رؤية فلسفية في الحالة "السياسية" السورية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رؤية فلسفية في الحالة "السياسية" السورية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-27, 18:47   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سامح عسكر
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية سامح عسكر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رؤية فلسفية في الحالة "السياسية" السورية

المجتمع الفوضوي (2-3)

استكمالاً لرصد الحالة الأولية التي أشار إليها بوينكر لابد لنا من العروج على دور مشايخ التحشيد في الأزمة السورية كدور صانع للحدث، فدور رجال الدين في الأزمة حاضر وبقوة، يُذكرني ذلك بالحروب الدينية التي سادت منطقة الشرق الأوسط خلال الحروب الصليبية، أو تلك الحروب الدينية التي سادت أوروبا في العصور الوسطى، جميعها تُعبّر عن أزمة دينية وثقافية يعاني منها أطراف الصراع، الحالة السورية هي جزء من حالة إقليمية وثقافية عامة اتسمت بالإحتقان المذهبي قبيل الثورة، فمن الطبيعي أن تأتي الثورة السورية كضارب على هذا الوتر لحساسية المجتمع السوري الدينية ولطبيعة الإقليم لنفس السبب.

الرؤية الدينية داخل أي صراع لا تخلو من ضرورة الدعوة للولاية العامة، ولكنها ولاية يشوبها الجبر لحصر الرؤية الدينية في التميز"الذاتي" الديني، وبما أن الحالة السورية هي جزء من احتقان مذهبي على مر سنوات عديدة قبل اندلاع الأزمة فمن الطبيعي أن تأتي الحالة السورية معبرة عن الرؤية الدينية التي تختال مشايخ التحشيد ،وقد تأتي أهلية المجتمع لقبول تلك النزعة الإقصائية عامل مساعد في التأجيج، فأنا أرى أن المجتمع السوري وبلاد الشام عامةً تعاني من ثقافة الإقصاء والتهميش لعوامل أكثرها تخص التنوع الديني والأيدلوجي والموقف منه، كذلك لدور الخطاب الديني المعاصر و"المُنحطّ" في تكريس أزمة الآخر بعدما كان المسلمون في صدر الإسلام أول من ضربوا أمثلة حيّة على القبول والسماحة وتكريس الحقوق والواجبات كأصول مقدسة لا يمكن تجاوزها.

في ظل هذه الحالة فإن دور مشايخ التحشيد يُعد دوراً صانعاً للحدث، وهو جزء من صناعة المجتمع الفوضوي القائم على التمييز والتهميش وشيوع المظالم،ومسألة رصده لم تعد محل نقاش بعدما سادت في الفترة الأخيرة فتاوى التكفير والقتل في حق الحكومة السورية، ولو أن مشايخ التحشيد آثروا أن يكونوا جزءاً من الصراع لكان أفضل، فإلباس القضية لباساً دينيا يُفيد إحدى الأطراف التي تنأى بنفسها عن هذا الخطاب، ويضر الداعي أكثر كونه جزء من حلقة مجتمعية إقليمية كبرى تمر بثورات فكرية مطالبة بالحريات وبغرس قيم المساواه التي حُرم منها المواطن على مدار مئات بل وآلاف السنين...










رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
"السياسية", الدالة, السورية, رؤية, فلسفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc