اشاركك و اخي Lazreg Ben الراي رغم قلة المناصرين لحرية الراي
ما مصير إضراب نقابات التربية وما مصير التلاميذ ؟
قد يبدو للوهلة الأولى ان نقابات التربية المضربة تجعل من إضراب الجنوب الماضي مثلا يحتذى به وأن استمرار الإضراب سيجعل الحكومة ترضخ لمطالب هؤلاء متناسين أن الحكومة كانت قد حينت منحة الإمتياز دون استشارة لهذه النقابات وبصفة منفردة وجعلت من إضرابهم لا معنى له ولكن السؤال المطروح هنا على نقابات التربية ؟ ماذا يريدون من إضراب مفتوح ؟ وغير شرعي من وجهة نظر الوصاية والقانون؟ وهل تستطيع هذه النقابات حماية الموظفين المضربين من أخطار وأخطاء الإدارة ؟ وهل فعلا تلك المطالب التي تطرحها النقابات على اختلاف مشاربها تستحق فعلا هذه الهالة الكبيرة التي تقيمها حاليا ؟ اما ان هناك أمورا أخرى من ورائها؟
إضراب نقابة الكناباست: يبدو أن إضراب نقابة الكناباست يصنف في خانة اللاحدث أمام غموض مطالب هذه النقابة ويبدو أن ورقة تلميذ امتحان الباكالوريا ستظل ورقة الضغط الوحيدة التي لا تزال تمتلكها هذه النقابة وأمام إصرارها على افتكاك اعتماد التوسع متخذة من تجربتها في 2003 مرجعية فلا أعتقد ان ظروف تلك الفترة هي نفسها ظروف سنة 2014
إضراب نقابة الإتحاد: يبدو ان نقابة الإتحاد من خلال مطالبها الشعباوية لا زالت أسيرة بعض قواعدها النضالية وخاصة في المجلس الوطني وما زالت تحت ضغطهم المتواصل لتمرير مطالب أقل ما يقال عنها أنها مطالب آنية وفئوية لن تضيف إلى قطاع التربية شيئا سوى استفادات مادية لفئة معينة من الموظفين وتجعل من محضر أمضي مع الوزارة حقا شرعيا وأصيلا متناسية ان ذلك المحضر الموقع من الوزارة لا يعني شيئا ما دام ان الأمر كله ليس بيد الوزارة وحدها.
وأمام هذه المصير المجهول لهذا الإضراب وامام معارضة معلنة من قبل المجتمع المدني وجمعيات اولياء التلاميذ والحكومة في حد ذاتها لهذا الإضراب وحتى فئات كثيرة من مستخدمي التربية الذين رفضوا الإضراب من اجل مطالب فئوية لا تضيف شيئا لقطاع التربية يبقى مصير التلميذ مجهولا ومهددا إلى أجل غير مسمى والسؤال المطروح هنا ؟ ما علاقة تلميذ بعدم استفادة أستاذ من الإدماج طبقا للتشريعات السارية وما ذنب تلميذ من رفض اعتماد نقابة بتسمية جديدة ؟ هذه هي الأسئلة التي يطرحها كل ولي تلميذ يتساءل عن مصير أولاده المتمدرسين؟
وإن كانت النقابات مصرة على الإستمرار في إضراب لا شرعي بدأت نتئحه تصل إلى القاعدة المضربة ودون تحرك إيجابي على الميدان سوى تصريحات صحفية مضادة وكلام أشبه بكلام التعبئة الحربية فإن مواقفها بدأت تزداد ضعفا أمام المجتمع بأسره وأن المراهنة على مصير التلميذ صار أمرا مرفوضا تماما
يبدو ان مرجعية النقابات من اعتمادها على محضر مشوه السلطة لتحديد مشروعية المطالب أمر غير معقول تماما فمتى كانت مطالب الرخص مطالبا شرعية بمفهوم القانون ومتى كانت المطالب الكاذبة كالترقية الآلية مشروعة من أجل استقطاب فئة من مستخدمي التربية تحت راية الخداع والنفاق النقابي
من المؤكد ان نقابة الإتحاد ونقابة الكناباست يسيران في خطين متوازيين تماما فالأولى تناضل من اجل البقاء في الواجهة والحفاظ على قاعدة متهالكة او بعض ما تبقى لها على الورق بطرح مطالب فئوية تحت الضغط المقصود والثانية تسعى للإستحواذ على تلك القاعدة المتهالكة ولعل سخرية القدر جعلت من تحقق مطالب نقابة الإتحاد مرتبطا بتحقق مطالب الكناباست وفشلها مرتبط بفشل تلك
يبدو أن مواقف المضربين اتجاه زملائهم الغير مضربين تتجه نحو الكثير من الكراهية والعدائية وهم في هذا الموقف يطالبون هؤلاء بالتضامن معهم ولكن السؤال الذي لم يطرحه هؤلاء على أنفسهم على ماذا يتضامن الغير مضربين مع المضربين ؟ فالوجهة ليست واحدة والمنافع ليست واحدة فهل مطالب الإضراب فعلا تدعو إلى التضامن وأخص هنا فئة أسلاك التدريس المنحدرين من رتبة أستاذ مجاز و حاملي الشهادات في الطورين الإبتدائي والمتوسط فإن كان المضربون يرون ان من حقهم شغل الرتب المستحدثة بموجب المرسوم رقم 240/12 فمن حق حاملي الشهادات العلمية شغل هذه الرتب أيضا وأنهم جزء لا يتجزأ من كتلة موظفي التربية الوطنية
وما دام ان العمل النقابي برمته تطوعي فمن غير المعقول إلزام هؤلاء بما ليسوا على استعداد للتطوع من اجله وإلا فهم مثبطون و خونة و .... و....
إن السؤال المطروح هنا الآن ليس شرعية الإضراب أو شرعية المطالب وإنما هو مصير الإضراب من جهة ومصير التلميذ من جهة أخرى وإن كنا نسمع كثيرا عن التعسف في استعمال السلطة فنحن اليوم امام مقاربة جديدة عنوانها التعسف في استعمال الحق
أنا على ثقة أن ما الكثير مما كتبته في هذا المقال لن يعجب الكثير من هؤلاء وأولئك والذين يرون ان مطالبهم شرعية من وجهة نظرهم فحسب وأنهم أصحاب حق مهدور وان الوزارة هي المسؤولة عن استمرار الوضع وتعفنه ومهما قال هؤلاء فإن الجميع يعتبرهم قد تجاوزوا كل الحدود.
وخلاصة القول : إن إضراب نقابات التربية الحالي زاد من عدائية المجتمع بمختلف أطيافه نحو مستخدمي التربية وأعتقد ان الوصاية قد نجحت فعلا في تشويه صورة مستخدمي التربية بأيدي النقابات نفسها جعلت من الجميع يتساءل بهذه الصيغة :ماذا يريد هؤلاء؟