عزّزت الإدارة الأمريكية من طاقمها الخاص الذي أوفدته منذ أشهر إلى السعودية لاحتواء الصراع داخل العائلة الحاكمة حول تولي مناصب قيادية، في ضوء المحاور والاصطفافات التي بدأت تظهر فور الإعلان عن وفاة ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز.
وكشفت مصادر سياسية لصحيفة (المنار) أن هناك أكثر من خمسة محاور ممسكة بجوانب الصراع يقودها كل من نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير طلال بن عبد العزيز الذي يقيم في القاهرة، والأمير بندر بن سلطان رجل أمريكا الاستخباري والمتحالف مع أمراء قطر في إشعال الفتن في الساحة العربية والأمير سلمان مدير منطقة الرياض والأمير تركي.
وقالت المصادر: إن ضباطاً كبار في المخابرات الأمريكية ومسؤولين في دوائر الشرق الأوسط في الولايات المتحدة وصلوا إلى الرياض يوم الأحد الماضي لمنع انفجار الموقف وتزايد حدّة الصراع على الحكم، خاصة في ظل الوضع الصحي الصعب للملك السعودي الذي يفرض عليه رحيل الأمير سلطان رجل أمريكا الأول في السعودية البحث عن ولي عهد جديد. وأشارت المصادر إلى أن الأمير نايف بن عبد العزيز يسعى إلى جذب الأمير مقرن مدير الاستخبارات إلى محوره، وكسب تأييد أبناء سلطان ولي العهد الراحل وهو ممسك بشدة بأجهزة الأمن وصاحب الخدمات الجليلة التي يقدمها للولايات المتحدة، والداعي بشدة إلى قمع أية تظاهرات في المنطقة الشرقية بعنف ودموية، وقام مؤخراً باعتقال المئات من السعوديين خشية حراك شعبي متعاظم قد تشهده المملكة.
وتضيف المصادر: إن أمراء من الحرس القديم في السعودية يخشون التقارب بين أمراء شباب مع الدوحة التي سعت مراراً إلى إشعال صراعات داخل المملكة، بهدف ضرب دورها، ولذلك، يحذر الحرس القديم من انزلاق سعودي واسع وراء مخططات أمراء قطر، وفقدان الرياض بشكل كبير لهيبتها في المنطقة العربية، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الطاقم الأمريكي المتواجد في الرياض يدفع إلى وضع السعودية في حالة عداء مع الشعوب العربية من خلال تشجيع الأمراء المنضوين تحت لواء أجهزتها الأمنية منذ زمن بعيد، وتعزيز علاقات هؤلاء مع قادة قطر، وتهديد حكام السعودية بإمكانية اشتعال الاضطرابات في المملكة، لذلك، يدعو الطاقم القيادة السعودية بإعلان ما سمّته المصادر بمواقف جريئة من الأحداث والقضايا في المنطقة، وضرورة تشكيل حلف لمواجهة إيران يخدم الإستراتيجية الأمريكية وتكديس السلاح خدمة لهذه المواقف، إضافة إلى إقامة علاقات علنية وطيبة كما سمّتها المصادر في كل المجالات مع إسرائيل التي تشكل عنصراً هاماً في الاصطفاف الجديد ضد إيران والمقاومة وسورية.
وأكدت المصادر أن هناك خطوطاً ساخنة مفتوحة بين واشنطن والرياض لإدارة حرب الوراثة، ومنع خروج الصراعات بين أفراد العائلة المالكة عن السيطرة، وبالتالي، ستدعم الولايات المتحدة الأمراء الذين يلتزمون بالمطلق بما تصدره الإدارة الأمريكية من تعليمات، إزاء قضايا المنطقة، وكان عدد من الأمراء وبينهم طلال بن عبد العزيز المبعد منذ زمن عن إدارة دفة الحكم في السعودية من مستقبل مقلق للمملكة وما قد تشهده من حلول قمعية لمسألة الحكم والوراثة.