نعم سلفي رغم أنفك .
بل كذبا و زورا و مكابرة و ترديدا فقط !!
يعني أن الله مكن لهم بعد أن صبروا فالبصبر يأتي التمكين فمكن لهم شرط القدرة التي كانوا يفتقدونها للخروج !.
وبما أنني سلفي -باعترافك رغم أنفك- فإني أجد نفسي مظطرا أن أنقل كلام أحد السلف في شرح هذه الواقعة :
قال الحسن البصري:والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف (السلاح) فَيُوكَلون إليه ووالله ما جاءوا بيوم خير قط.... ثم تلا وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الآية .الأعراف 137
وقال: يا عجباً لمن يخاف ملكاً أو يتقي ظلماً بعد أيمانه بهذه الآية أما والله لو أن الناس إذا ابتلوا صبروا لأمر ربهم لفرج الله عنهم كربهم ولكنهم جزعوا من السيف فوكلوا إلى الخوف ونعوذ بالله من شر البلاء.
(الشريعة ج1 ص158 ط قرطبه، وكتاب أصول السنة لإمام أحمد ص 64-65 )
لا احد تكلم عن السيف و لا عن الدماء ....و كلامك مردود عليك !!
و لم تجبني ...لماذا قام بنو اسرائيل و في مقدمتهم سيدنا موسى باضراب عام و شامل شل اقتصاد فرعون باكمله.. ونظموا مسيرة خروج حاشدة ..و سرية ......و خرجوا عليه ؟؟
لماذا لم يصبروا ؟؟ كما تدعي ؟؟ و يدعي علماؤك ؟؟ و لم يكتفوا بالتصفية و التزكية و بقوا تحت حكمه حقنا للدماء ..خاصة و ان خروجهم كان يعد انتحارا امام ردة فعل فرعون و جيوشه ؟؟
أولا: الصبر عبادة شرعية وليس رأيا فعلماء السنة لم يقولوا بالرأي بل بالنص الثابت القاطع, ومن هذه النصوص :
قوله عليه الصلاة والسلام (( من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجمعة شبراً فمات فميتة جاهلية ))
وفي رواية لمسلم : (( من كره من أميره شيئاً ،فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً، فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية )).
ثانيا:الصبر لا يكون إلى الأبد لأنه بالصبر يتعجل التمكين ولو بعد حين
قال الله تعالى:[ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ(12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ(13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ(14)] سورة إبراهيم.
فلما امتثل الأنبياء-وأيضا ورثة الأنبياء من العلماء والمصلحين في كل عصر ومصر- للمنشور الرباني الشرعي تجاه الظالمين (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ) جاءتهم البشرى القدرية بالوعد الرباني (الكوني) : "لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ"
و قال الله تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137]
فهذ سنة ربانية جعلها الله تعالى في الكون لن تتغير ولن تتبدل (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر:43]
ف فقولك أن أهل السنة يأمرون بالصبر إلى الأبد يعد من الحماقة والتعدي على سنن الله في خلقه!.
التمكين لا ينزل من السماء بل هو حركة و خطة و استراتيجية و لو بعد الف عام ..و هذا في فكركم السقيم و المقلوب دائما تعجل و عجلة و خروج و دماء و فتنة و عدم صبر ..الخ
يعني اكاذيب دائما تتخفون وراءها لتبرير الفساد و الظلم و التذلل ..باسم الاسلام !!
لو فعلوا ذلك لما بقي منهم أحد على وجه المعمورة لكنهم صبروا فأتاهم وعد الله, لو لم يكتفوا بالصبر والتزكية لما حكمهم موسى عليه السلام بحق إنما سيأتيهم إما فرعون آخر أو مبارك آخر!.
لا لا.. شعب بني إسرائيل صبر فنصرهم الله بجند من جنوده ألا وهو نبي الله موسى فلا يعلم جنود ربك إلا هو ,
لكنهم خرجوا على فرعون في الاخير ..و قاموا بمقاومته و الوقوف له و استعمال السياسة معه و مفاوضته في قصره ......عكس كل ما تنادون به !! و تحرمونه على الاخرين !!
أما الخروج على الحكام المسلم فهذا لم يفعله شعب بني إسرائيل لأن فرعون كافر فلا تقيسوا حاكما كافرا بمسلما , وحتى لو خرج جمع من شعوب المسلمين على حاكم كافر فهنا ننظر إلى شرط توفر القدرة فهذا الشرط لن يتحقق إلا الصبر والتصفية والتربية وليس بالخروج لأن الخروج على الكافر قرين القدرة والقدرة قرين الصبر وإعداد العدة المعنوية والمادية !. أما أن يخرج شعب بأكمله دون قدرة ولا مادة معنوية أو مادية فهذا يعد تهكلة للنفس فكيف إذا خرج من أجل الدنيا والكرسي!.
اولا انت استدليت بقصة بني اسرائيل ...و تحديت الحركيين بحد زعمك ... ....فاجبناك و ذكرناك بما قام به بنو اسرائيل من حركة و تحرك ضد فرعون !! و انهم لم ياخذوا بنصائحك و نصائح علمائك !!
ثانيا ..الخروج عن الحاكم المسلم .....يبقى نسبيا ..حسب ..
درجة الفساد .....فلا يمكن ان نرى حاكما مسلما يقتل جميع المسلمين و هم يقدمون له اعناقهم الى ان يفنيهم بدعوى انه مسلم
او انه يستبيح اموالهم ..او يتحالف مع اعدائهم ...و هم فرحون فقط لانه مسلم
هذا عكس المنطق و العقل و ليس فقط الشرع ..و هذا ما يروجه علماء المماليك فقط كي يبق المسلمون مطمئنين الى الحاكم و ينسون ما يصنع ..فقط بحجة انه مسلم !!
ثانيا القدرة و الاستطاعة ..و ليس معنى ذلك القدرة في قتله او محاربته ..بل في الضغط عليه و تقويمه و تصحيح ما يقوم به او تنبيهه
و ليس كما تدعي انت و علماؤك ..و تحريمكم كل شيئ يزعجه حتى و لو كان في القلب !!
لقد أعلنوها بوضوح أنهم لم يحكموا بالشريعة فماذا تنتظرون للخروج إذن!.
لا تكذب !!!
لم يقولوا بعدم تطبيق الشريعة على الاطلاق ..فلا تكذب يا سلفي !!
بل قالوا انهم سيُحضرون الناس اولا ثم سيسعون الى تطبيقها ..و لو بعد الف عام ..و الفرق شاسع !!
هل أنت من ألزمت المسلمين بنفسك أم لك نص شرعي يلزمهم؟!
ما دليلك من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؟!.
قال النبي صلى الله عليه وسلم(( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
فسأله حذيفة بن اليمان رحمه الله : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟
قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).
فهل أتبع أمر نبيي عليه الصلاة والسلام أم أتبع جزلون مقلد"الغرب"!.
و هل طبق عبد الله ابن الزبير و الامام الحسين و غيرهم الى غاية محمد بن عبد الوهاب و ثورته ذلك و هل التزموا به ؟؟ ام انهم كانوا هو ايضا مقلدون للغرب و لم يكونوا سلفيين مثلك !!
تقصد هذا منطقك أنت وعقلك أنت المتشبع بالفكر الثوري الهمجي فنعم هذا هو منطق الهمجيين الذي لا يراعون مصالح المسلمين ودماءهم , هذا منطق من يجعل الشعوب كفئران تجربة من أجل الوصول لتلك الخشبة المسماة بالكرسي ولو على دماء المسلمين!.
ليس كل من لم يرض بالذل و الهوان و يركع للظلم مثلك هو همجي ...و الا ما تغير شيئ في هاته الدنيا و عاش الكل بهائما ...يا سلفي !!
التغيير و نشود الاصلاح و الثورة ضد الظلم و الاوضاع المتعفة ....ليس همجية ....فلا تكثر من مخدرات السلفيين !!
و الفكر الثوري و الثورة الجزائرية التي تنعم باستقلالها الان..اكبر دليل على هرائك !!
متى كان إزالة الظلم بظلم أكبر منه يحفظ مصالح العباد والبلاد؟ لو كان في الخروج مصلحة لما نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم؟!
[/font]
كل ازالة للظلم في فكركم ..لا و لن يكون الا باستعمال ظلم اكبر منه !!
و هاته حجة باطلة !!
لان كل وضع و له ظروفه و ملابساته !!
1-هذا ليس منطقي ولا منطق السلفيين بل هذا دين محمد صلى الله عليه وسلم فقد سبقتك الأحاديث والأثار في ذلك فلتراجعها.
بل فهمك الاعرج لدين محمد و الفرق كبير
2-لا تنسى أن الذي سميته بالطاغية هو أبوك الروحي باعتراف المرشد الإخواني فلا داعي لسياسة التقية!.
لا تكذب فلقد اجبناك فارجع الى الجواب و كن مُسلما فقط ..كي تعرف الانصاف و تنقل جيدا مقاصد الرجال !!
3-أهل السنة بحمد الله يطالبون المسئول أن يكون مسلمًا، لا يؤمن بديمقراطية، ويصلي، ونحن لا نريد أن نأتي بغيره، نريد حاكمًا مسلمًا. ونقول للمسئولين: أصلحوا شأنكم واستقيموا، ونحن لا نريد كراسيكم، بل استقيموا على الكتاب والسنة.
اهل السنة ينشدون الاصلاح و يطمحون اليه و يقولون ..للمسؤولين .اصلحوا شانكم او اتركوا مكانكم لمن هو احسن منكم !!
و لا يتذللون اليهم كما تصنعون !!
الحمد لله أنك اعترفت بأن هذه السنة هي سنة الحياة لكنها سنة حياتك وحياة الهمجيين المليئة بالدم والقتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض أما سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهي براء من همجكم وغوغائكم :
أخرج مسل في (( صحيحه )) (128) عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال :
(( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ))
قيل : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال :
( لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة )
وفي لفظ أخر له :
(( ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة ))
لا احد تكلم عن هذا الخراب الذي تتحدث عنه!! و لا عن السيف !!ّ
فلا داعي للكذب رجاءا
و ليس كل من لم يصفق لخزعبلاتكم ..هو همجي و سيقتل الجميع !!