عصبيتي الى اين

[أم أماني أريج]

اسمعي صديقتي العزيزة ان شاء الله أعطيك تجربتي المتواضعة في التعامل مع الأطفال كوني معلمة في الطور الابتدائي و ان شاء الله تفيدك
تدرس معي معلمة في نفس المدرسة شديدة على تلاميذها و صراخها يسمع من آخر الشارع لها أساليب قاسية في معاقبتهم بالضرب و إلصاق أوراق تكتب فيها عبارات جارحة للأطفال و هزلية على ضهر كل من لم ينجز واجبه و تقوم بتمريره على بقية الأقسام ليضحكوا عليه و هذا انعكس سلبا على هؤلاء التلاميذ فأصبحوا لا يطاقون و فوضويين جدا في الساحة و كأنهم كانوا داخل سجن بالاضافة إلى العنف الشديد الذي يمارسونه على بقية تلاميذ المدرسة
و بالمقابل يتواجد معنا أيضا معلم على أبواب التقاعد هادئ و لا يكاد يسمع صوته في قسمه و هذا الهدوء إنعكس بدوره على صغاره قسم السنة الأولى و أحيانا أمر على قسمهم و أظنهم غير موجودين فيه و حتى إذا كان معلمهم خارج القسم فهذا هو سلوكهم دائما و مستواهم الدراسي ماشاء الله و حتى تصرفاتهم في الساحة فهم مسالمين و غير عدوانيين .
و من هذان المثالان تستطيعين استنتاج أن العنف بجميع أنواعه سواءا اللفظي أو الجسدي غير مجد أبدا في تربية الأطفال و الحل الأمثل مع أطفالك هو معاقبتهم بطريقة التجاهل كما أفعل مع تلامذتي
فمثلا قومي بتجاهل أحدهم ليوم كامل حيث أنك لا تكلميه إذا خاطبك و لا تنظري إليه ولا تسأليه و بالمقابل تصرفي بالعكس تماما مع أحد اخوته اضحكي معه و لاعبيه فسترين في البداية أنه يتصرف بعنف و يثير المشاكل من أجل جذب انتباهك و لكنه و بمجرد مصالحتك له سترين العكس تماما و يصبح طفلا مطيعا لأنه تأثر من تجاهلك له.
و بالتوفيق في تربية أولادك صديقتي سرور و أعرف أنك شاطرة و ما يتخافش عليك هههه