التمرد على العلم باسم الحرية الفكرية جريمة ، ومن يمارسها مجرم ، ومن يعلمها ويدعو إليها رئيس عصابة .
والتمرد على العلم هو أن يتوهم الجاهل بالعلم أنه يمكنه بجهله أن يحاج العلماء ، ويجادل أهل الاختصاص فيما يجهل .
هذا التمرد يؤدي إلى التخلف وشيوع الجهل ؛ لأنه يرفض العلم ، ويحارب العلم ، ويخرب الفكر ، ويسيء للحقيقة .
يقول أحدهم في الرد على العلماء : لم أقتنع ، وهو يقصد : لم أفهم ! وهذا كمريض ذهب لطبيب ، فكشف عليه ، وصنع له تحاليل عديدة ، ثم أخبره بالمرض ، فسأله المريض : كيف عرفت المرض ، فأخذ يشرح له ، فلم يفهم المريض ؛ لأنه غير متخصص في الطب ، فأراد المريض أن يقول : لم أفهم ، لكنه قال : لم أقتنع ! فسيقول له الطبيب : ليس المطلوب أن تقتنع حتى تفهم ، لكن المطلوب أن تفهم لماذا لم تقتنع ؛ لأنك لست طبيبا !!!
ويصح هذا المثال مع كل شخص جاهل باختصاص علمي ، ويريد أن يفهم ما لا يمكن أن يفهمه إلا المختص ، ويظن عدم فهمه نقصا في ذلك العلم ! بل يظن أنه من حقه أن يجعل عدم فهمه قناعة واكتشافا ينشره بين الناس !!