![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قصة اللص الذي يتحول إلى داعية إلى الله و إمام مسجد
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() رحم الله هذا الرجل الطيب، والعالم الفاهم الفقيه النبيه، ولطالما كنت أقول في حقه: أنه تابعيٌّ متأخر، ولولا التألي على الله لقلت أنه صحابي متأخر، رحمه الله رحمة واسعة وطيب ثراه، وجعل الفردوس مأواه ومنتهاه.
مما أذكره عن هذا الرجال الكبير، أنني زرته مقدما نفسي بتزكية من رئيس مجلس الفتوى بالجزائر وأحد الأعضاء المؤسسين لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ أحمد حماني رحمه الله. كان أول لقاء مع الشيخ في مقر المفتي العام بالشيشة بالعزيزية، في أوائل العام الميلادي 1996، أول لقاء تم في صالة الضيوف، إذ حضر الطلبة من كل مكان في العالم الإسلامي وتم تقديم الشاي لهم من نفقة الشيخ رحمه الله، ولما تقدمت منه وسلمت عليه، سألني عن بلدي فقلت: الجزائر، فقال رحمه الله ماشاء الله شباب الجزائر، ماشاء الله. ثم سألني رحمه الله عن الرئيس المنتخب آنذاك، وعن الوضع العام في الجزائر، وكانت أخبار المجازر والقتل البشع تدوي في العالم. ثم أخبرته بتزكية الشيخ أحمد حماني رحمه الله، فسألني عن أحواله، فقلت أتعرفه ياشيخ؟ قال نعم، الشيخ أحمد معروف لدينا طلبت منه أن يتخير لي طريقا بين الدراسة في معهد الشيخ محمد الصالح العثيمين في عنيزة (بالقصيم) وبين الانتساب للجامعة الإسلامية بالمدينة االمنورة، فقال بل خذ لك شهادة من الجامعة الإسلامية أفضل، وطلب مني أن أكتب له كتابا (يقصد طلبا خطيا) وأقدمه لمكتب المفتي العام (في نفس المقر) وفي الصباح كتبت الطلب وقدمته لسماحته، فقرئ عليه وأمر أحد العمال بكتابة تزكية لشخصي إلى إدارة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. ولما هممت بالخروج بعد توديع الشيخ، طلب مني سماحته البقاء لتناول الغذاء، واستحييت من رفض طلبه رغم بعد مكان إقامتي وحاجتي الماسة للوقت لضبط أموري لمباشرة أعمال الحج. وبقيت في بهو المقر لبضعة دقائق، وعند الساعة11:30 رأيت وفودا من الناس تغزو المكان، الفقراء من كل مكان يحضرون إلى مقر الشيخ لتناول الغداء، فكانت فرصة لأكتشف شيئا عجيبا من الكرم الحاتمي الذي خص به الشيخ، إذ تم توزيع موائد الطعام في الغرف وفي حوش المقر، أرز، لحم، فواكه، مشروبات،.........، ولما عدت في المساء إلى إقامتي ظهر لي أن ألازم الشيخ بعد انقضاء موسم الحج، فتبين لي ـ بعد سؤال العمال ـ أن الرجل يذبح كل يوم شاة أو شاتين، يحضر موائده الفقراء، بل رأيته يأكل معهم، وتختلط يداه مع أيدي الفقراء إلى الصحون، وأكلت معه في نفس المائدة مرة، فلم أرى منه رحمه الله سوى التواضع والحرص على الضيوف. وبعد انقضاء وجبة الطعام يجتمع بالناس وطلبة العلم في صالة كبيرة، وهو بكل همة يجيب عن أسئلة الناس وانشغالاتهم. وزاد فضولي إلى ملازمته في المسجد الذي يصلي فيه، وكنت حريصا على الصلاة بجواره، حتى أتعلم صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فسابقت إلى المسجد في كذا صلوات بين فجر ومغرب وعشاء، فلم أر أية وجاهة تظهر في موكبه، بل إن الشرطيين اللذين كانا يرافقانه، كانا يجلسان وراءه في الصف بعيدا، وكان يقدمه المصلون فيصلي بهم، ويطلب من الشخص الواقف بجانبه أن يقيم الصلاة وقد طلب مني ذلك كذا مرة، وكانت صلاته خفيفة غير متكلفة، فرحمه الله رحمة واسعة، لقد كان عنوانا للسماحة والبساطة ولين الجانب، أبو الفقراء والمساكين الساعي لخدمة الناس وطلبة العلم فرحمه الله رحمة واسعة. |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخلاق., العلماء الربانيون, ابن باز أخلاق السلف |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc