اخي ع. الله لقد كثر الحديث عن معضلات الزواج ، وطفحت فيه الكتابات والمقالات ،وملأت قلوب الناس ومسامعهم وشغلت أوقاتهم وبحت حناجر الغيورين على مجتمعهم من التحذير مما يصاحب كثيرا من الزواجات من المشكلات والتعقيدات بل والمحرمات والمنكرات والتقاليد والمخالفات والشكليات المخالفة للشرع والتفاخر والمباهاة في الكماليات.
من معضلات الزواج عزوف كثير من الشباب من الجنسين عن الزواج المبكر ولهم في ذلك حجج واهية وأسباب أوهى بعضها يعود إلى المجتمع كله وبعضها يعود إليهم وذلك بتعلقهم بآمال وأحلام سرابية وخيالات هي في الحقيقة من إيحاء الشيطان.
فبعضهم يتعلق بحجة إكمال الدراسة زاعمين أن الزواج يحول بينهم وبين مواصلة دراستهم وتلك شبهة واهية فمتى كان الزواج عائقاً عن التحصيل العلمي بل لقد ثبت بالتجربة والواقع أن الزواج يعين على تفرغ الذهن وصفاء النفس وراحة الفكر.
ثم أقولها وبحق ماذا ينفع المرأة شهاداتها إذا بقيت بلا زوج وأصبحت أيماً ؟!، لم تسعد في حياتها بزوج وأولاد يكونون لها ذخراً في الحياة وبعد الممات .
فوصيتي للشباب من ذكور وإناث أن يفكروا جدياً في موضوع الزواج متى تيسر لهم أمره وأن لا يتعلقوا بأمور مثالية في زعمهم تكون حجرة عثرة بينهم وبين ما يرومون من سعادة وينشدون من خير ونجاة وأن لا يتذرعوا بما يسمونه بتأمين المستقبل فإن المستقبل بيد الله عزوجل وعنده وحده العلم بهة .
وكذلك لا يحتجوا بمادة الرزق فإنها من عند الله سبحانه وتعالى مع بذل الأسباب في ذلك قال الله عزوجل:{إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم }
فعزوف الشباب من الذكور والإناث عن الزواج له مضاره وعواقبه الوخيمة لاسيما في زمننا هذا الذي كثرت فيه أسباب الفتنة وتوفرت فيه السبل المنحرفة لقضاء الشهوة ،فلا عاصم من الانزلاق في مهاوي الرذيلة بعد الله عزوجل إلا اللجوء إلى الزواج الشرعي.