اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري
يقول الشيخ فركوس حفظه الله
دعوى نسبة التشبيه والتجسيم لابن تيمية -رحمه الله- منقوضة من أساسها، ولا أصل لها في الحقيقة والواقع، إذ قد يرجع الانتقاد له إلى توهّم الناقد وقوعَ ابن تيمية في التناقض باستعماله للمعنى الباطل اللازم للصفة عند الإضافة، والتناقضُ -في الحقيقة- إنما حصل في ذهن الناقد لا في حقيقة الواقع، إذ كيف يُعقل ممن هذا كلامه واستدلالُه أن يكون مشبِّهًا أو مجسِّمًا، وفي نصوص له سابقةٍ قد ذمّ هذا النوع من التشبيه والتجسيم ويصف أهله بالمبطلين، وبيّن تناقض القول به حيث يلزم منه كون المخلوق خالقًا، والفقير بالذات غنيًّا بالذات، وهكذا، وهو جمع بين النقيضين، وهو ممتنَع، كما يلزم أنه لو صحّ للزم أن يجب ويجوز ويمتنع عن الباري جلّ وعلا ما يجب ويجوز ويمتنع عن المخلوق، وهو باطل، وما بني عليه فباطل؛ لأنه يوجب اشتراكَهما فيما يجب ويجوز ويمتنع؛ ولأنه لو صحّ للزم أن يكون القديم بذاته غير قديم بذاته، والواجب بذاته ليس واجبًا بذاته وهكذا، وهو جمع بين النقيضين، وهو ممتنَع(22- انظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (1/620)، و«منهاج السنة النبوية» لابن تيمية: (4/151)).كما أنه قد يرجع انتقادهم له إلى خطإ الباحثين في فهم مذهبه المأخوذ من معارضته لخصومه، وابنُ تيمية -رحمه الله- قد يذكر الرأي المخالفَ ويتسامح فيه عندما يعرض رأيه أو يحقّق رأيَ السّلف فيما يعترض له من المباحث العقدية اكتفاءً بما سبق له فيه من مناقشة وتحقيق تفاديًا للتَّكرار، فيظنّ الباحث أنّه مذهبُه في المسألة فيقع الخطأ في فهم رأيه ثمّ يتناقله عنه غيره من الباحثين.
ويصدق في هذا المقام قول أبي الطيّب المتنبي:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا
وَآفَتُهُ مِنْ الفَهْمِ السَّقِيـمِ
وَلَكِـنْ تَأْخُذُ الأَذْهَانُ مِنْـهُ
|
أنت تأتي بأقوال علماء في الدفاع عن ابن تيمية وهذا لا يحتج به في النقاش. ومع ذلك سأجيب . ببساطة تقول ان ابن تيمية يذم المجسمين ويرد عليهم ولا ارى دليلا على هذا ولكن ان سلمنا بهذا فهذا يفسر لنا تناقض كبير في أقوال ابن تيمية فكيف يهاجم المجسمين من جهة ومن جهة أخرى يقول بصراحة أن الباري لا بد أن يكون له جسم وحيز ويقول أن مالا جسم له وحيز له هو غير موجود . ومانعلمه من الكتاب والسنة وما أثبته العلم الحديث أن العديد من الأشياء موجودة وليس لها لا جسم ولا حيز وهي خارجة أصلا من اطار الزمكان فهذا في رأيي هو الخطأ الذي وقع فيه ابن تيمية فهو اعتقد أن معنى أن الشيء موجود فهذا يعني بالضرورة أنه مجسم له جسم وله حيز . ويمكن انكار هذا الشيء ببساطة وبجملة واحدة مادام الله عز وجل هكذا فمالذي يمنعنا من الوصول اليه عن طريق مكوك فضائي في المستقبل ؟ الله عز وجل خارج أطر الفهم والوعي تماما وخارج أطر الكون الزمكانية .ومايعزز فهمنا لهذا الأمر هو العلم الحديث وعلوم الكون التي لم تكن موجودة في عهد ابن تيمية ولهذا التبس عليه الأمر .