نساءٌ حوْل النَبيّ ، - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نساءٌ حوْل النَبيّ ،

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-14, 15:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أم سلمة زوج رسول الله الحكيمة.


هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ، المخزومية القرشية ، صحابية جليلة من المهاجرات الأول ، وهي بنت عم خالد بن الوليد ، وبنت عم أبي جهل بن هشام ، وقد كانت تعد من فقهاء الصحابيات .
أمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة الكنانية ، من بني فراس الأمجاد .
زوجها هو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم -أبو سهل – صاحب الهجرتين ، وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة النبي ، وكان أبو سلمة أخاً للنبي من الرضاع ، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب .


أم سلمة و العذاب الذي لقيته :
وقفت إلى جانب زوجها وتحملت معه صنوف العذاب وأقساها ، ثم هاجرت معه إلى الحبشة فراراً بدينها ، بعد أن تركت الوطن والأهل والمال لأجل دينها .
وولدت في المهجر ابنها سلمة .
وبعد أن عادوا من الهجرة الأولى ، ثم هاجروا إلى المدينة بعد أن أذن النبي لأصحابه بالهجرة .
ولقد لقت أم سلمة وزوجها أشد المعاناة في هجرتها هذه وكانت مأساة بالغة.
فلنتركها هي تتحدث عن هذه الهجرة ، حيث قالت :
لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوني فغضب ، ثم ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة وقالوا : والله لا نترك ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرق بيني وبين زوجي وابني فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي سبعا أو قريبها حتى مر بن رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون من هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ، فقالوا : الحقي بزوجك إن شئت ورد على بني عبد الأسد عند ذلك ابني ، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي أحد من خلق الله فكنت أبلغ من لقيت حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار ، فقال أين يا بنت أبي أمية ، قلت : أريد زوجي بالمدينة ، فقال: هل معك أحد ، فقلت : لا والله إلا الله وابني هذا ، فقال : والله مالك من مترك ، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني فوالله ما صحبت رجلا من كان أكرم منه إذا نزل المنـزل أناخ بن ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري قدمه ورحله ثم استأخر عني وقال اركبي فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت ، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بن المدينة فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : إن زوجك في هذه القرية وكان أبو سلمة نازلا بها وقيل أنها أول امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة وأول ظعينة دخلت المدينة ويقال إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأولية .
وبالنسبة إلى زوجها دعاه رسول الله ليكون على سرية ، وعقد له لواء ، وقال : سر حتى تأتي أرض بني أسد ، فأغر عليهم ، وكان معه خمسون ومائة ، فساروا حتى انتهوا إلى أدنى قطن من مياههم فأخذوا سرحاً لهم ، ثم رجع إلى المدينة بعد بضع عشرة ليلة .
ولما دخل أبو سلمة المدينة انتقض جرحه الذي أصابه يوم أحد ، وقد ظنه من قبلُ أنه التأم ، فمات لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة أربع ، وقيل سنة ثلاث .

الله يعوض أم سلمة بالرسول صلى الله عليه و سلم :
عن عبيد بن عمير ـ رحمه الله ـ قال : قالت أم سلمة : لما مات أبو سلمة قلتُ : غريبٌ وفي أرض غُربةٍ ؛ لأبكينه بكاءً يُتحدثُ عنه ، فكنتُ قد تهيـأتُ للبكاء عليه ؛ إذ أقبلت امرأةٌ من الصعيد ، تريد أن تُسعدني ، فاستقبلها رسول الله وقال :" أتُريدين أن تُدخلي الشيطان بيتاً أخرجه الله منه ؟ مرتين ". فكففتُ عن البكاء فلم أبكِ . اهـ .
الصعيد : المراد بالصعيد هنا : عوالي المدينة .

تُسعدني : يعني تساعدها .

عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله : "إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ، قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت النبي ، فقلت : يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات ، قال : قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة ، قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا " .
وفي رواية عنها رضي الله عنها تقول : حزنت كثيراً لوفاة زوجي أبي سلمة ، وعند ذلك ذهبت إلى رسول الله فقالت : كيف أقول ؟ قال : " قولي : اللهم اغفر لنا وله ، وأعقبني منه عُقبى صالحة ". تقول : فقلتها ، فأعقبني الله محمداً .
عن أم سلمة ، قالت : لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوجه فبعث النبي يخطبها عليه ، فقالت : أخبر رسول الله أني امرأة غيرى وأني امرأة مصيبة وليس أحد من أوليائي شاهدا ، فقال : "قل لها أما قولك غيري فسأدعو الله فتذهب غيرتك ، وأما قولك أني امرأة مصيبة فستكفين صبيانك ، وأما قولك ليس أحد من أوليائي شاهدا فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك" ، فقالت لابنها عمر قم فزوج رسول الله فزوجه .
وفي رواية قالت : فلما مات أبو سلمة قُلتُ : أي المسلمين خيرٌ من أبي سلمة ؛ أول بيتٍ هاجر إلى رسول الله ؟ ثم إني قُلتُها ، يعني إنا لله وإنا إليه راجعون ، فأخلف الله لي رسول الله .
قالت : أرسل إليَّ رسول الله حاطِبَ بن أبي بلتعة يخطبني له ، فقلتُ : إنَّ لي بنـتاً ، وأنا غيور .
فقال : أما ابنـتُها فندعو الله أن يغنيها عنها ، وأدعوا الله أن يذهب بالغيرة.
عن أم سلمة قالت : لما بني رسول الله بي قال :"ليس بك على أهلك هوان ، إن شئت سبعت لك وسبعت عندهن يعني نساءه ـ وإن شئت ثلاثاً ودُرت" قالت: ثلاثاً.
عن أم سلمة قالت : كنت نائمة مع رسول الله في اللحاف ، فحضت ، فقال لي :
" أنفست ؟" قلت : نعم قال :" قومي فأصلحي حالك ثم عودي" فألقيت ثيابي عني ولبست ثياب حيضتي ، ثم عدت فدخلت معه اللحاف .
وتمتعت أم سلمة بالحياة مع رسول الله وعاشت معه أياماً لا تنسى ، فكان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يكرمها ولا يملها .
عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت أم سلمة ورسول الله يغتسلان من الإناء الواحد من الجنابة .
وكانت أم سلمة رضي الله عنها تتعلم من النبي أحكام الإسلام حتى تأدبت بأدب النبوة . فعنها ـ رضي الله عنها ـ قالت : قلت : يا رسول الله هل لي أجر في بني أبي سلمة أنفق عليهم ولستُ بتاركتهم هكذا وهكذا إنما هم بني ؟ فقال :" نعم لك أجر ما أنفقت عليهم ".
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : شكوت رسول الله أني أشتكي ، فقال :" طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" ، فطفت ورسول الله يصلي إلى جنب البيت ويقرأ بالطور وكتاب مسطور .
وفي رواية : أن رسول الله قال لها وهي بمكة ، وأراد الخروج ولم تكن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ طافت بالبيت وأرادت الخروج ، فقال لها رسول الله :" إذا أقيمت الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون " ففعلت ذلك ولم تُصلَّ حتى خرجت .
من المواقف النادرة والفذة التي كان لأم سلمة رضي الله عنها والذي يدل على رزانة عقلها ومن مناقبها رضي الله عنها .

النبي يستشير ام سلمة :
في العام السادس من الهجرة النبوية صحبت أم سلمة رضي الله عنها رسول الله في رحلته إلى مكة معتمراً ، وهي الرحلة التي صدت فيها قريش النبي والصحابة الكرام عن دخول البلد الحرام ، وتم على أثرها صلح الحديبية.
ومن شروط الصلح التي اشترطها المشركون ما ذكره سهيل : "على أنه لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا" ، قال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ، فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين ، فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي : "إنا لم نقض الكتاب بعد" ، قال فو الله إذا لم أصالحك على شيء أبدا ، قال النبي : "فأجزه لي" ، قال ما أنا بمجيزه لك ، قال : "بلى فافعل" ، قال ما أنا بفاعل قال مكرز بل قد أجزناه لك قال أبو جندل أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد لقيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله ،
قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله فقلت ألست نبي الله حقا ، "قال بلى" ، قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ، "قال بلى" ، قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال : "إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري" ، قلت أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ، "قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام" ، قال قلت لا ، قال : "فإنك آتيه ومطوف به" ، قال فأتيت أبا بكر ، فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ، قال بلى ، قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ، قال بلى ، قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟ قال أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق ، قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ، قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام ، قلت : لا، قال فإنك آتيه ومطوف به .
قال الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعمالا ، قال : فلما فرغ من قضية الكتاب ، قال رسول الله لأصحابه : "قوموا فانحروا ثم احلقوا" ، قال فوالله ما قام منهم رجل حتى ، قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك أخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما .

وفاتها رضي الله عنها :
توفيت رضي الله عنها في سنة إحدى وستين من الهجرة بعد أن عاشت نحواً من تسعين سنة .
وصلى عليها أبو هريرة ، وشيعها المسلمون إلى البقيع ، وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً‌ .
عن عبد الله بن نافع عن أبيه ، قال : ماتت أم سلمة زوج النبي في سنة تسع وخمسين ، وصلى عليها أبو هريرة بالبقيع .
وعن عمر بن أبي سلمة ، قال : نزلت في قبر أم سلمة أنا وأخي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة الأسدي ، فكان لها يوم ماتت أربع وثمانون سنة .








 


قديم 2013-07-15, 15:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

زينب بنت جحش

أم المؤمنين ، زوجت رسول الله ، زينب بنت جحش ، بن رباب ، بن يعمر ، كان اسمها برَّة فغيره رسول الله إلى زينب .
صحابية فاضلة ، جمعت الفضل والبر من أطرافه كلها ، رضي الله عنها وأرضاها .
أمها أميمة بنت المطلب ، عمة رسول الله .
ابن خالها رسول الله .
خالها سيد الشهداء ، وأسد الرحمن حمزة بن عبد المطلب .
وأخوها صاحب أول راية عُقدت في الإسلام ن وأول من دعي بأمير المؤمنين ، وأحد الشهداء ، عبد بن جحش .
زوجها زيد بن حارثة مولى رسول الله ، تزوجته بأمر رسول الله ، ولم تكن راغبة في الزواج من زيد ، لأنه مولى وهي سيدة ذات حسب ونسب ، فنـزل قول الله سبحانه وتعالى :[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً] .
فامتثلت زينب رضي الله عنها لأمر الله تعالى وأمر رسوله ، فتزوجها زيد .
واستمر الزواج قرابة سنة ، ثم بدأ الخلاف بينهم فطلقها زيد ، وزجها الله تعالى بنبييه بنص القرآن الكريم بلا ولي ولا شاهد ، قال الله تعالى : [وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً] .
وقال الله تعالى[فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا]

زواجها برسول الله :

عن أنس قال : لما انقضت عدةُ زينب قال رسول الله لزيدٍ : "فاذكرها عليَّ قال فانطلق زيدٌ حتى أتاها وهي تُخمر عجينها قال : فلما رأيتها عَظُمَتْ في صَدْري حتى ما أستطيعُ أن أنظر إليها أن رسول الله ذكرها فوليتُها ظَهْري ونكصتُ على عقبي ، فقلت : يا زينب أرسل رسول الله يذكرك ، قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أوامر ربي ، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن قال ، فقال : ولقد رأيتُنا أن رسول الله أطْعمنا الخبزَ واللحم حين امتد النهار فَخَرَجَ الناسُ وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام ، فخرجَ رسول الله واتبعته فجعل يتبع حُجر نسائه يُسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدتَ أهْلك ، قال :" فما أدري " أنا أخبرتُه أن القومَّ قد خرجوا أو أخْبرَ قال : فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب قال : ووعظ القوم بما وُعظُوا به .
وبذلك نالت شرف عظيم ومرتبة عظيمة إذ زوجها الله تعالى من فوق سبع سموات ، وكانت تفخر بذلك على أزواج رسول الله .
فعن أنس قال : جاء زيد بن حارثة يشكوا فجعل النبي يقول :" اتق الله وأمسك عليك زوجك " .
قال أنس لو كان رسول الله كاتماً شيئاً لكتم هذه قال : فكانت زينبُ تَفْخَرُ على أزواج النبي تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سـموات .
وفي بعض الروايات تقول : أنا أكرمكن ولياً وأكرمكن سفير زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات .



صفاتها :
كانت معروفة بالكرم والطيب ، والتقوى ، وحب المساكين .
قالت عائشة رضي الله عنها ـ في شأن زينب ـ وهي التي كانت تُساميـنـي منهن في المنـزلة عند رسول الله ، ولم أرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله ، وأصدق حديثاً وأوصل للرحِم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حدَّ كانت تُسرع منها الفيئة .

عن أنس قال : تزوج رسول الله فدخل بأهله قال : فصنعت أمي أم سليم حيساً فجعلته في تور ، وقالت يا أنس اذهب بهذا إلى رسول الله ، فقلت : يا رسول الله إن أمي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول الله ، فذهبت به إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله إن أمي تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك منا قليل ، فقال ضعه ، ثم قال : اذهب فادع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، فدعوت من سمى ومن لقيت .
قال الراوي عن : قلت لأنس كم كان عددكم ؟ قال زهاء ثلاثمائة ، فقال لي رسول الله يا أنس هات التُّور . قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفَّة والحجرة فقال رسول الله :
"لنتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه" ، فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلهم ، قال : فقال : يا أنس ارفع فرفعت فما أدري كان أكثر حين وضعت أم حين رفعت ، قال : وبقي طوائف منهم يتحدثون في بيت رسول الله ورسول الله جالس وروجته ، موالية وجهها إلى الحائط ، فثقلوا على رسول الله فخرج فسلم على نسائه ، ثم رجع فابتدروا الباب فخرجوا وجاء رسول الله حتى أرخى الستر .
التور : الإناء .



جودها وصدقتها ، كانت كريمة النفس ، كل ما تصنع بيدها تتصدق به على المساكين .
وقد وصفها النبي بطول اليد كناية عن كثرة إنفاقها في سبيل الله عز وجل .
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله :"أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً ".

قالت عائشة رضي الله عنها فكنا إذا اجتمعنا بعد رسول الله نمد أيدينا في الحائط نتناول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ فكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا ، فعرفت أن النبي أراد بطول اليد الصدقة ، وكانت تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله .

وقالت عائشة حين بلغها نعي زينب : لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل .
وكانت زينب ـ رضي الله عنها ـ صوامة قوامة قانـتة بالليل والنهار ، خاشعة في صلاتها متضرعة إلى ربها ،
فعن عبد الله بن شداد أن رسول الله قال لعمر : إن زينب بنت جحش أواهة ،
قيل : يا رسول الله ، ما الأواهة ؟
قال :" الخاشعة المتضرعة " .


قال الإمام الذهبي في السير : قيل إن النبي تزوج بزينب في ذي القعدة سنة خمس ، وهي يومئذٍ بنت خمس وعشرين ، وكانت صالحة ، صوامة ، قوَّامة ، بارَّة ، ويقال لها : أم المساكين .


وفاتها رضي الله عنها :
توفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة ، وقالت حين حضرتها الوفاة : إني قد أعددت كفني ، ولعل عمر سيبعث إليَّ بكفن ، فإن بعث بكفن فتصدقوا به بأحدهما ، إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي – إزاري – فافعلوا .

الله وأكبر ما أكرمها ، وهي على فراش الموت لم تنسى الصدقة ، فالله أسأل أن يرزق نسائنا الكريمات الاقتدء بها وبأمثالها .

صلها عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، شيعها أهل المدينة إلى البقيع

، وهي أول من مات من نسائه .

فرحم الله زينب ورضي عنها وأكرمها في جنات الخلد ، فقد كانت خاشعة ، أوَّاهة ، راضية ، داعية .









قديم 2013-07-16, 16:07   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

أم المؤمنين حفصة بنت الفاروق عمر بن الخطاب ،وُلِدَتْ حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي بخمس سنين، وحفصة -رضي الله عنها- أكبر أولاد عمر بن الخطاب ؛ فقد ورد أن حفصة أسنُّ من عبد الله بن عمر، وكان مولدها قبل الهجرة بثمانية عشر عامًا الصوامة القوامة رضي الله عنها وأرضاها ، زوجها الصحابي الجليل خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي القرشي ، شهد بدراً ، وشهد أحداً ثم مات بعدها في المدينة من جراحة أصابته في أحد ، وترك من ورائه أرملته حفصة رضي الله عنها .

وكانت آنذاك في الثامنة عشرة من عمرها .

نشأت حفصة رضي الله عنها في بيت عمر فكانت مؤمنة قانتة صادقة صابرة خاشعة متصدقة صائمة ذاكرة تائبة مجاهدة .

حزن عمر بن الخطاب على ابنته التي مازالت في شبابها ، وحاول أن يختار لها زوجاً ، فعرضها على أبي بكر الصديق ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان فقال : بدا لي ألاَّ أتزوج اليوم ، فوجد عليهما وانكسر ، وشكا حاله إلى النبي ، فقال : "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوج عثمان من هي من حفصة " ، ثم خطبها فزوجه عمر .

عن عمر يقول : عندما تأيمت حفصة بنت عمر رضي الله عنهما من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب رسول الله ممن شهد بدراً فتوفي بالمدينة .

قال عمر : فلقيت عثمان بن عفان t فعرضتُ عليه حفصة ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة . قال : سأنظر في ذلك : فلبث ليالي فلقيني ، قال : ما أريد أن أتزوج يومي هذا ، قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة ، فلم يرجع إليَّ شيئاً ، فكنت أوجد عليه مني على عثمان ، فلبث ليالي ، فخطبها رسول الله فأنكحتها إياه ، فلقيني أبا بكر فقال : لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة ، فلم أرجع إليك شيئاً .

قال : قلت نعم فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئاً حين عرضتها عليَّ إلا إني سمعت رسول الله يذكرها ، ولم أكن لأفشي سر رسول الله ولو تركها لنكحتها .

"تأيمت" : مات زوجها ، وأصبحت بلا زوج .

"وجدت" : غضبت .

وتزوجها رسول الله في السنة الثالثة من الهجرة ، وأصدقها أربعمائة درهم ، وكان ذلك أعظم إكرام ومنة لحفصة وأبيها رضي الله عنهما .

وكان رسول الله يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش ، ويمكث عندها ، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير قال :" لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له ، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً ".

المغافير : صمغ حلو الطعم كريه الرائحة .

ولها رضي الله عنها مواقف في الزهد ، تدل على إعراضها عن الدنيا ، فمن ذلك أن عمر دخل عليها ذات مرة فقدمت إليه مرقاً بارداً وخبزاً ، وصبت في المرق زيتاً ، فقال : أُدمان في إناء واحد ، لا أذوقه حتى ألقى الله .

وكانت حفصة رضي الله عنها ترى والدها وما هو عليه من شدة العيش ، فقالت له يوماً : يا أمير المؤمنين ، لو لبست ثوباً ألين من ثوبك ، فقال : سأخاصمك إلى نفسك ، أما تذكرين ما كان رسول الله يلقى من شدة العيش ؟ فما زال يذكرها حتى أبكاها .

ولقد أختيرت حفصة رضي الله عنها من بين أمهات المؤمنين لتحفظ النسخة الخطية للقرآن الكريم ، وذلك عندما أشار عمر على أبي بكر أن يبادر فيجمع ما تفرق من القرآن في صحف شتى ، قبل أن يبعد العهد بنـزوله ، ويمضي حفظته الأولون ، وقد استشهد منهم مئات في حروب ، فاستجاب أبو بكر ، وجمع المصحف الشريف ، وأودعه عند حفصة رضي الله عنها .

توفيت رضي الله عنها بعد مقتل عثمان في ذي الحجة سنة 45هـ . ، بويع علي بن أبي طالب ، فأقامت حفصة رضي الله عنها بالمدينة عاكفة على العبادة صوَّامة قوَّامة إلى أن توفيت في عهد معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنها وأرضاها وأكرمها في جناته .






وقد روي ، أن النبي طلق حفصة تطليقة ، ثم راجعها بأمر جبريل ـ عليه السلام ـ له بذلك ، وقال :" إنها صوامة ، قوامة ، وهي زوجتك في الجنة ".











قديم 2013-07-17, 15:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24




صفية بنت حُيي




أم المؤمنين صفية بنت حُيي بن أخطب زعيم يهود بني النضير .

في العام الخامس من الهجرة حرض حيي بن أخطب المشركين على مهاجمة المسلمين في المدينة .


زواجها برسول الله :


فتجمع عشرة من المشركين من قريش ، من الأحابيش ، وكنانة ، وأهل تهامة ، وبني غطفان من نجد .


ونقض اليهود عهدهم الذي كانوا قد أبرموه مع رسول الله في أن يكونوا محايدين لا ينصرون عليه .

وعُظُم البلاء بالمسلمين ، واشتد بهم الخوف ، إذ جاءهم عدوهم من فوقهم ، ومن أسفل منهم ، وزلزلوا زلزالاً شديداً ، وظهر جلياً نفاق المنافقين ، وأطلقوا العنان ، وقال قائلهم : لقد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كِسرى وقيصر ، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط .

وتخاذل هؤلاء ، واعتقدوا أن الهزيمة واقعة بالمسلمين فكروا راجعين إلى الديار ، وتخلوا عن موقف الصدق والإيمان ، والشجاعة والبطولة .


واستمر الحصار سبعة وعشرين يوماً ، ثم دارت الدائرة على المشركين ، وانفضوا من حول المدينة لم ينالوا خيراً ، وكفى الله المؤمنين القتال ، وتم النصر لرسول الله والذين آمنوا .


قال أنس : جُمع السبي ـ يعني بخيبر ـ فجاءه دحية فقال يا رسول الله ، أعطني جارية من السبي ، فقال :" اذهب فخذ جارية " ، فأخذ صفية بنت حيي ، فجاءه رجل إلى نبي الله فقال : يا نبي الله : أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ، لا تصلح إلا لك ، قال :" ادعوه بها " ، قال : فجاء بها ، فلما نظر إليها النبي قال :


" خذ جارية من السبي غيرها " . قال :" وأعتقها وتزوجها " .




واختارت السيدة صفية رضي الله عنها رسول الله على أهلها وعشيرتها ، وأسلمت وحسن إسلامها ولما أخذها النبي من دحية بسبعة أرؤس ، ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها ، وتصنعها ، وتعتد عندها ، فكانت وليمته : السمن والإقط ، والتمر .

الإقط : لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به .




عن أنس رضي الله عنه أقبلنا مع رسول الله أنا وأبو طلحة وصفية رديفته ، فعثرت الناقة ، فصرع ، وصرعت ، فاقتحم أبو طلحة عن راحلته ، فأتى النبي قال : يا نبي الله ، هل ضرك شيء ، قال :" لا ، عليك بالمرأة " فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه ، وقصد نحوها ، فنبذ الثوب عليها فقامت فشدها على راحلته ، فركبت ، وركب النبي .






وقالت صفية بنت حيي ـ رضي الله عنها ـ : دخل عليَّ رسول الله وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ، فذكرت له ذلك ، فقال :" ألا قلت : وكيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد وأبي هارون ، وعمي موسى".




تقول أم المؤمنين صفية رضي الله عنها كان رسول الله معتكفاً ، فأتيته أزوره ليلاً ، فحدثته ثم قمت لأنقلب ، فقام ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا ، فقال النبي :" على رسلكما إنها صفية بنت حيي ".


فقال : سبحان الله : يا رسول الله ، فقال رسول الله : " إن الشيطان يجري من بني أدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً ".


وكانت صفية في المقابل تحب رسول الله حباً جماً ، فقد ورد أن صفية بنت حيي قالت في وجع النبي الذي توفي فيه ، والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي .


شجاعتها وجهادها :




وكانت صفية رضي الله عنها شجاعة لا تخاف في الله لومة لائم ، تجلي لنا هذا من دفاعها بالقول والفعل عن عثمان يوم حصره قال كنانة : كنت أقود بصفية لترد عن عثمان ، فلقيها الأشتر ، فضرب وجه بغلتها حتى مالت ، فقالت : ذروني لا يفضحني هذا ! ثم وضعت خشباً من منـزلها إلى منـزل عثمان ، تنقل عليه الماء والطعام .


وذكرت عائشة رضي الله عنها مرة صفية بكلمة أساءت لها ، فلم يرضى النبي عنها ، حيث قالت عنها أنها يهودية .


فقال لها النبي : "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته" .



وفاتُها



توفيت رضي الله عنها قرابة سنة خمسين في أيام معاوية ، ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعاً .

قال ابن حجر : وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية .


























قديم 2013-07-18, 15:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ❀عنْفُوَاפּ طُمُوحْ❀
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

أم حبيبة رضي الله عنها

أم المؤمنين اسمها رملة بنت أبي سفيان .
إنها المجاهدة ، الصابرة ، صاحبة التضحيات الكبيرة ، تحملت المتاعب والأهوال في سبيل عقيدتها وإيمانها بالله سبحانه وتعالى ، رضي الله عنها وأرضاها .

هجرتها :


هي من أول المؤمنين هجرة إلى الحبشة فراراً بدينها بعد أن اشتد طغيان الكفر على المسلمين ، وهي زوج النبي ، أم المؤمنين ، وهي أخت الخليفة معاوية ،.

تزوجت من عبيد الله بن جحش الذي أسلم مثلها وهاجر معها إلى الحبشة ، وهناك ولدت له بنتاً أسمتها حبيبة وبها كُنيت .
ّ
وكانت المفاجأة في ديار الغربة أن تنصر زوجها وأكب على شرب الخمر ، وحاول أن يحمل زوجته على الكفر وترك دينها فأبت كل الإباء ، بل كانت تحاول معه ليرجع إلى الإسلام والثبات عليه فرفض وأصر على الكفر والعياذ بالله ، واستمر على ذلك أياماً حتى هلك .

قالت أم حبيبة رأيت في المنام كأن زوجي عبيد الله بن جحش بأسوأ صورة ففزعت فأصبحت ، فإذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات .


وهكذا عاشت أيام الغربة والبعد عن الأهل والوطن ، وفقدت المعيل لها ولبنتها ، لكنها الصادقة الصابرة المؤمنة بالله وبرسوله صمدت بكل هذه الظروف الصعبة والقاسية ، كانت تعلم أن الله لن يتركها ، وتعلم أن بعد الشدة الفرج ، وبعد العسر يسر ، فالذي يتقي الله تعالى ويتوكل عليه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .


قال الله تعالى : [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً] .


فثبت الله عزيمتها وصبرها ، وما هي إلا أيام حتى جاء الخبر ، جاءتها البشرى ، جاءها الفرج ، طُرق عليها الباب إنها جارية من جواري النجاشي لماذا جاءت ، جاءت لتبشرها بأن رسول الله وسيد ولد آدم وأفضل خلق الله قد خطبها ، وما أن علمت واستيقنت بأن الخبر حقيقة صاحت : بشرك الله خيراً ، ثم نزعت ما تمتلك من حلي وقدمته للجارية .


قالت رضي الله عنها : أتاني آت في نومي ، فقال يا أم المؤمنين ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن ، فإذا هي جارية له يقال لها : أبرهة فقالت : إن الملك يقول لك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته فأعطيت أبرهة سوارين من فضة فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال :

أما بعد فإن رسول الله إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير فخطب خالد فقال :

قد أجبت الى ما دعا اليه رسول الله وزوجته أم حبيبة فأتى الدنانير وعمل لهم النجاشي طعاما فأكلوا ، قالت أم حبيبة : فلما وصل إلي المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا قالت فردتها علي ، وقالت إن الملك عزم على بذلك وردت على ما كنت أعطيتها أولا ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد كثير ، فقدمت به معي على رسول الله

ما كان لعدو الله أن يجلس على فراش رسول الله :



ضربت أم حبيبة رضي الله عنها أروع الأمثلة في الحب لله والبغض لله ، فعندما قدم أبوها أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله وهو يريد غزو مكة فكلمه أن يزيد في هدنة الحديـبـية ، فلم يقبل عليه رسول الله ، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما جاء ليجلس على فراش النبي طوته دونه فقال : يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه ؟ فقالت : بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : يا بنية لقد أصابك بعدي شر أي نعم فما كان لعدو الله أن يجلس على فراش رسول الله .

قالت عائشة رضي الله عنها : دعتني أم حبيـبة عند موتها ، فقالت : قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر ، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك : فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتحللت من ذلك ، فقالت : سررتني سرك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت لها مثل ذلك .

عن زينب ابنة أبي سلمة قالت : لما جاء نعي أبي سفيان يعني والد أم حبيبة من الشام دعت أمُّ حبيبة رضي الله عنها بصفرةٍ في اليوم الثالث ، فمسحتْ عارضيها وذراعيها ؛ وقالت : إني كنتُ عن هذا لغَنية ؛ لولا أني سمعتُ رسول الله يقول :" لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحدَّ على ميتٍ فوق ثلاثٍ ؛ إلا على زوجٍ ؛ فإنها تُحدُّ عليه أربعة أشهرٍ وعشراً ".


وبعد وفات رسول الله وانتقاله إلى الرفيق الأعلى عكفت أم حبيبة على عبادة ربها ولا تخرج من بيتها إلا لحج أو عمرة ، حتى توفاها الله في العقد السابع من عمرها .
فرضي الله عنها ورحمها الله تعالى وأكرمها في جناته جنات الخلد .
فما أحوج المسلمات اليوم أن يقرأن سيرة هذه السيدة الجليلة ليدركن البون الشاسع بينهن وبين الرعيل الأول الذي تخرَّج من مدرسة النبوة ، فالله أسأل أن يرزق نسائنا وبناتنا الاقتداء بالصحابيات الجليلات والسير على طريقهن . اللهم آمين .


وفاة أم حبيبة

عند وفاتها تجسَّدت فيها -رضي الله عنها- رُوح الحبِّ والأُلْفَة بينها وبين أُمَّهات المؤمنين الباقيات، عندما طلبت من السيدة عائشة أن تحللها من أي شيء فحللتها، واستغفرت لها، وماتت بالمدينة سنة44 عن ثمانٍ وستين سنة، في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان













موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
النَبيّ, ينعم, نساءٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc