إخواني في الله ،
هذه كلمة باطل أريد بها باطل ، فيقال لمن قال هذه الفرية ، وهل الفقه غير الحديث ؟ إءتنا بالدليل على التفريق بين الحديث والفقه ، وبماذا تصف ما كان يخرج من في النبي صلى الله عليه وسلم تصفه فقها ام حديثا ؟ أم بكليهما ، فقوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلي . رواه البخاري ، وتطبيقه له ، هل هو حديث ام فقه ، أم هما معا ؟
إن الفقه باتفاق هو الفهم ، وان قول نبينا صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين . فالفهم للدين على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وصحابته هو الفقه، والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، أي فهمو الدين ، فهذا الذين ينافح عن السنة ، ويدافع عنها ، ويرد ضعيفها ويثبت صحيحها قد فهم عندكم الدين الذي يقم على ذلك الأصل ، ام لم يفهم ؟فقه أم لم يفقه ؟ فمعنى الفقه في الكتاب والسنة هو الفهم الصحيح لدين الله على مراد الله ومراد رسوله ، وهذا ما جاءت به النصوص كمثل الحديثين اللذين سبقا ذكرهما ، وكقوله تعالى : ولكن المنافقون لايفقهون ، أي لا فهمون عن الله تعالى مراده ، ولاعن رسوله ، اما المعنى الذين ترمون إليه فلم يكن معروفا عند السلف الصالح ، وإنما كان معروفا باسم الرأي ، والذي عليه اليوم أكثر الفقهاء من الاشتغال بالفروع ، وأصول الفقه والقواعد الفقهية والمصطلحات والافتراضات ، وغير ذلك مما أقحموا في الدين ماليس منه فأسدوا جماله وزينوه بالبدع والمحدثات إلا من رحم الله ، وكثير ممن يطلقون عليهم هذا الاسم ، ويخرجونهم من دائرة الحديث هم كذلك لايفقهون الحديث ، ولا يعولون عليه ، ولايفرقون بين صحيحه وضعيفه ، ولذلك ملئوا كتبهم وحشوها بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فجاء الشيخ وبين هذا غاية البيان ، فحسدوه على ما انعم الله عليه - وكل ذي نعمة محسود - بل كلما أنعم الله على عبده كلما ازداد الحاسدون له ،فهنيئا للشيخ حيث جعل الله بعد موته أجره غير ممنون من محبيه بالدعاء له والدفاع عنه ، ومن حساده يهدونه حسناتهم . اللهم ارحم شيخنا الأباني رحمة واسعة وألحقه بعبادك الصالحين من الأنبياء والصديقين والشهداء .آمين
بازمول