اخي ريشاس ممكن اضافات فقط لتدعيم الموضوع ان امكن
واتمنى ان تنال اعجابك
زنـاالمحارم
إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نؤمن به و نتوكل عليه إنه
من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له .
ثم أما بعد:
فإن المتأمل في شريعتنا الإسلامية السمحاء يجدها دواء لكل داء
فما ضل من ضل إلا بمخالفته للأمر و فعله للمنهي عنه
و متى وجدالعبد العنت و المشقة فليعلم أنه جاوز الحد
قال تعالى عن نبيه موسى ( فلما جاوزا قال ءاتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) فلم يصب موسى بالنصب إلا بعد أن جاوز الحد المطلوب منه
و إن مما ابتليت به هذه الأمة في هذا الزمان هو زنى المحارم
فماهو زنى المحارم ؟ و ما هو اسبابه ؟ و ما هو العلاج ؟ و ما حكمه في الشرع ؟
أولا ما هو زنى المحارم ؟
هو مواقعة الرجل لإمرأة ذات محرم له كأمه و أخته و خالته و عمته و تبدأ هذه الفاجعة بالتحرشات سواء كانت بالنظر إلى أماكن العورة أو اللمس و الإحتكاك – الذي يكون في صورة غير مقصودة – مرورا بعبارات خادشة في صورة مزاح إلى أن يصل إلى الطامة الكبرى و هي الوقوع فيما حرم الله
و أسبابه كثيرة أهمها
السبب لأول : انتكاس الفطرة
و الحديث عن انتكاس الفطرة واسع المجال فمن أهم عوامل انتكاس الفطرة هي
كثرة الذنوب و المعاصي
فذكر ابن القيم في كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي من آثار الذنوب و المعاصي
( فمعلوم أن المعاصي والذنوب تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي فلادرك الباطل حقا والحق باطلا والمعروف منكرا والمنكر معروفا )
وذكر في آثار الذوب و المعاصي
( ومنها :مسخ القلب, فيمسخ كما تمسخ الصورة, فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته, فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير لشدة شبه صاحبه به,ومنها ما يمسخ على خلق كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك )
بل قد يكون الحيوان أهدى منه سبيلا
وكما خلق الله عز و جل الإنسان على الفطرة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5784 في صحيح الجامع
كذلك جعل للحيوان فطرة تنفر طبيعته من مخالفتها
و قد ذكروا قصة غريبة حدثت
أن رجلا كان عنده مهرة حسناء فأنجبت له فرسا جميلا و بعد أن كَبُرَ الفرس أرادوا استمرارالسلالة
فأرادوا أن ينزلوا الفرس على أمه فأبَى و كلما حاولوا ذلك ينظر الفرس إلى أمه فيعرفها فيرجع إلى الوراء و يأبى هذه الفعلة
فلم يجدوا إلا أن يغطوا أمه حتى لا يعرفها و لم يتركوا سوى الدبر مكشوفا
و بعد أن وقع عليها كشفوا الغطاء فنظر إليها فعرف أنها أمه فما كان من الفرس إلا انه ما لعلى ذكره فقضمه
فهذا الحيوان كان له نصيب من الفطرة أوفر من هؤلاء الذين يقعون على محارمهم
و من أعظم المعاصي التي توصل إلى ذلك هي التي تثير غريزة الإنسان حتى إذا قويت و استحكمت عميت بصيرته فلم يفرق بين المرأة الأجنبية و أمه أو أخته
و منها
1-كثرة إطلاق البصر
2-سماع الأغاني فإن الغناء كما قال ابن مسعود رضي الله عنه هو: (رقيةالزنا) وقد شاهد الناس: أنه ما عاناه صبي إلا وفسد ولا امرأة إلا وبغت
3-مشاهدة العرى و الفسوق في شاشات التليفاز مما يسهل على الإنسان إلف هذا الوباء و التفكر في ممارسته
السبب الثاني : إظهار المرأة لعورتها أمام المحارم
و هذا السبب غفل عنه كثير من الناس فالكثير يظن أنه ليس هناك حدود لعورة المرأة أما محارمها
عورة المرأة أمام محارمها كالأب والأخ وابن الأخ هي بدنها كله إلا ما يظهر غالبا كالوجه والشعر والرقبة والذراعين والقدمين ، قال الله تعالى : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْإِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْنِسَائِهِنَّ) النور/31 .
فأباح الله للمرأة أن تبدي زينتها أمام بعلها ( زوجها ) ومحارمها ، والمقصود بالزينة مواضعها، فالخاتم موضعه الكف ، والسوار موضعه الذراع ، والقرط موضعه الأذن ، والقلادة موضعها العنق والصدر ، والخلخال موضعه الساق .
قال أبوبكر الجصاص رحمه الله في تفسيره : " ظاهره يقتضي إباحة إبداء الزينة للزوج ولمنذكر معه من الآباء وغيرهم ، ومعلوم أن المراد موضع الزينة وهو الوجه واليدوالذراع..... ، فاقتضى ذلك إباحة النظر للمذكورين في الآية إلى هذه المواضع ، وهيمواضع الزينة الباطنة ؛ لأنه خص في أول الآية إباحة الزينة الظاهرة للأجنبيين ،وأباح للزوج وذوي المحارم النظر إلى الزينة الباطنة . وروي عن ابن مسعود والزبير :القرط والقلادة والسوار والخلخال ...
- فبعض الفتيات يخطئن في لبس البنطال الضيق أو ما يشف و يصف العورة ظنا منها أن يجوز لبسه في البيت أمام المحارم مما يؤدي ذلك إلى تحريك الشهوة الذي بدوره يؤدي إلى المفسدةالأعظم
السبب الثالث : ضيق المسكن و الإختلاط في المضاجع
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أربع من السعادة: المرأة الصالحة و المسكن الواسع و الجار الصالح و المركب الهنيء
و أربع من الشقاء : المرأة السوء و الجارالسوء و المركب السوء و المسكن الضيق.
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 887 في صحيح الجامع
و مما ابتلي به المسلمون في هذا الزمان الفقر و ضيق المسكن
فضيق المسكن يسبب كثرة الإحتكاك و كثرة احتمال انكشاف العورة و صعوبة التحفظ في ذلك
فهذا الزحام فى السكن من العوامل المشجعه على زنا المحارم ان 30 % من الاسر المصرية تسكن فى غرفة واحدة , وكثير من الاسر لا تزال- الى الان- تستخدم دورات مياه مشتركه بين غرف متعددة " مما يضعف الشعور بالحياء بين ساكنيها , نتيجه اعتيادهم مشاهدة بعضهم البعض فى اوضاع مثيرة .
ولما كان النوم مظنة انكشاف العورة ، وثوران الشهوة جاءت الشريعة الكاملة المطهرة بالأمربالتفريق بين الأولاد في المضاجع . كما روى أبو داود (418) عَنْ عَمْرِو بْنِشُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )
وروى الدارقطني والحاكم عن سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا بلغ أولادكم سبع سنين ففرقوا بين فرشهم و إذا بلغوا عشر سنين فاضربوهم على الصلاة ) والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم 418
وقد فسر أهل العلم التفريق في المضاجع بأمرين :
الأول:التفريق بين فرشهم ، وهذا هو ظاهر الحديث الثاني .
الثاني:ألا يناما متجردين على فراش واحد ، فإن ناما بثيابهما من غير ملاصقة جاز ذلك عند أمن الفتنة .
وقال في"كشاف القناع" (5/18) : " ( وإذا بلغ الإخوة عشر سنين ذكورا كانوا أو إناثا , أو إناثا وذكورا فرق وليُّهم بينهم في المضاجع فيجعل لكل واحد منهمفراشا وحده ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) أي حيث كانوا ينامون متجردين كما في المستوعب والرعاية " انتهى
و الأمرفيه مشقة و يحتاج إلى صبر في وضع حدود بين الأفراد ذوي المسكن الضيق فيحرص الآباء و الأمهات على وضع الستر على الفرش التي ينام عليها الأولاد و إن كان في وقت النومفقط حرصا على ستر العورة إذا انكشفت أثناء النوم و أيضا يحرصون على أن يعلمواأولادهم وجوب ستر العورة و حدودها خاصة أثناء تغيير الملابس فالبعض يتهاون في ذلك فلا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
السبب الرابع العنوسة
و المقصود من العنوسة هو تأخر الزواج لكلا الرجال و النساء
فقد أفادت اٌحصائيات أن تسعة ملايين شاب وفتاة عانس في مصر تخطوا حاجز الخامسة و الثلاثينو264 ألف حالة طلاق سنويا *و مليون ونصف عانس في السعودية * و48% نسبة الطلاق فيالإمارات و46% في الكويت 35% و34% في البحرين و38% في قطر
و هذا يعني أن الشاب أو الفتاه يعيش نيفا و عشرين سنة لا يشبع شهوته الجنسية بالطريقة التى أحلها الله
فهذه الفطرة التى ركبها الله داخل الإنسان إن لم توضع فيما أحل الله تعالى
و ضعت فيماحرم الله و لا بد .
- و يأتي غلاء المهور و ارتفاع تكاليف الزواج في مقدمة أسباب العنوسة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا أتاكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض
قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 270 في صحيح الجامع
فأي فتنةهذه و أي فساد هذا أشد مما نعيشه اليوم
و إذا قارنا حالنا اليوم بحال الصحابة رضوان الله عليهم , فانظر كيف كان الواحد منهم يزوجه الرسول صلى الله عليه و سلم بما معه من القران و ما كان يملك من حطام الدنيا شيئا
فالواجب على الأباء و الأمهات أن يتقوا الله في أولادهم و بنتاهم و أن يعفوهم عن الآثام والوقوع في المحرمات .
السبب الخامس : غياب الوعي الديني في المجتمعات
و هذا من أهم الأسباب التي يجب الإشارة إليها , فالأسر التي تستبيح التلفاز وخاصة النت في وقتنا الحالي و ما يعرضه من أفلام إباحية و مسلسلات خادشة هدامة للأخلاق و القيم الدينية هم الأكثر عرضه لهذه المشكلة
و هذا بسبب تكرار مشاهد علاقات الزنا و الشذوذ على مدار الليل و النهار فيسلب الحياء من الأفراد و يتطرق هذا إلى التفكير فيه و ممارسته
أيضا من سلبيات غياب الوعي الديني : الوقوع في إدمان المخدرات و شرب الخمر فأشارت الإحصائيات في دراسة شملت 170 شخصا ارتكبوا زنا المحارم تبين أن 38 % كانوا مدمنين و ان 15 % تناولوا الخمر وهناك ايضا المخدرات , ويقول الدكتور المجدوب " فى زنا المحارم كثيرا ما يكون الجاني هو السبب في إدمان الضحية للمخدرات متخذا من ذلكوسيله لجعلها مهيأه للدخول فى العلاقة بأقل قدر من الرفض و المقاومة " و هذاما تؤكده حكاية أوردها المجدوب عن ام سافر زوجها الى الخارج , فدفعت ابنها الادمان الهيروين , ثم ساومته على النوم معها . !!!
بقي لنا أن نعرف حكم زنا المحارم في الشرع
قال ابن القيم رحمه الله عن وطء الأم والبنت والأخت : " فإن النفرة الطبيعية عنه كاملة ، مع أن الحد فيه من أغلظ الحدود في أحد القولين وهو القتل بكل حال محصنا كان أو غير محصن ، وهذه إحدي الروايتين عن الإمام أحمد ، وهو قول إسحاق بن راهويهوجماعة من أهل الحديث . وقد روى أبو داود من حديث البراء بن عازب قال : لقيت عمى ومعه الراية فقلت له : إلى أين تريد ؟ قال بعثني رسول الله إلى رجل نكح امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه وآخذ ماله " . [ صححه الألباني في إرواء الغليل (2351)] .
..... وقداتفق المسلمون على أن من زنا بذات محرم فعليه الحد ، وإنما اختلفوا في صفة الحد هل هو القتل بكل حال أو حده حد الزاني ؟ على قولين ، فذهب الشافعي ومالك وأحمد فيإحدى روايتيه إلى أن حده حد الزاني ، وذهب أحمد وإسحق وجماعة من أهل الحديث إلى أنحده القتل بكل حال " انتهى من "الجواب الكافي" ص (270) باختصار .
وقد اختارالشيخ ابن عثيمين رحمه الله القول بقتل الزاني بذات المحرم بكل حال .
فمن ابتلي بشيء من ذلك فليبادر بالتوبة إلى الله تعالى ، فإن التوبة تصح من كل ذنب مهما كان عظيما ، قال تعالى : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَعَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ ) التوبة/104 .
وقال سبحانه : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراًرَحِيماً ) الفرقان/68- 70. وقال تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَوَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 ، وفي هذه الآية إرشاد إلى أن التائب ينبغي له أن يكثر من الأعمال الصالحة ، وأن يسلك طريق الهداية ، ويبتعد عن أسباب الغواية .
والله تعالى أعلم .
و صلي اللهم و بارك على محمد و آله و صحبه أجمعين
و آخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم اخي عبد الجليل
ما أضحكني جملة اخي ريشاس اولا ريشاس هي فتاة والإسم واضح انه لعضوة وثانيا صاحبة الموضوع هي نيروز وليست ريشاس لا بأس كنت صايم نعذروك
شكرا كل على الشرح الكافي والوافي مميز دائما في طبعك واسلوبك وهذ ليس بغريب عنك شكرا لك
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية