يقول ربيع المذخلي (( منذ نشأ الإخوان المسلمون وهم يقولون جهاد ! جهاد ،الدولة الإسلامية ، الخلافة الإسلامية .
والمسلمون في انحطاط على أيديهم وفي تقهقر إلى الوراء والوراء على أيديهم , مع الأسف الشّديد وهم يزعمون أنّهم دعاة الإسلام والمجاهدون باسم الإسلام ؛ ومع الأسف الشّديد لا يزيدون الأمّة إلاّ هلاكا ويقدمون شباب الأمّة هدايا على أطباق من الذهب كما يقال للأمريكان وللرّوس يذبحونهم كما يذبحون الفراريج والدّجاج ، يقدّمونهم هكذا لا عدّة من عقيدة ولا عدّة من مادّة وسلاح .
الله تبارك و تعالى شرع الجهاد في هذه الأمّة إذا كانت أمّة حقّا مؤهلة للجهاد بعقيدتها وبرجالها وبأخلاقها وبعدّتها المادية والعسكرية فهؤلاء لا عقيدة صحيحة ولا منهج صحيح ولا عدّة مادية .
ويقولون : الجهاد الجهاد .
أهلكوا الأمّة وهم والله يتمتّعون ويتلذذون بالمناصب وبالأموال والمآكل والمشارب ويذهب ضحيّة هذه الشعارات الفاسدة ، وهذا الصراخ المفتعل ، يذهب ضحايا كثيرة من أبناء المسلمين بهذه الشعارات والنّداءات الفارغة .
فعلى الأمّة أن ترجع إلى كتاب ربّها ، وسنّة نبيّها ؛ لتكون أمّة وسطا كما أخبر الله ، وكما وصف الله تبارك و تعالى ، ولتكون خير أمّة أخرجت للنّاس وبهذه العودة وباستعادة هذه المكانة عند الله عزّ وجلّ تعود العزّة والكرامة للأمّة ، ووالله لن تنفع هذه الشعارات هذه الأمّة أبدا بل ما تزيدها إلاّ انحطاطا ودمارا وذلاً وهوانا.
ألا فليدرك المسلمون مصدر عزهم ومصدر هلاكهم ! فيجتنبوا مصادر الهلاك ؛ ومنها هذا الغلو ، وكثير من هذا الغلوّ مفتعل والله أعلم ، ومصطنع ، وتعرف مصدر عزها فتهرع إليه وتعظّ عليه بالنّواجذ ، وتربّي أنفسها وأجيالها عليه ليحقق الله لهم ما حقّقه لأسلافهم الكرام.
أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمّة دعاة صادقين مخلصين يعودون بهم إلى مصدر عزّتهم وكرامتهم وسعادتهم ( كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) الذي فيه كلّ الكمال ومنه التّوسط والاعتدال.
أسأل الله أن يحقق ذلك .
وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ))