شرح حديث " احفظ الله يحفظك" لابن رجب الحنبلي رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شرح حديث " احفظ الله يحفظك" لابن رجب الحنبلي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-31, 18:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لؤلؤة تلمسان
مؤهّلة الخيمة
 
الصورة الرمزية لؤلؤة تلمسان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلآم عليكُم ورحْمَة الله وبركَــآتُهُ

بَآرَك الله فِيك أُخَيَّة على المَجْهُودِ العَطِرٍ المبدول منْ طَرَفِكِ....

جَــارِ انْتِظــآر التَّتِمَــة .... فتَح اللَّهُ عَلَيْكِ ...اللهم آمِــيــن









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-31, 21:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم عبد الله جزائرية
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أم عبد الله جزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤلؤة تلمسان مشاهدة المشاركة
السّلآم عليكُم ورحْمَة الله وبركَــآتُهُ

بَآرَك الله فِيك أُخَيَّة على المَجْهُودِ العَطِرٍ المبدول منْ طَرَفِكِ....

جَــارِ انْتِظــآر التَّتِمَــة .... فتَح اللَّهُ عَلَيْكِ ...اللهم آمِــيــن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله ،، اللهم آمين ولكِ بالمثل
نسأل الله التيسير وأن ينفع به وما أختك إلا ناقلة
جزاكِ الله خيراً على المرور العطر









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-31, 23:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم عبد الله جزائرية
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أم عبد الله جزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










B18

-----------------------------------------------------------------------------------------
وأهل الرضا تارةً يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء ، وأنَّه غير متَّهم في قضائه ، وتارةً يُلاحظون ثوابَ الرِّضا بالقضاء ، فيُنسيهم ألم المقتضي به ، وتارةً يُلاحظون عظمةَ المبتلي وجلالَه وكمالَه ، فيستغرقون في مشاهدة ذلك ، حتى لا يشعرون بالألم ، وهذا يصلُ إليه خواصُّ أهل المعرفة والمحبَّةِ ، حتى ربَّما تلذَّذوا بما أصابهم لملاحظتهم صدوره عن حبيبهم ، كما قال بعضهم : أوجدهم في عذابه عُذوبة .
وسئل بعضُ التابعينَ عن حاله في مرضه ، فقال : أحبُّه إليه أحبُّه إليَّ. وسُئلَ السريّ : هل يجد المحبُّ ألم البلاء ؟ فقالَ : لا . وقال بعضهم :

عذابُه فيكَ عَذْبُ ***وبُعْدُهُ فيكَ قُرْبُ

وأَنْتَ عِندي كرُوحي*** بل أَنْتَ مِنها أَحَبُّ
حسْبي مِنَ الحُبِّ أنِّي***لِمَا تُحِبُّ أُحِبُّ

والدرجة الثانية : أنْ يصبرَ على البلاء ، وهذه لمن لم يستطع الرِّضا بالقضاء ، فالرِّضا فضلٌ مندوبٌ إليه مستحب ، والصبرُ واجبٌ على المؤمن حتمٌ ، وفي الصَّبر خيرٌ كثيرٌ ، فإنَّ الله أمرَ به ، ووعدَ عليه جزيلَ الأجر . قال الله عز وجل : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) ، وقال : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) . قال الحسن : الرِّضا عزيزٌ ، ولكن الصبر معولُ المؤمن .
والفرق بين الرضا والصبر : أنَّ الصَّبر : كفُّ النَّفس وحبسُها عن التسخط مع وجود الألم ، وتمنِّي زوال ذلك ، وكفُّ الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع ، والرضا : انشراح الصدر وسعته بالقضاء ، وترك تمنِّي زوال ذلك المؤلم ، وإنْ وجدَ الإحساسُ
بالألم ، لكن الرضا يخفِّفُه لما يباشر القلبَ من رَوح اليقين والمعرفة ، وإذا قوي الرِّضا ، فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية كما سبق .
قوله صلى الله عليه وسلم : (( واعلم أنَّ النَّصر مع الصَّبر )) هذا موافق لقول الله عز وجل : (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، وقوله تعالى : (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِئَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) . وقال عمرُ لأشياخ من بني عبس : بم قاتلتُمُ الناس ؟ قالوا : بالصبر ، لم نلق قوماً إلا صبرنا لهم كما صبروا لنا . وقال بعض السَّلف : كلنا يكره الموت وألم الجراح ، ولكن نتفاضل بالصَّبر . وقال البطَّال : الشجاعةُ صبرُ ساعة .
وهذا في جهاد العدوِّ الظاهر ، وهو جهادُ الكفار ، وكذلك جهاد العدوِّ الباطن ، وهو جهاد النَّفس والهَوى ، فإنَّ جهادَهُما من أعظم الجهاد ، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : (( المجاهدُ مَنْ جاهد نفسه في الله )) .وقال عبد الله بنُ عمر لمن سأله عن الجهاد : ابدأ بنفسك فجاهدها ، وابدأ بنفسك فاغزُها .
وقال بقيةُ بن الوليد : أخبرنا إبراهيمُ بن أدهم ، قال : حدثنا الثقة ، عن عليِّ بن أبي طالب ، قال : أوَّلَ ما تُنكرون من جهادكم جهادكم أنفسكم .
وقال إبراهيم بن أبي عبلة لقوم جاءوا من الغزو : قد جئتُم من الجهاد الأصغر ، فما فعلتم في الجهاد الأكبر ؟ قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟ قال : جهادُ القلب . ويُروى هذا مرفوعاً من حديث جابر بإسناد ضعيف ، ولفظه : (( قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر )) قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟ قال : (( مجاهدةُ العبدِ لهواه )) .ويُروى من حديث سعد بن سنان ، عن أنس ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال : (( ليس عدوُّك الذي إذا قتلك أدخلك الجنة ، وإذا قتلته كان لك نوراً ، أعدى عدوِّك نفسك التي بين جنبيك )) .
وقال أبو بكر الصديق في وصيته لعمر رضي الله عنهما حين استخلفه : إنَّ أوَّل ما أحذِّرُكَ نفسك التي بين جنبيك .
فهذا الجهاد يحتاجُ أيضاً إلى صبر ، فمن صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلبه ، وحصل له النصر والظفر ، وملَكَ نفسه ، فصار عزيزاً ملكاً ، ومن جَزِعَ ولم يَصبر على مجاهدة ذلك، غُلِب وقُهر وأُسر ، وصار عبداً ذليلاً أسيراً في يدي شيطانه وهواه ، كما قيل :

إذا المَرءُ لم يَغلِبْ هواهُ أقامه***بمنْزلةٍ فيها العَزيزُ ذَليلُ

قال ابن المبارك : من صبر ، فما أقلَّ ما يصبر ، ومن جزع ، فما أقل ما يتمتع .


>>> يُتبع بإذن الرحمن









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الحنبلي, يحفظك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc