بل حتى الجيل القديم ضاعت طباعه و أخلاقه و فتن بزخم الحياة المعاصرة لكن في جانبها السلبي للأسف . كيف ذلك ؟
نعلم و يعلم الجميع أن الأجيال الماضية كان عنوانها الحياء و الحشمة و الرجولة و الغيرة و ترى ذلك على محياها ، لكن اليوم ماهو ملاحظ أن الجيل الحالي هو الذي أصبح يقود الجيل الماضي إلى الضياع و إقناعه بأن ما نعيشه من فساد في الأخلاق هو الأصل و أن الماضي لا يصلح للحاضر مثال : الستر و الحياء عند المرأة شيء من الماضي لا يصلح للجيل الحالي و مثال آخر الغيرة على العرض عند الرجل أكل الدهر عليها و شرب و أصبحت الآن تنعت بالتشدد و التخلف و العجيب بعد كل هذا أن الكبار ممن هم في سن والدينا آمنوا بهذا الكلام بل و طبقوه ، فأصبحت البنت تخرج عارية للشارع و لا يكلمها أحد لا أب و لا والدة بل إن الأم هي التي تدفع ابنتها دفعا للتعري و السفور ، و تجد أخ تلك البنت أيضا يتعاطى الدخان في البيت و لا يركع لله ركعة و يتحدث مع البنات أمام والدته بل و أمام والده و هذا الأخير يعتبر ذلك رجولة !!
فكم من موقف شاهدته بعيني يندى له الجبين : في حينا ذات يوم كانت فتاة راجعة إلى بيتها و كانت شبه عارية و تصادف مرورها في الشارع خروج والدها من البيت و في نفس الوقت معاكسة أحد الشبان لتلك الفتاة و أمام مرآى و مسمع من والدها هذا الأخير لم يحرك ساكنا وظل يرى المشهد الدراماتيكي بعينيه على المباشر ، و دخلت البنت لبيتها و انصرف الشاب ، و بعد أيام رأيت تلك الفتاة بلباس أكثر فضحا و كشفا لعورتها ، فهل فرح والدها بما جرى لها ذلك اليوم أمام عينيه و شجعها على مواصلة التقدم و تحسين الخدمة العمومية أم مالذي جرى ؟
فعندما يتكلم الناس عن الجيل الحالي أرى أنه مظلوم لأنه لم يتربى ممن يفترض بهم التربية ، و ارى أن الموضوع سابق لأوانه و أنه أخطأ العنوان فيجب أن يوجه إلى الوالدين أولا .
هذا الكلام بتحفظ و لا أعمم