سحب السفراء مقدمة لنزع شرعية النظام.. يمنح السعودية المبرر لتسليح المعارضة واشارة لتحرك دولي.

[madridi329]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجرالحرية

.





اختارت صحيفة 'التايمز' طفلة من الاطفال الذين ذبحوا في بلدة الحولة على يد شبيحة النظام يوم الجمعة الماضية، ووضعتها في اطار اسود وكتبت تحتها 'واحد من 49' طفلا ذبحوا في تلك المجزرة، ويبدو ان الصحيفة التي استخدمت كلمات المبعوث الاممي كوفي عنان التي قال فيها ان المذبحة تعتبر 'نقطة اللاعودة' في المسألة السورية تريد من اختيارها للصورة كي تكون رمز المذبحة والطفولة البريئة التي اجهضت في المهد.
وسر الاهتمام بالصورة على الرغم من فظاعتها ينبع من قوة الصور في تغيير قواعد اللعبة، فيقال ان 'فتاة النابالم' المحروقة الجسد التي كانت تجري عارية ووضعت على غلاف مجلة 'تايم' كانت النقطة التي غيرت مجريات لعبة الحرب في فيتنام، كما ان التدخل العسكري في البوسنة حدث بعد عرض صور الاطفال، وصورة الرجل النحيل الذي لم يبق منه سوى جلده وهيكله العظمي يقف وراء الاسلاك بعدما جوعه الصرب.
تسليح المعارضة
وتشير كل العلامات الى ان النزاع في سورية دخل مرحلة التحضير للتدخل العسكري الذي طالما اكدت عليه المعارضة ودعت اليه منذ بداية الانتفاضة قبل 15 شهرا. وما طرد السفراء والدبلوماسيين السوريين من العواصم الغربية ـ واشنطن ولندن واستراليا وكندا وغيرها الا مقدمة ومحاولة لعزل النظام السوري وزيادة الضغوط على داعمي النظام وهما روسيا والصين.
ومع ان وجود الدبلوماسيين في ظل الازمات او غيابهم عادة ما يكون رمزيا الا ان مجرد اتخاذ قرار لطردهم يحمل في طياته اخبارا غير جيدة حسب صحيفة 'اندبندنت'، وفي العادة فان قرارات من هذا النوع لا تعني نهاية النظام او قرب الاطاحة بل تؤدي الى اضعافه وعزله. وتشير الصحيفة ان الخطوة ما هي الا محاولة اخرى لزرع بذور الشك في عقول الروس والصينيين والايرانيين كي يعيدوا التفكير مرة اخرى في المدى الذي سيذهبون فيه لدعم وحماية نظام بشار الاسد. فالمذبحة انهت عمليا خطة عنان بنقاطها السبع، ومع ان النظام السوري انكر اية مسؤولية عن الحادثة الا ان مجرد ضلوع جماعات مؤيدة له من الشبيحة تظهر انه لم يعد قادرا على السيطرة على جماعته، الذين قاموا بالعملية التي ليس من مصلحة النظام ارتكابها، فهو حاول النجاة وتعزيز انجازاته على الارض بدون ان يثير هجوما عالميا عليه.
ونقل باتريك كوكبيرن في الصحيفة نفسها عن معلق في دمشق قوله ان هناك انقساما داخل النظام بين المدنيين والمؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية، ويضيف انه لا توجد مؤسسة واحدة تحكم البلد بل مجموعة داخل القيادة. ويقول ان طرد الدبلوماسيين سيجعل من سورية بلدا منبوذا وسيعطي اشارة الى ان الاسد لن يبقى في السلطة الا لفترة قصيرة فقد بات مصيره معلقا بالهواء.
ومن الاثار التي ستتركها مذبحة الحولة انها ستؤدي الى نزع الشرعية عن النظام، مما يعني الاعتراف بالمعارضة كممثل للشعب السوري وهذا يعتمد على وحدة المعارضة، ولكن التطور الاهم هو ان السعودية والدول التي تدعو لتسليح المعارضة مثل قطرستجد مبررا لها كي تقوم بدعم المقاتلين علنا. ويرى روجر بويز في 'التايمز' ان الربيع العربي هو عامل تغيير اللعبة الحقيقي مشيرا الى بدء ارسال السلاح والثقيل منه للمعارضة، ويعني هذا تغيير قواعد اللعبة وان بطريقة دموية.
اطفال ابرياء
كما ان الصور والقصص المروعة التي بدأت تظهر للضوء عن قطع الاعناق وتشويه الوجه وقطع الانوف، والاباء الذين استفاقوا من غيبوبتهم ليجدوا ان زوجاتهم وبناتهم وكل الاقارب ميتون وثيابهم تسبح في الدم لن تغيب عن الاذهان وستظل الصور تتدفق يوميا على 'يوتيوب' وعلى الاعلام الذي لن يتوقف عن عرضها لاظهار بشاعة النظام وبالتالي نزع الشرعية باعتباره نظاما يقتل ابناءه. وتقول 'تايمز' التي خصصت مساحات واسعة للموضوع ان قتل الاطفال البشع جاء بطريقة لم تحدد. بعضهم نحر بالسكاكين والاخرون اطلق عليهم الرصاص من مسافة قصيرة. وتقول صحيفة 'التايمز' في افتتاحيتها انها لم تنشر الصور الفظيعة التي نقلت من البلدة وتظهر الاطفال الذين قتلوا بطريقة ابشع مما حدث في رواندا والبوسنة.
جريمة حرب
وترى الصحيفة ان هناك عدة تعريفات لما يمكن اعتباره جريمة حرب، وان لم نعتبر هذه الصور المروعة لـ 49 طفلا جريمة حرب فان معنى جريمة حرب سيكون فارغا، وتعتبر الصحيفة بشار الاسد مسؤولا عن الجرائم التي قالت انه كان يعرف انها ستحدث بسبب سياسة السحق التي مارسها ضد معارضيه. فهو ان قام بعدد من البوادر الاصلاحية العقيمة الا ان حملته العسكرية والبربرية ادت الى جرائم. وتعتقد ان حسابات الاسد في حملته الوحشية ضد معارضيه وشعبه قامت على ان الغرب المنشغل بازمته الاقتصادية، وحرب امريكا في افغانستان ومشاكل العراق والانتخابات الامريكية القادمة، لن يغامر مرة اخرى ويتورط بعملية عسكرية كما حدث في ليبيا مما شعر انه بمأمن مما حدث للقذافي، ومازاد من ثقته بالنفس هو الدعم الروسي له، حيث رفض الروس والصينيون معهم تكرار درس ليبيا الذي رأوا ان الغرب خدعهم عندما حول قرارا امميا لانشاء منطقة الحظر الجوي الى عملية تغيير واقتلاع للنظام. وترى 'التايمز' ان الكثير كتب وقيل عن التدخل الخارجي في الاعوام الاخيرة، لكن الجميع ينسون ان هناك تدخلا قائما على 'مسؤولية التدخل للحماية'، وهذا ان كان من مسؤولية الدولة الا ان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية حماية المواطنين، متسائلة كم من الجرائم التي يجب ان ترتكب قبل ان يقرر المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته. وفي هذا السياق عبرت عن خيبة املها من الموقف الروسي الذي لا يزال يعتذر للنظام. فموسكو يبدو انها تريد الاستمرار بدعم النظام بكل ثمن، حتى لو كان ثمنه قتل الاطفال. وتقول انه اصبح مناسبا تجمع المتظاهرين امام السفارات الروسية كما يتجمعون امام السفارات السورية. ولهذا ترى ان الحولة هي نقطة اللاعودة التي ستغير قواعد اللعبة وعلينا والحالة هذه ان لا ننتظر طويلا قبل ان نتحرك لان النظام السوري اعلن الحرب على شعبه، وهو الشعب الذي يجب ان نتعامل معه كحليف. وفي ضوء هذا الوضع تقول الصحيفة ان على بريطانيا واصدقاء سورية مواصلة الضغط وعزل الاسد، واستهداف حاشيته وتجميد اموالهم، اضافة للتعاون مع تركيا لدراسة امكانية انشاء مناطق آمنة على حدودها مع سورية ومناقشة امكانيات اخرى على جانب الحدود مع الاردن ولبنان، قائلة ان هذه المناطق تحتاج الى التزامات وجنود وطائرات تجسس لحماية السوريين وان اقتضى الامر تسليح المعارضة لتمكينهم من الدفاع عن شعبهم، وقالت يجب ان لا ننشغل بالحديث عن مرحلة ما بعد الاسد، وسورية التي يريدها السوريون، ما يهم الان هو ان يعرف الاسد ان مرحلة الوقوف مكتوفي الايدي قد انتهت وحان وقت العمل للاطاحة به.
شبيحة النظام
وفي القصص الكثيرة التي نقلتها منظمة 'هيومن رايتس ووتش' وشهادات الصحافيين وان لم يتبين بعد التسلسل الزمني للاحداث لكن ما هو معروف ان المقاتلين هاجموا نقطة تفتيش تابعة للجيش فرد النظام بقصف المدينة ثم دخل الشبيحة الذين يعتقد ان بعضهم جاء من القرى العلوية المحيطة بها واخذوا يهاجمون بيوت القرية بيتا بيتا، يرمون القنابل اليدوية ويقتلون من يقف امامهم وينهبون ما في البيوت. وتظهر القسوة والوحشية التي مارسها شبيحة النظام صورة مريعة تبدو معها تجارب انظمة عربية اخرى مثل كتائب القذافي اثناء الثورة الليبية العام الماضي وبلطجية حسني مبارك اقل فظاعة. ويعلق مارتن فليتشر في تحليله لوحشية الشبيحة قائلا ان نظام الاسد وان حاول حرف المسؤولية عن الهجوم الى الارهابيين وهذا صحيح ولكن بفارق واحد وهو ان الارهابيين هم الشبيحة الذين يدافعون عنه. ونقل الكاتب عن المعارض ياسين الحاج صالح قوله ان ظاهرة الشبيحة تمثل الوجه المظلم للنظام وهي مرآة لبلاهته السياسية. واضاف انها تعري نظام يحكم بالمحاباة والعنف العشوائي الذي لا يتقيد بقيد. ويضيف الكاتب ان الشبيحة هم جزء من النظام ومرتبطون بالعائلة ويعملون على ما يبدو منذ سبعينات القرن الماضي ويتصرفون دون خوف من المحاسبة. ومع ان النظام حاول الحد من نشاطاتهم الا انه لم يقم بحل تنظيمهم وعاد لاستخدامهم عندما اندلعت الانتفاضة العام الماضي، حيث استخدموا الاسلحة والجنازير لمنع متظاهرين خرجوا بعد صلاة الجمعة، كما تحدثت تقارير عن قيام مجموعاتهم بركوب عربات البيكب التي تسير في الشوارع ويطلقون منها النار عشوائيا على المارة، واحيانا كانوا يستهدفون الجنائز، ويقومون من على سطوح البيوت بقنص المتظاهرين. ومعظم عناصر الشبيحة غير متعلمين ومتعصبين يدفعهم الولاء للطائفة لتنفيذ الاوامر بدون نقاش ويعتقد ان من يقودهم هم فواز ومنذر ونمير الاسد وهم من اقارب الرئيس.
ومعروف ان الشبيحة هم من يقومون بعملية تمشيط المناطق التي يتواجد فيها المقاتلون التابعون للجيش الحر، فبعد عملية القصف بالدبابات والطائرات المروحية يدخل افراد هذه الميليشيا مسلحين ويعملون قتلا وفسادا ويحرقون البيوت. ونقلت صحيفة 'الغارديان' عن واحد من اهالي البلدة قوله ان الشبيحة لديهم التزامات لحماية النظام بالقتل اكثر من حمايته سياسيا.
المصدر: القدس العربي

ربي يهدي ما خلق

[فجرالحرية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة madridi329

ربي يهدي ما خلق

الله يهدي الجميع الى الحق