السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قلت سابقا، إن التدخين آفة، ومرض فتاك وشبح منتشر كثيرا في المجتمعات الإسلامية، لم يسلم منها لا الرجال ولا النساء ولا حتى الأطفال.
للأسف الشديد أغلب هؤلاء لا يعلمون مدى خطورة الوضع وعواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع، كما أنهم لا يعلمون أن التدخين محرم بل يعتقدون أنه مكروه فقط.
يا إخواني ،الله سبحانه وتعالى أمرنا بالحفاظ على النفس وعدم قتلها، أليس التدخين انتحارا وقتلا بطيئا للنفس؟أليس الله سبحانه وتعالى القائل:" وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"سورة النساء:29.وقال أيضا:" وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"سورة البقرة:195.
إلى كل مدخن، ألا تعلم أن التدخين يضرك ويضر من حولك سواء بالروائح والأنفاس الكريهة أو بتلويث الهواء والمكان، ما يعود بالسلب على أولادك والمحيطين بك؟ ألم تقرأ قول الله سبحانه وتعالى:" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" ألم تع بعد ما تسببه لك ولغيرك من آذى؟
ألا تعلم أن التدخين من أهم أسباب أمراض الشرايين خاصة الشرايين التاجية، فالتدخين يزيد فرصة الإصابة بالذبحة الصدرية والموت المفاجئ كما أن له تأثير شديد على شرايين المخ.
ألا تعلم بعد أن السجائر تحتوي على الآلاف من المواد السامة ومنها مادة تسبب مرض السرطان كسرطان الحنجرة والرئة...؟ ألا تعلم أنه يسبب الشيخوخة المبكرة ويؤثر على الجهاز الهضمي وعلى القلب ،والأوعية الدموية والكبد...؟

تسلح بالإرادة القوية وتوكل على الله فهو الشافي وقاوم الرغبة المتزايدة في تناول تلك المادة في بداية الامتناع ثم عليك بالمثابرة حتى تتناقص وتزول نهائيا-إن شاء الله-.
ولقد أرجع البعض أسباب الإدمان على التدخين أو غيرها من المواد السامة إلى:
1-التفكك الأسري والإهمال، وغياب فن الحوار في الأسر.
2-الحرية المطلقة والإفراط في تدليل الأولاد وتلبية رغباتهم.
3-الفراغ وعدم تقدير الوقت.
4-رفقاء السوء والفضول والتقليد الأعمى للكبار.
5-القلق وصعوبة ظروف المعيشة والرسوب المدرسي......
6- اتباع الشهوات والتشبث بالدنيا وغياب الوازع الديني ونقص الإيمان.
7-نقص التوعية .
نصيحتي للآباء والأمهات
أولادكم أمانة، أولادكم أمانة، أولادكم أمانة ستحاسبون عليها. أولادكم لا يحتاجون إلى الأكل والشرب فحسب، بل هم في أمس الحاجة لحنانكم وعطفكم وحبكم، يريدون أن يشعروا بالطمأنينة ويحتاجون إلى الاعتبار واعتراف الآخرين به، يحتاجون إلى التشجيع بدلا من الأوامر والتوبيخ.ضعوا مشاكلكم جانبا لكي لا يتأثروا بها من أجل تحقيق شخصيات سوية، غير مضطربة تصنع منهم رجال ونساء المستقبل.
كن قدوة حسنة لأولادكم،فلا تلمهم على عادة سيئة تعلموها منكم .