حَكَــايَا [العقْلْ] و [عُصُورهْ].... /..

[نظام الفوضى]

شيت ....شيت ..شيت

من فضلكم هدوء قليلا

سوف آتيتكم

بكلمات

ذكرتني بواقعكم هنا (واقع مفترض وافتراض واقع)

تقرر يوما ان تتجاوز الحاجز الإسمنتي السميك

الذي يفصلك عن العوامل الأخرى

وتفكر ان تسكن في الجوار

حيت الطبيعة اجمل

والحياة اسهل

والناس يبدون سعداء

تنتقي زاوية مهجورة

وتبني لك بيت هناك

يلمحونك قادما فيستبشرون

سيزداد عدد سكانهم واحدا جديدا

ستقوى شوكتهم

وتضيء مدينتهم المعتمة بقنديل جديد

في لحظات

تكتشف ان العالم الجديد سيجرفك

تتلاشى الحواجز

وتتبدى الحقائق

فتتخذ قرار الرحيل

يحاصرونك بأسلحة اللوم

ويملون عليك طريقة حياتك

لابد وان تجري تعديلات كثيرة

لتغدو واحد منهم

تخبرهم انك من عالم آخر

لايشبههم

يضايقهم انك لا تذعن بسهولة

يطرقون بابك بلطف

يهدون اليك معطفا ثقيلا

لكي لا يصيبك الزكام في حربهم الباردة

ويرحلون

يمزقون قلبك بلا خناجر

بثلة كلمات عابرة ينثرونها في طريقك

كمن يجيد زراعة الموت في روح الحياة

يسقونها بمياه حياتهم الآسنة

فتفاجئ انك تمشي في الوحل

تتعثر

تغوص قدماك اكثر

يدفنك الطين لتصحو على حقيقة العيش

في عالم المومياءات

يطوفون حولك ببرود

يسألونك بسذاجة

لم أنت مختلف عنا

لم لا تتغير

يعتيريك غضب مفاجئ

تتمزق في احشائك شيء مبهم



تدرك انك قد تستسلم ان بقيت محاصرا في المكان



يندلع في داخلك حريق كبير



وتنطلق صافرات الإنذار في كل خلاياك



تقرر انها ساعة الصفر



تقوس حاجيبك معلنا نهاية الإستسلام



تتفجر ملامحك غضبا ورعبا



تنطلق كما الرمح



وتبتعد بنفسك الى ديارك الغافية تحت الأرض



يحاصرونك من جديد



يقرعون في آذنيك طبولا بأنغام بشعة



يزرعون الشوك في حديقتك

يحطمون زجاج نوافذك.....

وينثرون شظايا الحزن في كل مكان

يكتبون ذكرياتهم على اوراقك

يؤيدون شمسك

ويحتلون زاويتك

وبانتصار يبتسمون

تتركهم يحتفلون على انقاض حزنك

تتسلل

تركض بعيدا محاولا تجاوزهم

تبذل قصارى جهدك لتصل الى المكان الأبعد عن حدودهم

تتوقف لحظة

تجلس على الرصيف لتلتقط أنفاسك

يجلس قربك بعض عابري السبيل

تتهيء نفسك الى انك قد وجدت رفقة جديدة

تحمد الله على انك قد بلغت بر الأمان

وجدت القلوب التي تعبت في البحث عنها

تتسمع عيناك فجأة

لمرأى.بقاي الطين على احذيتهم

تدرك وقتها انهم قد أتوا من هناك

من ذات المكان الذي فررت منه

ليطرحوا ذات السؤال المقيت

ألم تمل من كونك أنت؟

متى تتغير وتصبح نحن؟




للكاتبة نور الجندلي