كيف لمدادي أن ينسكب
وقد تعلم كيف يطيع أستاذه
فالأحترام يفرض أن يصمت ويتعلم
من ريشة كانت ولازالت ترسم البسمة
وتمزج البسمة مع الدمعة
الشوق مع الوداع
اللقاء مع الغياب
الخيانة مع الصفاء
الألم مع الأمل
كلها تلتقي حين تتكلم حرووووووفك ولا تصمت
أخي
حين تنتهي من فضح الخبايا بين السطور
حين تسطر عبرة من هم
وترسم بسمة من حزن
حين تمزج الألوان تخفي سوادها بصفاء النجوم
كالتي تزين الليل وقت السحر
أخي قاسم
غريبة هي الدنيا تجعل الداء والدواء في قلم
في حروف
يصبح الكل يعرفك من خط يدك
من أسلوبك
يرون فرحك
غضبك
حزنك
ألمك
شوقك
حتى دمعك
يقرؤون بين السطور سحرك
أسرار تعلمنا كيف نخفيها جيدا
ننساها لكن الكلمات تظهرها
تفضحنا
يقرؤها فقط من يعرف لغة الكلمات
ويفهم جيدا الهمهمات
هنا بيتي
وليس لي بيت سواه
هنا أرتاح
أقطف من أحرف أخي
أحلى الثمار
أضمد بأحداها روحي
وأخفي بالاخرى عن الكل جروحي
أخفي ضعفي
أظهر رغم الألم نفسي
فلا أروع من مصاحبة القلم والريشة
ولا أروع من أحتضان أوراق بيضاء كبياض قلب نحمله
نلفها نغلفها نجعلها شاهدة على لحظات عشناها
شاهدة على العصر
على جنون ضحكات دموع
فهي أروع ما يخلد الذكرى
فالصورة على بلاغتها تبقى بلا حياة
جامدة
لا نستشعر منها سوى ما كان دفينا في القلب
أما الكلمات تعيد تمثيل الأحداث
تعيشها مرارا مرارا
وكأنك تستطيع أن تبقى دوما البطل
تستطيع أن تبقى صغيرا لا هم ولا كدر
تحمل ورودا تهديها لمن تحب
ربما معلمة أو أم
ترسم في كراريس خربشات تظنها اروع فن
تحبس من أحببت
لا تتركه يذهب
لا تترك للفراق مكانا للعبور
تتركه حبيس تلك الذكريات
تحادثه
وكأنك حقا تراه
تلمسه من خلال وضع يدك على أسمه
وتحاكيه حين تتخيل قوله
تبتسم تضحك
وربما من تحاكيه قد غاب
الخواطر هي هوسي عشقي عمري الذي لا أظنه قد ضاع
لأنه قد أسال حبرا لطالما ألجمه خوفي
وأضاء قلبا لطالما اظلمته عتمة فكري
وجمعني بأخوة ما كنت لأعرفهم
لولا أن لهم نفس هوسي
عساك بخير يا اخي قاسم
لا حرمنا الله طلتك
ولا قلمك
ولا مدادا تسيره
أكتب أخي فنحن ننتظر أن نقرأ كلماتك
لأنها تفهمنا أكثر مما نفهم أنفسنا
دمت في حفظ الرحمن
حفظك الله ورعاك ومن كل خير أعطاك