الحمد لله رب العالمين
قبل أن يلتزم سيّد بالإسلام كان أديبا حاذقا ،قد اشتغل بالأدب وفنونه كتابة وقراءة وتدريسا ،حتى فاق فحول الأدب والبلاغة في
زمانه وهذا -مما لاشك فيه- قد أثر على أسلوبه عندما كتب عن الإسلام في مراحله المتأخرة ، لذا يجد القارئ أحيانا بعض العبارات
والإطلاقات المشكلة على الأفهام يغلب عليها الطابع الأدبي البياني ،فليس من العدل مثلا أن يحكم على "الظلال" هذا العمل النافع
الضخم الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة بأنه "ضلال وظلام" وغير ذلك من الأوصاف الجائرة المجحفة ،من أجل تلك الإطلاقات
أو العبارات المشكلة على الأفهام ولو صح هذا المنطق الأعوج الظالم لتعيّن حرق كتب ومؤلفات جميع أهل العلم ولما بقي كتاب لعالم
سالما للأمة ،فما من عالم إلا وأخذ عليه في مسألة ومسائل وما من كتاب إلا قيل فيه ورد عليه حاشا كتاب الله تعالى والكتب الحاوية
للسنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ما وقع فيه سيد لم يمنع الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله من أن يثني خيرا على سيّد وأن يستدل بكلامه كما في مقدمة كتابه " مختصر العلو" وابتدأ كلامه بقوله : فهاهو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله وبدأ بسرد كلامه .
إذا كان الشيخ ناصر - رحمه الله- يصف سيدا بالأستاذ الكبير ويترحم عليه ويستدل بكلامه في أكثر من ثلاث صفحات متتاليات في
مقدمة الكتاب فقط فكيف بربيع المدخلي ومن تابعه من المقلدة يشتمون سيدا ويرمونه بالضلال وغير ذلك من الإطلاقات الجائرة ويحذرون
منه ومن كتبه ، فأيهما على حق وصواب الشيخ ناصر أم المدخلي ؟ وأيهما أدرى بمبادئ الجرح والتعديل الشيخ ناصر أم المدخلي؟
وأيهما السلفي ويمثل الرأي السلفي المعاصر الشيخ ناصر أم المدخلي؟