الدمعة الثانية :
في وقت الكـل جـف وقسى على امّه .. وهي التي لم تجف عليه أبداً .. وليست كأي أم .. ! هي الأم الأرملة التي ربّت أبنائها من الصغر . وفقدت نظرها .. ومازالت تربّي أبنائها وتصرف عليهم .. وبعد أن يكبروا هؤلاء الأبناء !!كل يذهب إلى سبيل مصلحته .. ! ويتناسون أن لهم أم صبرت عليهم وربّتهم إلى أن كبروا !! وكانت باستطاعتها أن تتزوج رجل آخر .. ! وتعيش حياتها مثل أي بنت سعيدة .. ولكن ضحّت بنفسها .. لأجل من ؟ !! لأجل هؤلاء الأبناء الذين تركوها في وقت حاجتها إليهم !! واستمرينا على هذا الجفاف العاطفي وهن مازلن يتحمّلن هذا الجفاف ويوجهونه بحب وحنيّه ..هذا هو قلب الأم .. مستحيل في يوم يقسى على أبنائها .. ولكن أين نحن من العبرة من هذه الأشياء ؟ ومتى نعتبر ونتّعظ ؟ بعد أن تأتي منيّتها ..نبدأ بإطلاق العبارات التي لا تؤدي ولا تجيب : يا ليتني فعلت .. و يا ليتني لم أفعل .. بعد ماذا ؟ !! بعد ما فات الأوان وذهب القطار ؟ ! بعد ما طاح الفأس على الرأس ؟ يا ليت ما تبني بيت فعلاً نحنُ قسونا كثيراً على أمهاتنا ولم نتّعظ من غيرنا !! ولن نتعظ إلا بعد ما يفوت القطار ..! إلا العقلاء مِنّا .. ! يتّعظ من غيره ويعدّل حاله قبل أن يفوت الأوان .. !
السعيد من اتعظ بغيره .. والتعيس من اتعظ بنفسه