السّلام عليكم؛
شكراً لك أخي أنور؛ أؤمن بذالك وأكثر؛ فهم أممٌ مثلنا؛ سألني مؤخّراً أحد الأصدقاء؛ ممّن أتناقش معهُ في ميادين العلم؛ " هل للحيوانات عقل " الخلاصة؛ أنّنا لم نتّفق؛ إذ أنّني أقولُ؛ بأنّ الحيوان لديه مخٌ؛ لكنّه لم يرتقي إلى درجة العقل؛ فيعقلُهُ عن كذا أو كذا؛ أو يُوفِّقُهُ إلى الإستكشاف؛ ففي قضيّة آدم؛ عليه السّلام؛ أظنُّ أنّ هذه الخاصيّة هي اللّتي كانت مقصودة؛ فالملائكة؛ عليهم السّلام؛ لاعلم لهم إلاّ ما قد علّمهم ربُّ العزّة؛ أمّا الإنسان؛ فقد أودع للهُ فيه؛ استخراج العلم من العلم.
لنعد إلى الحيوان؛ فالحيوان لا يفعل إلاّ ما قد عُلِّم بغضّ النّظر عن الغريزة؛ ثمّ سقت لصديقي؛ تجربة واقعيّة؛ اجعل كلباً على مرتفع ثمّ علّمه كيف ينزل؛ فلو زدت في الإرتفاع ولو قليلا؛ لإختلطت عليه الأمور؛ بخلاف الطفل الصّغير؛ قد فعلت هذه التّجربة عند أحدهم؛ هناك أيضاً القصّة الشّهيرة لكلب بافلوف.
أمّا في مسألتك أخي أنور فهي الغريزة؛ وسأورد قصّةً واقعيّة؛ كنتُ ذات يومٍ مع أصدقاء الجامعة نتبادلُ أطراف الأحاديث؛ فإذا بنحلةٍ؛ كما يُقالُ " فارغَة شغُل " تطوفُ بنا؛ فانبرى لها أحدهم فقتلها؛ فقلتُ له لم قتلتها؛ ستأتيك جموعٌ وستكون قبلتهم دوننا؛ وماهي إلاّ دقائق حتّى صدَ ق حدسي؛ فجاءته نحلتين أو ثلاث؛ أنسيتُ العدد؛ فما تركاه وقد هجرنا مُسرِعا 
السّبب في رأيى هو اللّغة؛ فلكل ٍّ لُغتُهُ وإن لم نفهمها؛ فكيف إذاً عُرف قاتلُ النحلة؛ وقصّة الكلب اللّتي أوردها الأخ أنور.
ومسك الختام علينا أن نُحسن إلى الحيوان؛ فهو أمانةٌ في أعناقنا؛ فإذا كان للتسخير جزاءٌ؛ فاليكن الإحسانُ إليهم؛ وعندي فرضيّة؛ أنّ الحيوان قد يدعو بالخير لصاحِبِه؛ أو بالشرِّ عليهِ. و للهُ أعلمُ.
السّلام عليكم.