اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
مامعنى الكلمات؟
أُسْوَةٌ /بُرآء/أَنَبْنَا
في قوله تعالى:
((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ))
الممتحنة/04
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين والتبري منهم: { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} أي وأتباعه الذين آمنوا معه، { إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم} أي تبرأنا منكم { ومما تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم} أي بدينكم وطريقكم { وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً} يعني وقد شرعت العدواة والبغضاء بيننا وبينكم، ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم { حتى تؤمنوا باللّه وحده} أي إلى أن توحدوا اللّه فتعبدوه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد، وقوله تعالى: { إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك} أي لكم في إبراهيم وقومه أسوة حسنة، تتأسون بها إلا في استغفار إبراهيم لأبيه، فإنه إنما كان عن موعدة وعدها إياه؛ فلما تبين له أنه عدو للّه تبرأ منه، وذلك أن بعض المؤمنين كانوا يدعون لآبائهم الذين ماتوا على الشرك ويستغفرون لهم، ويقولون: إن إبراهيم كان يستغفر لأبيه، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو للّه تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم} . وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: { إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من اللّه من شيء} أي ليس لكم في ذلك أسوة أي في الاستغفار للمشركين، هكذا قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد. ثم قال تعالى مخبراً عن قول إبراهيم والذين معه، حين فارقوا قومهم وتبرأوا منهم، فقالوا: { ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}
تفسير بن كثير