدامى لا عموم الصديقية فقال : "فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال صديقو العلماء .......الخ".
العبارة الثانية: قوله: " فهم من أكمل صديقى زمانهم والصديق".
قلت : وهو ظاهر في أنه الصوفية القدامى ، والقيد بصِديقي ذاك الزمان فقط وليس في كل الأزمنة .

( ! ان ابن تيمية رحمه الله بيفرّق بين صوفية وصوفية !ليس كل الصوفية عنده سواء لكن انتم لم تفهمو )
تكلم ابن تيمية عن التصوف في القرون الثلاثة الأوَل ، وإنه اشتهر التكلم به بعد ذلك ، ثم ذكر التنازع في معنى الصوفي ، وتكلم على أول ظهور التصوف في البصرة وحال من ظهر فيها منهم ، وتنازع العلماء في ما ينتابهم من الأحوال ، ثم خلص إلى أن هذه الأمور التي فيها زيادة عبادة خرجت منها ، ثم ذكر تنازع العلماء في هذه العبادة الزائدة بين القدح والمدح وذكر الصواب فيه ، حتى وصل إلى الكلام الذي نقله المخالف آنفا.
وأنقل تتمة كلام ابن تيمية ليفهم المقصود ويتضح خلاف ما أراده المخالف :
قال رحمه الله: " ولأجل ما وقع فى كثير منهم من الاجتهاد والتنازع فيه ، تنازع الناس فى طريقهم ، فطائفة ذمت الصوفية والتصوف ، وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ، ونقل عن طائفة من الأئمة فى ذلك من الكلام ما هو معروف ، وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام ، وطائفة غلت فيهم وادعوا انهم افضل الخلق واكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفى هذه الأمور ذميم .
والصواب أنهم مجتهدون فى طاعة الله، كما اجتهد غيرهم ....إلى أن قال :
وقد انتسب اليهم طوائف من أهل البدع والزندقة، ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا ....... إلخ


إذن هؤلاء الصوفية ذمهم شيخ الإسلام ابن تيمية بخلاف العبّاد الزهاد الأوائل
وهذا هو المقصود والمراد
والكلام والحمد لله واضح عند كل أهل العقول











قديم 2012-08-15, 02:46   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة تصريف الولي للكون
قال المخالف : (إقرارات بالتصرف و لم نجد من يقول أنهم مُشركين).

رد الشبهة :
تكلم ابن تيمية هنا على منام للشيخ عبدالقادر بما يوافق الشرع ، واستدراك المخالف غير مستدرك ، ونحن لا ننكر ماقاله ابن تيمية مادام أثبته الشرع المطهر، وقد سبق الإستفاضة في بيان ما أكرم الله به الأولياء من خوارق العادات في رد الشبهة الأولى ، وأن ذلك لا تعلق له لا بالتصوف ولا بالشرك والمشركين .
قلت : لم يتدبر المخالف ما قاله ابن تيمية في سياق كلامه السابق عن التوكل وهو:
(… فإنه يفيد قوة العبد وتصريف الكون ولهذا هو الغالب على ذوي الأحوال متشرعهم وغير متشرعهم وبه يتصرفون ويؤثرون تارة بما يوافق الأمر و تارة بما يخالفه).
فهل فهم المخالف مقصود ابن تيمية رحمه الله من قوله: "ولهذا هو الغالب على ذوى الأحوال متشرعهم وغير متشرعهم"، ومن قوله: "تارة بما يوافق الأمر و تارة بما يخالفه".
فهذه الخوارق قد تكون من غير أهل الصلاح والولاية، وأسوق بعض كلام ابن تيمية عله يزيل تعالم المخالف، حيث بوب رحمه الله في كتابه الحسنة والسيئة "الكرامات عند الصوفية" فقال:
" وآخرون من عوام هؤلاء يُجَوِّزون أن يكرم الله بكرامات أكابر الأولياء، من يكون فاجرا بل كافرا، ويقولون هذه موهبة وعطية يعطيها الله من يشاء، ما هي متعلقة لا بصلاة ولا بصيام ويظنون أن تلك من كرامات الأولياء وتكون كراماتهم من الأحوال الشيطانية التي يكون مثلها للسحرة والكهان..".[1]
وقال أيضا: "بين النبى أن القلب يكون فيه شعبة نفاق وشعبة إيمان، فإذا كان فيه شعبة نفاق كان فيه شعبة من ولايته وشعبة من عداوته، ولهذا يكون بعض هؤلاء يجرى علىيديه خوارق من جهة إيمانه بالله وتقواه، تكون من كرامات الأولياء وخوارق من جهة نفاقه وعداوته تكون من أحوال الشياطين، ولهذا أمرنا الله تعالى أن نقول كل صلاة: {إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}".[2]
وقال رحمه الله معرضا بالقبوريين المعتقدين في قدرة أصحابها التأثير في الكون:
"وآخرون يأتي أحدهم إلى قبر من يعظمه ويحسن به الظن من الصالحين وغيرهم فتارة يرى القبر قد انشق وخرج منه إنسان على صورة ذلك الرجل وتارة يرى ذلك الإنسان قد دخل في القبر وتارة يراه إما راكبا وإما ماشيا داخلا إلى مكان ذلك الميت كالقبة المبنية على القبر وتارة يراه خارجا من ذلك المكان ويظن أن ذلك هو ذلك الرجل الصالح وقد يظن أن قوما استغاثوا به فذهب إليهم ويكون ذلك شيطانا تصور بصورته وهذا جرى لغير واحد ممن أعرفهم وتارة يستغيث ….الخ".[3]
رد شبهة كلام ابن خلدون
كما انتقى المخالف من كلام ابن خلدون قوله: " وأما الكلام في كرامات القوم واخبارهم بالمغيبات وتصرفهم في الكائنات فأمر صحيح غير منكر وإن مال بعض العلماء إلى انكارها فليس ذلك من الحق".
فننقل رد عالم إمام عليه هو (صديق بن حسن القنوجي ت 1307هـ) فقال في أبجد العلوم ما نصه:
"وما ذكر من كرامات الاولياء فهو حق يدل عليه القرآن والسنة، وما ذكر من التصرفات في العوالم والاخبار عن المغيبات ففيه نظر وتفصيل، ذكر في محله فليعلم والله أعلم".[4]

[1]) (ص 112).

[2]) مجموع الفتاوى (10/453).

[3]) الجواب الصحيح (2/318).

[4]) (2/164).










قديم 2012-08-15, 03:00   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة بيئة صوفية
قال المخالف:(الفتوى التي تدُل على البيئة الصوفية التي يعيش فيها ابن تيمية).
ثم ذكر المتعالم جوابه عن سؤال ذِكر عددي، فقال:
"وسئل عمن هلل سبعين ألف مرة، وأهداه للميت يكون براءة للميت من النار، حديث صحيح أم لا وإذا هلل الإنسان وأهداه إلى الميت يصل إليه ثوابه أم لا؟
فأجاب: إذا هلل الإنسان هكذا سبعون ألفا أو أقل أو أكثر وأهديت إليه نفعه الله بذلك وليس هذا حديثا صحيحا ولا ضعيفا والله أعلم".[1]
رد الشبهة
ظن المخالف من الجواب – وبعض الظن إثم – أن هذا بيئة صوفية من ابن تيمية، وهذا تعالم منه، فأي بيئة صوفية في جواب سائل عن ذكر عددي. وهل الإكثار من التهليل بالمئيين بيئة صوفية، وهل في رد ابن تيمية ما يفهم منه ما فهمه المتعالم؟ ألم يحث النبي r على أن يكون لسان أحدنا رطبا من ذكر كما في السنن من حديث عبد الله بن بسر t:
( أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله).[2]
وحديث أبي هريرة t: (كان رسول الله r يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات).[3]
وفي رواية أحمد: (قالوا يا رسول الله ومن المفردون قال الذين يهترون في ذكر الله).[4]
وحديث أبي سعيد الخدري t وفيه ضعف محتمل عند أحمد: (أن رسول الله r قال أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون).[5]
ترى هل هذا من رسول الله r بيئة صوفية؟؟ حاشا وكلا؟
أما البيئة الصوفية التي يزعم المتعالم نسبتها لابن تيمية وهو منها بريء فأسوق بعضها عله يستطيع التميز والمقارنة:
قال الدكتور المالكي في كتابه أبواب الفرج (ص 98) : "دعاء الناصر" ثم قال: "من أعظم أبواب الفرج هذا الدعاء العظيم الشامل الذي رويناه عن مشايخنا عن الإمام العارف سيدي محمد بن ناصر الدرعي رحمه الله"، ثم ساق أبياتا كثيرة فيها توسلات واستغاثات بالأقطاب والأوتاد.
فانظر أخي المسلم كيف جعل من الدعاء الشعري المختلط بتوسلات واستغاثات الأموات، دعاء عظيما وأعرض عن عن دعاء القرآن والسنة دليل على على عدم التوفيق.
ثم ذكر (ص 116) خصائص وأسرار البسملة مما لم يرد فيه شيء مشروع كـ:
قراءتها عند النوم 21 مرة للحفظ من موت الفجاءة، وقراءتها 113 مرة يوم الجمعة ،و 313 مرة مع الصلاة على النبي لزيادة الرزق، و787 مرة لقضاء الحوائج العامة، و2500 مرة بعد الصبح للفتح والفهم، ثم ذكر قراءتها عن الغزالي 12000 مرة وصلاة ركعتين بعدها وسؤال المصلي حاجته.
ثم ذكر (ص 118) دعاء البسملة وفيه: "يا من هو كهيعص حمعسق الم المر المص بسر اسم الله الأعظم..
ثم ذكر (ص 134) نقلا عن العلماء ولم يذكرهم ولست أي العلماء يقصد أنه رتبوا قراءة آية الكرسي بعدد حروفها أو بعدد كلماتها أو بعدد المرسلين من الأنبياء، وذكر ترديد قوله تعالى (ولا يؤده حفظهما ...) 70 مرة.
قال مقيده عفا الله عنه: وقد استفاد المالكي هذا من كتاب شمس المعارف للبوني الصوفي.[6]
ثم ذكر المالكي أيضا (ص 138) ترتيب قراءة (حسبنا الله ونعم الوكيل) 450، و950 ، و 19000، و 4000، و 7000 مرة.
والكتاب طافح بهذه البيئة الصوفية المقيتة، التي أبعدت مرتاديها عن معين النبوة الصافي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا غيض من فيض شيخ صوفي معاصر مقتدى به عندهم.

[1]) مجموع الفتاوى (24/323).

[2]) أخرجه الترمذي (الدعوات ح 3375)، وابن ماجة (الأدب 3793). وصححه الألباني.

[3]) مسلم (الذكر ح 2676).

[4]) المسند (2/323).

[5]) المسند (3/71).

[6]) (1/120).










قديم 2012-08-28, 01:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 لا تختلط ؟ قارن بين صوفيتك وصوفية العلماء

[QUOTE=zizou_setif;11355206][QUOTE=*Jugurtha*;11187422]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
[color=#0000ff]
[center][color=#...............إلخ

معنى الصوفية الذي لا تعرفه عند العلماء

قارن بين صوفيتك وصوفية العلماء

اجتماع الجيوش الإسلامي
ة


أقوال الزهاد والصوفية أهل الاتباع وسلفهم

ص -125- أقوال الزهاد والصوفية أهل الاتباع وسلفهم
(قول ثابت البناني شيخ الزهاد) قال محمد بن عثمان في رسالته: صح عنه أنه قال كان داود يطيل الصلاة ثم يركع ثم يرفع رأسه إلى السماء ثم يقول " إليك رفعت رأسي نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء " ورواه اللالكائي بإسناد صحيح عنه، ورواه الإمام أحمد أيضا في كتاب الزهد، فهذا الرفع إن كان في الصلاة فهو منسوخ في شرعنا، وإن كان بعد الصلاة فهو جائز كرفع اليدين في الدعاء إلى الله تعالى.
؟
(قول مالك بن دينار) قد أسلفنا عنه أنه كان يقول خذوا فيقرأ ثم يقول اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح، عنه وروى ابن أبي الدنيا عنه قال قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول " يا ابن آدم خيري إليك ينزل وشرك يصعد إليّ وأتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال ملك كريم يعرج إليّ منك بعمل قبيح ".
؟

(قول سليمان التيمي) قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد قال ضمرة بن ربيعة عن صدقة عن سليمان سمعته يقول " لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء ولو سئلت أين كان العرش قبل السماء؟ لقلت على الماء، ولو سئلت أين كان قبل الماء لقلت لا أدري ".
(قول شريح بن عبيد) روى عنه أبو الشيخ بإسناد صحيح أنه كان يقول ارتفع إليك ثناء التسبيح وصعد إليك. وقال في التقديس: سبحانك ذا الجبروت بيدك الملك والملكوت والمفاتيح والمقادير.
(قول عبيد بن عمير) روى عبد الله بن أحمد في كتاب السنة له من حديث حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير أنه قال: ينزل الرب عز وجل شطر الليل إلى سماء الدنيا ويقول " من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له " حتى إذا كان الفجر صعد الرب عز وجل.
(قول الفضيل بن عياض) قال الأثرم في كتاب السنة: حدثنا إبراهيم بن الحارث، يعني العبادي، حدثنا الليث بن يحيى قال سمعت إبراهيم بن الأشعث قال أبو بكر صاحب الفضيل سمعت الفضيل بن عياض يقول: ليس لنا أن نتوهم في الله كيف وكيف لأن الله وصف نفسه فأبلغ فقال {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} فلا صفة أبلغ مما وصف الله به نفسه، وكذا النزول والضحك والمباهات والاطلاع، كما شاء أن ينزل وكما شاء أن يباهي، وكما شاء أن يطلع، وكما شاء أن يضحك، فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف.
وإذا قال لك الجهمي أنا أكفر برب ينزل عن مكانه، فقلت أنت: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء، وقد ذكر هذا الكلام الأخير عن الفضيل البخاري في كتاب خلق الأفعال فقال: وقال الفضيل بن عياض: إذا قال لك الجهمي، فذكر قول يحيى بن معاذ الرازي قال: الله تعالى على العرش بائن من الخلق قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، ولا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء ضليل وهالك مرتاب، يقول يمزج الله بخلقه، ويخلط الذات بالأقذار والأنتان.
(قول عطاء السلمي) ثبت أنه كان لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل، ومن هذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم المصلي عن رفع بصره إلى السماء تأدبا مع الله وإطراقا بين يديه وإجلالا له كما يقف العبيد بين يدي الملوك، ولا يرفعون رؤوسهم إليهم إجلالا لهم، وإذا ضم هذا إلى رفع الأيدي في الرغبات والرهبات وتوجه القلوب إلى العلو دون اليمنة واليسرة والخلف والأمام، أفاد العلم بأن هذا فطرة الله التي فطر الناس عليها.
(قول أبي عبيدة الخواص) ذكر أبو نعيم وابن الجوزي عنه أنه مكث كذا وكذا سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله.
(قول بشر الحافي) صح عنه أنه قال: إني لأرفع يدي إلى الله ثم أردهما وأقول إنما يفعل هذا من له جاه عند الله.
(قول ذي النون المصري) روى أبو الشيخ في كتاب العظمة بإسناده عنه قال أشرقت لنوره السماوات وأنار بوجهه الظلمات وحجب جلاله عن العيون وناجاه على عرشه ألسنة الصدور.
فإن قيل: قد نقل القشيري عن ذي النون أنه سئل عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } فقال أثبت ذاته ونفى مكانه وهو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمته كما شاء.
قيل القشيري لم يذكر لهذه الحكاية إسنادا؛ وما ذكرناه مسند عنه، وفي كتب التصوف من الحكايات المكذوبة ما الله به علي. قال شيخ الإسلام وهذا النقل باطل، فإن هذا الكلام ليس فيه مناسبة للآية بل هو مناقض لها، فإن هذه الآية لم تتضمن إثبات ذاته ونفي مكانه بوجه من الوجوه فكيف يفسر ذلك، قال وأما قوله هو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمته فحق ولكن ليس هو معنى الآية.
(قول الحارث بن أسد المحاسبي) قال وأما قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } { إِذاً لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً } فهذه وغيرها مثل قوله { تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها، متنزه عن الدخول في خلقه، لا يخفى عليه منهم خافية؛ لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْض} يعني فوق العرش، والعرش على السماء؛ لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء، وقد قال {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } أي على الأرض، لا يريد الدخول في جوفها، وكذلك قوله {يَتِيهُونَ فِي الأَرْض} يعني على الأرض. وكذلك قوله تعالى {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} يعني فوقها عليها. وقال في موضع آخر فبيّن عروج الأمر وعروج الملائكة ثم وصف وقت عروجها بالارتفاع صاعدة إليه فقال {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُه } فذكر صعودها إليه ووصولها بقوله { إِلَيْه} كقول القائل اصعد إلى فلان في ليلة أو يوم. وذلك أنه في العلو، وأن صعودك إليه في يوم فإذا صعدوا إلى العرش فقد صعدوا إلى الله عز وجل. وإن كانوا لم يروه ولم يساووه في الارتفاع في علوه فإنهم صعدوا من الأرض وعرجوا بالأمر إلى العلو الذي الله تعالى فوقه. وقال تعالى {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } ولم يقل عنده، وقال فرعون {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} ثم استأنف وقال {وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً } يعني فيما قال أن إلهه فوق السماوات، فبين الله عز وجل أن فرعون ظن بموسى أنه كاذب فيما قال له وعمد إلى طلبه حيث قال له مع الظن بموسى أنه كاذب. ولو أن موسى قال إنه في كل مكان بذاته لطلبه في نفسه فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(قول إمام الصوفية في وقته) الإمام العارف أبو عبد الله محمد بن عثمان المكي قال في كتابه " آداب المريدين " والتعرف لأحوال العبادة في باب ما يجيء به الشياطين للتائبين من الوسوسة.
وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أصول التوحيد. وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك أو في صفات الرب بالتشبيه والتمثيل، أو بالجحد لها والتعطيل، وأن يدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم فيهلكوا أو يضعضع أركانهم إلا أن يلجأوا في ذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة بالله سبحانه من حيث أخبر عن نفسه ووصف به نفسه ووصفه به رسوله، فهو تعالى القائل: أنا الله ـ لا الشجرة ـ الجائي هو لا أمره. المستوي على عرشه بعظمته وجلاله دون كل مكان. الذي كلم موسى تكليما وأراه من آياته عظيما، فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه، السميع لأصواتهم الناظر بعينه إلى أجسامهم، يداه مبسوطتان، وهما غير نعمته وقدرته، وخلق آدم بيده.
ثم ساق كلاما طويلا في السنة، وهو رحمه الله من نظراء الجنيد وأعيان مشايخ القوم توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد.
(قول أبي جعفر الهمداني الصوفي) ذكر محمد بن طاهر المقدسي محدث الصوفية في كتابه عنه أنه حضر مجلس أبي المعالي الجويني وهو يقول: كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان عليه. وكلاما من هذا المعنى، فقال يا شيخ دعنا من ذكر العرش أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط ياالله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، ولا يلتفت يمنة ولا يسره، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟ قال فصرخ أبو المعالي ولطم على رأسه وقال: حيرني الهمداني حيرني الهمداني.
(قول الإمام العارف معمر بن أحمد الأصبهاني) شيخ الصوفية في أواخر المائة الرابعة قال في رسالته: أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة وموعظة من الحكمة، وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين قال فيها: وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف مجهول وأنه عز وجل بائن من خلقه، والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة، لأن الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق، وأن الله سميع بصير عليم خبير، يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء فيقول: هل من داع فأستجيب له، هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر، ونزول الرب إلى السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال.
(قول الشيخ الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني) قدس الله روحه قال في كتابه " تحفة المتقين وسبيل العارفين " في باب " اختلاف المذاهب في صفات الله عز وجل " وفي ذكر اختلاف الناس في الوقف عند قوله { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّللَّهُ } قال إسحاق في العلم ـ إلى أن قال ـ والله تعالى بذاته على العرش علمه محيط بكل مكان، والوقف عند أهل الحق على قوله " إلا الله " وقد روي ذلك عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الوقف حسن لمن اعتقد أن الله بذاته على العرش، ويعلم ما في السماوات والأرض ـ إلى أن قال ـ ووقف جماعة من منكري استواء الرب عز وجل على قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وابتدأوا بقوله {اسْتَوَى، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} يريدون بذلك نفي الاستواء الذي وصف به نفسه. وهذا خطأ منهم لأن الله تعالى استوى على العرش بذاته. وقال في كتابه الغنية: أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار، فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد، إلى أن قال، وهو بجهة العلو مستو على العرش، محتو على الملك، محيط علمه بالأشياء، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان، بل يقال إنه في السماء على العرش استوى، قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وساق آيات وأحاديث ثم قال وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، ثم قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف، هذا نص كلامه في الغنية.
(قول أبي عبد الله بن خفيف الشيرازي) إمام الصوفية في وقته قال في كتابه الذي سماه " اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات " قال في آخر خطبته " فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه وقدره قولا واحدا وشرطا ظاهرا وهم الذين نقلوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال " عليكم بسنتي " فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف، وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم إذا لم يختلفوا بحمد الله في أحكام التوحيد وأصول الدين من الأسماء والصفات كما اختلفوا في الفروع، ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل إلينا كما نقل إلينا سائر الاختلاف، ثم ذكر حديث يلقى في النار وتقول هل من مزيد، حتى يضع الجبار فيها رجله، وحديث الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله، ثم ذكر حديث الصور ـ إلى أن قال ـ ونعتقد أن الله قبض قبضتين فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار ـ إلى أن قال ـ ومما نعتقد أن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فيبسط يديه ويقول: هل من سائل، الحديث، وليلة النصف من شعبان وعشية عرفة، وذكر الحديث في ذلك، ونعتقد أن الله يتولى حساب الخلق بنفسه، ونعتقد أن الله خص محمدا صلى الله عليه وسلم بالرؤية واتخذه خليلا.
(قول شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله الأنصاري) صاحب كتاب منازل السائرين والفاروق وذم الكلام وغيره، صرح في كتابه بلفظ الذات في العلو، وأنه استوى بذاته على عرشه، قال ولم تزل أئمة السلف تصرح بذلك، ومن أراد معرفة صلابته في السنة والإثبات فليطالع كتابيه " الفاروق وذم الكلام ".
(قول شيخ الصوفية والمحدثين أبي نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء) قال في عقيدته " وإن الله سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكا، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء فيقول هل من داع فأستجيب له؛ هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر، ونزول الرب تعالى إلى سماء الدنيا بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال، وسائر الصفوة العارفين على هذا، ثم قال وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل، فالاستواء معقول والكيف مجهول، وأنه سبحانه بائن من خلقه وخلقه بائنون منه، بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة، لأنه البائن الفرد من الخلق والواحد الغني عن الخلق. وقال أيضا: طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة. وساق ذكر اعتقادهم ثم قال: ومما اعتقدوه أن الله في سمائه دون أرضه وساق بقيته.

(قول الإمام يحيى بن عمار السجزي) شيخ أبي إسماعيل الأنصاري إمام الصوفية في وقته قال في رسالته في السنة بعد كلام: بل نقول هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء، وهو معنى قول الله تعالى { وَهُوَ مَعَكُمْ } ورسالته موجودة مشهورة.









قديم 2012-08-14, 23:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mazour مشاهدة المشاركة
اخي استاذ يوغرطة صحة فطورك


لكن حبيت انبه الى بداية التصوف السني المعتدل
على ماأعتقد وماسمعت انها بدائت او ان لم تكون بداية حقيقة فهي الاشارات الاولى للتصوف السني المعتدل
وكانت مع الصحابي الجليل ابو هريرة رضي الله عنه ومن معه من اصحابه ا ومايعرف باأهل الصفوة
فقد عرف عنهم انهم كانو يبيتون في المساجد ونحو ذلك ويعيشون من مساعدات الصحابة رضي الله عنهم

والله اعلم

فهل هذا صحيح
تقبل الله منّا ومنكم أخي الحبيب

صحيحٌ أن معالم الزهد و التصوف السني ظهرت في بداية أمرها عند أهل الصفوة والصوفية ماهي إلا إمتداد لها لكن لا يصح وصف أهل الصفوة بالصوفية .

قال إبن وازن القشيري :

إن المسلمين بعد رسول الله لم يتسمَ أفاضلهم فى عصره بتسمية سوى صحبة رسول الله إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لهم (الصحابة) ولما أدرك أهل العصر الثانى سمى من صحب الصحابة (بالتابعين) ورأوا فى ذلك أشرف سمة ثم قيل لمن بعدهم (بأتباع التابعين) ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين (الزهاد والعباد) فلما ظهرت البدع وحصل التداعى، انفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله الحافظون قلوبهم من طوارق الغفلة باسم (التصوف) واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة.









قديم 2012-08-27, 22:42   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

[وأول من حمل اسم ((صوفي)) هو أبو هاشم الكوفي، الذي ولد في الكوفة، وأمضى معظم حياته في الشام، وتوفى عام(160)هجرية وأول من حدد نظريات التصوف وشرحها هو ((ذو النون المصري)) تلميذ الإمام ((مالك))، وأول من بوبها ونشرها هو((الجنيد)) البغدادي ] انتهى .

فائدة: ابوهاشم الكوفي كان معاصراً للامام المجتهد سفيان الثوري الذي توفي عام 155هـ
قال عنه سفيان الثوري : (( لولا أبو هاشم ماعُرِفت دقائق الرياء )) .

قال ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) (11/6) :
[أول ما ظهرت الصوفية من البصرة وأول من بنى دويرة الصوفية بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد وعبد الواحد من أصحاب الحسن البصري وكان في البصرة من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار ولهذا كان يقال فقه كوفي وعبادة بصرية ] .

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11/282)

[وعبد الواحد بن زيد وأن كان مستضعفاً في الرواية إلا أن العلماء لا يشكون في ولايته وصلاحه ولا يلتفتون إلى قول الجوزجاني فأنه متعنت كما هو مشهور عنه ]
السلام عليكم
أخي في الله-يوغرطة- لقد تعجبت مما كتبة و والله الذي لا ألاه إلا هو لحزنت حزنا شديدا؟ ودعوت الله أن يهدي الله قلبك للحق وأن يجعلك من الهداة المهتدين؟
وأظنك لا تعرف الصوفية بتاتا؟
سأذكر لك أمثلة عن أقوالهم؟
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((ابن الفارض ، ناظم التائبة في السلوك على طريقة المتصوفة المنسوبين إلى الاتحاد ، هو أبو حفص عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد بن علي الحموي الأصل المصري المولد والدار والوفاة ، تكلم فيه غير واحد من مشايخنا بسبب قصيدته المشار إليها وقد ذكره شيخنا أبو عبد الله الذهبي في ميزانه وحط عليه)). (البداية والنهاية: 13ـ143).
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((ولد في ذي القعدة سنة (576 هـ) بالقاهرة ، ومات سنة (632 هـ) قال المنذري: سمعت منه من شعره ، وقال في التكملة: كان قد جمع في شعره بين الحوالة والحلاوة ، قال الذهبي: إلا أنه شابه بالاتحاد في ألذ عبارة وأرق استعارة كفالوذج مسموم ثم أنشد من التائية التي سماها نظم السلوك أبياتا منها:
لها صلواتي بالمقام أقيمها .......... وأشهد فيها أنها لي صلت
كلانا مصل واحد ساجد إلى ......... حقيقته بالجمع في كل سجدة
ومنها
وها أنا أبدي في اتحادي مبدأي......... وانهي انتهائي في مواضع رفعتي
وفي موقفي لا بل إلى توجهي ......... ولكن صلاتي لي ومني كعبتي
ومنها:
ولا تك ممن طيشة دروسه ......... بحيث استقلت عقله واستفزت
فتم وراء العقل علم يدق......... عن مدارك غايات العقول السلمية
تلقيته عني ومني أخذته ونفسي......... كانت من خطائي محيدتي
ومنها:
وما عقد الزنار حكماً سوى......... يدي وان حل بالإقرار فهي أحلت
وإن خر للأحجار في الله......... عاكف فلا بعد بالإنكار بالعصبية
وإن عبد النار المجوس وما......... انطفت فما قصدوا غيري لأنوار عزتي
قلت ومن هذه القصيدة:
وجد في فنون الاتحاد ولا تحد......... إلى فئة في غرة العمر أصبت
ومنها:
إلي رسولاً كنت مني مرسلاً......... وذاتي أماني علي استقلت.
قال الذهبي: ((فإن لم يكن في تلك القصيدة صريح الاتحاد الذي لا حيلة في وجوده فما في العالم زندقة ولا ضلال ، اللهم ألهمنا التقوى وأعذنا من الهوى فيا أئمة الدين ألا تغضبون لله فلا حول ولا قوة إلا بالله)). (سير أعلام النبلاء: 22ـ368).
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر.
ورأيت في كتاب التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي قال: حكى لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي قال: كنت بجامع مصر وابن الفارض في الجامع وعليه حلقة ، فقام شاب من عنده وجاء إلى عندي وقال جرى لي مع هذا الشيخ حكاية عجيبة ، يعني ابن الفارض ، قال دفع إلي دراهم وقال اشتر لنا بها شيئاً للأكل فاشتريت ومشينا إلى الساحل فنـزلنا في مركب حتى طلع البهنسا فطرق باباً فنـزل شخص فقال: بسم الله ، وطلع الشيخ فطلعت معه وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات وهم يغنون له ، فرقص الشيخ إلى أن انتهى وفرغ ، ونزلنا وسافرنا حتى جئنا إلى مصر ، فبقي في نفسي فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب فقال له: يا سيدي فلانة ماتت ، وذكر واحدة من أولئك الجواري ، فقال: اطلبوا الدلال وقال: اشتر لي جارية تغني بدلها ، ثم أمسك أذني فقال: لا تنكر على الفقراء)). (لسان الميزان: 4ـ364).
وقال أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, فقد في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم} (صفحة: 14-143): ((ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج, والشعوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)).
وقال الشيخ محمد بن علي النقاش في وحدة الوجود: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)). (تنبيه الغبي: 147).
§§§§§§§§§§§§§§§§









قديم 2012-08-27, 23:53   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










B18 لا أظنك تقبل هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[QUOTE=zizou_setif;11354026]

السلام عليكم
أخي في الله-يوغرطة- لقد تعجبت مما كتبة و والله الذي لا ألاه إلا هو لحزنت حزنا شديدا؟ ودعوت الله أن يهدي الله قلبك للحق وأن يجعلك من الهداة المهتدين؟
وأظنك لا تعرف الصوفية بتاتا؟
سأذكر لك أمثلة عن أقوالهم؟

وعن أبي عبد الرحمن السلمي حكى عن عمرو المكي أنه قال كنت أماشي الحسين بن منصور في بعض أزقة مكة وكنت أقرأ القرآن فسمع قراءتي فقال يمكنني أن أقول مثل هذا ففارقته وعن محمد بن يحيى الرازي قال سمعت عمرو بن عثمان يلعن الحلاج ويقول لو قدرت عليه لقتلته بيدي فقلت بأي شيء وجد عليه الشيخ فقال قرأت آية من كتاب الله عز وجل فقال يمكنني أن اقول أو أؤلف مثله وأتكلم به وبإسناد عن أبي القاسم الرازي يقول قال أبو بكر بن ممشاد قال حضر عندنا بالدينور رجل ومعه مخلاة فما كان يفارقها لا بالليل ولا بالنهار ففتشوا المخلاة فوجدوا فيها كتابا للحلاج عنوانه من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان فوجه إلى بغداد فأحضر وعرض عليه فقال هذا خطي وأنا كتبته فقالوا كنت تدعي النبوة فصرت تدعي الربوبية فقال ما ادعي الربوبية ولكن هذا عين الجمع عندنا هل الكاتب إلى الله تعالى واليد فيه آلة فقيل له هل معك أحد فقال نعم ابن عطاء وأبو محمد الجريري وأبو بكر الشبلي وأبو محمد الجريري يتستر والشبلي يتستر فان كان فإبن عطاء فأحضر الجريري وسئل فقال قائل هذا كافر يقتل من يقول هذا وسئل الشبلي فقال من يقول هذا يمنع وسئل ابن عطاء عن مقالة الحلاج فقال بمقالته وكان سبب قتله وبإسناد عن ابن باكويه قال اسمعت عيسى بن بردل القزويني وقد سئل أبو عبد الله بن خفيف عن معنى هذه الأبيات:
سبحان من أظهر ناسوته ... سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب
حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب

فقال الشيخ على قائله لعنة الله قال عيسى بن فورك هذا شعر الحسين
ابن منصور قال إن كان هذا اعتقاده فهو كافر إلا أنه ربما يكون متقولا عليه وبإسناد عن علي بن المحسن القاضي عن أبي القاسم اسماعيل بن محمد بن زنجي عن أبيه أن أبنه السمري أدخلت على حامد الوزير فسألها عن الحلاج فقالت حملني أبي إليه فقال قد زوجتك من ابني سليمان وهو مقيم بنيسابور فمتى جرى شيء تنكرينه من جهته فصومي يومك واصعدي في آخر النهار إلى السطح وقومي على الرماد واجعلي فطرك عليه وعلى ملح جريش واستقبليني بوجهك واذكري لي ما أنكرتيه منه فاني أسمع وأرى قالت وكنت ليلة نائمة في السطح فأحسست به قد غشيني فانتبهت مذعورة لما كان منه فقال إنما جئتك لأوقظك للصلاة فلما نزلنا قالت ابنته اسجدي له فقلت أو يسجد أحد لغير الله فسمع كلامي فقال نعم إله في السماء وإله في الأرض.
قال المصنف: اتفق علماء العصر على إباحة دم الحلاج فأول من قال إنه حلال الدم أبو عمرو القاضي ووافقه العلماء وإنما سكت عنه أبو العباس سريج قال وقال لا أدري ما يقول والإجماع دليل معصوم من الخطأ وبإسناد عن أبي هريرة قال قال رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ان الله أجاركم أن تجتمعوا على ضلالة كلكم" وبأسناد عن أبي القاسم يوسف بن يعقوب النعماني قال سمعت والدي يقول سمعت أبا بكر محمد بن داود الفقيه الأصبهاني يقول إن كان ما أنزل الله عز وجل على نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حقا فما يقول الحلاج باطل وكان شديدا عليه.
قال المصنف: وقد تعصب للحلاج جماعة من الصوفية جهلا منهم وقلة مبالاة بإجماع الفقهاء وبإسناد عن محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت ابراهيم بن محمد النصر ابادي كان يقول إن كان بعد النبيين والصديقين موحد فهو الحلاج قلت وعلى هذا أكثر قصاص زماننا وصوفية وقتنا جهلا من الكل بالشرع وبعدا عن معرفة النقل وقد جمعت في أخبار الحلاج كتابا بينت فيه حيله ومخاريقه وما قال العلماء فيه والله المعين على قمع الجهال.
وبإسناد عن أبي نعيم الحافظ قال سمعت عمر البنا البغدادي بمكة يحكي أنه لما كانت محنة غلام الخليل ونسبة الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم فأخذ النوري في جماعة فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه فقال له السياف ما دعاك إلى البدار قال آثرت حياة أصحابي على حياتي هذه اللحظة فتوقف السياف فرفع الأمر إلى الخليفة فرد أمرهم إلى قاضي القضاة اسماعيل بن اسحاق فأمر بتخليتهم وبإسناد إلى أبي العباس أحمد بن عطاء قال كان يسعى بالصوفيه ببغداد غلام الخليل إلى الخليفة فقال ههنا قوم زنادقة فأخذ أبو الحسين النوري وأبو حمزة الصوفية وأبو بكر الدقاق وجماعة من أقران هؤلاء واستتر الجنيد بن محمد بالفقه على مذهب أبي ثور ف
أدخلوا إلى الخليفة فأمر بضرب أعناقهم فأول من بدر أبو الحسين النوري فقال له السياف لم بادرت أنت من بين أصحابك ولم ترع قال أحببت أن أوثر أصحابي بالحياة مقدار هذه الساعة فرد الخليفة أمرهم إلى القاضي فأطلقوا.
قال المصنف: ومن أسباب هذه القصة قول النوري أنا أعشق الله والله يعشقني فشهد عليه بهذا ثم تقدم النوري إلى السياف ليقتل إعانة على نفسه فهو خطأ أيضا وبإسناد عن ابنباكويه قال سمعت أبا عمرو تلميذ الرقي قال سمعت الرقي يقول كان لنا بيت ضيافة فجاءنا فقير عليه خرقتان يكنى بأبي سليمان فقال الضيافة فقلت لابني إمض به إلى البيت فأقام عندنا تسعة أيام فأكل في كل ثلاثة أيام أكلة فسمته المقام فقال الضيافة ثلاثة أيام فقلت له لا تقطع عنا أخبارك فغاب عنا اثنتي عشرة سنة ثم قدم فقلت من أين فقال رأيت شيخا يقال له أبو شعيب المقفع مبتلي فأقمت عنده أخدمه سنة فوقع في نفسي أن أسأله أي شيء كان أصل بلائه فلما دنوت منه ابتدأني قبل أن أسأله فقال وما سؤالك عما لا يعنيك فصبرت حتى تم لي ثلاث سنين فقال في الثالثة لا بد لك فقلت له ان رأيت فقال بينما أنا أصلي بالليل إذ لاح لي من المحراب نور فقلت أخسأ يا ملعون فإن ربي عز وجل غني عن أن يبرز للخلق ثلاث مرات قال ثم سمعت نداء من المحراب يا أبا شعيب فقلت لبيك فقال تحب أن أقبضك في وقتك أو نجازيك على ما مضى لك أو نبتليك ببلاء نرفعك به في عليين فاخترت البلاء فسقطت عيناي ويداي ورجلاي قال فمكثت أخدمه تمام اثنتي عشرة سنة فقال يوما من الأيام ادن مني فدنوت منه فسمعت أعضاءه يخاطب بعضها بعضا أبرز حتى برزت أعضاؤه كلها بين يديه وهو يسبح ويقدس ثم مات.
قال المصنف وهذه الحكاية توهم أن الرجل رأى الله عز وجل فلما أنكر عوقب وقد ذكرنا أن قوما يقولون أن الله عز وجل يرى في الدنيا وقد حكى أبو القاسم عبد الله بن أحمد البلخي في كتاب المقالات قال قد حكى قوم من المشبهة أنهم يجيزون رؤية الله تعالى بالأبصار في الدنيا وأنهم لا ينكرون أن يكون بعض من تلقاهم في السكك وإن قوما يجيزون مع ذلك مصافحته وملازمته وملامسته ويدعون أنهم يزورونه ويزورهم وهم يسمون بالعراق أصحاب الباطن وأصحاب الوساوس وأصحاب الخطرات قال المصنف وهذا فوق القبيح نعوذ بالله من الخذلان.









قديم 2012-08-27, 23:43   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال ابن الجوزي:
فصل وقد اندس في الصوفية أقوام وتشبهوا بهم وشطحوا في الكرامات وادعائها وأظهروا للعوام مخاريق صادوا بها قلوبهم وقد روينا عن الحلاج أنه كان يدفن شيئا من الخبز والشواء والحلوى في موضع من البرية ويطلع بعض أصحابه على ذلك فاذا أصبح قال لأصحابه إن رأيتم أن نخرج على وجه السياحة فيقوم ويمشي والناس معه فاذا جاءوا إلى ذلك المكان قال له صاحبه الذي أطلعه على ذلك نشتهي الآن كذا وكذا فيتركهم الحلاج وينزوي عنهم إلى ذلك المكان فيصلي ركعتين ويأتيهم بذلك وكان يمد يده إلى الهواء ويطرح الذهب في أيدي الناس ويمخرق وقد قال له بعض الحاضرين يوما هذه الدراهم معروفة ولكن اؤمن بك إذا أعطيتني درهما عليه اسمك واسم أبيك وما زال يمخرق إلى وقت صلبه.
حدثنا أبو منصور القزاز قال نا أبو بكر بن ثابت نا عبد الله بن احمد ابن عمار الصيرفي ثنا أبو عمرو بن حيوة قال لما أخرج حسين الحلاج للقتل مضيت في جملة الناس فلم أزل أزاحم حتى رأيته فقال لأصحابه لا يهولنكم هذا فإني عائد اليكم بعد ثلاثين يوما وكان اعتقاد الحلاج اعتقادا قبيحا وقد بينا في أول هذا الكتاب شيئا من اعتقاده وتخليطه وبينا أنه قتل بفتوى فقهاء عصره وقد كان من المتأخرين من يطلي بدهن الطلق ويقعد في التنور ويظهر أن هذا كرامة قال ابن عقيل وكان ابن الشباس وأبوه قبله لهم طيور سوابق وأصدقاء في جميع










قديم 2012-08-28, 00:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










B18 ماذا بعد

[SIZE="3"][QUOTE=*Jugurtha*;11187422]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
.............
الكتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (المتوفى : 456هـ)

قال أبو محمد: وليس في الجنون أكثر من هذا واليعقوبية منهم وهم مئين ألوف يعتقدون أن الباري تعالى عن كفرهم ضرب بالسياط واللطام وصلب ونحر ومات وسقى الحنظل وبقي العالم ثلاثة أيام بلا مدبر وكأصحاب الحلول وغالية الرافضة الذين يعتقدون في رجل جالس معهم كالحلاج وابن أبي العز أنه الله والإله عندهم قد يبول ويسلح ويجوع فيأكل ويعطش فيشرب ويمرض فيسوقون إليه الطبيب ويقلع ضرسه إذا ضرب عليه ويتضرر إذا أصابه دمل ويجامع ويحتجم ويفتصد وهو الله الذي لم يزال ولا يزال خالق هذا العالم كله ورازقه ومحصيه ومدبره ومدبر الأفلاك المميت المحيي العالم بما في الصدور ويصبرون في جنب هذا الاعتقاد على السجود والمطابق وضرب السياط وقطع الأيدي والأرجل والقتل والصلب وهتك الحريم وفيهم قضاة وكتاب وتجاورهم اليوم ألوف وكما يدعي طوائف اليهود
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال أبو محمد ليعلم كل مسلم أن هؤلاء الذين يسمونهم النصارى ويزعمون أنهم كانوا حواريين للمسيح عليه السلام كبارة ومتى الشرطي ويوحنا ويعقوب ويهوذا الاخساء لم يكونوا قط مؤمنين فكيف حواريين بل كانوا كذابين مستخفين بالله تعالى إما مقرين بإلاهية المسيح عليه السلام معتقدين لذلك غالين فيه كغلو السبائية وسائر فرق الغالية في علي رضي الله عنه وكقول الخطابية بإلاهية أبي الخطاب وأصحاب الحلاج بإلهية الحلاج وسائر كفار الباطنية عليهم اللعنة من الله والغضب وإما مدسوسين من قبل اليهود كما تزعم اليهود لإفساد دين أتباع المسيح عليه السلام وإضلالهم كانتصاب عبد الله بن سبأ الحميري والمختار بن أبي عبيد وأبي عبد الله العجاني وأبي زكريا الخياط وعلي النجار وعلي بن الفضل الجندي وسائر دعاة القرامطة والمشارقة لإضلال شيعة علي رضي الله عنه فوصلوا من ذلك إلى حيث عرف وسلم الله من ذلك من لم يكن من الشيعة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال أبو محمد: ولو كان ما قالوه صحيحاً لوجب أن يطلق اسم الإيمان لكل من صدق بشيء ما ولكان من صدق بإلاهية الحلاج وبإلاهية المسيح وبإلاهية الأوثان مؤمنين لأنهم مصدقون بما صدقوا به وهذا لا يقوله أحد مما ينتمي إلى الإسلام بل قائله كافر عند جميعهم ونص القرآن بكفر من قال بهذا قال تعالى: " ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً " فهذا الله عز وجل شهد بأن قوماً يؤمنون ببعض الرسل وبالله تعالى ويكفرون ببعض فلم يجز مع ذلك أن يطلق عليهم اسم الإيمان أصلاً بل أوجب لهم اسم الكفر بنص القرآن.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.........و قال ت طائفة بإلاهية الحسن بن منصور حلاج القطن المصلوب ببغداد بسعي الوزير ابن حامد بن العباس رحمه الله أيام المقتدر و قال ت طائفة بإلاهية محمد بن علي بن السلمعان الكاتب المقتول ببغداد أيام الراضي وكان أم أصحابه أن يفسق الأرفع قدراً منهم به ليولج فيه النور وكل هذه الفرق ترى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟









قديم 2012-08-28, 00:33   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










B18 إجعل قدوتك إبن عقيــــــــــــل ؟؟؟؟؟؟؟

[QUOTE=*Jugurtha*;11187422]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
[color=#0000ff]
[center][color=#0000ff][b][[size=7]وأول من حمل اسم ؟؟؟؟؟؟



ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي :في ذيل طبقات الحنابلة في , وفيات المائة الخامسة من سنة 460 ه إلى سنة 500 ه, في ترجمة الإمام علي بن عقيل بن محمد بن عقيل بن أحمد البغدادي

,,,,,,,,,والأذية التي ذكرها من أصحابه له، وطلبهم منه هجران جماعة من العلماء، نذكر بعض شرحها. وذلك:

أن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخي المعتزلة. وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام، ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة، وتأول لبعض الصفات، ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله.
ففي سنة إحدى وستين اطلعوا له على كتب فيها شيء من تعظيم المعتزلة، والترحُّم على الحلاَّج وغير ذلك. ووقف على ذلك الشريف أبو جعفر وغيره، فاشتد ذلك عليهم، وطلبوا أذاه، فاختفى. ثم التجأ إلى دار السلطان، ولم يزل أمره في تخبيط إلى سنة خمس وستين، فحضر في أولها إلى الديوان، ومعه جماعة من الأصحاب، فاصطلحوا ولم يحضر الشريف أبو جعفر لأنه كان عاتبًا على ولاة الأمر بسبب إنكار منكر قد سبق ذكره في ترجمته.
فمضى ابن عقيل إلى بيت الشريف وصالحه وكتب خَطّه: يقول علي بن عقيل بن محمد: إني أبرأ إلى الله تعالى من مذاهب مبتدعة الاعتزال وغيره، ومن صحبة أربابه، وتعظيم أصحابه، والترحم على أسلافهم، والتكثر بأخلاقهم. وما كنت علّقته، ووُجد بخَطّي من مذاهبهم وضلالتهم فأنا تائب إلى الله تعالى من كتابته. ولا تَحل كتابته، ولا قراءته، ولا اعتقاده.
وإنني علقت مسألة في جملة ذلك. وإن قوماً قالوا: هو أجساد سود.
وقلت: الصحيح: ما سمعته من الشيخ أبي عليّ، وأنه قال: هو عَدمٌ ولا يسمى جسماً، ولا شيئًا أصلاً. واعتقدتُ أنا ذلك. وأنا تائب إلى الله تعالى منهم.
[COLOR="red"]واعتقدتُ في الحلاج أنه من أهل الذَين والزُّهد والكرامات[/COLOR]. ونصرتُ ذلك في جزء عملته.
وأنا تَائب إلى الله تعالى منه، وأنه قتل بإجماع علماء عصره، وأصابوا في ذلك، وأخطأ هو. ومع ذلك فإني أستغفر اللّه تعالى، وأتوب إليه من مخالطة المعتزلة، والمبتدعة، وغير ذلك، والترحم عليهم، والتعظيم لهم فإن ذلك كله حرام. ولا يحل لمسلم فعله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عظَّم صاحب بدعة فقد أعان على هَدْمِ الإسلام " .

وقد كان الشريف أبو جعفر، ومن كان مَعه من الشيوخ، والأتباع، سادتي وإخواني - حرسهم الله تعالى - مصيبين في الإنكار عليَّ لما شاهدوه بخالي من الكتب التي أبرأ إلى الله تعالى منها، وأتحققُ أني كنتُ مخطئًا غير مصيب.

[COLOR="Red"]ومتى حفظ عليَّ ما ينافي هذا الخط وهذا الإقرار: فلإمام المسلمين مكافأتي على ذلك. وأشهدت الله وملائكته وأولي العلم، على ذلك غير مجبر، ولا مكرَه وباطني وظاهري - يعلم الله تعالى - في ذلك سواء. قال تعالى: " وَمنْ عَادَ فَيَنتقِمُ اللّهُ مِنْهُ، وَاللّهُ عَزِيز ذُو انْتِقَام " المائدة: 199[/COLOR].
وكتب يوم الأربعاء عاشر محرم سنة خمس وستين وأربعمائة.

وكانت كتابته قبل حضوره الديوان بيوم، فلما حضَر شَهِدَ عليه جماعة كثيرة من الشهود والعلماء.

قال ابن الجوزي: وأفتى ابن عقيل، ودرَسَ وناظر الفحول، واستفتى في الديوان في زمن القائم، في زمرة الكبار. وجمع علم الفروع والأصول وصنَّف فيها الكتب الكبار. وكان دائم التشاغل بالعلم، حتى أني رأيتُ بخطه: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عُمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعةٍ، أعملتُ فكري في حال راحتي، وأنا مستطرح، فلا أنهض إلاَّ وقد خطر لي ما أسطره. وإني لأجدُ من حرصي على العلم. وأنا في عشر الثمانين أشدّ مما كنت أجدُه وأنا ابن عشرين سنة.
قال: وكان له الخاطر العاطر، والبحث كن الغامض والدقائق، وجعل كتابه المسمى ب " الفنون " مناطًا لخواطره وواقعاته. من تأمل واقعاته فيه عرف غور الرجل.
وتكلم على المنبر بلسان الوعظ مدة. فلما كانت سنة خمسٍ وسبعين وأربعمائة جرت فيها فتنٌ بين الحنابلة والأشاعرة فترك الوعظ واقتصر على التدريس. ومتعه الله تعالى بسمعه وبصره، وجميع جوارحه.
قال: وقرأت بخطه. قال: بلغتُ الاثنتي عشرة سنة، وأنا في سنة الثمانين وما أرى نقصًا في الخاطر والفكر والحفظ، وحدة النظر، وقوة البصر، لرؤية الأهلة الخفية، إلاّ أن القوة بالإضافة إلى قوة الشبيبة والكهولة ضعيفة.
قلتُ: وذكر ابن عقل، في فنونه: قال حنبلي - يعني نفسه - : أنا أقصرُ بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سفّ الكعك وتحسيه بالماء على الخبزة لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفرًا على مطالعة، أو تسطير فائدة، لم أدركها فيه.
قال ابن الجوزي: وكان ابن عقيل قوي الدين، حافظًا للحدود. وتوفي له ولدان، فظهر منه من الصبر ما يتعجب منه. وكان كريمًا ينفق ما يجد، ولم يخلف سوى كتبه وثياب بدنه. وكانت بمقدار كفنه، وقضاء دينه.
وقال ابن عقيل: قدم علينا أبو المعالي الجويني بغداد، أول ما دخل الغزالي فتكلم مع أبي إسحاق، وأبي نصر الصباغ، وسمعتُ كلامه. ثم ذكر عنه مسألة العلم بالأعراض المشهورة عنه، وبالغ في الرد عليه.
ولما ورد الغزالي بغداد، ودرس بالنظامية، حضَره ابن عقيل، وأبو الخطاب، وغيرهُما. وكان ابن عقيل كثير المناظرة للكيا الهراسي. وكان الكيا ينشده في المناظرة:
ارفق بعبدك إنَّ فيه فهاهة ... جبلية ولك العراق وماؤها
قال السلفي: ما رأت عيناي مثل الشيخ أبي الوفاء بن عقيل ما كان أحد يقدر أن يتكلم معه لغزارة علمه، وحسن إيراده، وبلاغة كلامه، وقوة حجته. ولقد تكلم يومًا مع شيخنا أبي الحسن الكيا الهرّاسي في مسألة، فقال شيخنا: هذا ليس بمذهبك. فقال: أنا لي اجتهادٌ، متى ما طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي، وأقوم له بحجتي، فقال له شيخنا: كذلك الظنُّ بك.
وذكر ابن النجار في تاريخه: أن ابن عقيل قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى، وعلى أبي محمد التميمي، وقرأ الأصول والخلاف على القاضي أبي الطيّب الطبري، وأبي نصر بن الصباغ، وقاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني.
وكان ابن عقيل رحمه الله عظيم الحرمة، وافر الجلالة عند الخلفاء والملوك









قديم 2012-08-28, 00:49   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 سئل عن كتاب فصوص الحكم

[QUOTE=*Jugurtha*;11187422]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
[color=#0000ff]
[center][color=#0000ff][b][[size=7]وأول من حمل اوسئل ‏:‏
ما تقول السادة العلماء، أئمة الدين، و هداة المسلمين ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ في الكلام الذي تضمنه كتاب ‏[‏فصوص الحكم‏]‏ وما شاكله من الكلام الظاهر في اعتقاد قائله‏:‏ أن الرب والعبد شيء واحد، ليس بينهما فرق، وأن ما ثمَّ غير، كمن قال في شعره‏:‏
أنا وهو واحد ما معنا شـــيء **
ومثل ‏:‏
أنا من أهوى، ومن أهوى أنا **
ومثل ‏:‏
إذا كنـــت ليلى وليـــلى أنا **
وكقول من قال‏:‏
لو عرف الناس الحق مــــا ** رأوا عابدًا ولا معبـــــــودًا‏.‏
وحقيقة هذه الأقوال لم تكن في كتاب الله عز وجل، ولا في السنة، ولا في كلام الخلفاء الراشدين، والسلف الصالحين‏.‏
ويدعي القائل لذلك‏:‏ أنه يحب الله سبحانه وتعالى، والله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏31‏]‏، والله سبحانه وتعالى ذكر خير خلقه بالعبودية في غير موضع، فقال تعالى عن خاتم رسله صلى الله عليه وسلم‏:‏‏{‏فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏10‏]‏، وكذلك قال في حق عيسى عليه السلام‏:‏ ‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عليه‏}‏ ‏[‏الزخرف‏:‏59‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ‏}‏ الآية ‏[‏النساء‏:‏172‏]‏‏.‏
فالنصارى كفار بقولهم مثل هذا القول في عيسى بمفرده، فكيف بمن يعتقد هذا الاعتقاد‏:‏ تارة في نفسه، وتارة في الصور الحسنة من النسوان والمردان‏؟‏‏!‏
ويقولون‏:‏ إن هذا الاعتقاد له سر خفي، وباطن حق، وإنه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق‏.‏
فهل في هذه الأقوال سر خفي يجب على من يؤمن بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله أن يجتهد على التمسك بها والوصول إلى حقائقها ـ كما زعم هؤلاء ـ أم باطنها كظاهرها‏؟‏ وهذا الاعتقاد المذكور هو حقيقة الإيمان بالله ورسوله، وبما جاء به، أم هو الكفر بعينه‏؟‏
وهل يجب على المسلم أن يتبع في ذلك قول علماء المسلمين، ورثة الأنبياء والمرسلين، أم يقف مع قول هؤلاء الضالين المضلين‏؟‏ وإن ترك ما أجمع عليه أئمة المسلمين، ووافق هؤلاء المذكورين، فماذا يكون من أمر الله له يوم الدين‏؟‏
أفتونا مأجورين، أثابكم الله الكريم‏.‏
فأجاب شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية ـ رحمه الله‏:‏
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ما تضمنه كتاب فصوص الحكم وما شاكله من الكلام‏:‏ فإنه كفر باطنا وظاهرًا، وباطنه أقبح من ظاهره‏.‏ وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة، وأهل الحلول، وأهل الاتحاد‏.‏ وهم يسمون أنفسهم المحققين‏.‏
وهؤلاء نوعان‏:‏ نوع يقول بذلك مطلقًا، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وأمثاله‏:‏ مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي، والششتري، والتلمساني، وأمثالهم ممن يقول‏:‏ إن الوجود واحد، ويقولون‏:‏ إن وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخر، بل يقولون‏:‏ الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق‏.‏
ويقولون‏:‏ إن وجود الأصنام هو وجود الله، وإن عبَّاد الأصنام ما عبدوا شيئا إلا الله‏.‏
ويقولون‏:‏ إن الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم‏.‏
ويقولون‏:‏ إن عبّاد العجل ما عبدوا إلا الله، وإن موسى أنكر على هارون لكون هارون أنكر عليهم عبادة العجل، وإن موسى كان ـ بزعمهم ـ من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وأن فرعون كان صادقًا في قوله‏:‏ ‏{‏فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى‏}‏ ‏[‏النازعات‏:‏24‏]‏، بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص‏.‏
ويقول أعظم محققيهم‏:‏ إن القرآن كله شرك؛ لأنه فرق بين الرب والعبد، وليس التوحيد إلا في كلامنا‏.‏
فقيل له‏:‏ فإذا كان الوجود واحدًا، فلم كانت الزوجة حلالا والأم حرامًا‏؟‏ فقال‏:‏ الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا‏:‏ حرام‏.‏ فقلنا‏:‏ حرام عليكم‏.‏
وكذلك ما في شعر ابن الفارض في قصيدته التي سماها نظم السلوك كقوله ‏:‏
لها صلواتي بالمقـــام أقيمـــــــــها ** وأشهـــــد فيها أنها لي صلــت
كلانا مصــل واحــد ساجد إلــــى ** حقيقته بالجمع في كل سجـــدة
وما كان لي صلى سواي، ولم تكن ** صلاتي لغيري في أدا كل سجدة
وقوله‏:‏
وما زلت إياها، وإياي لم تزل ** ولا فرق، بل ذاتي لذاتي أحبت
وقوله‏:‏
إلىَّ رسولا، كنت مني مرسلا ** وذاتي بآياتي علىّ استدلـــــــت
فأقوال هؤلاء ونحوها باطنها أعظم كفرًا وإلحادًا من ظاهرها، فإنه قد يظن أن ظاهرها من جنس كلام الشيوخ العارفين، أهل التحقيق والتوحيد، وأما باطنها فإنه أعظم كفرًا وكذبًا وجهلًا من كلام اليهود والنصارى وعبّاد الأصنام‏.‏
ولهذا فإن كل من كان منهم أعرف بباطن المذهب وحقيقته، كان أعظم كفرًا وفسقا، كالتلمساني، فإنه كان من أعرف هؤلاء بهذا المذهب، وأخبرهم بحقيقته، فأخرجه ذلك إلـى الفعل فكان يعظـم اليهود والنصـارى والمشركين، ويستحل المحرمات ويصنف للنصيرية كتبًا على مذهبهم، يقرهم فيها على عقيدتهم الشركية‏.‏
وكذلك ابن سبعين كان من أئمة هؤلاء، وكان له من الكفر والسحرـ الذي يسمى السيميا ـ والموافقة للنصارى، والقرامطة والرافضة، ما يناسب أصوله‏.‏
فكل من كان أخبر بباطن هذا المذهب، ووافقهم عليه، كان أظهر كفرًا وإلحادًا‏.‏
وأما الجهال الذين يحسنون الظن بقول هؤلاء ولا يفهمونه، ويعتقدون أنه من جنس كلام المشايخ العارفين، الذين يتكلمون بكلام صحيح لا يفهمه كثير من الناس، فهؤلاء تجد فيهم إسلاما وإيمانًا، ومتابعة للكتاب والسنة بحسب إيمانهم التقليدي، وتجد فيهم إقرارا لهؤلاء وإحسانا للظن بهم، وتسليما لهم بحسب جهلهم وضلالهم، ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد، أو جاهل ضال‏.‏
وهؤلاء من جنس الجهمية الذين يقولون‏:‏ إن الله بذاته حال في كل مكان، ولكن أهل وحدة الوجود حققوا هذا المذهب أعظم من تحقيق غيرهم من الجهمية‏.‏
وأما النوع الثاني‏:‏ فهو قول من يقول بالحلول والاتحاد في معين، كالنصارى الذين قالوا بذلك في المسيح عيسى، والغالية الذين يقولون بذلك في علي بن أبي طالب وطائفة من أهل بيته، والحاكمية الذين يقولون بذلك في الحاكم، والحلاَّجية الذين يقولون بذلك في الحلاج، واليونسية الذين يقولون بذلك في يونس، وأمثال هؤلاء ممن يقول بإلهية بعض البشر، وبالحلول والاتحاد فيه، ولا يجعل ذلك مطلقا في كل شيء‏.‏
ومن هؤلاء من يقول بذلك في بعض النسوان والمردان، أو بعض الملوك أو غيرهم، فهؤلاء كفرهم شر من كفر النصارى الذين قالوا‏:‏ إن الله هو المسيح ابن مريم‏.‏
وأما الأولون‏:‏ فيقولون بالإطلاق‏.‏ ويقولون‏:‏ النصارى إنما كفروا بالتخصيص‏.‏
وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى، وفيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى، ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد أخرى، وبالوحدة تارة، فإنه مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يُلَبِّسون على من لم يفهمه‏.‏
فهذا كله كفر باطنا وظاهرًا بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر، كمن يشك في كفر اليهود والنصارى والمشركين‏.‏









قديم 2012-08-29, 08:12   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فك اخي في الله عبد العزيز من سطيف وسلمت اناملك
وسدد خطاك على الفائدة ...نسأل اللهم الاجر والثواب والثبات الثبات










موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
المتصوفة, الميدان, الأعمال, يفسدون, ويهدمون, قوانين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc