قبسات مضيئة من كتاب إلى" أين أيها الحبيب الجفري" - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قبسات مضيئة من كتاب إلى" أين أيها الحبيب الجفري"

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-01-02, 19:09   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نادية مجدوبي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم .

أختي الغالية لا تنزعجي من مداخلاتي انما أردت أن تكون لي ذخرا وشهادة ان شاء الله ، ولا تظني بأني لم أقرأ التعقيب فقد قرأته في احدى المنتديات .
ولا تظني أن لي حقدا على الدكتور صاحب التعقيب فهو أعلم مني .

أما المهاجر أقول لك " روح تداوي روحك راك مريض وبزاف عليك باش تطعن في أسيادك "

سامحيني أختي أم ادريس بعض المرات أنزعج تحياتي









 


قديم 2008-01-02, 19:18   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حبيبتي نادية مجدوبي ياريت تطولي بالك وترجعي تقرأي معي في منتدانا هذا !
و باللهجة الشامية :كتّر ألف خيرك ..










قديم 2008-01-04, 14:34   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي يروي الجفري حديثاً باطلاً وينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم !(رجل أخرج ريحاً

[align=center]ـ ويقول الجفري ص 64 : في معرض السخرية والتهكّم بالقائلين بوجوب الوضوء من أكل لحم الجمل((. . جاء في رواية أخرى أن رجلاً كان أكل من لحم القعود ثمّ خرج منه ريح . . . فلم يُرِدْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُحْرِجَه في المجلس ويقول له أنت خَرَجَ منك الريح ، قال : ((من أكل لحم القعود فليتوضَّأ)) . انتهى

ثمّ ادّعى الجفري أنّ الإمام الشافعي عمل بهذه القصّة السخيفة .

والمطلوب من الجفري أن يذكر لنا مصدر هذه الرّواية من كتب الحديث والسنّة المعتمدة !! لا من كتب القُصّاص .

وللعلم فإنّ أصل المسألة هو الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه([1])عن جابر بن سمرة أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أأتوضَّأُ مِنْ لحوم الغنم ؟ قال : ((إنْ شِئْتَ فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ)) قال أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : ((نعم فتَوَضَّأْ من لحوم الإبل)) قال أصلي في مَرَابِضِ الغنم ؟ قال : ((نعم))قال أصلي في مَبارِك الإبل ؟ قال : ((لا)).

والحديث الذي رواه أبو داود في سننه([2])عن البراء بن عازب قال : سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل فقال : ((توضَّؤوا منها))وسُئِلَ عن لحوم الغنم فقال : ((لا تَوَضَّؤوا منها))وسُئِلَ عن الصلاة في مَبارِك الإبل فقال : ((لا تصلوا في مَبَارِك الإبل فإنها من الشياطين))وسُئِلَ عن الصلاة في مرابض الغنم فقال : ((صلوا فيها فإنها بَرَكَةٌ)) .

فانظر كيف تحوّلت المسألة عند الجفري من أحاديث ونصوص نبويّة شريفة ، إلى قصّة سخيفة لا أصل لها !


--------------------------------------------

(1) كتاب الحيض ، باب الوضوء من لحوم الإبل .

(2) سنن أبي داود (1 / 96).
[/align]










قديم 2008-01-04, 15:36   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي إبليس سجّاد ورئيس للمقربين !!

[align=center]ـ وفي الصفحة 207 يقول الجفري : ((جاء في بعض الأخبار أن ما من موضع شبرٍ في الأرض إلا وقد سجد إبليس فيه لله سجدة ! وقد رقّاه الله حتى أذن له فأُصعِد إلى السماء ثمّ رُقِّيَ حتى أُدخل حظيرة المقرّبين ثمّ رُقِّيَ حتى صار رئيساً للمقرّبين)). انتهى
أقول : يا سبحان الله ، إبليس رئيس للمقرّبين ؟!
والذي نعرفه أنّ إبليس كان في السّماء ثمّ أُهبطَ إلى الأرض ، فكيف عَكَسَ الجفري الأمر ؟
وهل كلّما رأى الجفري قصّة مرويّة في بعض الكتب أخذها وألقاها للناس دون بيان صحّتها وسقمها ؟ ولماذا لا يقف الجفري إلا على أمثال هذه القصص ، والتي هي من الإسرائيليات الباطلة ؟ إنه حقاً أمرٌ عجيب ![/align]










قديم 2008-01-04, 15:40   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي يروي الجفري حديثاً باطلاً عن جبريل وميكائيل

[align=center]ـ وفي الصفحة 213 يقول الجفري :
((رُوِيَ أنّ جبريل وميكال بَكَيا لمّا طَرد الله إبليس بكاءً شديداً . فقال الله : ما يبكيكما ؟ قالا : يا رب ـ وأنت أعلم ـ هذا إبليس قرَّبتَه وارْتَضيته حتى جعلته طاووساً للملائكة وجعلته رئيساً للمقرّبين ، وفي ساعة واحدة أصبح مُبعداً مطروداً وصار عدوّاً لك مُتَوَعّداً بالنار ، وإنا نخشى أن يُصيبنا ما أصاب إبليس ، فقال لهما تعالى : هكذا فكونا )). انتهى
وأقول : أعوذ بالله من الجهل .
اللهُ تعالى يُخبرنا في محكم كتابه عن الملائكة خزنة النار فيقول : ((( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون ))) فما بالك بجبريل وميكائيل عليهما السلام ؟
إنّ طريقة تفكير الجفري المرتكزة على الخرافات والمستحيلات والممنوعات شرعاً وعقلاً تجعله يقبل مثل هذه القصص ، ولكن العجيب حقاً كيف لا يتورّع من التقوّل على الله تعالى ؟!
وإذا كانت الملائكة تبكي فهي تبكي على حال أمّتنا التي تُرَوَّجُ فيها أمثال هذه القصص في الكتب والفضائيّات .
[/align]










قديم 2008-01-04, 18:40   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية مجدوبي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم .


أما المهاجر أقول لك " روح تداوي روحك راك مريض وبزاف عليك باش تطعن في أسيادك "
صدقت والله ..فانا مريض من أفكار الصوفية المنحرفة ..وتعلقهم بالمشائخ ..وطلب النفع منهم بل ومن اصحاب القبور

وعدم دعوتهم إلى التوحيد ...لأنهم لا يعرفونه ..وفاقد الشيء لا يعطيه .....

أما ان يكون امثال الجفري هم أسيادي ..فلا كثرهم الله وأسأل اللله العظيم ان يقطع دابرهم ...

والسلام عليكم ورحمة الله









قديم 2008-01-06, 22:32   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










Exclamation الزعم بأن معروفاً الكرخي من أئمة الصوفية ونسبة الكلام للذهبي

[align=center]الخطأ 20 الزعم بأن معروفاً الكرخي من أئمة الصوفية ونسبة الكلام للذهبي:
-مقولة (وقبر معروف ترياق مجرّب) غير صحيحة سنداً ومعنى.
-كلام العلماء الكبار في أحكام زيارة القبور
-فتوى الإمام علي زين العابدين (ابن ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم)
-فتوى الإمام الحسن المثنى (ابن حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
-الإمام النووي يشرح آداب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
-فتاوى الغزالي وابن حجر الهيتمي والمناوي في بدع زيارة القبور

***

ـ قال الجفري في الصفحة 68 : ((روى الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه سير أعلام النبلاء في ترجمة (معروف الكرخي) وهو من كبار أئمّة الصوفيّة . . تلقى عن الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم . . . ثمّ قال : " وقبرُ معروفٍ ترياقٌ مجرّب " ، أثنى عليهم وأثنى على ضرائحهم فكيف على أشخاصهم ؟!)). انتهى

أقول : هذه محاولةٌ من الجفري لزجّ أمثال الشيخ معروف الكرخي ، رحمه الله ، في سلك المتصوّفة ، وهو بفعله هذا يشوش على الناس بأنّ أمثاله من صوفيّة اليوم هم أتباع لهؤلاء الرجال العبّاد الزهّاد ، وشتّان ما بين الشيخ معروف الكرخي وأمثاله ، وبين متصوِّفة اليوم !!

وإليكم البيان :

أولاً ، عندما ترجم الحافظ الذهبي للكرخي قال : معروف الكرخي عَلَمُ الزُّهاد ، بركة العصر، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز . انتهى . سِيَر أعلام النبلاء (8 / 216)

وكما ترون إنّ الذهبي لم يصفه بالصوفي أبداً لا في العنوان ولا في كل الترجمة .

ثانياً ، إنّ مقولةَ ((وقبُر معروفٍ ترياقٌ مجرّب)) رواها الحافظ الذهبي من قول إبراهيم الحربي وليست من قول الذهبي ، ثمّ إنّ أوّل من روى ذلك عن الحربي إنّما هو ابن حسين السُّلمي وهو عند أهل الحديث غير ثقة وغير معتمد وتُهْمَتُه أنّه يضع الأحاديث للصوفيّة . قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (5 / 158) : ((أبو عبد الرحمن بن حسين السلمي النيسابوري شيخُ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم تكلموا فيه وليس بعمدة )). انتهى

وقال الحافظ الذهبي في السِّيَر ( 13 / 156) : ((قال الخطيب : قال لي محمد بن يوسف القطّان النيسابوري : كان أبو عبد الرحمن السُّلمي غيرَ ثقَةٍ ، وكان يضع للصوفية الأحاديث)). ثمّ قال : ((وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديثُ وحكايات موضوعة ، وفي (حقائِقِ تفسيره) أشياءُ لا تسوغُ أصلاً ، عدَّها بعض الأئمّة مِنْ زَنْدَقَةِ الباطنيّة)).

وقال : ((قال الإمام تقيُّ الدين بن الصّلاح في (فتاويه) : وجدتُ عن الإمام أبي الحسن الواحدي المُفَسِّر رحمه الله أنّه قال : صنَّفَ أبو عبد الرحمن السلمي (حقائق التفسير) ، فإن كان اعتقد أنَّ ذلك تفسيرٌ فقد كَفَرَ !)). انتهى

وبصَرْف النظر عن حقيقة مَنْ وراء تلك المَقولة وإيراد الذهبي لها ، فإنّه من غير المقبول ذِكْرُ كلامٍ ليس له مستندٌ شرعيّ فكيف بكلامٍ مخالف للشرع ؟! وهل يُعرفُ الحقُّ بالرِّجال أم يُعرَفُ الرِّجالُ بالحق ؟

واللاّفت للانتباه أنّ الجفري لم يقتدِ بالحافظ الذهبي عندما حكم على الأحاديث والقصص التي يرويها الجفري على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّها موضوعة ومكذوبة ، في حين أنّه صار عنده إماماً يُقتدى به لأجل هذه المقولة الغريبة التي أوردها ؟!

وإليكم ما قرَّرَه أئمّة الإسلام الكبار في هذا الخصوص : ذَكَرَ القاضي عياض في كتابه (الشفا) في حكم زيارة قبره صلى الله عليه وسلم :

((وقال مالك ، كما في المبسوط : لا أرى أن يقفَ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ، ولكن يسلّم ويمضي . وقال مالك في المبسوط : وليس يَلزَمُ من دَخَل المسجدَ وخرج منه من أهل المدينة الوقوفُ بالقبر ، وإنما ذلك للغرباء . فقيل له : فإن ناساً من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه ، يفعلون ذلك في اليوم مرةً أو أكثر ، وربّما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة والمرتين أو أكثر عند القبر فيسلِّمون ويَدْعون ساعة ! فقال : لم يبلغني هذا عن أحدٍ من أهل الفقه ببلدنا ، وتَرْكُه واسع ولا يُصلِحُ آخرَ هذه الأمة إلا ما أَصْلَحَ أوّلها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمّة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده)). انتهى

وروى البخاري في تاريخه (2 / 186) ، والضياء المقدسي في (المختارة) ، وأبو يعلى في (المسند) ، والقاضي إسماعيل عن الإمام علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يجيء إلى فُرجةٍ كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال : ألا أحدّثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا بيوتكم قبوراً ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم)).

وقال سعيد بن منصور في سننه : حدثنا عبد العزيز بن محمد قال أخبرني سهل بن سهيل قال : رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشّى ، فقال : هلمّ على العشاء ، فقلت لا أريده ، فقال ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت : سلّمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إذا دخلتَ المسجد فسلّم ، ثمّ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تتخذوا قبري عيداً ، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، وصلّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ، لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ما أنتم ومَنْ بالأندلس إلا سواء ([1]). انتهى

هذا كلام علماء الإسلام في مسألة الدّعاء عند قبر سيّدِ الخَلْق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما بالك بمن هو دونه بكثير ؟

والعلماء يقولون ذلك لأنّهم يضعون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبَ أعينهم ، أليس هو القائل : ((لا تجعلوا قبري عيداً)) رواه أبو داود ، أليس هو القائل : ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبَد)) رواه مالك وأحمد .

قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله في كتابه الإيضاح في مناسك الحج (ص 501) ( . . لا يجوز أن يُطاف بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكره إلصاق البطن والظهر بجدار القبر قاله الحَليمي وغيره ، ويكره مَسْحُه باليد وتقبيله بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضر في حياته صلى الله عليه وسلم . هذا هو الصواب وهو الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه ، وينبغي أن لا يغترّ بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك ، فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء ولا يُلتفت إلى مُحْدَثات العوام وجهالاتهم . ولقد أحسن السيد الجليل أبو علي الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى في قوله ما معناه : ((اتّبعْ طُرُق الهدى ولا يضرُّك قلّة السالكين ، وإيّاك وطُرُق الضلالة ولا تغترّ بكثرة الهالكين)). ومَنْ خطر بباله أنّ المسحَ باليد ونحوَه أبلغ في البركة فهو من جهالته وغفلته ، لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع وأقوال العلماء وكيف يُبتغى الفضل في مخالفة الصواب ؟)). انتهى كلام النووي .

وقال ابن حجر الهيتمي الشّافعي الصوفي في حاشيته على كلام النووي : (( . . ومِنْ ثَمَّ قال في الإحياء مسُّ المَشاهد وتقبيلُها عبادةُ النصارى واليهود ، وقال الزعفراني ذلك من البدع التي تُنكر شرعاً ، وروى أنسٌ أنه رأى رجلاً وضع يده على القبر الشريف فنهاه وقال : ما كنا نعرف هذا ، أي الدنو منه إلى هذا الحد . وعُلم مما تقرر كراهة مسِّ مَشاهد الأولياء وتقبيلها . . . . ويكره أيضاً الانخفاض للقبر الشريف وأقبح منه تقبيل الأرض له ، لكن قال غيره هذا في الانحناء بمجرّد الرأس والرقبة أمّا بالركوع فهو حرام وأمّا تقبيل الأرض له فهو أشبه شيء بالسجود بل هو هو ، فلا ينبغي التوقف في تحريمه)). انتهى

وقال الشيخ المناوي الشافعي الصوفي في (فيض القدير) عند شرحه لحديث ((لا تجعلوا قبري عيداً ، وصلّوا عليَّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) : وقيل : العيد ما يعاد إليه ، أي لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلّوا عليَّ ، فظاهره منهي عن المعاودة والمراد المنع عمّا يوجبه ، وهو ظنّهم بأن دعاء الغائب لا يصل إليه ويؤيده قوله ((وصلّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) أي لا تتكلّفوا المعاودة إليّ فقد استغنيتم بالصلاة عليّ ، ثم قال المناوي : ويؤخذ منه أن اجتماع العامة في بعض أضرحة الأولياء في يومٍ أو شهر مخصوص من السَّنة ، ويقولون : هذا يوم مولد الشيخ ، ويأكلون ويشربون وربّما يرقصون فيه ، منهيٌ عنه شرعاً ، وعلى ولي الشرع ردعهم عن ذلك وإنكاره عليهم وإبطاله . انتهى

ثالثاً ، وأما قول الجفري إنّ الكرخي تلقّى عن الإمام علي الرضا !

فقد روى الحافظ الذهبي في ترجمته قائلاً : ((وقد حكى أبو عبد الرّحمن السلمي شيئاً غيرَ صحيح ، وهو أنّ معروفاً الكرخي كان يَحْجُبُ عليَّ بن موسى الرضا ، قال فكسروا ضِلعَ معروف ، فمات ، فلعلَّ الرضا كان له حاجبٌ اسمُهُ معروف ، فوافق اسمه اسمَ زاهد العراق)). انتهى

--------------------------------------------

(1) ورواه الذهبي أيضاً في سِيَر أعلام النبلاء (5 / 399) .
[/align]










قديم 2008-01-06, 23:21   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أبو مريم
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في الاخت أم ادريس .










قديم 2008-01-08, 14:47   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بورك أخي الكريم[/align]










قديم 2008-01-08, 18:34   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الزعم أن الذهبي وابن الجوزي يستخدمان كلمة صوفي للمدح

[align=center]
- الذهبي يذمّ غلاة الصوفية

-ابن الجوزي من أشد الناس على المتصوفة


وفي الصفحة 67 زعمَ الجفري أنّ مجرّد إيراد العلماء لتراجم الصوفيّة في كتبهم (مثل ابن الجوزي والذهبي) إنّما هو دليل على افتخارهم بهم ، وصِفَةُ الصوفية عندهم إنما هي صفةُ مدح !

وأقول : من أين له أن الحافظ الذهبي أو الإمام ابن الجوزي إذا أرادا أن يمدحا أحداً قالا عنه إنه صوفي ؟!

إننا إذا نظرنا في كل تراجم السِّيَر نجد أنّ الحافظ الذهبي يُعدد أوصاف الشخص الذي يُترجم له ؛ فيقول عنه مثلاً : الشيخ الشافعي النحوي المسند النيسابوري . أو يقول : الشيخ المعمّر الأصولي الحنفي المتكلّم البغدادي .

فهل يسوغ للجفري أن يقول : إن الذهبي إذا أراد أن يمدح رجلاً قال عنه إنه حنفي ! أو لغوي ! أو نحوي أو بغدادي ؟

لا أظنه يقول ذلك ، فلماذا عدَّ كلمة الصوفي مدحاً ؟!

وإننا إذا تأمّلنا في ترجمة الإمام الذهبي للكثير من أشياخه أو أصحابه أو من يُجِلُّهم ، لا نجده يقول عنهم الصوفي !! بل على العكس نجده كثيراً ما يذمّ تراجم المتصوّفة وينكر عليهم بشدّة انحرافاتهم وبدعهم ، وهذا كتابه بين أيديكم ، وإليكم مثالاً على ذلك : جاء في ترجمة "سعيد بن عبد العزيز بن مروان"

قال أبو نُعيم الحافظ : ((تخرَّج به جماعة من الأعلام كإبراهيم بن المولد وكان ملازماً للشرع متبعاً له)).

قال الذهبي : قلتُ : يعني أنه كان سليماً من تخبيطات الصوفية وبِدَعِهم . (السِّيَر 11 / 455)

فما رأي الجفري بهذا ؟

ومسألة أن يورد الذهبي تراجمَ الصوفيّة في كتابه لا يمكن جعلها بمنزلة الرضا بعقائد بعضهم الباطلة ، لأنّ الإمام الذهبي وغيره يوردون في كتب التراجم أسماء وتراجِمَ للنصارى والمجوس واليهود فهل يعني هذا أنّهم راضون عن عقائدهم ؟ ما هذا الفهم العجيب ؟ ولكن الذي حملَ الجفري على زعمه ذلك ، فيما أظن ، هو رغبته في تهييج العامّة ، على أهل العلم الذين يُنكرون عليه ، فلذلك يحتال بكل حيلة ،ولو كانت غير معقولة ، لأنّه يُخاطبُ أناساً لا يفقهون دلالة هذه الأمور .وأمّا الإمام ابن الجوزي الذي يتقوّى به الجفري ، ويُلَبِّسُ على الناس فيوهمهم أنّ الإمام ابن الجوزي يعظّم الصوفيّة ، فأقول له : مادام ابن الجوزي مَرْضيّاً عندك وأنتَ تمدحه وتستشهد بكتبه ، فأنا أدعو الجميع لقراءة كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزي الذي يفضح فيه حقيقة ما كانت عليه الصوفيّة ويُبيّن أحوال رجالاتها وتلعّب الشيطان بهم .

على سبيل المثال قال ابن الجوزي في كتابه (تلبيس إبليس) ص447 : ((وبإسنادٍ عن أحمد بن أبي الحواري يقول حدثنا وكيع قال سمعت سفيان يقول سمعت عاصماً يقول ما زلنا نعرف الصوفية بالحماق إلا أنهم يستترون بالحديث . وبإسناد عن يحيى بن يحيى قال الخوارجُ أَحَبُّ إليَّ من الصوفية . وبإسناد عن يحيى بن معاذ يقول اجتنب صحبة ثلاثة أصناف من الناس : العلماء الغافلين والفقراء المداهنين والمتصوفة الجاهلين . وقد ذكرنا (الكلام لابن الجوزي) في أول ردنا على الصوفية من هذا الكتاب أنَّ الفقهاء بمصرَ أنكروا على ذي النون ما كان يتكلم به وببسطام على أبي يزيد وأخرجوه وأخرجوا أبا سليمان الداراني وهرب من أيديهم أحمد بن أبي الحواري وسهل التُستري ، وذلك لأن السلف كانوا ينفرون من أدنى بدعة ويهجرون عليها تمسكاً بالسنة)). انتهى

وفي الصفحة ( 257) روى ابن الجوزي عن الإمام الكبير عبد الرحمن ابن مهدي (198هـ) قوله في الصوفية فقال : قال الخلال أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة قال حدَّثنا إسحق بن داود بن صبيح قال : قلت لعبد الرحمن بن مهدي ، يا أبا سعيد إن ببلدنا قوماً من هؤلاء الصوفية فقال : ((لا تقرب هؤلاء فإنا قد رأينا من هؤلاء قوماً أخرجهم الأمرُ إلى الجنون ، وبعضهم أخرجهم إلى الزندقة)).انتهى

ولا أدري ماذا سيكون حال الجفري بعد أن يطّلع قرّاؤه على كتاب ابن الجوزي الفاضح للصوفيّة في عصره !!
[/align]










قديم 2008-01-09, 17:12   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الزعم أن الإمام النووي إذا أراد الثناء على أحد وصفه بأنّه كان صوفيّا أو من الصوفية

[align=center]
-كلمة الصوفية وما تعنيه
-الإمام النووي عندما يذكر التصوف فهو يقصد التصوّف المحمود
-الإمام النووي يقول بأن كل ما يخالف أصول الدين فهو بدعة ، ويقول بوجوب الإنكار على من يخالف الشرع من الصوفية:


وفي الصفحة 66 قال الجفري (( إن الإمام النووي عندما ترجم رجالَ سَنَدِهِ لصحيح مسلم . . فإذا أراد أن يُثني على أحدٍ منهم يقول : وكان صوفياً . . وكان من الصوفيّة . . جعلها لفظة ثناء)). انتهى

وأقول : إنّ الذي يدفعني للوقوف عند هذه المسائل هو الفكرة المغلوطة التي يحاول الجفري أن يرسّخها في أذهان الناس ، وليس الحديث عن الصوفيّة بحدِّ ذاتها ، فكلمة الصوفيّة تعني طائفة من الناس فيهم الصالح وفيهم الطالح ، فلا يمكن أن تكون كلمة مدحٍ بإطلاق ، وهذا المعنى واضح عند علماء الإسلام ، وقول الجفري إنّ الإمام النووي إذا أراد أن يُثني على أحد قال عنه وكان صوفياً ، غير صحيح بل هو تقوُّلٌ من الجفري على الإمام النووي ! وهذا لا يجوز كما لا يجوز التّقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم . وإذا عدنا إلى كلام النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم نجده لم يذكر كلمة الصوفية إلا في ترجمة اثنين من رجال سنده فقط ، وفي كلتا الترجمتين كان ينقل الكلام عن غيره وليس في الكلام سوى ذكر حال الرّجل ، أمّا الأول وهو محمد بن الفضل الفراوي فقد روى عن عبد الغافر أنه ذَكَرَه فقال : هو فقيه الحرم البارع في الفقه والأصول الحافظ للقواعد ، نشَأَ بين الصوفيّة في حجورهم ووصل إليه بركات أنفاسهم . وأمّا الثاني فهو محمد بن عيسى الجُلودي وقد روى عن الحاكم أنه قال فيه : كان شيخاً صالحاً زاهداً من كبار عُبّاد الصوفيّة . انتهى([1])

فكما هو واضح أنّ كلمات الثّناء هي قولهم : فقيه الحرم البارع في الفقه والأصول الحافظ للقواعد ، وكان شيخاً صالحاً زاهداً ، أمّا قولهم نشَأَ بين الصوفيّة في حجورهم ووصل إليه بركات أنفاسهم ، ومن كبار عُبّاد الصوفيّة ، فالثّناء فيه ليس على مطلق الصوفيّة وإنّما لكونه وصلت إليه بركات أنفاسهم ، لا انحرافاتهم ، أو لكونه مِنْ عُبّادهم وليس من فسّاقهم !

ثمّ إنّ هؤلاء الرّجال هم من أعيان المئة الثالثة والرّابعة حين كانت الصّوفيّة تطلق أيضاً على أهل الزّهد والصّلاح والتقوى في الغالب ، والإمام النووي عندما يقول عن شخص معتبر عنده إنه من الصوفيّة فهو يقصد التصوّف المحمود الذي وصفه في كتابه النافع (كتاب المقاصد) قائلاً : أصول طريق التصوّف خمسةٌ :

1ـ تقوى الله في السِّرِّ والعلانية .

2ـ واتّباع السُّنَّة في الأقوال والأفعال .

3ـ والإعراض عن الخَلْق في الإقبال والإدبار .

4 ـ والرِّضا عن الله تعالى في القليل والكثير .

5 ـ والرّجوع إلى الله في السَّرَّاءِ والضَّراء . انتهى([2])

ولا أعلمُ أحداً اعترض على هذا الكلام وإنّما الاعتراض كان وما يزال على المخالفين لهذه الأصول من الصّوفيّة ، والانتقاد الذي يوجّه للصوفيّة إنما هو لانحرافاتهم ومخالفتهم للشرع الحنيف ، وليس لأنّهم زهّاد أو عبّاد أو أهل ذِكْرٍ وصلاح !

وحاشا للإمام النووي أن يثنيَ على رَجُلٍ عُرِفَ عنه أنّه يُخالف الشرع في مسألة ما . وقد قال النووي : ((أصول الدِّين أربعة : الكتابُ والسُّنَّة والإجماعُ والقياسُ المعتبران . وما خالف هذه الأربعة فهوَ بدعةٌ ومرتَكِبُه مُبتدع ، يَتَعَيَّنُ اجتنابه وزَجْرُهُ . ومِنَ المطلوب اعتِقَادُ مَنْ عَلِمَ وعَمِلَ ولازَمَ أدَبَ الشَّريعة ، وصَحِبَ الصَّالحين . وأمّا مَنْ كان مسلوباً عقلُهُ أو مغلوباً عليه ، كالمجاذيب ، فنسلّم لهم ونفوّض إلى الله شأنهم ، مع وُجُوبِ إنكارِ ما يَقَعُ منهم مُخالفاً لظاهرِ الأمر ، حِفْظاً لقوانين الشَّرع)). انتهى([3])

فلماذا يخلط الجفري بين الأمرين ويقلب الحقائق ؟

أنا ، مثلاً ، أنتَقِدُ في هذا الكتاب على الشيخ الجفري عَدَمَ تورُّعِه في رواية الأحاديث الموضوعة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عزوه إيّاها إلى كتب السّنة وهي ليست فيها ! وعلى ذكره لقصص خرافيّة منافية للشريعة وعلى مخالفته لأئمّة الفقه والحديث ، وعلى كثرة غمزه وطعنه في إخوانه المسلمين المتمسِّكين بالسنَّة المطهَّرة ، وعلى قَلْبِهِ للحقائق التاريخيّة والعلميّة . ولم أتعرّض أبداً للكلام عن زهده وأذكاره وتأديبه لنفسه وتوكّله على الله وغيرها من الصفات الحميدة ، فهل سيُفَسِّرُ الجفري هذا النّقد العلمي على أنّه هجومٌ على الصّوفيّة لأنّه واحدٌ منهم؟ أم أنّه سيتعامل معه بتجرّد وإنصاف ؟ وهذا هو المأمول منه .

----------------------------------

(1) انظر شرح صحيح مسلم للنووي (1 / 112) .

(1) كتاب المقاصد في بيان العقائد وأصول الأحكام للإمام النووي (ص92) .

(2) المرجع نفسه (ص 34 ، 35).
[/align]










قديم 2008-01-12, 20:41   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 ادعاء الجفري أن أئمة طريق التصوف هم مالك وأبو حنيفة والشافعي !

ادعاء الجفري أن أئمة طريق التصوف هم مالك وأبو حنيفةوالشافعي !
-فتاوى الإمام مالك في الصوفية
-فتاوى الإمام الشافعي في الصوفية
-حقيقة موقف الأئمة من رجال التصوف المنحرفين
-فتوى تقي الدين السبكي الشافعي
-فتوى المحدث أبي العباس القرطبي في الصوفية
-تعليق الإمام ابن حجر العسقلاني على فتوى القرطبي
-الإمام السخاوي ينكر على السيوطي دعوى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة1
-شيخ الشافعية الحصني ينكر على المتصوفة
-بعض فتاوى علماء المذهب الحنفي في الصوفية
-فتوى الإمام القاضي أبي بكر الطرطوشي في مذهب التصوف
-كلام القاضي عياض في انحرافات الصوفية
-فتوى القاضي ابن العربي المالكي في طريقة التصوف
-فتوى الإمام القرطبي المفسر في الصوفية
-كلام الفقيه عبد الله الحفار المالكي في الصوفية
-كلام للإمام أبي حيان الأندلسي في بيان أشهر رجال التصوف المنحرفين
-الغرض من عرض أقوال من سبق هو بيان أن الجفري يقلب الحقائق
-ثمرة ما يدّعيه الجفري
-الجفري يعترف بوجود الكثير من الصوفية المنحرفين ولكن لا يبين من هم ولا ما هي انحرافاتهم ولا ينكر عليهم
-موقف علماء المسلمين من الصوفية يلخصه كلام لابن رجب الحنبلي
-السيوطي ينزه الشريعة عن عقائد بعض الصوفية في الحلول والاتحاد وينقل الإجماع على كفر أصحاب الحلول
-كلام بليغ للإمام الغزالي يبين فيه حقيقة دعاوى الصوفية والحكم عليهم :



[align=center]يقول الجفري ص69 : (( الإمام الشافعي ، الإمام مالك ، الإمام أبو حنيفة هم أئمة هذا الطريق ))!

وأقول : هذه مغالطة كبيرة ، واستخفاف بالقرّاء ! مِنْ أين لك أنّ هؤلاء الأئمّة كانوا أئمّة طريق التصوّف ؟

أمّا الإمام مالك والإمام أبو حنيفة رحمهما الله فكانا من أشدّ الناس في قمع البِدَع والانحرافات وتأديب أصحابها ، وكان منهجهما منعَ الناس من الغلوّ في الدّين . حتى قال الإمام أحمد ، رحمه الله : ((إذا رأيتَ الرّجلَ يبغُضُ مالكاً فاعلم أنّه مبتدع)) .

على سبيل المثال ، الصوفيّة أوّل ما ظهروا كان شعارهم لبس الصّوف وبه اشتُهِروا ، وقد قال الإمام العلاّمة البَحْر المُتفنّن ، أبو عبد الله محمد بن علي المازَرِي ( 453 ـ 536 هـ) في فتوى له : ((وقد سُئِلْتُ عن بعضِ لِباسِ هؤلاء المتّهمين([1]) للخزّ والمسوح والصّوف الخشن الأسود فأنكرتُ ذلك . وسُئِلَ الإمام مالك عن اللباس الخشن من الصّوف فقال : ((لا خيرَ في الشُّهْرة ، وينبغي أنْ يُخْفِيَ الإنسانُ مِنْ عَمَلِه)). وسُئِلَ في موضِعٍ آخر عن لباس الصّوف وهو قادر على الثّياب البيض ، فقال : ((لا أحبّه لِما فيه مِنَ الشُّهْرة ، وينبغي أنْ يُخْفِيَ الإنسانُ عَمَلَه)) ، فقيل له إنّما يَقصِدُ بهذا التّواضع ، قال : ((قد يَجِدُ بثَمَنِهِ مِنْ غليظ القطن ما يقوم مقامه)) ، فأنتَ تراه كيف أنكر هذه فكيف به لو سُئِلَ عن لباس المسوح والثّياب السود من الصوف ؟

هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((الْبَسوا البياض وكفّنوا فيه موتاكم فإنّه من أفضلِ لباسِكم))([2]) الحديث ، فهذه الصّفة مخالفة للحديث ولما رُوِيَ عن مالك ، فإن رَأَوْا مخالفةَ مَنْ تقدَّم برَأيٍ وتأويل لم يُترَكوا لرأيهم وبُيِّنَ لهم فسَادُ رأيهم)) انتهى(2)

جاء في كتاب (ترتيب المدارك) للقاضي عياض (2 / 54) :
((قال التِّنيسيُّ : كنا عند مالك وأصحابه حوله ، فقال رجلٌ مِنْ أهلِ نَصيبين : عندنا قوم يُقال لهم الصوفيّة ، يأكلون كثيراً ، ثمّ يأخذون في القصائد ، ثمّ يقومون فيرقصون ؟ فقال مالك : أَصبيانٌ هم ؟ قال : لا ، قال : أمجانينُ هم ؟ قال : لا ، هم قومٌ مشايخ ، وغيرُ ذلك عقلاء ، فقال مالك : ما سمعتُ أنّ أحداً من أهل الإسلام يفعلُ هذا !!
فقال له الرجل : بل يأكلون ، ثمّ يقومون ويرقصون دَوَائبَ ، ويلطم بعضُهم رأسه ، وبعضهم وجهه ، فضحك مالك ثم قام فدخل منزله ، فقال أصحابُ مالك للرجل : لقد كنتَ يا هذا مشؤوماً على صاحبنا ، لقد جالسناه نيِّفاً وثلاثين سنة ، ما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم !)). انتهى .
والإمام مالك رحمه الله وُلِدَ سنة (93هـ) ومات سنة (179هـ) .
وأمّا الإمام الشّافعي رحمه الله تعالى فقد أوقع الجفريّ نفسه في ورطة كبيرة عندما زجّه في دوّامة التصوّف . فقد ثبتَ عن الإمام الشّافعي بالأسانيد الصحيحة أنّه ذمّ التصوّف والصوفية في عصره بإطلاق :

1 ـ روى البيهقي في مناقب الشافعي (2 / 208): عن يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعت الشافعي يقول : ((لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمقَ)).

2 ـ عن الرَّبيع بن سليمان يقول : سمعت الشافعي يقول :

((ما رأيت صوفياً عاقلاً قط إلا مسلم([3]) الخوَّاص)).

3 ـ وعن إبراهيم بن المولد يحكي عن الشافعي أنه قال :

((لا يكون الصوفي صوفياً حتى يكون فيه أربع خصال كسولٌ أكولٌ نؤوم كثير الفضول)) .

4 ـ وروى ابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص371) عن الشافعي قوله : ((ما لزم أحدٌ الصوفيين أربعين يوماً فعاد عقلُه أبداً)) .

أليست هذه النصوص واضحة ودالّة على أنّ مراد الشافعي هو ذم طائفة الصوفيّة ؟ فهاهو يقول مَنْ تصوّفَ ، ويقول ما لزم أحد الصوفيين !

والإمام الشّافعي وُلِدَ سنة (150هـ) وتوفّي سنة (204هـ) أي إنّه عاصر نشْأة الصوفيّة والتي هي أرفعُ وأفضل من الصوفيّة المتأخّرة بكثير ، وقال فيها ما قَرَأتَ ، وكلامه هذا متواتِرٌ عنه ، فما جواب الجفري ؟!

وهناكَ أمرٌ مهم أحبُّ أن أنبّه عليه وهو أنّ الأسماء التي يوردها الجفري من حين لآخر أمثال معروف الكرخي ، وبشر الحافي وأمثالهم في معرض كلامه على الصوفيّة ، إنّما هو من قبيل التشويش وهذا فعلٌ قبيح ، أولاً لأنّ هؤلاء لم يصفهم العلماء بالصوفيّة وإنّما قالوا عنهم الزّهّاد والعبّاد والنّسّاك ! وهم محترمون عند جميع طوائف المسلمين ، وسِيَرُهم تُكَحِّل مجالسهم وخطبهم ، وتَرِقُّ القلوب بذِكْرِ مواقفهم وأحوالهم . بخلاف رجال التصوّف الفلسفي الذين يُخفي الجفري أسماءهم في كتابه أمثال الحلاّج وابن سبعين وابن الفارض وابن عربي وابن قسي وعبد الكريم الجيلي والتلمساني . . فهؤلاء هم الذين وصفهم العلماء بالمتصوّفة وهم الذين أنكر عليهم العلماء وشنّعوا على كُتُبهم والكثيرِ من أقوالهم ، ومع ذلك فالجفري يُعظّمهم كلّ التعظيم ويرفض أيّ انتقاد وُجّهَ إليهم ويستشهد بكتبهم .

وقد روى القاضي عياض في الشّفا (2 / 246) قال : ((وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية ، وقاضي قُضَاتِها أبو عمر المالكي ، على قتل الحلاّج وصَلْبِه لِدَعْوَاه الإلهية والقولِ بالحلول ؛ وقوله : أنا الحقُّ ، مع تمسُّكِه في الظّاهر بالشريعة ولم يقبلوا توبَتَه . وكذلك حَكَمُوا في ابنِ أبي الغَرَاقيد وكان على نحو مذهبِ الحلاّج بعد هذا أيَّامَ الراضي بالله وقاضي قضاة بغداد يومئذٍ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي)) . انتهى

على أنّ الإنكار اليوم على المتصوّفة ليس موجَّهاً لخصوص هؤلاء وإنّما هو موجَّهٌ لأمثال الجفري وشيوخه ومَنْ سَلَكَ مَسْلَكهم من رموز التّصوّف في هذا الزّمن ، وهذا الردّ الذي أكتبه أحد الأمثلة على ذلك ، فأنا أنتقد الأخطاء والبدع والانحرافات والأحاديث المكذوبة التي يصرّ الجفري على نِسبَتها للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولم أتعرّض لرجال التّصوّف في العصور السالفة ، فهل بوسع الجفري أن يُجيبَ على ذلك دون الالتفاف على الموضوع والزجّ بأسماءِ مَنْ سَلَفَ لإماعة المسألة ؟ ولماذا إلى الآن ، وبالرّغم من كل الانتقادات والنصائح التي وُجّهت للجفري من الشّيوخ والعلماء ، لم يتراجع عن أخطائه ويعلنْ توبته ويرجعْ للحق ؟ بل يعود للحديث عن العبّاد والزهّاد من التابعين وتابعيهم وكأنّ أحداً اعترض عليهم أو قدح فيهم ؟ وكأنّي به في فعله هذا يحوّل الذمّ الذي يتعرّض له هو ، إلى هؤلاء الكبار لكي يَهُبَّ الناس إلى الدفاع عنهم فيتبرّأ الجفري بتبرُّئهم . وإذا كان هذا هو قصده فعلاً فيا للأسف !!

وأمّا العلماء الذين يستقوي بهم ويجعلهم في المواجهة لكي يكسبَ قلوب البسطاء من الناس في فتنته هذه ، أمثال السبكي وابن حجر والسّخاوي وغيرهم من الأئمّة ، فهذه أيضاً ستنقلب عليه همّاً وحزَناً .

لأنّ هؤلاء هم الذين أنكروا على رموز التصوّف الذين ينافح الجفري عنهم([4]).

وإليكم بعض أقوال هؤلاء العلماء وأشياخهم وتلامذتهم في الصوفيّة ورجالاتها :

ـ قال الإمام تقي الدين السبكي الشافعي : ((ومَنْ كان مِنْ هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره ، فهم ضُلال جهالٌ ، خارجون عن طريقة الإسلام ، فضلاً عن العلماء)). انتهى . قال ذلك في باب الوصية من شرح المنهاج ونقله الكمال الدَّميري والتقي الحصني([5]). ـ وقال أبو العبّاس القرطبي المحدّث صاحب (المفهم في شرح صحيح مسلم) عند كلامه على الغناء عند الصوفيّة :

(( . . وأمّا ما ابتدعته الصوفيّة في ذلك ، فمِن قَبيل ما لا يُخْتَلفُ في تحريمه ، لكنّ النفوس الشهوانيّة غلَبَت على كثيرٍ ممن يُنسَبُ إلى الخير ، حتى لقد ظهَرَتْ من كثير منهم فَعَلاتُ المجانين والصبيان ، حتى رَقَصوا بحركاتٍ متطابقة ، وتقطيعاتٍ متلاحقة ، وانتهى التَّواقُحُ بقومٍ منهم إلى أن جعلوها مِنْ بابِ القُرَب وصالحِ الأعمال ، وأنَّ ذلك يُثمِرُ سَنِيَّ الأحوال ، وهذا على التحقيق : مِنْ آثار الزندقة ، وقول أهل المَخْرَقَة ، والله المُستعان )) انتهى
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي عقِبَه : ((وينبغي أن يُعْكَسَ مُرادهم ، ويُقرأ : (يُثمرُ سَيِّئَ الأحوال عوض سنيَّ الأحوال))) انتهى . فتح الباري (2 / 368) .

ـ وأما الإمام السّخاوي فمن أشهر الأمور التي كان ينكرها على المتصوفة ، ادّعاؤهم الاجتماع بالنبي ورؤيته يقظةً ! ولمّا ادّعى السيوطي ذلك أنكر عليه السخاوي ؛ مما جعل السيوطي ينظم أبياتاً يكفّر السخاوي فيها لأجل ذلك !!! ([6])

ومسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة هي من أولويات الجفري التي يدافع عنها فماذا سيفعل بإنكار السّخاوي لها مع استشهاده به ؟

ـ وقال الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي في كتابه كفاية الأخيار (1/ 159) وهو من الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي ، في كتاب الزكاة ؛ عند بيان الأصناف التي تُدفع إليهم الزكاة :

(( . . . الأراذل من المتصوّفة الذين قد اشتهر عنهم أنهم من أهل الصلاح المنقطعين لعبادة ربّهم ، قد اتخذ كل منهم زاوية أو مكاناً يُظهر فيه نوعاً من الذكر ، وقد لفَّ عليهم من له زي القوم وربّما انتمى أحدهم إلى أحد رجال القوم كالأحمدية والقادرية ، وقد كذبوا في الانتماء ، فهؤلاء لا يستحقّون شيئاً من الزكوات ، ولا يحلُّ دفع الزكاة إليهم ، ومَنْ دفعها إليهم لم يقع الموقع وهي باقية في ذمّته ، . . . . . . . . . . . . . .

ويجب على كل من يقدر على الإنكار أن يُنكر عليهم ، وإثمهم متعلّق بالحكام الذين جعلهم الله تعالى في مناصبهم لإظهار الحق ، وقمع الباطل وإماتة ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بإماتته والله أعلم)) . انتهى

ـ وقال الشيخ الحصني أيضاً في كفاية الأخيار (2 / 225) كتاب الأقضية عند ذكر من لا تُقبَل شهادتهم :

((. . . فلا تُقبل شهادة القمّام ، وهو الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها ، وكذا القيّم في الحمّام ، ومَنْ يلْعب بالحمام يعني يُطيّرها لينظر تقلّبها في الجو ، وكذا المغنّي سواء أتى الناس أو أتوه ، وكذا الرّقاص كهذه الصوفيّة الذين يسعون إلى ولائم الظلمة والمكسة ، ويُظهرون التواجد عند رقصهم ، وتحريك رؤوسهم ، وتلويح لحاهم الخسيسة كصنع المجانين ، وإذا قُرئ القرآن لا يستمعون له ، ولا يُنصتون ، وإذا نعق مزمار الشيطان صاح بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم وأزهدهم في كتاب الله ، وأرغبَهم في مزمار الشيطان وقرن الشيطان ، عافانا الله من ذلك)). انتهى

ـ وقال في (شرح الكنز) للنسفي الحنفي بعد ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلُّ لَعِبِ ابن آدم حرامٌ إلا ثلاثة : ملاعبة الرجل أهله ، وتأديبه لفَرَسه ، ومُناضَلَته لقوسه)): ((وهذا نصٌّ صريحٌ في تحريم الرقص الذي يسمّيه المتصوفة الوقتَ وسماع الطيب ، وإنّما هو سماعٌ فيه أنواعُ الفسق وأنواعُ العذاب في الآخرة)).

ـ وقال في (اليتيمة) : سُئل الحلواني (الحنفي) عمَّن سَمّوا أنفسهم الصوفيّة ، واختصّوا بنوع لِبْسةٍ ، واشتغلوا باللهو والرقص ، وادّعوا لأنفسهم المنزلَةَ ، فقال : أَفْتَرَوا على الله كذباً أم بهم جِنَّةٌ ؟ ! . انتهى .([7])

ـ وسُئل الإمام القاضي أبو بكر الطرطوشي المالكي (451 ـ 520 هـ) رحمه الله : ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصُّوفية ؟ وأُعْلِمَ ـ حَرَسَ الله مُدَّتَه ـ أنه اجتمع جماعة من الرجال ، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد صلى الله عليه وسلم ثمَّ إنهم يوقعون بالقضيب على شيء من الأديم ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد حتى يقع مغشيَّاً عليه ، ويحضرون شيئاً يأكلونه هل الحضور معهم جائز أم لا ؟ أفتونا مأجورين يرحمكم الله .

الجواب : ((ـ يرحمك الله ـ مذهبُ الصوفية بطالة وجهالة وضلالة ، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأما الرقص والتواجد فأوَّل من أحدثه أصحاب السامري ، لمّا اتّخَذَ لهم عجلاً جسداً له خوار قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون فهو دينُ الكفار وعبّاد العجل ، وأما القضيب فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى ، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار ، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها ، ولا يحلُّ لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ، ولا يعينهم على باطلهم وهذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق)). انتهى من تفسير القرطبي (11/ 237ـ 238) .

ـ وقال القاضي المالكي عياض (544هـ) في كتابه (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) : ((وكذلك أجمع المسلمون على تكفير من قال قول بعض المتصوفة : إن العبادة وطولَ المجاهدةِ إذا صَفَّتْ نُفُوسَهم أَفْضَتْ بهم إلى إسقاطِها وإباحةِ كل شيء لهم ، ورَفْعِ عَهْدِ الشرائعِ عنهم . . . . . . . وكذلك من أنكر الجنة أو النار أو البعث أو الحساب أو القيامة فهو كافر بإجماعٍ للنصّ عليه ، وإجماع الأمة على صحة نَقْلِهِ مُتَواتِراً ؛ وكذلك من اعترف بذلك ولكنه قال : إن المُراد بالجنة والنار والحَشْر والنَّشْر والثواب والعقاب معنى غير ظاهره وإنها لذَّاتٌ رُوحانية ، ومَعَانٍ باطنةٌ ؛ كقول النصارى والفلاسفة والباطنية وبعض المتصوفة وزعمهم أن معنى القيامة الموتُ أو فناءٌ مَحْضٌ ، وانتقاضُ هيئة الأفلاك ، وتحليل العالم كقول بعض الفلاسفة)). انتهى . الشفا (2 / 236ـ240) .

ـ ويقول القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي (543هـ) : (( فأما طريقة الصوفيّة أن يكون الشيخ منهم يوماً وليلة ، وشهراً ، مفكّراً ، لا يفتر ، فطريقةٌ بعيدة عن الصواب ، غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن)). انتهى أحكام القرآن (4/ 57).

ويقول الإمام أبو عبد الله القرطبي (671هـ) ، صاحب التفسير : ((وهذا السجود المنهيّ عنه قد اتخذه جُهَّالُ المتصوّفة عادةً في سماعهم وعند دخولهم على مشايخهم واستغفارهم ، فيرى الواحد منهم إذا أَخذه الحال بزعمه يسجد للأقدام لجهله ، سواء أكان للقبلة أم غيرها ، جهالة منه ، ضَلَّ سَعْيُهم وخاب عملهم)). انتهى الجامع لأحكام القرآن 1 / 293ـ 294) .

ـ وقال الفقيه الصالح أبو عبد الله الحفار المالكي (811 هـ):
((. . إن هذه الطائفة المنتمية للتصوف في هذا الزمان وفي هذه الأقطار ، قد عظُم الضرر بهم في الدين ، وفشت مفسدتهم في بلاد المسلمين ولاسيما في الحصون والقرى البعيدة عن الحضرة هنالك ، يُظهرون ما انطوى عليه باطنهم من الضلال ، من تحليل ما حرم الله والافتراء عليه وعلى رسوله . وبالجملة فهم قوم استخلفهم الشيطان على حَلِّ عُرى الإسلام وإبطاله ، وهدم قواعده)). انتهى . المعيار للونشريسي (11/ 42)

ـ وقال الإمام أبو حيّان الأندلسي إمام القراءات واللغة (745هـ) في كتابه (التفسير الكبير المسمّى بالبحر المحيط) وفي ذيله أيضاً المسمّى النهر المادّ ( 3 / 448) ، في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: ((( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ))) : ((ومِنْ بعضِ اعتقادِ النصارى استنبطَ مَنْ تستّر بالإسلام ظاهراً وانتمى إلى الصوفية حُلولَ الله تعالى في الصور الجميلة ، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة ، كالحلاج والشوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم بدمشق وابن الفارض ، وأتباع هؤلاء كابن سبعين وتلميذه التستري وابن المطرّف المقيم بمرسية والصفّار المقتول بغرناطة وابن لباج وابن الحسن المقيم بلوزقة ، وممن رأيناه يُرمى بهذا المذهب الملعون العفيف التلمساني وله في ذلك أشعار كثيرة ، وابن عيّاش المالقي الأسود القطيع المقيم بدمشق، وعبد الواحد بن المؤخر المقيم بصعيد مصر والأيكي العجمي الذي كان تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة من ديار مصر وأبو يعقوب بن مبشّر تلميذ التستري المقيم بحارة زويلة بالقاهرة ، والشريف عبد العزيز المنوني وتلميذه عبد الغفّار القوصي ؛ وإنما سردت أسماء هؤلاء نصحاً لدين الله ، يعلم الله ذلك ، وشفقة على ضعفاء المسلمين ليحذروهم فهم شرٌّ من الفلاسفة الذين يكذّبون الله ورسوله ويقولون بقدم العالم ، وينكرون البعث ؛ وقد أُولِعَ جهلة ممن ينتمي للتصوف بتعظيم هؤلاء ، وادّعائهم أنهم صفوة الله وأولياؤه . والردُّ على النصارى والحلولية والقائلين بالوحدة هو من علم أصول الدين)). انتهى .
[/align]










قديم 2008-01-12, 20:50   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 تتمة:ادعاء الجفري أن أئمة طريق التصوف هم مالك وأبو حنيفة والشافعي !

[align=center] أرأيتم كيفَ انقلبتَ القضيّة على الجفري فعلماؤنا منذ ظَهَرَت طائفة الصّوفيّة وهم يُنكرون عليها انحرافاتها ، ولو رُحْتُ أسردُ كلام وفتاوى علماء الإسلام من جميع المذاهب في الصّوفية وبدعهم والإنكار عليهم لطال بنا الأمر جداً ، وفيما ذكرتُ كفاية في هذا المقام . وليس غرضي الآن الكلام على الصوفيّة وما لهم وما عليهم وإنّما غرضي هو أن أبيّن أن الجفري يقلب الحقائق ويُوهم الناس بأنّ مخالفيه على الباطل ، وليس لهم سلفٌ في الأمّة ، والحقيقةُ كما نراها جليّةً تُظْهِرُ خِلافَ ما يدّعيه ، والمصيبة أنّ ما يدَّعيه ويُروِّجُه ليس له ثمرة إلا زرع الشحناء وبذر الشقاق بين المسلمين ؛ بصَرْف النظر عن التحريف العلمي والتاريخي الذي يفعله .

وفوق ذلك يقول الجفري ص70 : ((نعم أقول إن بعض من نُسِبَ إلى التصوف ، وكثيراً ممن نسب إلى التصوف في عصرنا هذا قد ضلّوا وحادوا عن الطريق ، لكن ليس هذا بمبرر للكلام عن الصّوفية )). انتهى .

إنه يعترف أن من الصوفية أناساً قد ضلّوا وحادوا عن الطريق ، وهذا ما يقوله علماء المسلمين منذ زمنٍ بعيد ، وهذه النقول السّالفة أكبر دليلٍ على ذلك ، ولكن مشكلة الجفري أنّه لا يريد وضع النقاط على الحروف ، وإلاّ فلماذا لا يسمّي لنا أولئك الضّالِّين والمتنكّبين عن الطريق القويم ؟ ولماذا لا يذكر ما هي انحرافاتهم وأخطاؤهم التي حادوا بها عن الطريق ؟ لماذا لا يكون واضحاً وصريحاً ؟ أفكلّما انتقد أحدٌ بِدَعَ الصوفيّة أو فلسفاتهم المنحرفة قام الجفري ليهجم عليه ويغمز فيه ويضخّم القصّة بدعوى أن انحراف الصوفيّة ليس بمسوغ للكلام عليهم ؟ وماذا سيقول عن مواقف علماء المسلمين في إنكار بدع الصّوفيّة هل سيقول إنّه لا مسوّغ لها ؟‍! علماً أنّ هؤلاء العلماء هم أنفُسُهم الذين يدّعي الجفري أنّهم يعظّمون الصوفيّة ويثنون عليها ! وليته ضَرَبَ لنا أمثلة من كلامهم حتى نصدّق دعواه .

والعجيب من الجفري أننا لم نسمعه أبداً يُنكر على الذين ذَكَرَهم مِنَ الصوفيّة الضّالين ، ولم يضرب أيَّ مثالٍ على ضلالهم ، في حين أنّنا نجده دائِمَ الإنكار على الذين يُنادون بالتّمسّك بالسنّة ، ويَضرب لذلك عشرات الأمثلة . وكما رأينا في هذا الكتاب فإنّ كل أمثلته تلك لم تكن صحيحة أو واقعة !

إنّ موقف علماء المسلمين من الصّوفيّة يُلَخّصه كلام الإمام الرَّباني الزاهد العابد الحافظ زين الدِّين عبد الرحمن بن رجب الحنبلي الدمشقي رحمه الله (795هـ) في كتابه النافع (فضلُ عِلْمِ السَّلف على الخَلَف) قال : ((ومما أُحْدِثَ مِنَ العلوم الكلام في العلوم الباطنة من المعارف وأعمال القلوب وتوابع ذلك بمجرّد الرّأي والذّوق ، أو الكشف ، وفيه خطرٌ عظيم . وقد أنكرَهُ أعيانُ الأئمّة كالإمام أحمد وغيره .

وكان أبو سليمان يقول : إنّه لَتَمُرُّ بي النُّكتَةُ من نُكَتِ القوم فلا أقبلها إلاّ بشاهدين عدلين : الكتاب والسّنة .

وقال الجُنيد : عِلْمُنا هذا مقيّدٌ بالكتاب والسّنة ، مَنْ لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يُقتدى به في علمنا هذا .

وقد اتّسَع الخرقُ على الرَّاقع في هذا الباب ودَخَلَ فيه قومٌ إلى أنواع الزّندقة والنّفاق ودعوى أنّ أولياء الله أفضل من الأنبياء ، أو أنّهم مستغنون عنهم ، وإلى تَنَقُّص ما جاءت به الرّسل من الشرائع ؛ وإلى دعوى الحلول والاتحاد ، أو القول بوحدة الوجود، وغير ذلك من أصول الكفر والفسوق والعصيان ، كدعوى الإباحة ، وحلّ محظورات الشرع .

وأدخلوا في هذا الطريق أشياء كثيرة ليست من الدِّين في شيء .

فبعضها زعموا أنه يحصُلُ به ترقيق القلوب كالغناء والرّقص .

وبعضها زعموا أنه يُراد لرياضة النفوس كعشق الصّور المحرّمة ونظرها .

وبعضها زعموا أنه لكسر النفوس والتواضع كشهرة اللباس ، وغير ذلك مما لم تأت به الشريعة . وبعضُه يصُدُّ عن ذِكْرِ الله وعن الصّلاة كالغناء والنظر إلى المحرّم . وشابهوا بذلك الذين اتّخذوا دينهم لهواً ولَعِباً)). انتهى([8])

وجاء في رسالة السيوطي (تنْزيه الاعتقاد عن الحلول والاتحاد) : ((وقال القاضي عياض في (الشّفا) ما معناه : أجمَعَ المسلمون على كفر أصحاب الحلول ومَنْ ادّعى حلول الباري سبحانه في أحد الأشخاص كقول بعض المتصوّفة ، والباطنيّة ، والقرامطة . وقال في موضع آخر :

ما عرفَ الله مَنْ شبَّهه وجسَّمَه مِنَ اليهود أو أجاز عليه الحلول والانتقال والامتزاج من النّصارى . ونَقَلَه عنه النووي في شرح مسلم )). انتهى([9])

ـ وقال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين (1 / 39) : ((وأما الشَّطحُ : فنعني به صنفين من الكلام أَحْدَثَهُ بعض الصوفيّة أحدهما الدَّعاوي الطويلة العريضة في العشق مع الله تعالى ، والوصال المُغني عن الأعمال الظاهرة حتى ينتهي قومٌ إلى دعوى الاتحاد وارتفاع الحجاب والمشاهدة بالرؤية والمشافهة بالخطاب ، فيقولون : قيل لنا كذا ، وقلنا كذا ، ويتشبهون فيه بالحسين بن منصور الحلاّج الذي صُلِبَ لأجل إطلاقه كلمات من هذا الجنس ، ويستشهدون بقوله أنا الحق ، وبما حكي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال سبحاني سبحاني ، وهذا فنٌ من الكلام عظيمٌ ضَرَرُهُ في العوام ، حتى ترك جماعةٌ مِنْ أَهل الفلاحة فلاحَتَهم وأظهروا مثل هذه الدعاوي ، فإن هذا الكلام يَسْتَلِذُّه الطَّبْعُ إذ فيه البطَالة من الأعمال مع تزكية النفس بدرك المقامات والأحوال ، فلا تعجز الأغبياء عن دعوى ذلك لأنفسهم ، ولا عن تلَقُّف كلماتٍ مخبّطة مزخرفة ، ومهما أُنكِرَ عليهم ذلك لم يعجزوا عن أن يقولوا : هذا إنكارٌ مصدَرُه العلم والجدال ، والعِلْمُ حِجَاب ، والجدلُ عَمَلُ النَّفس ، وهذا الحديث لا يلوح إلا من الباطن بمكاشفة نور الحق ، فهذا ومثله مما قد استطار في البلاد شَرَرُه ، وعَظُمَ في العوامِّ ضَرَرُه ، حتى مَنْ نَطَقَ بشيءٍ منه فَقَتْلُهُ أَفْضَلُ في دِينِ الله مِنْ إِحياءِ عَشرة )). انتهى

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) وكان قد سُئِلَ عن بعض الصّوفيّة يقومون ببعض البدع .

(2) رواه أبو داود والترمذي وقال : حسنٌ صحيح .

(3) المعيار للونشريسي (12 / 364) ، وكلام الإمام مالك رواه فقيه الأندلس أبو عبد الله محمد العُتبي القرطبي المتوفى سنة (255هـ) في كتابه المستخرجة المعروف بالعتبية(18 / 431) .

(4) هكذا هي في الأصل المنقول عنه ، وهي لغة الشافعي ، أي كتابة المنصوب بدون الألف على لغة ربيعة بالوقف عليه كالوقف على المرفوع . صرّح بذلك العلاّمة أحمد شاكر في تحقيقه لكتاب (الرسالة) للشافعي ص661 .


(5) تنبيه : إنّ مصطلح الصوفية طيفُه واسع وصار يشمل العديد من الشخصيات المرموقة في التاريخ الإسلامي ، والمهم في الموضوع أنّ الموصوفين بهذا الاسم منهم قومٌ عُبَّاد وزهّاد وأهل ذكرٍ وورع ، ومنهم فلاسفة وملاحدة وفسّاق وأهل بدعٍ وجرأة على الدِّين ، فإذا أطلق اسم الصوفيّة في معرض الذم والقدح فهو منصرفٌ إلى القسم الثاني حتماً .

(6) انظر كتاب (تنبيه الغبي) للإمام برهان الدين البقاعي الشافعي (ص68) .

(7) انظر مقامات السيوطي (ص947) . حيث تكلّم السيوطي بكلامٍ طويل كلّه شتائم وسِباب وختَمَه بقوله :

إنَّ السَّـــخاوي فَشَـرْ**********وقـــال هــجراً وكـــفر

أراد أن يُـنـكـر مـــا ********** صِــرْنَــا إلــيـه فـكـفر

(8) انظر الصفحة 36 من كتاب (الرّهص والوقص لمستحلّ الرّقص) للعلاّمة إبراهيم الحلبي الحنفي (956هـ) صاحب كتاب (ملتقى الأبحر) بتحقيق الأستاذ حسن السماحي سويدان .

(9) كتاب فضل علم السلف على الخلف لابن رجب الحنبلي (ص31) .

(10) انظر الحاوي للفتاوي (2 /133) ، وكلام القاضي عياض في الشّفا (2 /236) وتمامه : ((وكذلك من ادَّعى مجالسة الله ، والعروجَ إليه ، ومكالمَتَه ، أو حلوله في أحد الأشخاص ؛ كقول بعض المتصوّفة و. . )). وكلام النووي في شرح مسلم (1 /199
)
[/align]










قديم 2008-01-23, 15:05   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs down طريقةٌ مشوَّشة ومتناقِضة !

[align=center] طريقةٌ مشوَّشة ومتناقِضة !

فالجفري في كتابه يهاجمُ أُناساً لأنّهم يتطاولونَ على الأئمّة الكبار كالشّافعي وأحمد وغيرهما ، والعجيب أنّه إذا كان هناك أناسٌ يفعلون ذلك كما يقول الجفري ، فهم قطعاً ليسوا من أهل العلم أو الدّعاة .

إذاً فما الدّاعي لذكر هؤلاء في معرِض الكلام عن العلماء الذين يُنكرون على الجفري وأضرابه مذهَبهم ؟ الجواب واضح : فالدّاعي لذلك هو تهييج العوام على أهل العلم ، وكسبُ تأييدهم لمصلحته لأنّه ؛ كما يوهمهم ؛ الحريص على علم الأئمّة !! هكذا كان ديدَنُه من أوّل الكتاب لآخره ، ولكنّه في كلّ مرّة يُخفق وتنقلبُ القضيّة عليه !

ولكن ، ويا للأسف ، قلَّة علم جمهوره بمذاهب العلماء وفتاويهم جَعلهم لا ينتبهون لذلك !

فعند تعرّضه لمسألة الوضوء من أكل لحم الجمل ، وصَفَ القائلين بوجوبه أنهم بحاجة إلى تأدّب ، وأنّه ينبغي لهم ألاّ يأخذوا بظاهر النّص ،ثمّ قال وإنّ فهم النص إن أخذناه بمجرّد الفهم الظاهر . . فهذا أمرٌ يحتاج إلى توقّف وتنبّه !

ولكي تروا كيف يُناقض نفسه فإنّ الإمام أحمد بن حنبل مذهبه الأخذ بظاهر النصوص ! وهؤلاء الذين يهجم عليهم إنّما هم متّبعون لمذهب الإمام أحمد ! فمن الذي يتطاول على الأئمّة ؟!

وكذلك فإنّ الإمامين الشّافعيين البيهقي والنووي قالا بوجوب الوضوء من لحم الجمل عملاً بالحديث !

قال الإمام البيهقي في كتابه معرفة السنن والآثار (1/ 254) : ((وحكى بعضُ أصحابنا عن الشافعي أنه قال في بعض كتبه : ((إنْ صحَّ الحديثُ في الوضوء من لحوم الإبل قلتُ به)) وقد صحَّ فيه حديثان عند أكثر أهل العلم بالحديث)). انتهى

وقال الإمام النووي في كتابه المجموع شرح المهذَّب ، في آخر (باب الأحداث التي تنقض الوضوء) معلقاً على قول المصنف : ((وكذلك أكل شيء من اللحم لا ينقض الوضوء وحكى ابن القاصّ قولاً آخر أن أكل لحم الجزور ينقض الوضوء)) قال النووي : ((. . . وفى لحم الجَزور ، قولان : الجديد المشهور لا ينتقض وهو الصحيح عند الأصحاب ، والقديم أنه ينتقض وهو ضعيف عند الأصحاب ولكنه هو القوي أو الصحيح من حيث الدليل وهو الذي أعتقدُ رجحانه ، وقد أشار البيهقي إلى ترجيحه واختياره والذب عنه وسترى دليله إن شاء الله تعالى . . . . . . . . . . . وقالت طائفة يجب من أكل لحم الجزور خاصة وهو قول أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه ويحيى بن يحيى ، وحكاه الماوردي عن جماعة من الصحابة : زيد بن ثابت وابن عمر وأبي موسى وأبي طلحة وأبي هريرة وعائشة ، وحكاه ابن المنذر عن جابر بن سمرة الصحابي ومحمد بن إسحاق وأبي ثور وأبي خيثمة ، واختاره من أصحابنا أبو بكر بن خزيمة وابن المنذر ، وأشار إليه البيهقي كما سبق . . . . . وقال إمام الأئمة محمد بن إسحاق ابن خزيمة : لم نر خلافاً بين علماء الحديث في صحة هذا الحديث وانتصر البيهقي لهذا المذهب)) انتهى . المجموع (2 / 56 ـ 59)

وقال الإمام الشافعي في كتابه الأُمّ (1 / 113) : ((فكان صلى الله عليه وسلم يكره أن يصلي قرب الإبل لأنّها خُلِقَت من جِنّ ، لا لنجاسة موضعها)) انتهى .

فمن الذي يتطاول على الأئمة ؟
[/align]










قديم 2008-01-23, 15:08   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[align=center]وفي ص235 وُجِّهَ إليه سؤال هل زيارة القبور للمرأة محرّمة ؟ فبادر بالجواب : ((يقولون إنّ زيارة القبور للمرأة محرّمة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((لعنَ الله زوّارات القبور)) هذا حديثٌ صحيح ، لكنّ المشكلة أنّ هؤلاء الإخوان ؛ هدانا الله وإيّاهم ؛ يقفزون إلى الأحاديث دون أن يرجعوا إلى كلام أهل العلم في فهم الأحاديث ، لا يكفي أن يكون الحديث صحيحاً حتى يأخذ الإنسان به ، فقد يكون منسوخاً . . . . . . . .)) انتهى .

ولا أدري من الذي يقفز هنا وهناك ؟

سُئِلَ عن زيارة القبور للنساء فراح يتكلّم عن المانعين لها ! إذا كان لك مذهب فأفتِ به ولا تشوّش السّائل ، ولكنّ الجفري لا يستطيع أن يفوّتَ فرصَةً للهمز واللمز فكان منه هذا القفز .

إنّ الجفري لا يعلم أنّ تحريم زيارة القبور على النّساء هو مذهب العديد من الفقهاء الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة والشافعيّة !

قال شيخ الشافعيّة أبو إسحاق الشيرازي في المهذَّب (1/ 257) : ولا يجوز للنساء زيارة القبور لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لعن الله زوارات القبور)). انتهى .

وجاء في حاشية الطحاوي على المراقي في الفقه الحنفي (2/ 619) قوله : وقيل تحرم على النساء . وسئل القاضي عن جواز خروج النساء إلى المقابر فقال : لا تسأل عن الجواز والفساد في مثل هذا ، وإنما تسأل عن مقدار ما يلحقها من اللعن فيه ؛ واعلم بأنها كلما قصدت الخروج كانت في لعنة الله وملائكته ، وإذا خرجت تحفّها الشياطين من كل جانب ، وإذا أتت القبور تلعنها روح الميت ، وإذا رجعت كانت في لعنة الله .كذا في الشرح عن التتارخانية ؛ قال البدر العيني في شرح البخاري : وحاصل الكلام أنها تكره للنساء بل تحرم في هذا الزمان ، لا سيما نساء مصر لأن خروجهن على وجه فيه فساد وفتنة . انتهى وفي السراج : وأما النساء إذا أردن زيارة القبور ، إن كان ذلك لتجديد الحزن والبكاء والندب كما جرت به عادتهن فلا تجوز لهن الزيارة ، وعليه يحمل الحديث الصحيح : ((لعن الله زائرات القبور)). انتهى

وقد رجّحَ العلاّمة العظيم آبادي التحريم ! انظر عون المعبود .

وكلّنا يعلم أنّ مذهب الإمام أحمد هو كراهة زيارة القبور للمرأة ، وهذا هو الذي يُفتِي به هؤلاء الإخوة الذين يتحدّث عنهم الجفري ، فهل الإمام أحمد يقفز إلى الحديث دون فهمه كما يزعم الجفري ؟

وهل كل هؤلاء العلماء والأئمة يمارسون القفز دون الفهم ؟!

وهكذا يظهر للجميع من الذي يتطاول على الأئمة !
[/align]










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc