وبشر الصابرين
الحمد لله على كل حال، حمدا يليق بجلاله وعظمته،
هي قصة لأحد الفضلاء ممن سبق لي ذكرهم هنا بخيرات وحسنات أسأل الله أن يجازيه الله عنها خير الجزاء.
شاء الله، ولاراد لقضاءه، أن يمتحنه هذا الاسبوع بامتحان ذرفت عليه عيون المحبين العبرات، وانكسرت عليه قلوب الأقرباء،...
بينما هو في عمله، وإذ به يسقط مريضا، وعجل له بالإسراع للمستشفى، ..
إنه مريض بالسكري منذ عقدين، وقد أصيب فيما مضى بحكة أشبه بالخدش في قدمه ، ...
في النهاية وفي نفس اليوم، قرر الأطباء قطع رجله، وكان الأمر كذلك، والأمر لله من قبل ومن بعد،
امتحان صعب له ولزوجته ولأبناءه وبناته وهم لازالوا في سن الدراسة، وجاء فجأة دون مقدمات !
زرته بعد استيقاظه، فلا قوة إلا بالله !
الرجل وإن كان يبدو عليه بعض الألم إلا أنه صابر محتسب غير متبرم ولا بكلمة،
وأمام لسان حال بعض الزائرين : يا رجل من يقوم بك الآن وباهلك؟ كان لسانه ينطق ويكرر : حسبي الله ونعم الوكيل
هذا زائر يصبره، وهو يحمد الله اكثر من ذلكم الزائر !
بعض الأقارب قال لي عجبت للرجل، إذ قارنه بآخر نعرفه قد ابتلي منذ عام فجأة بما ابتلي به صاحبنا : فكان بينهما في الصبر والتصبر كما بين السماء والأرض
فاللهم أنت الحي القيوم، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذ سئلت أعطيت، أن تجعل هذا رفعا لدرجاته وتكفيرا لذنوبه، وأن تكون رجله مما ساقته أو سبقته للجنة، وان ترزقه وأهلك الصبر والإعانة على الوضع الجديد
آمين