![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() في قلوب المسلمين وعقولهم، وقطع صلتهم بالله تعالى، وجعلهم مسخاً لا تعرف عوامل الحياة القوية التي لا تقوم إلا على العقيدة الربانية المتينة، والأخلاق الفاضلة القويمة. •الثالث: إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاستعمار الأوربي الغربي والتحكم في مقدراته وخيراته وإمكاناته: وذلك عبر إيجاد جيل من المسلمين يحمل أفكار الغرب وثقافاته ويخضع لسياساتهويقول المبشر لافيجري: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية". ويقول بعض المبشرين: يجب أن نحول بالتبشير مسار التفكير في الوحدة الإسلامية حتى تستطيع المسيحية أن تتغلغل في المسلمين. -/5العلاقة بين التنصير و الاستعمار : وهنا يتبادر في أذهاننا السؤال هل من الممكن أن يلتقي الجنود القساة الذين يقتلون الأبرياء ويسرقون قوت الشعوب هل من الممكن أن يلتقي هؤلاء مع الذين أمروا بمحبة أعدائهم ومباركة لاعنيهموما الذي يجمع المبشر وهو يحمل رسالة دينية مع المستعمر الذي يحمل رسالة دنيوية ؟ و للإجابة عن هذا كله نقول بأن التبشير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، فالمبشرون هم الواجهة الدينية للمستعمر، والاستعمار هو الحقيقة الاقتصادية والسياسية للمبشرين. وهذا الأمر يتضح عند دراسة العلاقة الحميمة بين الحركتين اللتين تزامنتا طوال التاريخ المسيحي، بل إن الحروب الصليبية التي شنت على العالم الإسلامي طوال قرون طويلة هي حلقة من سلسلة الترابط والوحدة بين التبشير والاستعمار، فلقد قام ملوك أوربا بتلك الحروب بمباركة الكنيسة، ولبى الأوربيون نداء الملوك لهذه الحروب طمعاً في الملكوت الذي وعدهم به بابوات الكنيسة.وقد أكد المستعمرون على أهمية عمل المبشرين، وصرحوا بالمهمات المنوطة بهؤلاء الرهبان فقال نابليون الأول في جلسة مجلس الدولة عام 1804م : " إن في نيتي إنشاء مؤسسة الارساليات الأجنبية، فهؤلاء الرجال المتدينون سيكونون عوناً كبيراً لي في آسياوأفريقيا وأمريكا، سأرسلهم لجمع المعلومات عن الأقطار. إن ملابسهم تحميهم وتخفي أية نوايا اقتصادية أو سياسية ". ويقولالقس مندلسون " لقد تمت محاولات نشيطة لاستعمال المبشرين، لا لمصلحة المسيحية، وإنما لخدمة الاستعمار والعبودية وفي المقابل فإن المستعمرين ردوا الجميل للمبشرين بأن فتحوا لهم البلاد على مصارعها فيقول بوجو سكرتير الحاكم الفرنسي في الجزائر مخاطباً القس سوشيه الوكيل العام لأسقف الجزائر: " إن آخر أيام الإسلام قد دنت، وفي خلال عشرين عاماً لن يكون للجزائر إله غير المسيح، ونحن إذا أمكننا الشك في أن هذه الأرض تملكها فرنسا، فلا يمكننا أن نشك على أية حال أنها قد ضاعت من الإسلام إلى الأبد. أما العرب فلن يكونوا ملكاً لفرنسا إلا إذا أصبحوا مسيحيين جميعاً . ولم تتوقف العلاقة بين حركتي التبشير والاستعمار عند نقطة المصالح المشتركة بل إنا نجد أن الأخلاقيات السيئة للاستعمار من قتل وبطش قد حصلت بمباركة وأحياناً بمشاركة رجال الكنيسة. وقد كان محاربة الإسلام هدفاً أصيلاً للمستعمر، ومن صوره ما ذكره الكاتبان الفرنسيان كوليت وفرانسيس جانسون فقالا : " لعل العبث بالدين الإسلامي كان هو المجال المفضل لدى القائد الفرنسي في (الجزائر) روفيجو، فقد وقف هذا القائد الفاجر، ونادى في قومه : إنه يلزمه أجمل مسجد في المدينة ليجعل منه معبداً لإله المسيحيين، وطلب إلى أعوانه إعداد ذلك في أقصر وقت ممكن " ثم أشار إلى جامع القشاوة، فحولوه إلى كنيسة بعد شلالات من الدم، وسمي "كادرائية الجزائر ". -/6الأسباب التي ساعدت في حملة التنصيرالفرنسي : إن ما ساعد حركة التنصير استغلال مآسي الشعوب من مجاعات وأمراض وكوارث لتحقيق أهدافها، وهكذا ما إن حل مرض الكوليرا على الشعب الجزائري حتى حلت مع المرض الإرساليات التنصيرية وعلى رأسها (البارون أوغسطين دوفيالار) الذي وصفه المؤرخون بأنه كان أول معمر بالجزائر.. حيث هب لتقديم فرنسا المسيحية في صورة خيرية إلى الإسلام. لقد تفطن هذا المنصر إلى أهمية الأعمال الخيرية فاستغلها في تنصير المسلمين فقام بشراء إقطاعات من الأراضي بكل من القبة وبراقي وابن عنكون وبوفاريك بسهل متيجة وأنشأ مركزاً طبياًفي مارس 1850م وسافر إلى فرنسا من أجل تحريض الناس هناك للتبرع لصالح مشاريعهالخيرية مؤكداً لهم أن هذه الأعمال ستؤدي في النهاية لتنصير الجزائريين. وقد جمعالتبرعات الضخمة لمشاريعه وكان أول من آمن بأفكاره الملك (لويس فيليب) وزوجتهإميلي اللذان تبرعا له بمبلغ: 1500 فرنك.واستغل- كما هو عادة المنصرين- حالة الفقر التي يعيشها جل الشعب الجزائري، فأعلنأنه سيعطي 20 فرنكاً أسبوعياً لكل من جاء ليسمع التلاوة الدينية في الكنيسة و50 فرنكاً لمن يقبل التعميد فيتنصر، وخصص يومي الاثنين والخميس ليتصدق فيهما بالخبزللأطفال المشردين. وقد شجعه البابا غريغوار السادس عشر على ذلك ودعم صفوفه بالقسيس سوشي فكلفة بتنصير أهل قسنطينة، وقد افتخر بكونه أول من يدخل مدينة إسلامية لميدخلها قسيس منذ 1400 سنة، فكانت باكورة أعماله تأسيس أول معبد نصراني بتحويله مسجدأحمد باي إلى كنيسة، ثم استنجدت حركة التنصير بطائفة (القديس فانسادو بولس) التيحلت بالجزائر عام 1834م والتي اختصت في تنصير الأطفال والمرضى، ولما رأى الاستعمارالفرنسي الثمار الهزيلة لكل هذه الحركات التنصيرية قرر أخيراً الاستنجاد بطائفةنصرانية كان لها دور أسود في تاريخ فرنسا نفسها، بل كانت منبوذة في فرنسا بسببالدور السياسي الذي قامت به، فقام الأسقف ديبيش باستدعاء طائفة اليسوعيين الذينكانوا يعدون أن كل تعرض لفرنسا تعرضاً للبابا نفسه! ووصلت الطائفة بتاريخ 1840مواختاروا العمل في العاصمة وقسنطينة ثم معسكر، وكان هدف اليسوعيين تنصير العربوالوقوف في وجه كل الأوروبيين الذين أسلموا وتزوجوا من جزائريات فشكلوا أنفسهم فيجمعية أطلقوا عليها اسم (الجميعة الأدبية الدينية للقديس أوغسطين) عام 1844م. بحلول 1867م حلت بالجزائر نكبات مختلفة، فمن زلزال البليدة إلى هجوم الجراد على سهلمتيجة والمناطق المجاورة له ثم الجفاف ووباء الكوليرا ، فانتشر الجياع فيالبلاد يقتاتون على الجذور والأعشاب، وبلغ الأمر درجة التقاتل على مزابل المستعمرين) المستوطنين الفرنسيين) في المدن، وتحول الناس إلى شبه هياكل عظمية تمشي فوق الأرض،حتى أن الجائع كان يعتدى على الفرنسيين ليس بنية الاعتداء وإنما لأجل أن يساق إلىالسجن ليأكل هناك!! فيضمن قوته ب بصفة منتظمة!! في مثل هذه الأجواء المظلمة ينتعشالتنصير وهنا ظهر (لافيجري) الذي قرر أن يلعب دوراً لصالح الصليب بعد أن قام بدورهالقذر في المشرق وبالضبط في تمويل نصارى الشام وتغذية الحرب الطائفية هناك، وقداكتسب خبرة كبيرة في إشعال النار الطائفية والعنصرية، وقد اقترحه الجنرال ماكمهونعلى نابليون، فتسلم مهمته أواخر سنة 1877م، وكان واضحاً من اليوم الأول أنالكاردينال جاء لينصر الشعب الجزائري وليس لمهمة أخرى.بذل لافيجري جهوداً جبارة في تنصير الأطفال الجياع، إلا أن الأطفال كانوا بمجردشفائهم أو حصولهم على القوت يفرون من المراكز التنصيرية، الأمر الذي حير الكاردينالفصرح في جنون وهسيتريا: يجب إنقاذ هذا الشعب، و ينبغي الإعراض عن هفوات الماضي،ولايمكن أن يبقى محصوراً في قرآنه.. يجب أن تسمح فرنسا بأن يقدم له الإنجيل، أوتطرده إلى الصحاري بعيداً عن العالم المتمدن. وهذه السياسة استلهمها لافيجري منسياسة الأمريكيين مع الهنود الحمر الذين رفضوا عادات ومفاسد الرجل الأبيض!! ونظراًلتفاني لافيجري في التنصير كافأه البابا بيوس بتعيينه مندوباً للإرساليات التنصيريةفي الصحراء يوم 2 أغسطس 1868م، وهكذا توسع نشاطه ليشمل الصحراء وإفريقيا، وفينوفمبر 1868م اشترى لافيجري أراضي واسعة بالعطاف بسهل شلف وأسس به قريتين فلاحيتينهما: قرية القديس سبريان والقديس مونيك. -/7أهداف السياسة التعليمية الفرنسية : وضعت الإدارة الفرنسية لسياستها التعليمية في الجزائر أهدافا عدة تمكنها في آخر المطاف من القضاء على الشخصية الجزائرية ومقوماتها الأساسية ثم إذابتها في المجتمع الفرنسي وسلخها نهائيا عن انتمائها العربي الإسلامي . ولا يتم تحقيق هذه الأهداف الاستعمارية إلا بواسطة سياسة تعليمية تتركز على ثلاث أهداف أو محاور رئيسية؛ الفرنسة والتنصير والإدماج ، فالهدف الأول كان الفرنسة، كانت السلطات الفرنسية تهدف من ورائها الى محو الهوية العربية الإسلامية للجزائريين انطلاقا من القضاء على مقوماتها الواحدة تلو الأخرى ، عن طريق تطبيق الأساليب والأنماط الفرنسية التالية : - التبشير والإدماج. فسياسة التبشير كان القصد من ورائها القضاء على الدين الإسلامي ، ويلاحظ أن محاربة الدين الإسلامي اشتدت بتولي المدنيين السلطة في الجزائر من خلال تبنيهم لسياسة تنصيرية وتبشيرية منظمة و رسمية ، مستغلين الظروف الاجتماعية و الاقتصادية التي كان يمر بها المجتمع الجزائري . ففي عهد الجمهورية الثالثة انتشر التبشير انتشارا واسعا وبني عدد كبير من المدارس الدينية الحرة في الكثير من المناطق التي كان من الصعب تأسيس المدارس الرسمية بها كالمناطق النائية و الصحراوية . وقد دعمت السلطات الفرنسية هذه المدارس ماديا و معنويا و انفقت عليها بسخاء كبير .أما الإدماج ، فيتم عن طريق ، محاربة التعليم العربي وفرنسته ، فرغم النتائج المدمرة للاحتلال الفرنسي على الجزائر وخاصة ما أصاب المؤسسات التعليمية و الثقافية من أضرار بالغة ،إلا أن هذه المؤسسات استمرت في تأدية رسالتها الحضارية و التعليمية والتربوية .وفي هذا السياق لعبت المدارس القرآنية و المساجد و الزوايا والمؤسسات الخيرية دورا بارزا في المحافظة على الشخصية الوطنية وانتماءاتها الحضارية في وجه عمليات التنصير والتغريب الهدامة . وقد صمدت هذه المؤسسات رغم إجراءات التدمير والمنع و المضايقة التي مارستها السلطات الفرنسية لابطال مفعول هذه المؤسسات وتحديد توسعها وانتشارها عن طريق إخضاعها للرقابة و التفتيش ب/- السياسة التعليمية على عهد النظام العسكري: لم يحظ موضوع التعليم في الجزائر بداية الاحتلال بالدراسة. وإن كان موقف السياسة الفرنسية من الحركة التعليمية متميزًا ، إذ أنها عملت على تدمير الكثير من تلك المؤسسات التعليمية ، بأن أقامت عليها مشاريع عمرانية وعسكرية . ونذكر من تلك المؤسسات ما حدث في مدينة قسنطينة وفي زاوية التلمساني التي حولت إلى مقر للهندسة العسكرية، ثم إلى مركز "تبشيري" للراهبات . وسيدي بومعزة الذي كان يلقي فيه الشيخ عبد الحميد ابن باديس دروسا خصوصية قبل تأسيس جمعية التربية والتعليم. وحول الآن إلى مدرسة أساسية هي مدرسة زغدود التي ألحق بها جامع سيدي قيس أو زاوية العمارية. ومن المؤسسات المندثرة أيضا عمر الوزان التي هي المسرح البلدي الآن وجامع سيدي عبد الرحمن المناطقي الذي حولته السلطة الفرنسية إلى بنايات سكنية. وسيدي الدّب الذي بني على أرضه البريد المركزي للمدينة.ويمكن تلخيص معاملة السياسة الفرنسية تجاه هذه المؤسسات التعليمية في: 1 - ابقاء بعض المؤسسات وتعيين موظفين لها. 2 - بيع البعض منها بعد نقل رفات الأضرحة منها، سواء إلى المقبرة الإسلامية مثلما حدث لزاوية ابن رضوان التي كان بها تابوت قاضي بيت المال محمد بن رضوان. وبقرار بلدي حولت هذه الزاوية إلى محكمة إباضية، أو من مؤسسة إلى أخرى مثلما حدث لرفات سيدي علي بن مخلوف الذي نقل إلى جامع الأربعين شريفا. 3 - تأسيس مدارس أوروبية، ومدارس عربية ـ فرنسية لتحلّ محل هذه المؤسسات. 4 - هدم الباقي وإقامة المشاريع العمرانية ومصادرة الأملاك الموقوفة لها. 5 - تسريح بقية المشرفين على هذه المؤسسات. 6 - الشروع في تأسيس سياسة تعليمية متميزة. لامتصاص رد الفعل الشعبي على هذه الممارسات الاستعمارية ، بادرت السلطات العسكرية الفرنسية الى تأسيس المدارس العربية - الفرنسية و ذلك بمقتضى المرسوم الرئاسي الصادر في 14 جويلية 1850 في كل من الجزائر و قسنطينة وهران و عنابة و مستغانم إلا أن هذه المدارس جاءت لتحقيق أهداف استعمارية ، كما ذهب الى ذلك أحد الفرنسيين بان الهدف المنشود ليس تكوين موظفين خاصين ولا تحضير مدرسين للتعليم العمومي ، وانما تكوين رجال بتأثيرهم على إخوانهم يساعدوننا على تحويل المجتمع العربي وفق متطلبات حضارتنا .و لإرغام الجزائريين على الالتحاق بهذه المدارس ، أصدرت الإدارة الفرنسية مرسوم 1859 والذي يقضي بتحديد عدد الكنائس و التلاميذ الملتحقين بها بقرارات ولائية في كل دائرة و مقاطعة ، غير أن سياسة المدارس المختلطة لم يكتب لها النجاح لمعارضة البلديات ورفض الأوربيين القاطع لها . و الحقيقة أن هذه المدارس ظهرت وانتعشت عندما كانت تحت إشراف الحكم العسكري ، إلا أنها بدأت تميل الى الزوال والاندثار بعد أن أصبحت من اختصاص المناطق المدنية وإشرافها المالي . زيادة على الرفض الذي لاقته من قبل الجزائريين خاصة بعد أن أسندت مهمة تسييرها الى مدرسين فرنسيين دينيين وبسبب فشل هذه المدارس كذلك هو أن السلطات الفرنسية لم تكن تسمح لأي كان من الجزائريين أن يلتحق بهذه المدارس وذلك خوفا من انتشار التعليم وتعميم الثقافة في الأوساط الشعبية وما ينجم على ذلك من مخاطر على السياسة الاستعمارية |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc