اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان و امل
لما ؟
يوم رحيلك اخبرني الجميع انني سأكبر و سأنسى
وبانك ستكون ذكرى يمحي الزمن عنوانها
اخبروني الكثير من الاكذوبات
وها أنا اليوم في الثالثة و العشرين
كبرت و لم انس
ها تسع سنين قد زحفت في ذاكرتي
وما تزال صورتك
حنانك
كلامك
حكاياتك
جديدة لم تُمس
يُلَمِّعُها الحنين كُلَّ ليلة و مع كل اشراق
كيف يسكن الجمال في يديك المتشقِّقَتينِ
و ضحَكة عينيك المُحاطة بالتجاعيد ؟
كيف لصوتك ينادي باسمي في زوايا البيت حتى بعد غيابك الذي لا ينقطع
صوتك لا ينقطع
يامينة ....يامينة ...
ولا ألتفت
لاني منذ سنين علمت اني لن اجدك في اي مكان
لا في غرفتك المُعتقة برائحة السنين
ولا في عُلِّيَة البيت حيث الارجوحة التي صنعتها لي
اشتاق اليك تدفعني بها لأطير
فمنذ رحيلك نسيت كيف أطير
وحبات التمر التي كنت تحتفظ لي بها في ثنايا مخدتك -تعلم كم احب التمر-
مازلت ابحث عنها في صندوقك الجميل
ومازلت اجده فارغا كالعادة
فانا لم اتعلم بعد
ان اجمل الاشياء قد تكون في ابسط الاماكن
ومازلت احب التمر
ولكن طعمه تغير كثيرا منذ رحيلك
لم تعد فيه حلاوة الحنان و الحكمة
كبرت كثيرا
ولم يعد احد يناديني ...يامينة...
لم اعد يامنة احد
واسمي لم يعد يشعرني بالامان
اسمي -ايمان- جاف و بارد
انا اليوم امرأة
وطبيبة كما تمنيت ان تراني
ولكن لن استطيع علاجك يوما كما تمنيتُ
مهما اجتهدت
فانت قد رحلت
امرأة انا اليوم يا جدي
ومازلت حفيدتك المشاغبة
ومع ان والدتي لم تعد تؤنبني كما كانت تفعل
الا ان الزمن مازال يفعل
ولا اجدك حتى تدافع عني
وتربِّت على رأسي بيدك المتعبة الكبيرة
وتطعمني تمرة او اثنتين بيدك
ولم انس يوما
ولن افعل
ابي كنت يا جدي و صديقي و معلمي
و كنت عضيما و لازلت
وفي قلبي خزَّان حنان منك مازال يتدفق
رغم طول السنين
ومازلت مشاغبة كما عرفتني
ومازلت احبك كما لم تعرف
ومهما اختفت الآثار و الشواهد
في قلبي ستبقى
المثال و البطل
حفيدتك
يامينة (ايمان)
|
إعلمي أني بكيت هنا
بكيت بحق دموع ساخنة
دموع خطت و نظمت وتعالت بالدعا
دموع رجت من الرحمان المغفرة لجدك
إعلمي أني بكيت بحرقة هنا
لست أعلم لما و لكن بكيت و تألم قلبي
يا يامينة