لم كل هذه التوصيات حتى ليحسب الرجل وكأنه هو الصخرة الصلدة التي تتكسر عليها أعتى القوى، والمرأة هي المخلوق المغلوب على أمره الفارغ بطبعه كناية عن نصاعة صفتحها، حتى أن الرجل هو من يكلف نفسه أن يملأها حلوا أو مرا ... بينما الحقيقة الحياتية وهي المدرسة التي تبقى شهادتها أصيلة فلا نرض سواها تخريجا انطلاقا من حلقات الرأي والكلمة البعيدة عن الواقعية.
يا سيداتي الكريمات قاصدا المتدخلات ..
من تكون هذه المرأة؟
أهي كائن غريب أتانا من كون آخر علينا أن نلتزم بدفتر تنظيم طريقة استعماله؟
أم هي كائن حدث في حياتنا منذ أيام فقط؟
أم هي آيلة للانقراض فعلينا أن نرعاها بغير ما أوصانا الشرع به حتى لا تزول من حياتنا ونبقى نعيش الانقراض كذلك بدورنا.
ما لفت انتباهي إلى كلامك هو ذاك الكأس الذي ضمنت فيه المرأة فكان كأسا نقيا لحدود يفوق الخيال، بينما من جهتي وأنا الرجل حتى ذاك الماء العكر الذي تحدثت عنه أعاف أن أفرغه في بعض الكؤوس بسبب شدة اتساخها خصوصا وأن ذاك الاتساخ قد تغلغل في بعض الخدوش التي اعتلتها، فكيف بي أغامر وأقامر لأفرغ فيها شرابا حلوا أو عسلا؟
كؤوس قد طالتها كل الأغبرة وكذا من الدرن المرئي وغير المرئي حتى أنه لا ينصلح حالها ولو غسلت سبع مرات بالماء والتراب.
لنحافظ على الاتزان في الأمور ولنبق الكلمات العذبة لحياة فيها الملائكة بأجنحة بيضاء وهالات تعتلي الرؤوس تعزف أعذب الألحان وهي ترفرف بجناحيها.
مثالية أفلاطونية كسرت قوقعتها واقعية توصيات ديننا، توصيات نظرت إلى المرأة طرفا متأثرا ومؤثرا بشكل بالغ. طرف يسهم في صناعة الرجل، فهي الأقدر على أن تبلغ به عنان السماء والأقدر على أن تذله ولو كان جبارا، تذله لحدود يهون عليه أن يتجاوز حقيقتها من لحم ودم لا من زجاج أصم فيقتلها وحتى سيقتل نفسه.