![]() |
|
قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
محور الحياة في إشراقات النقطة...
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() هذا المقال نشر بتصرف الى جريدة الوطني
بقلم : حيدر الحسني ادونيس محور الحياة في إشراقات النقطة حين يتخلف الإلهام عن الحضور في الساحة البيضاء، لأجد بدلا عنه عمق التأمل الفكري في بديع خلقة لتلك النقطة المحورية المشرقة، لاستخرج لكم الكثير والكثير من الأفكار الغير منظورة، وحتى لا أطيل عليكم في مقدمة حديثي هذا، دعونا نبحر معا في اكتشاف أسرار هذه النقطة المبهمة. إن السر الهندسي مودع في النقطة، وتتحرك النقطة بحكم الطاقة الذاتية، فيتكون في الامتداد شكل الخط، وتتولد من رحم عناصر الخط كل الأشكال، في معالمها الهندسية الظاهرة والخفية، فتغدو النقطة نواة الابتكار الفني، ورمز الخلق والإبداع، وسر التكوين الشامل ، والكنة الهندسي المغمور في البداية وفي النهاية. تتمحور في النقطة معالم الحركة الدورانية، وتتجسد بها عودة الأصل الهندسي، إلى الذات الأحادية، فإذا هي نواة الكون النقطة النورانية، التي تشكل المحور الأساسي للحركة الروحية، لوتر الهندسة الإبداعية في البعد الكوني، وإذا هي عناصر المدار الفلكي في قطر التكوين اللانهائي الممتد في قلب النقطة، نقطة كل الأشياء، حيث تشرق الأنوار القدسية، من الفلك العقلي، لتندثر بهالتها الوامضة فلك النفس الكلية، في كنة النظام الكوني، والذي قوام كينونته، أولا وأخرا ، ماضيا، حاضرا ومستقبلا، ظاهرا وباطنا، أمدا، أبدا وأزلا " الله نور السماوات والأرض " .. النقطة هي البدء في كينونة الأشياء ، وهي البدء في صيرورة الموجودات، والنقطة هي في الإشراقة الأولى للنور، منها تشع في كل الاتجاهات، كل المعالم المنظورة في رحلتها الوجودية، وتعددية النقطة نجدها في تتابع منتظم، يرتسم شكل الخط مستقيما أفقيا، أو عموديا ، أو مائلا ذات اليمين أو ذات اليسار، أو متعددا في انكساراته واتجاهاته، أو حتى منعطفا بانتظام على محور ما، بنسبة ميل دائري ما أو خلافه، لتتكون من حركته الكروية، ما يرمز إلى الشكل الكوني، الممتد المتسع اللامتناهي مركز النقطة . النقطة رمز السر الأعظم في كنة الوجود، أصل الحياة في محور ذات قطبين، دلالة على الاستمرار، شاء الله تعالى أن يعمر الدنيا، فكان أمره للشيء كن فكان، فإذا البداية، آدم وحواء، وتنبض الأشياء كل الأشياء، بالسر الأعظم المقدس، من إشراقه الأصل النقطة النورانية ،وتعود النقطة تتجلى في الإشراقة النورانية مجددا، فيهيم العقل البشري في تجلياتها، وتصفو النفس الإنسانية في أنوارها القدسية، فإذا الإنسان يمارس شفافية السمو، في حركة الفعل الحياتي، ويعمر قلبه الصغير بكنة الإيمان الكبير، ويضيء صدره بالنور الحق، فيتمكن من مشاهدة مرآة ذاته، انطلاقا من نقطة الإشراق المقدسة، التي تتولد منها حزم الضوء الفضي، والتي تنتشر في كل اتجاه، فيقرأ الإنسان تحسسا، ما ترتعش له الحواس والجوارح وتخر له الأجسام، كل الأجسام المخلوقة جمادا وحركة وأثيرا، ساجدة خاشعة مغشيا عليها من خشية الله تعالى، ومن النواة أصل كل الأشياء، تنفلق معالم الحركة، لتتولد الحياة، وتستمر كل المظاهر، تندرج من الأسفل إلى الأعلى، حتى بلوغ سدرة المعرفة، وآخرون يتدرجون، بحكم سر النقطة النورانية، من الأعلى إلى الأسفل فالأدنى، حتى بلوغ أبسط المستويات العقلية، ليخاطبوا الناس على قدر عقولهم، ومساعدة العالم الترابي على فعل الارتقاء والسمو، وممارسة حركة الصفاء المطلق، فيقرؤون معالم الصفاء الذاتي ، سر الأصل في الذات، ويتلمسون كنة النواة الإلهية، ويستجلون أسرار النقطة الإشراقية في كينونة الوجود الكوني، من خلال تحسسهم لعلوم ما فوق الحواس، وإدراك تسلسل الخلق والإبداع الروحي، والتكوين المادي، الذي أراده القادر المقتدر من اللاشيء، فكانت النقطة الإلهية، من نواة خلق الكون حتى نهايات حدوده في النواة، فتتجلى عظمة الله في عظمة الخلق، وتتراءى وحدة الله في وحدة نواة الخلق، النواة الإلهية، نقطة الإشراق السرمدية، " الله نور السماوات والأرض " .، وقدرا تقترن النقطة بالنقطة لتولد النقط، وقدرا روحيا أسجن جنينا في قلب النقطة الرحم، وقدرا آخر أحيا في قلب النقطة الكرة الأرضية، وقدرا فلسفيا أفكر بالسر المودع في النقطة، أرسم النقطة كتابة تشكيلية تجريدية سومرية رمزية، تتركز فيها جميع الأفكار الشفيفة بالسحر والجمال، وتتحابب النقاط وتتعاشق مودة ورحمة بحكم الامتداد الأدبي والفني، لتتوالد الخطوط والأشكال والرموز، فإذا العناصر المختلفة تتفاعل مع بعضها لتنطق بالحب، النقطة سر العولمة ما قبل العولمة المفتعلة الحالية، وهي سر العولمة الفنية والهندسية والتكوينية، وحتى سر الوجود والخلق، وأنا بفعل الأنا العنفوانية الخاضعة إيمانا لله تعالى، فنا وفكرا وعطاءا، أتوج النقطة ملكة في مملكة الفنون التشكيلية والتكوينية والتطبيقية والفنون الأدبية، في حكم التتويج الدنيوي، في حاله تكبيرية إن لم يكن احداً قد سبقني في وصفها الملكي، باعتبار أن محور الحياة في إشراقة النقطة...
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
محور, الحياة, النقطة..., إشراقات |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc