مَا ضَرُورة الهُدوءَ النّفسِيَّ في حياتنا ..

[جَمِيلَة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا أخي زيان
بما أن ردي الاول طار في الهواء إذن سأحاول أن أرد بطريقة مختلفة.
أتفق معك في كل ما قلت، نعم الهدوء النفسي ضروري من أجل التحكم في الانفعالات واتخاذ القرارات الصحيحة.
من هنا نتساءل ما السبيل إلى ذلك؟
من الواضح أن الهدوء النفسي أمر مكتسب وليس فطري، والوصول إليه يتطلب عزما وجهدا كبيرا وتدريبا مكثفا فهو في حدّ ذاته قرار.
من وجهة نظري نحتاج إلى أمرين مهمين من أجل تحقيق ذلك:
أولا: عش لحظتك بكل ما فيها، فلا تبقى متعلّقا بالماضي حزينا على ما فات نادما متحسرا، ولا تكن قلقا على المستقبل خائفا من المجهول دائم الترقب والتوتر.
فكل هذا يجعل النفس مضطربة وغير متزنة والنتيجة تعب نفسي شديد وإرهاق جسدي من دون فائدة والضرر اللاحق واضح هنا.
ثانيا: عندما نعيش اللحظة ونركز عليها هذا لا يعني أننا لن نواجه أية مشاكل بالعكس قد تكون اللحظة حزينة أو سعيدة أوغير ذلك،
وهنا يبدأ التحدي الحقيقي: رحلة الإنسان نحو ضبط نفسه والتحكم فيها، علينا ان نتعلم برودة الأعصاب في اللحظات الحرجة وفي المواقف المثيرة للعواطف والمشاعر،
والرجوع خطوة إلى الوراء وعدم الاندفاع للرد مباشرة خصوصا إذا كانت المشاعر سلبية -بالرغم أننا نحتاج لضبط النفس حتى إن كانت مشاعرنا إيجابية ولكل شيء مقدار-
حتى لو كان ذلك يعني عند الكثيرين منافيا لطبيعة البشر الانسانية
فبالنسبة لهم من لا يكون له رد فعل عاطفي ميت ولا حياة له، ناسين ان هذه الأمور هي من ستدخله في دوامات من الأمراض والمشاكل النفسية،
كما أن القوي هو الذي يتحكم في عواطفه ولا يتركها تسيّره كيفما شاءت.
أخيرا: على الواحد منا أن يقلل الاحتكاك بمصادر القلق والتوتر قدر المستطاع، وأن يحضر نفسه لتلقي الأمور المزعجة بنفس متفتحة،
كأن يقلل اندفاعه للدفاع عن نفسه عندما يكون مظلوما أو عندما يتعرض للنقد الجارح والتهجم وغيرها من المواقف، وأن يتقبل كل ما يتعرض له مبدئيا ثم يأخذ وقته في التفكير في الرد
والمؤكد في هذه الحالة أنه لن يندم على قراره مثلما كان سيندم لو رد مباشرة وهو في حالة ثائرة.
المهم هذا رأيي في الموضوع
شكرا لك أخي زيان وبارك الله فيك
تحياتي