والله أعجب منكن يا نساء تردن الحياة في غيرما خلقتن له ،تردن الخروج إلى الشارع ومزاحمة الرجل في كل شيء حتى عمله في لفح الحر وشدة البرد ومكابدة الرجال والأعمال التي لا يصلح لها إلا الجسد الخشن الذي طبيعته هكذا ،فكيف للمرأة التي خلقت رقيقة الجسد حنونة العاطفة أن تكون مساعدة بناء أو تاجرة تجوب الأسواق وتنادي فيها وغير ذلك وإذا كانت حاملا فمالذي تفعله هل ترهق نفسها مع أنه لديها من هو ملزم بذلك رغما عنه شاء أم أبى، وإن كان لها أولاد فمن يقوم عليهم في البيت أم تتهرب من مسؤوليتها وتلقي بهم إلى الحضانة ،فماذا إن كانوا يدرسون من ينتظرهم في البيت ويستقبلهم أم كل ولد وشأنه ومن يستقبل زوجها إذا أتى من عنائه لأجلها ولأجل أولادهما أم الخادمة التي ليست زوجته إن كانت موجودة ،أم زوجته التي كانت تعمل هي أيضا وهي مرهقة مثله وهي تحس كما يحس فليست من حديد وهي تتعب مثله فقد تكشر في وجهه إن طلب منها مطلبا وتقول له كلنا نعمل سواءا، يا إخوان أين العدل في أسرتها التي هي في طريق الضياع والتمزق.
تقولين تتعلم الفتاة حتى يشيب شعرها ثم لا تعمل فأقول لك ومتى كان العلم وسيلة لبلوغ الوظائف فقط سواءا للرجال أو النساء، أليس التعلم لبناء الأمم وعدم تركها جاهلة تتبع كل ناعق ،أليس ديننا يأمرنا بالعلم سواءا للذكر والأنثى و هذه الأخيرة إن تعلمت علمت كيف تربي أبناءها ويمكنها أن تعينهم على دراستهم في البيت فهاهي تعمل مع فلذة كبدها ، فيا إخوتي أرى أن الزواج أهم للفتاة بعد تخرجها فهي بذلك تترك فرصة لشاب في العمل قد تكون سبيله في تكوين أسرته