![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
أترك وصيتك هنا قبل أن تغادرنا دون عودة
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد عن ابي ايوب الأنصاري، قال: سمعت رسول اللّه يقول: حُلّوا أنفسكم الطاعة، و البسوها قناع المخالفة، فاجعلوا آخرتكم لانفسكم،و سعيكم لمستقركم، و اعلموا انكم عن قليل راحلون، و إلى اللّه صائرون، ولا يغني عنكم هنا لك الا صالح عمل قدمتموه، و حسن ثواب اَحرزتموه، فانكم تقدمون على ما قدمتم و تجازون على ما اَسلفتم... . لقد تعرض الحديث إلى أربع وصايا إسلامية، ثم خاض في قصر عمر الدنيا. أما الوصايا الأربع فهي: 1- حلوا أنفسكم الطاعة. 2- ألبسوا أنفسكم قناع مخالفة الهوى. 3- إجعلوا آخرتكم لانفسكم. 4- ليكن سعيكم لمستقركم (آخرتكم). تضمن الحديث وصية جديرة بالاهتمام، فقد قال : حلوا أنفسكم الطاعة; أي أن الطاعة لباس يزين بها الانسان نفسه، فهي لباس الزينة للانسان. كما أن المجتمع يزين نفسه إذا ما سادته التعاليم و الاحكام الريانية، بينما لا ترى في المجتمع سوى السوء و القبح إذا ماولى ظهره للمفاهيم الدينية و إبتعد عن اللّه. ولو لم تكن هناك من آخرة - على فرض المحال الذي ليس بمحال - فالواجب يقتضي من الانسان طاعة أوامر اللّه في حياته الدنيوية، و ذلك لأن الانقياد للتعاليم الالهية تكسب الانسان شخصية و تمنحه العزة و الرفعة. إفرض أن هناك أنسانا قد أطلق العنان للسانه و عينه و جميع أعضائه لتمارس ما تحلو لها و تقارف كل خطيئة و رذيلة، ثم قارن هذا الانسان مع آخر حفظ لسانه و عينه و قلبه و سيطر على أعضائه و جوارحه; فلا شك أن الفطرة تجعلك تنفر من الانسان الاول الملوث بينما تشدك نحو ذلك المهذب النقي. فالاول قد خلع لباس الطاعة الالهية و أصبح فاسقا - و الفسق في اللغة هو عبارة عن خروج النبات من التمرة، حيث تكون مثل هذه النيتة عارية، و هكذا الانسان الفاسق. أما الانسان الطاهر المطيع لأوامر اللّه فقد إرتدى لباس الطاعة الالهية الذي منحه الجلال و الجمال. وصاياه بشأن قصر عمر الدنيا: «إعلموا اَنكم عن قليل راحلون، و إلى اللّه صائرون، ولا يغني عنكم الا صالح عمل قدمتموه، و حسن ثواب اَحرزتموه، فانكم انما تقدمون على ما قدّمتم و تجازون على ما اسلفتم». لقد وردت عدة روايات ذهبت إلى تشبيه الانسان بالمسافر، حيث الدنيا ممره إلى المقصد النهائي الآخرة. إلى جانب ذلك فان هذا المسافر مسلوب إختيار الاقامة ولا مقر له من المغادرة نحو المصير المحتوم. و بالطبع لابد للانسان من إعداد لوازم السفر و التأهب للحركة، جدير بالذكر أن هناك بوناشا سعابين الاسفار في السابق و الاسفار في الوقت الحاضر. فكانوا في السابق - على سبيل المثال - إذا أرادوا السفر من مدينة إلى أخرى قسموا تلك المسافة الواقعة بين المدينتين بحيث يقطع المسافر مسافة في النهار ثم يجعل له منزلا في كل مكان يقيم فيه، و لذلك كان يعير عن المسافة - مثلا - بين قم و طهران بانها ثلاثة منازل، أي إذا انطلقنا صباحاً فاننا سنصل ليلا إلى موضع نطرق فيه، و بالطبع فان نوم الليل كان يهدف عدّة أشياء منها: 1- الراحة 2- الامان من أخطار اللصوص و الحيوانات و الوحوش إلى جانب التزود بالماء من أجل الاستعداد إلى الانتقال و تجهيز الراحلة (وسيلة السفر)، و مثل هذا الفرد الذي ينزل مثل هذه المنازل في الطريق لا يفترضها مقراً دائمياً أبداً. و هنا نقول إذا كانت هذه هي رؤيتنا للدنيا، و انها دار ممر لا دار مقر ولا مقر لنا من الرحيل، فاننا سنلمس آثار هذه الرؤية في كافة المجالات. فالحيوة الحقة هناك، و هذه هي الحقيقة التي أشار إليها القرآن الكريم حيث قال: «و ما هذه الحيوة الدنيا الا لهو و لعب و اِن الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون». ولو تعاملنا مع الدنيا على ضوء هذه النظرة القرآنية لما عدنا نتشاجر بشأن الحصول على قطعة الارض هذه أو ذلك المنصب و... و ناهيك عن كل ما تقدم فان هناك فارقا كبيرا بين منازل السفر القديمة و هذه الدنيا، حيث كان يعلم المسافر بانه لن يقيم فيه سوى سواد الليل فاذا حل الصبح عاد الانطلاق مستأنفا سفره، ولكن من يضمن لهذا الانسان في هذه الدنيا أنه يسبقى حيا حتّى الصباح أو الظهر. لقد صرحت أغلب الروايات بأن ليس للانسان في هذه الدنيا سوى ما يقوم به من عمل صالح و ما ينتظر و من أمر و ثواب على ذلك العمل، و لعل الفارق بين العمل الصالح و الثواب، هو أن العمل صادر من الانسان بينما استحقاق الثواب متعلق بالفضل الالهي; أي أنه يعمل ما يجعله مشمولا بالفضل الالهي، و قد يشمل بهذا الثواب بالنية الحسنة و ان لم يقوم بعمل صالح أو يهديه الاخرون ثواب بعض الاعمال. على كل حال مشكلة الانسان الكبرى في هذه الدنيا انما تكمن في عدم درك لواقعيات، و ما أروع ما قاله أميرالمؤمنين بهذا الشأن: «رحم اللّه امرء علم من أين و في أين و إلى أين» فقد أختصر الدنيا في هذه المحاور الثلاث; المحاور التي لو إلتفت إليها الانسان لشملته الرحمة الالهية. يذكر أن الامام علي وقف على القبور و جعل يكلم الموتى قائلا: أما الاموال فقد قسمت و أما الدور فقد سكنت و أما الازواج فقد نكحت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم. ثم إلتفت إلى أصحابه و قال: «اَما لو اُذن لهم في الكلام لأخبروكم ان خير الزاد التقوى». ![]() |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أترك, تغادرنا, عودت, نسختك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc