اتّجه الإسلام إلى إكرام المرأة منذ ولادتها، وعلى العكس من تشاؤم الجاهليين تجاه ولادة البنت ورغبتهم في طلب الولد الذكر، فقد جعل الإسلام البنات أفضل الأولاد خيراً وبركة.
فقد نهى رسول الله (ص) عن كره البنات، مُبيِّناً بعض مزاياهنّ الجميلة ومؤكِّداً على مكانتهنّ، فيقول: "لا تكرهوا البنات، فإنّهنّ المؤنسات الغاليات".
والبنات يجلبن الرأفة من الله تعالى، ويدخلن الفرح على مَن يرعاهنّ، فعن أبي الحسن الرضا قال: قال رسول الله (ص): "إنّ الله تبارك وتعالى على الإناث أرأف منه على الذّكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلاّ فرّحه الله تعالى يوم القيامة".
ورعاية البنات وكفالتهنّ توجب الجنّة، وهي جائزة المؤمن العظيمة يوم القيامة، فعن أبي عبدالله الصادق قال: قال رسول الله (ص): "مَن عالَ ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنّة، فقيل: يا رسول الله واثنتين، قال: واثنتين، فقيل: يا رسول الله وواحدة، فقال: وواحدة).
وطبيعي أنّ الإعالة لا تقتصر على الإنفاق فحسب، بل منها تربية البنت وتعليمها، ففي حديث آخر عن الرسول (ص) قال: "مَن كانت له ابنة فأدّبها وأحسنَ أدبها، وعلّمها فأحسنَ تعليمها، فأوسع عليها من نِعَم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وستراً من النار".
والبنت ريحانة معطّرة، مكفية الرِّزق من الله تعالى، تدخل على والديها البركة والسرور، فعن محمّد بن علي بن الحسين، قال: بُشِّر رسول الله بابنة، فنظر في وجه أصحابه الكراهة، فقال: ما لكم؟! ريحانة أشمّها، ورزقها على الله عزّ وجلّ، ثمّ أتمّ الباقر: وكان (ص) أبا بنات.
وهو يريد بذلك أن لو كان في الذكور بركة أكثر من الإناث لرزق منهم الرسول (ص)، وكان أكثر أبنائه البنات، ولم يخلف بعده ولم يُرزَق ذرية إلاّ من ابنته الزهراء، فلقد كان رسول الله (ص) يحتضن الحسن والحسين، ويقول: "كل ولد أب فإنّ عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة فإنِّي أنا أبوهم وعصبتهم".
ويُعبِّر الإمام الصادق عن بركة المرأة وما تجلبه للإنسان من خير ومنفعة وأجر، فيقول: "البنات حسنات والبنون نعمة، والحسنات يُثاب عليها والنعمة يُسأل عنها"، وأخرج مؤلِّف الكافي هذا الحديث وغيره في باب تحت عنوان (فضل البنات).
ولذا عُدَّ طلب البنت أمراً مستحباً، كما يُستحبّ إكرامهنّ لما لهنّ من بركة ولما يجلبهنّ من رحمة، ولما كثر من التوصية بهنّ.
واستمراراً لعملية رعاية المرأة وإشعارها بالمحبّة، ولنفي وطرد أيّة فكرة سيِّئة عنها وعندها كالنظر إليها بالدونية والحقارة والتنزّل بها عن مرتبة الذكور، فإنّ الإسلام حثّ على أن تُقدّم الإناث في السلام والتكريم وإعطاء الهدايا على الذكور، ليكون ذلك مدعاة لإدخال السرور عليهنّ واحتراماً وإجلالاً لشخصيتهنّ، فعن ابن عباس، قال رسول الله (ص): "مَن دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنّ مَن فرّح ابنته فكأنّما أعتق رقبة من وُلد إسماعيل، ومَن أقرّ بعين ابن فكأنّما بكى من خشية الله، ومَن بكى من خشية الله أدخله الله جنات النعيم".
وفي حديث آخر، نجد الرسول (ص) يؤكِّد على احترام البنت ورعايتها، ومن ذلك عدم إيثار الذكور عليها لكي لا تشعر بالتمييز والإهانة، فهو يقول: "مَن ولدت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده ـ من الذكور ـ عليها، أدخله الله الجنّة
وفى الاخير نستغرب من بعض الناس اللدين يتمنون الدكور و يبررومن موقفهم بصعوبة تربيتها و تبريرات كانت تلفظ بايام الجاهلية الاولى
انما الاولاد و البنات رزق من الله ولا فرق بينهما