الزيتونة الاشعرية تتصدى للتشبيه والتجسيم دائما
إظهار التوافق التام الحاصل بين أبرز علماء أهل السنة عامة وعلماء تونس خاصة حول قاعدة من القواعد الإيمانية الأساسية، وهي تنزيه الله سبحانه عن سمات النقص وعلامات الحدوث، وعلى الرغم من تباعد أزمنتهم واختلاف أمكنتهم، إلا أنهم يشتركون جميعاًً في اتباع سبيل الرشاد، وتجنب عقائد أهل الزيغ والفساد.
وقد كان علماء تونس بتوافقهم الإيماني خير أسوة وقدوة للتونسيين، فقد حصَّنوهم من الافتراق في الدين، وجنَّبوهم الفِتن المظلمة الناتجة عن الاختلافات العقدية.
وقد عُرِفت تونس السنية الأشعرية عقيدة بأنها حصن من حصون عقيدة أهل السنة والجماعة، وستبقى كذلك بإذن الله تعالى إلى قيام الساعة، وذلك ببركة ما تخرج بها من العلماء الأجلاء في مختلف مناراتها العلمية كجامع عقبة ابن نافع بالقيروان، وجامع الزيتونة بتونس، وغيرهما من سائر المدارس والزوايا العلمية التي لا تحصى كثرة، وبما تركوه من تراث علمي وأثر تعليمي إيجابي.
وكفى شاهدا على ضمان بقائها على الحق في العقائد الدينية الحديث الشريف الثابت الذي رَوَاه مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولُ اللَّـهِ ? قَالَ: «لَا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمَ فِي حِلْيَتِهِ بِلَفْظِ: «لَا يَزَالُ أَهْلُ الـمَغْرِبِ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَـهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ مَشْهُورٌ، ومعلوم أن العقيدة الأشعرية هي شعار أهل الغرب الإسلامي ودثارهم.